إندبندنت: حتى لو فازت هاريس فلن يحل انتصارها مشاكل أمريكا
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
قالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، عبر افتتاحية لها، إن "خسارة المرشّح الديمقراطي في انتخابات 5 تشرين الأول/ نوفمبر الجارية، لن تلغي المعركة في داخل أمريكا؛ فلو فازت كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية، من المتوقع ألا يعترف ترامب بالفوز أو يحضّر حفل التنصيب".
وأوضحت الصحيفة، عبر الافتتاحية ذاتها التي ترجمتها "عربي21" أنه: "من الإنصاف القول إن يوم التصويت قد لا ينهي المسألة، بل وستكون بداية مرحلة أخرى مريرة وغير مؤكدة في صدمة الانتخابات".
وتابعت: "في الوضع المثالي، فإن الاتجاه نحو التصويت المبكر هذه المرة وإدخال قوائم وأنظمة أكثر دقة، بعد تجارب الماضي، يعني أن النتيجة سوف تكون واضحة بسرعة نسبية".
"الواقع أن مسؤولي الانتخابات أو أبطال الديمقراطية الأمريكية الهادئين وأصحاب الضمير بذلوا، على كل حال، جهودا خارقة لضمان نزاهة التصويت وجعله خاليا من الاحتيال قدر الإمكان" بحسب افتتاحية الصحيفة البريطانية.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ: "النتيجة قد لا تكون متقاربة كما ترجّح استطلاعات الرأي. وربما حصل أحد المتنافسين على نتيجة كبيرة "لا يمكن التلاعب بها" كما يقول التعبير الساخر".
ووفق المصدر ذاته، قد: "تحدّث محللون بارزون عن شكّهم في استطلاعات الرأي المتقاربة، والتي جاءت نتيجة تدخل إنساني من أجل تصحيح عيوب التحيز السابقة". فيما أشار محللون آخرون إلى: "الطبيعة المتحزبة لاستطلاعات الرأي والتي تعكس الاستقطاب داخل مؤسسات الإعلام التي طلبت من شركات الإستطلاع القيام بها".
ومضت الافتتاحية بالقول: "حتى لو كانت السياسات الأمريكية منقسمة كما هي مستقطبة، فإن عدة آلاف من الأصوات في الولايات المتأرجحة، مثل بنسلفانيا، قد ترجّح الميزان بشكل حاسم في المجمعات الإنتخابية، مما يعطي ترامب أو هاريس النصر الحاسم، بدلا من تبريره بناء على الأصوات الشعبية (كما حدث مع هيلاري كلينتون التي تفوقت بـ 3 ملايين صوت على ترامب في عام 2016)".
وأبرزت: "ستقدم النتائج الأولية، صورة عن المشاركة الانتخابية، وبخاصة مشاركة النساء والمرشّح المفضل. ومرة أخرى، فهذه البيانات لا تعني الكثير وتظل محلا للخلاف. ونعرف أيضا أن حملة ترامب حضرت الأرضية لتقديم الطعون وإعادة فرز الأصوات والتقاضي".
وأكدت: "منذ رفض ترامب قبول الهزيمة في عام 2020، كان يعمل على تقويض الثقة في النظام الانتخابي، لدرجة أن العديد من أنصاره، حتى قبل الإدلاء بصوت واحد، كانوا مقتنعين بأن الانتخابات "سرقت" منذ فترة طويلة، طالما لم يفز مرشح وإن بشكل غير منطقي".
وأردفت: "هناك شائعة قاتمة عن الجمهوريين في بعض الولايات المتأرجحة وفي الكونغرس الجديد، لتعطيل عملية المصادقة على النتائج الإنتخابية، بطريقة ما والتي من المقرر أن تكتمل في جلسة 6 كانون الثاني/ يناير وهو التاريخ الذي يذكّر بتمرد عام 2021".
"في خطابه الذي أثار الفضول في ماديسون سكوير غاردنز، قال ترامب، إنه ورئيس مجلس النواب مايك جونسون لديهما: سر صغير"، وفقا للصحيفة البريطانية التي استطردت بالقول: "خلاصة الأمر، هناك مخاطر كما حدث في 2020 أو عام 2000 عندما كانت نتائج جورج دبليو بوش وآل غور متقاربة، وقد لا نعرف النتيجة إلا بعد أسابيع، وربما لن يعترف ترامب بالنتيجة، أو يحضر حفل تنصيب هاريس، كما فعل في حفل تنصيب جو بايدن".
"عودة ترامب إلى البيت الأبيض ستكون بمثابة تحدّ لم نشهد له مثيلا في تاريخ بلادنا" تابعت الافتتاحية، مضيفة: "طالما زعم ترامب بأنه الرئيس الأفضل الذي مر على أمريكا، وأنه أفضل من جورج واشنطن وأبراهام لينكولن، سواء في كونه رجل دولة أو من ناحية الإنجاز. والحقيقة هي أنه سيكون الأخطر الذي وصل إلى السلطة، لو عاد إليها".
وتابعت: "الرئيس ترامب رقم 47 سيكون أخطر من ترامب 45، لأسباب واضحة من سجلّه وخطابه وشهادة كل من عمل معه في المرة الأولى تقريبا. وسوف يحرض الأمريكيين مرة أخرى ضد بعضهم البعض، كما فعل في 6 كانون الثاني/ يناير 2021، في واشنطن العاصمة، وفي شارلوتسفيل وفي عدد لا يحصى من الخطب. وسيسعى، على حد تعبيره، إلى: الانتقام".
وبحسب المصدر نفسه، فإن ترامب: "سوف يضع معارض اللقاحات والتطعيم ومناهض الفلورايد في الماء، روبرت كينيدي جونيور على رأس وكالات الصحة الأمريكية. وسيفرض تعرفات جمركية ضخمة على الواردات، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى ركود التجارة العالمية. وسيعين جنرالات موالين له شخصيا وليس للدستور، وسيكون مستعدا لاستخدام الجيش ضد شعبه، وسوف يهدد وسائل الإعلام ويتنمّر عليها".
وتابعت: "سيعين إيلون ماسك في الحكومة ويوكله بمتابعة موضوع "كفاءة الحكومة". كما وسيقوم بتقويض حلف الناتو والتقرب مع فلاديمير بوتين ويضعف أوكرانيا ويعطي بنيامين نتنياهو اليد المطلقة في الشرق الأوسط وضد إيران".
"سينسحب ترامب مرة أخرى من معاهدات المناخ ويرحّل ملايين الأطفال الذين ولدوا في أمريكا، وسيعطي المشرعين الحق لمنع الإجهاض. وسوف يتحقق كل هذا وأكثر من ذلك بفضل المحكمة العليا التي منحته "حصانة مؤهلة" في المستقبل من الملاحقة القضائية، وهي الهدية التي أفلتت من يد ريتشارد نيكسون" أبرزت الصحيفة.
وأشارت إلى ما يسمى بـ"مشروع 2025"، بالقول إنه "سيعين المتعصبين له في الخدمة المدنية بغض النظر عن خبرتهم. وسيعمل على تسييسها بشكل كبير ومن أي إدارة سابقة، تماما كما فعل مع المحاكم. كل هذا سيعرض بنك الاحتياطي الفيدرالي والدولار للخطر".
واستفسرت: "هذه هي القضية ضد ترامب، فلماذا ستعطي نسبة 40 في المئة أو أكثر أصواتها له؟ ولماذا اجتذب، إذا كانت التقارير صحيحة، المزيد من الشباب السود والعرب الأمريكيين إلى قضيته؟".
وأردفت: "الحقيقة الواضحة التي لا مفر منها هي أن ترامب أثار صدى لدى العديد من الأمريكيين الذين يشعرون، كما لا يكل ولا يمل الرئيس السابق من بإخبارهم، أنهم في حال أسوأ مما كانوا عليه قبل أربع سنوات. فهم يائسون من انتقال وظائف التصنيع إلى الخارج وغاضبون من كلفة السكن ومن الضرائب وأكثر من هذا خائفون من حجم الهجرة".
وأكدت: "من الواضح أن إدارة بايدن لم تنجح في الإستماع إلى مخاوفهم، وبخاصة ما يتصل بالسياسة الخارجية. ولم تتقبل هاريس دائما الحجج وتكسب ما يكفي من المتشككين".
واختتمت الافتتاحية بالقول: "في النهاية، سيتم تسوية نتيجة هذه الانتخابات، لأنه يجب فعل هذا. وقد يتطلب الأمر تدخلا قضائيا، كما حدث في تنصيب جورج دبليو بوش عام 2000 ورفض شكاوى ترامب التي لا أساس لها في عام 2020. لكن الانقسامات ــ والمشاكل التي أدت إلى نشوئها ــ لم تنته بعد".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية هاريس استطلاعات الرأي استطلاعات الرأي الإنتخابات الأمريكية هاريس صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
بعد المجد الشخصي..هل تصنع كامالا هاريس التاريخ في أمريكا؟
ربما تنجح كامالا هاريس في صناعة التاريخ، وتصبح أول امرأة أفروأمريكية، وأول أمريكية من أصل جنوب آسيوي تصل إلى البيت الأبيض، دون أن تشير تقريباً إلى نوعها أو عرقها، ومع وعد فتح "فصل جديد" في سياسة الولايات المتحدة.
وتعد كلمة "أول امرأة" مرادفة لمسيرة هاريس 60 عاماً، فقد كانت أول مدعية عامة سوداء، وأول امرأة تشغل منصب المدعى العام لكاليفورنيا، وأول هندية أمريكية تصل إلى مجلس الشيخ، وأول نائب رئيس في تاريخ الولايات المتحدة.ومع ذلك، فضلت هاريس ألا تركز في حملتها الانتخابية على الطابع التاريخي لوصولها المحتمل لسدة الرئاسة، على عكس ما هيلاري كيلنتون في انتخابات 2016. تفاؤل هاريس يواجه تهديد ترامب الشعبوي - موقع 24اختتمت عشية يوم الانتخابات الأمريكية المضطربة لعام 2024 بتناقض يجسد "الاختيار المشؤوم" الذي يواجه الناخب الأمريكي بين الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب ونائب الرئيس الحالي الديمقراطية كامالا هاريس. وفي سيرتها الذاتية "الحقائق التي نمسكها" تكشف أنها تفضل وصف نفسها بـ "أمريكية فحسب"، وتؤكد أنها سعيدة بهويتها امرأة من أعراق مختلطة، رغم هجمات ترامب، الذي شكك في أنها أفروأمريكية بصورة كافية.
وتفتخر هاريس بإرثها الأفروأمريكي والهندي، ويعني اسمها الذي يتظاهر بعض الديمقراطيين بالعجز عن نطقه لمهاجمتها، "زهرة اللوتس"، النبات الذي يطفو على سطح الماء.
وولدت هاريس في 20 أكتوبر (تشرين الأول) 1964 في أوكلاند بكاليفورنيا، وهي الإبنة الكبرى لشيمالا جوبالان، باحثة هندية في مكافحة السرطان، ودونالد هاريس، الاقتصادي الجامايكي، اللذان انفصلا عن بعضهما عندما كانت هي الثامنة. وكانت أمها، التي توفيت في 2009، القامة الأهم في حياتها وشخصيتها.
وإبان مراهقتها، أخبرتها صديقتها المقربة في المعهد بأنها كانت ضحية استغلال جنسي من زوج أمها، فلم تتردد هاريس في الاتصال بأمها هاتفيا لتطلب منها أن تسمح لها بالانتقال للعيش معهما. وعندها شعرت هاريس بأنها عثرت على هدفها وقررت أن تكرس نفسها لحماية ضحايا الجريمة، ما جعلها تصبح المدعية العامة لسان فرانسيسكو بين 2004 و2011 ثم المدعية العامة لكاليفورنيا بين 2011 و2017.
ترامب وهاريس.. السباق "الأكثر تكلفة" في تاريخ أمريكا - موقع 24مع اقتراب يوم الانتخابات، تم إنفاق ما يقرب من مليار دولار على الإعلانات السياسية في الأسبوع الماضي، وفقاً لبيانات شركات ومحللين تتابع هذه الإعلانات وترصدها. وفي 2016 فازت بمقعد في مجلس الشيوخ وبرزت سريعا بفضل أسئلتها الحاسمة لأعضاء حكومة ترامب 2017-2021.
وفي 2020 قررت أن تنافس للترشح باسم الديمقراطيين لكنها واجهت صعوبات في تحديد مقترحاتها، أمام الذي أصبح بايدن مرشح الحزب واختارها نائباً له.
وهاريس متزوجة منذ 2014 بالمحامي دوغلاس إيمهوف، ولم تتمكن من إبراز ما لديها في البيت الأبيض، إذ كلفها بايدن بحل "القضايا العرقية" المتصلة بالهجرة من أمريكا الوسطى، وهو شأن ملعون في السياسة الأمريكية ولم يعثر له على حل منذ عقود.
وفي هذا الإطار، سافرت إلى غواتيمالا وهناك كانت بطلة لواحدة من أكثر اللحظات المثيرة للجدل حين قالت للمهاجرين الذين يحاولون دخول الولايات المتحدة: "لا تأتوا".
وبعد موجة انتقادات بسبب غياب التعاطف، انزوت هاريس بعيداً عن الأضواء، ثم ظهرت مرة ثانية حين ألغت المحكمة العليا في يونيو (حزيران) 2022 حق الإجهاض على الصعيد الفيدرالي، ما تسبب في غضب ملايين النساء.
وحين قرر بايدن في يوليو (تموز) الخروج من السباق الانتخابي، شيدت هاريس سريعاً ملف ترشحها حول مفهوم الحرية؛ حرية المرأة في جسدها، وحرية كل أمريكي يأمل في حياة أفضل.
وتعد هاريس بوحدة الأمة عقب سنوات من التفكك، ولجأت إلى الرموز الوطنية، وملأت مؤتمراتها الانتخابية بأعلام الولايات المتحدة، إلى درجة حصولها على دعم من بعض القامات الجمهورية، مثل النائ السابقة ليز تشيني، ابنة نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني 2001-2009.
وأصبحت هاريس، التي عملت طفلة في ماكدونالدز، بمثابة مرشحة الطبقة الوسطى التي تنوي خفض أسعار المساكن والغذاء والدواء.
أما الآن،فإن السؤال، هو هل سمعت الولايات المتحدة رسالتها، وإذا كان العزم على تغيير مسار البلاد قادراً على إقناع عدد كاف من الناخبين لصناعة التاريخ.