علي بن حمد المسلمي
aha.1970@hotmail.com
عالم متحضر بلا شك، بلغ من العلم ما بلغ، عصر الذكاء الاصطناعي والفضاء المفتوح السيبراني، والخيال العلمي والكبسولات الفضائية للرحلات في الفضاء الخارجي للإقامة في الكواكب، عصر لا تحده الحدود المصطنعة ولا المسافات البعيدة، الإنسان فيه، طار كالطير في السماء وغاص في البحر كالأسماك وركب البر والبحر في طمأنينة وأقصى المسافات بينهما وعمّر الأرض أكثر مما عمَّرها السابقون وأتت الأرض زخرفها وزينتها وظنوا أنهم قادرون عليها وما أرض قوم عاد عنهم ببعيد "حَتَّى إِذَا أَخَذَتْ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُون عليها".
العقل البشري تطور واخترع وابتكر وأبدع وتفوق وماج وهاج ونسي وتناسى أنه إنسان ضعيف، مخلوق من صلصال كالفخار من علقة ثم مضغطة ثم عظاما ثم لحما "وَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ" وخلقه في أحسن تقويم "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ". أو كما قال الشاعر إيليا أبو ماضي:
نَسِيَ الطينُ ساعةً إنَّه طينٌ // حقيرٌ فصالَ تِيْهًا وعَرْبَد.
إن ما يحدث في غزة وعموم فلسطين المحتلة، وفي جنوب لبنان والبقاع والضاحية الجنوبية، والآن في صور، وبعلبك اللبنانيتين شيء يندى له الجبين، وتقشعر له الأبدان وتشمئز منه القلوب، وتدمي منه مقلة الأسد، "إن العين لتدمع وإن القلب لينفطر"، ومن قبله في سوريا والعراق وليبيا والصومال والسودان، شيء لم يتصوره عقل، ولا خطر على قلب بشر، أن يفعل الإنسان بأخيه الإنسان هكذا، الذي كرمه الله، وحمله في البر، والبحر "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِىٓ ءَادَمَ وحملناهم في ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ" وأمر الله ملائكته أن يسجدوا لأبيهم آدم سجود تكريم "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ".
هيهات هيهات، أيها الإنسان أين حقوق الإنسان وحقوق المرأة والطفل وو… التي يتشدق بها الطغاة والجبابرة على الضعفاء والمساكين وهم بمنأى عنها يدعمون ويدعمون قتل الإنسان ويقفون مع الجلاد علانية ولا رادع لهم، يسوقون التسويات تلو التسويات، يقولون مالا يفعلون. "كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ".
لقد وقف أئمة الكفر في خندق واحد يستبيحون دماء الأبرياء من أطفال وشيوخ عجزه ونساء ثكلى، يهلكون الحرث والنسل، بطائراتهم الفتاكة والمسيرة، وبصواريخهم المدوية، وبمجنزراتهم ومدفعيتهم يقصفون، وببلدوزراتهم يهدمون، يقضون على الأخضر واليابس؛ يصبون جام غضبهم على البشر والحجر والشجر لا يعرفون سوى الانتقام والسادية "كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً".
وفوق ذلك لم يكتفوا بذلك قط؛ بل منعوا الماء والغذاء والدواء، وجوعوا الأطفال والنساء والكبار، ولو كان بمقدورهم منع نسمة من هواء لفعلوا ولكن الله غالب على أمره، وأغلقوا الجو والأجواء والموانئ والميناء وعطلوا المشفيات والمدارس عن القيام بأدوارها بل وهجروا الآمنين عن قراهم وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون.
نبوءتهم معركة هرمجدون والبقرات الحُمر التي جلبت من ولاية تكساس الأمريكية لبناء الهيكل المزعوم لتطهير الموقع برمادها بعد حرقها بدلاً من المسجد الأقصى، دنسو العرض، والأرض المقدسة، ومسرى النبي، ومعراجه إلى السماوات العلى، نسوا وتناسوا أيام التيه والنفي من الأرض بسبب ما اقترفته أيديهم وقتلهم الأنبياء بغير حق ولكن هيهات هيهات منا الذلة.
وهكذا هم ينتهجون ومن والاهم وشايعهم من المرجفين في هذا العالم الذين ينتسبون للإسلام أو غير الإسلام، يشاهدون ما يفعله هؤلاء بأطفال ونساء وشيوخ المسلمين والمسيحيين في فلسطين ولبنان حتى دور العبادة لم تسلم منهم لم يبقَ مسجد إلا وقصفوه ولا كنيسة إلا استباحوها ولا صومعة راهب إلا أبادوها هل تسمي هؤلاء بشرا متحضرا أم وحوشا في غابة تحكمها شريعة الغاب.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
هل دورات المياه مسكن للشياطين؟.. خالد الجندى يوضح
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن كلمة الوضوء إذا كانت بضم الواو فهى اسم للماء المستعمل في الطهارة، أما إذا كانت بفتح الواو فهى اسم للفعل نفسه، مثل أن يقال: فلان في حالة وضوء أو يتوضأ.
وأوضح أن الماء الذي يتوضأ به يسمى وضوءًا بالضم، مشيرًا إلى أن الكلمة مأخوذة من الوضاءة، أي الحسن.
وأضاف عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، خلال حلقة برنامج “لعلهم يفقهون”، والمذاع عبر فضائية dmc، اليوم الاثنين، أن المكان الذي يتوضأ فيه الإنسان أو الذي يساعده على الوضوء هو مكان يحبه الله سبحانه وتعالى، مستنكرًا ما يروجه البعض من أن هذا المكان، كدورات المياه، مليء بالعفاريت والشياطين، موضحًا أن الحمام لا توجد به عفاريت أو شياطين كما يفهم البعض، مبينًا أن قول الإنسان عند دخول الحمام: "أعوذ بالله من الخبث والخبائث" هو استعاذة من الشرور والآفات وليس دليلًا على وجود مخلوقات شيطانية بالحمام.
وأشار إلى أن تفسير "الخبث والخبائث" باعتبارها ذكور وإناث الجن والشياطين هو اجتهاد للإمام النووي رحمه الله، وليس نص حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، موضحًا أن النبي علمنا الدعاء عند دخول الحمام للاحتماء من الشرور، وليس لأنه مكان مسكون بالعفاريت، لافتًا إلى أن الفضلات التي تخرج من الإنسان مثل البول والغائط هى من الخبائث، ولذلك يقول المسلم عند الخروج: "الحمد لله الذي أذهب عني الأذى".