جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-31@16:57:09 GMT

عالم بلا إنسانية

تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT

عالم بلا إنسانية

 

علي بن حمد المسلمي

aha.1970@hotmail.com

عالم متحضر بلا شك، بلغ من العلم ما بلغ، عصر الذكاء الاصطناعي والفضاء المفتوح السيبراني، والخيال العلمي والكبسولات الفضائية للرحلات في الفضاء الخارجي للإقامة في الكواكب، عصر لا تحده الحدود المصطنعة ولا المسافات البعيدة، الإنسان فيه، طار كالطير في السماء وغاص في البحر كالأسماك وركب البر والبحر في طمأنينة وأقصى المسافات بينهما وعمّر الأرض أكثر مما عمَّرها السابقون وأتت الأرض زخرفها وزينتها وظنوا أنهم قادرون عليها وما أرض قوم عاد عنهم ببعيد "حَتَّى إِذَا أَخَذَتْ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُون عليها".

العقل البشري تطور واخترع وابتكر وأبدع وتفوق وماج وهاج ونسي وتناسى أنه إنسان ضعيف، مخلوق من صلصال كالفخار من علقة ثم مضغطة ثم عظاما ثم لحما "وَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ" وخلقه في أحسن تقويم "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ". أو كما قال الشاعر إيليا أبو ماضي:

نَسِيَ الطينُ ساعةً إنَّه طينٌ // حقيرٌ فصالَ تِيْهًا وعَرْبَد.

إن ما يحدث في غزة وعموم فلسطين المحتلة، وفي جنوب لبنان والبقاع والضاحية الجنوبية، والآن في صور، وبعلبك اللبنانيتين شيء يندى له الجبين، وتقشعر له الأبدان وتشمئز منه القلوب، وتدمي منه مقلة الأسد، "إن العين لتدمع وإن القلب لينفطر"، ومن قبله في سوريا والعراق وليبيا والصومال والسودان، شيء لم يتصوره عقل، ولا خطر على قلب بشر، أن يفعل الإنسان بأخيه الإنسان هكذا، الذي كرمه الله،  وحمله في البر، والبحر "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِىٓ ءَادَمَ وحملناهم في ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ" وأمر الله ملائكته أن يسجدوا لأبيهم آدم سجود تكريم "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ".

هيهات هيهات، أيها الإنسان أين حقوق الإنسان وحقوق المرأة والطفل وو… التي يتشدق بها الطغاة والجبابرة على الضعفاء والمساكين وهم بمنأى عنها يدعمون ويدعمون قتل الإنسان ويقفون مع الجلاد علانية ولا رادع لهم، يسوقون التسويات تلو التسويات، يقولون مالا يفعلون. "كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ".

لقد وقف أئمة الكفر في خندق واحد يستبيحون دماء الأبرياء من أطفال وشيوخ عجزه ونساء ثكلى، يهلكون الحرث والنسل، بطائراتهم الفتاكة والمسيرة، وبصواريخهم المدوية، وبمجنزراتهم ومدفعيتهم يقصفون، وببلدوزراتهم يهدمون، يقضون على الأخضر واليابس؛ يصبون جام غضبهم على البشر والحجر والشجر لا يعرفون سوى الانتقام والسادية "كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً".

وفوق ذلك لم يكتفوا بذلك قط؛ بل منعوا الماء والغذاء والدواء، وجوعوا الأطفال والنساء والكبار، ولو كان بمقدورهم منع نسمة من هواء لفعلوا ولكن الله غالب على أمره، وأغلقوا الجو والأجواء والموانئ والميناء وعطلوا المشفيات والمدارس عن القيام بأدوارها بل وهجروا الآمنين عن قراهم وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون.

نبوءتهم معركة هرمجدون والبقرات الحُمر التي جلبت من ولاية تكساس الأمريكية لبناء الهيكل المزعوم لتطهير الموقع برمادها بعد حرقها بدلاً من المسجد الأقصى، دنسو العرض، والأرض المقدسة، ومسرى النبي، ومعراجه إلى السماوات العلى، نسوا وتناسوا أيام التيه والنفي من الأرض بسبب ما اقترفته أيديهم وقتلهم الأنبياء بغير حق ولكن هيهات هيهات منا الذلة.

وهكذا هم ينتهجون ومن والاهم وشايعهم من المرجفين في هذا العالم الذين ينتسبون للإسلام أو غير الإسلام، يشاهدون ما يفعله هؤلاء بأطفال ونساء وشيوخ المسلمين والمسيحيين في فلسطين ولبنان حتى دور العبادة لم تسلم منهم لم يبقَ مسجد إلا وقصفوه ولا كنيسة إلا استباحوها ولا صومعة راهب إلا أبادوها هل تسمي هؤلاء بشرا متحضرا أم وحوشا في غابة تحكمها شريعة الغاب.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أستاذ بجامعة الأزهر: الابتلاءات فرص كبيرة للخير والبركة

أكد الدكتور محمد ورداني، أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر، أن كل ابتلاء يمر به الإنسان في حياته، سواء كان همًا حزنًا أو تحديًا صعبًا، هو في الحقيقة طريق رئيسي للخير، رغم أنه قد يبدو في البداية غير منطقي.

وقال محمد ورداني، خلال حلقة برنامج «ولكن»، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء: «قد يظن البعض أن الابتلاءات هي محض شر، لكن الحقيقة أن هذه الابتلاءات هي فرص كبيرة للخير والبركة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المسلم من وصب ولا نصب ولا هم ولا حزن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه».

وتابع: «عندما نرضى بما قدره الله، نكون قد حولنا المحنة إلى مكسب عظيم، بينما في حالة السخط، فإن الشخص يفقد فرصة تكفير ذنوبه ويزيد من المعاناة النفسية.»

وأوضح أن قدرة الإنسان على التعامل مع الأزمات والابتلاءات بشكل صحيح هي المفتاح لتحويل تلك الأوقات الصعبة إلى لحظات من الربح الروحي، مشيرا إلى أن الأنبياء والصالحين، الذين هم أقرب الناس إلى الله، مروا بأشد الابتلاءات، لأن الابتلاء يزداد مع زيادة الإيمان والدين والصبر.

كما أضاف أنه من خلال الابتلاء يصبح الإنسان أكثر قربًا إلى الله، حيث قال: «عندما يبتلى الإنسان، ويشعر بأن المخلوقين قد يتخلون عنه، فقط الله سبحانه وتعالى هو الذي يمكنه احتواءه. وهو وحده القادر على أن يصب على قلبه السكينة والرحمة.»

ولفت إلى أن الابتلاء ليس عقابًا، بل فرصة لتقوية العلاقة بالله، مؤكداً أن اللجوء إلى الله في الأوقات الصعبة، وتقبل الأمر بقول «وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد»، هو الطريق الذي يفتح أمام الإنسان أبواب السكينة والطمأنينة.

مقالات مشابهة

  • فالح الفياض: شعار هيهات منا الذلة يعبر عن فلسفة وعمق ومنهج سياسي
  • أيها الإنسان.. أنت في ذمة الله.. لا في ذمة البشر
  • عالم أزهري: الفقه المالكي اعتنى بالحالة النفسية في مسألة الطلاق وأكَّد أنه لا طلاق في إغلاق
  • عالم أزهري يوضح لماذا يحب الناس زيارة آل البيت؟.. فيديو
  • فوائد بقاء الإنسان متوضئًا طوال الوقت
  • سائق توصيل يجسد الكرم السعودي بمبادرة إنسانية للمحتاجين.. صورة
  • لا حق للدول في الوجود ولكن الحق للشعوب
  • قناة لبنانية: الجيش يتسلم منشأة عسكرية تحت الأرض من حزب الله (شاهد)
  • بُشرى سارة لكل مُبتلى ومهموم.. طريق رئيسي للخير "فيديو"
  • أستاذ بجامعة الأزهر: الابتلاءات فرص كبيرة للخير والبركة