قالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، عبر افتتاحية لها، إن "خسارة المرشّح الديمقراطي في انتخابات 5 تشرين الأول/ نوفمبر الجارية، لن تلغي المعركة في داخل أمريكا؛ فلو فازت كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية،  من المتوقع ألا يعترف ترامب بالفوز أو يحضّر حفل التنصيب".

وأوضحت الصحيفة، عبر الافتتاحية ذاتها التي ترجمتها "عربي21" أنه: "من الإنصاف القول إن يوم التصويت قد لا ينهي المسألة، بل وستكون بداية مرحلة أخرى مريرة وغير مؤكدة في صدمة الانتخابات".

 

وتابعت: "في الوضع المثالي، فإن الاتجاه نحو التصويت المبكر هذه المرة وإدخال قوائم وأنظمة أكثر دقة، بعد تجارب الماضي، يعني أن النتيجة سوف تكون واضحة بسرعة نسبية".

"الواقع أن مسؤولي الانتخابات أو أبطال الديمقراطية الأمريكية الهادئين وأصحاب الضمير بذلوا، على كل حال، جهودا خارقة لضمان نزاهة التصويت وجعله خاليا من الاحتيال قدر الإمكان" بحسب افتتاحية الصحيفة البريطانية.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ: "النتيجة قد لا تكون متقاربة كما ترجّح استطلاعات الرأي. وربما حصل أحد المتنافسين على نتيجة كبيرة "لا يمكن التلاعب بها" كما يقول التعبير الساخر".


ووفق المصدر ذاته، قد: "تحدّث محللون بارزون عن شكّهم في استطلاعات الرأي المتقاربة، والتي جاءت نتيجة تدخل إنساني من أجل تصحيح عيوب التحيز السابقة". فيما أشار محللون آخرون إلى: "الطبيعة المتحزبة لاستطلاعات الرأي والتي تعكس الاستقطاب داخل مؤسسات الإعلام التي طلبت من شركات الإستطلاع القيام بها".

ومضت الافتتاحية بالقول: "حتى لو كانت السياسات الأمريكية منقسمة كما هي مستقطبة، فإن عدة آلاف من الأصوات في الولايات المتأرجحة، مثل بنسلفانيا، قد ترجّح الميزان بشكل حاسم في المجمعات الإنتخابية، مما يعطي ترامب أو هاريس النصر الحاسم، بدلا من تبريره بناء على الأصوات الشعبية (كما حدث مع هيلاري كلينتون التي تفوقت بـ 3 ملايين صوت على ترامب في عام 2016)".

وأبرزت: "ستقدم النتائج الأولية، صورة عن المشاركة الانتخابية، وبخاصة مشاركة النساء والمرشّح المفضل. ومرة أخرى، فهذه البيانات لا تعني الكثير وتظل محلا للخلاف. ونعرف أيضا أن حملة ترامب حضرت الأرضية لتقديم الطعون وإعادة فرز الأصوات والتقاضي".

وأكدت: "منذ رفض ترامب قبول الهزيمة في عام 2020، كان يعمل على تقويض الثقة في النظام الانتخابي، لدرجة أن العديد من أنصاره، حتى قبل الإدلاء بصوت واحد، كانوا مقتنعين بأن الانتخابات "سرقت" منذ فترة طويلة، طالما لم يفز مرشح وإن بشكل غير منطقي".

وأردفت: "هناك شائعة قاتمة عن الجمهوريين في بعض الولايات المتأرجحة وفي الكونغرس الجديد، لتعطيل عملية المصادقة على النتائج الإنتخابية، بطريقة ما والتي من المقرر أن تكتمل في جلسة 6 كانون الثاني/ يناير وهو التاريخ الذي يذكّر بتمرد عام 2021".

 "في خطابه الذي أثار الفضول في ماديسون سكوير غاردنز، قال ترامب، إنه ورئيس مجلس النواب مايك جونسون لديهما: سر صغير"، وفقا للصحيفة البريطانية التي استطردت بالقول: "خلاصة الأمر، هناك مخاطر كما حدث في 2020 أو عام 2000 عندما كانت نتائج جورج دبليو بوش وآل غور متقاربة، وقد لا نعرف النتيجة إلا بعد أسابيع، وربما لن يعترف ترامب بالنتيجة، أو يحضر حفل تنصيب هاريس، كما فعل في حفل تنصيب جو بايدن". 


"عودة ترامب إلى البيت الأبيض ستكون بمثابة تحدّ لم نشهد له مثيلا في تاريخ بلادنا" تابعت الافتتاحية، مضيفة: "طالما زعم ترامب بأنه الرئيس الأفضل الذي مر على أمريكا، وأنه أفضل من جورج واشنطن وأبراهام لينكولن، سواء في كونه رجل دولة أو من ناحية الإنجاز. والحقيقة هي أنه سيكون الأخطر الذي وصل إلى السلطة، لو عاد إليها".

وتابعت: "الرئيس ترامب رقم 47 سيكون أخطر من ترامب 45، لأسباب واضحة من سجلّه وخطابه وشهادة كل من عمل معه في المرة الأولى تقريبا. وسوف يحرض الأمريكيين مرة أخرى ضد بعضهم البعض، كما فعل في 6 كانون الثاني/ يناير 2021، في واشنطن العاصمة، وفي شارلوتسفيل وفي عدد لا يحصى من الخطب. وسيسعى، على حد تعبيره، إلى: الانتقام". 

وبحسب المصدر نفسه، فإن ترامب: "سوف يضع معارض اللقاحات والتطعيم ومناهض الفلورايد في الماء، روبرت كينيدي جونيور على رأس وكالات الصحة الأمريكية. وسيفرض تعرفات جمركية ضخمة على الواردات، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى ركود التجارة العالمية. وسيعين جنرالات موالين له شخصيا وليس للدستور، وسيكون مستعدا لاستخدام الجيش ضد شعبه، وسوف يهدد وسائل الإعلام ويتنمّر عليها".

وتابعت: "سيعين إيلون ماسك في الحكومة ويوكله بمتابعة موضوع "كفاءة الحكومة". كما وسيقوم بتقويض حلف الناتو والتقرب مع فلاديمير بوتين ويضعف أوكرانيا ويعطي بنيامين نتنياهو اليد المطلقة في الشرق الأوسط وضد إيران".

"سينسحب ترامب مرة أخرى من معاهدات المناخ ويرحّل ملايين الأطفال الذين ولدوا في أمريكا، وسيعطي المشرعين الحق لمنع الإجهاض. وسوف يتحقق كل هذا وأكثر من ذلك بفضل المحكمة العليا التي منحته "حصانة مؤهلة" في المستقبل من الملاحقة القضائية، وهي الهدية التي أفلتت من يد ريتشارد نيكسون" أبرزت الصحيفة.

وأشارت إلى ما يسمى بـ"مشروع 2025"، بالقول إنه "سيعين المتعصبين له في الخدمة المدنية بغض النظر عن خبرتهم. وسيعمل على تسييسها بشكل كبير ومن أي إدارة سابقة، تماما كما فعل مع المحاكم. كل هذا سيعرض بنك الاحتياطي الفيدرالي والدولار للخطر".

واستفسرت: "هذه هي القضية ضد ترامب، فلماذا ستعطي نسبة 40 في المئة أو أكثر أصواتها له؟  ولماذا اجتذب، إذا كانت التقارير صحيحة، المزيد من الشباب السود والعرب الأمريكيين إلى قضيته؟".


وأردفت: "الحقيقة الواضحة التي لا مفر منها هي أن  ترامب أثار صدى لدى العديد من الأمريكيين الذين يشعرون، كما لا يكل ولا يمل الرئيس السابق من بإخبارهم، أنهم في حال أسوأ مما كانوا عليه قبل أربع سنوات. فهم يائسون من انتقال وظائف التصنيع إلى الخارج وغاضبون من كلفة السكن ومن الضرائب وأكثر من هذا خائفون من حجم الهجرة".

وأكدت: "من الواضح أن إدارة بايدن لم تنجح في الإستماع إلى مخاوفهم، وبخاصة ما  يتصل بالسياسة الخارجية. ولم تتقبل هاريس دائما الحجج وتكسب ما يكفي من المتشككين".

واختتمت الافتتاحية بالقول: "في النهاية، سيتم تسوية نتيجة هذه الانتخابات، لأنه يجب فعل هذا. وقد يتطلب الأمر تدخلا قضائيا، كما حدث في تنصيب جورج دبليو بوش عام 2000 ورفض شكاوى ترامب التي لا أساس لها في عام 2020. لكن الانقسامات ــ والمشاكل التي أدت إلى نشوئها ــ لم تنته بعد".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية هاريس استطلاعات الرأي استطلاعات الرأي الإنتخابات الأمريكية هاريس صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

المنتدى السعودي للإعلام يختتم فعالياته ويعلن الفائزين بجوائز الدورة الرابعة

اختتم المنتدى السعودي للإعلام أعمال النسخة الرابعة التي أقيمت تحت شعار “الإعلام في عالم يتشكل” ومعرض مستقبل الإعلام “فومكس” المصاحب له، وذلك بحضور معالي وزير الإعلام الأستاذ سلمان بن يوسف الدوسري، وعدد من أصحاب المعالي، والإعلاميين من داخل المملكة وخارجها.

وخلال الحفل الختامي أعلن المنتدى عن الفائزين بجائزة دورته الرابعة، بمساراتها الأربعة عشر المتنوعة في قطاع الإعلام والاتصال، التي تأتي التزامًا بدور المنتدى في دعم وتحفيز الإبداع الإعلامي، وفي مقدمة الجوائز جائزة شخصية العام الإعلامية التي فاز بها الدكتور هاشم عبده هاشم، وجائزة العمود الصحفي التي حصل عليها الكاتب حازم صاغية.

وفي مسار البحث الأكاديمي فازت أمل محمد أبومديني، من جامعة الملك عبدالعزيز عن بحثها “صحافة البيانات في المملكة العربية السعودية 2032: دراسة استشرافية”، وفي مسار برامج البودكاست الحوارية، فازت دارة الملك عبدالعزيز عن “بودكاست جلسة تاريخية”، وفي مسار صحافة البيانات فازت صحيفة عكاظ عن تقريرها “328 سعودية ينضممن إلى سوق العمل يوميًا”، وفي مسار التقرير الصحفي للأفراد، فاز بالجائزة أيمن الغبيوي من صحيفة إندبندنت عربية، عن تقريره “مترو الرياض رحلة فلسفية للتو بدأت فصولها”.

وفي مسار العمل الصحفي الميداني للأفراد، فاز بالجائزة مراسل قناة الجزيرة بدر الربيعان عن تقرير “الخدمات التي تقدمها المملكة لتسهيل أداء فريضة الحج”، فيما ذهبت جائزة مسار البرامج التلفزيونية الرياضية إلى برنامج في المرمى من قناة العربية، وفاز بمسار البرامج التلفزيونية الحوارية الاجتماعية برنامج في الصورة لقناة روتانا خليجية، وفي مسار البرامج التلفزيونية الوثائقية كانت الجائزة من نصيب هيئة الإذاعة والتلفزيون عن “برنامج رجال الملك عبدالعزيز”.

وفي مسار الأنشطة الاتصالية الإعلامية، فازت حملة “لا حج بلا تصريح” من وزارة الداخلية في مسار القطاع الحكومي، أما في مسار القطاع الخاص، فقد نالت الجائزة حملة إطلاق مسلسل الأنمي السعودي “أساطير في قادم الزمان2″، من شركة مانجا للإنتاج، وفي مسار جائزة الجمهور لأفضل محتوى رقمي، التي تُمنح بناءً على تصويت الجمهور، فقد حصدها الدكتور ثواب السبيعي “سائح تيوب”.

اقرأ أيضاًالمملكةوزير الداخلية يزور وحدة العمليات الأمنية المركزية الإيطالية

وشهدت أعمال المنتدى، الذي يُعد أكبر تجمع إعلامي متخصص في الشرق الأوسط، حضور أكثر من 80 ألف زائر محلي ودولي، وعقد أكثر من 80 جلسة حوارية، و30 ورشة عمل تميزت بحضور لافت وتفاعل كبير، كما قدم المنتدى فرصًا إستراتيجية للشركات المحلية للتواصل مع نظيراتها العالمية، وبناء شراكات تواكب التحولات المتسارعة في الصناعة الإعلامية، إضافة إلى 5 مبادرات مصاحبة للمنتدى ركزت على تطوير الكوادر الوطنية في مجال الإعلام، و6 تجارب تفاعلية.

فيما تميز معرض مستقبل الإعلام “فومكس” المقام على هامش المنتدى بحضور لافت وتفاعل كبير من زوار، ومشاركة أكثر من 250 شركة محلية وعالمية، عرضو أحدث التقنيات والابتكارات في قطاع الإعلام.

كما أسهم المنتدى في تعزيز الشراكات في قطاع الإعلام من خلال 16 مذكرة تفاهم وتعاون إستراتيجية وقعت بين عدد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص, في مجالات البث والتدريب الإعلامي، وتأهيل وتدريب الكفاءات الوطنية؛ لتطوير مهارات الإعلاميين في مجال سرد القصص السياحية، والرياضية، لتعزيز دورهما في الاقتصاد الوطني وفق مستهدفات رؤية المملكة 2030.

وعلى مدى ثلاثة أيام شكّل المنتدى السعودي للإعلام في نسخته الرابعة، فرصة للاطلاع على الخبرات والتجارب المحلية والعالمية في صناعة الإعلام، ورصد الفرص الكامنة غير المحدودة التي خلقها الإعلام الجديد، والتعرف على وسائل القوى الناعمة وكيفية استثمارها في العصر الحديث.

مقالات مشابهة

  • ترامب: آبل تقرر نقل تصنيعها إلى أمريكا بدلًا من المكسيك
  • المنتدى السعودي للإعلام يختتم فعالياته ويكرّم الفائزين بجوائز الدورة الرابعة
  • المنتدى السعودي للإعلام يختتم فعالياته ويعلن الفائزين بجوائز الدورة الرابعة
  • ثلاثة مزاعم أطلقها ترامب حول زيلينسكي والحرب الروسية الأوكرانية.. ما الذي تكشفه الأرقام؟
  • رجل عصابات أميركي: أنا الذي قتلت كينيدي
  • إيلون ماسك: غرق أمريكا يعني غرق العالم
  • هيبة أمريكا على المحك
  • ترامب: أمريكا عادت من جديد وبدأت عصرها الذهبي
  • العوامل التي أجبرت أمريكا والكيان على التراجع وتأجيل تهجير أبناء غزة
  • ما الذي يدور في عقل ترامب؟