ليبيا.. اشتباكات مسلحة في طرابلس وتوقف الملاحة في مطار معيتيقة (فيديو)
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
اندلعت اشتباكات مسلحة في عدة أحياء بالعاصمة الليبية طرابلس، بين قوتين أمنيتين تتبع إحداهما لحكومة الوحدة الوطنية والأخرى للمجلس الرئاسي، مما أدى إلى توقف الملاحة الجوية بمطار معيتيقة الدولي
وقال مصدر في وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية، فضّل عدم الكشف عن اسمه، إن "مواجهات مسلحة اندلعت مساء الإثنين في أحياء بطرابلس بين جهاز الردع لمكافحة الجريمة والإرهاب التابع للمجلس الرئاسي، واللواء (444) التابع لحكومة الوحدة"، بحسب وكالة "الأناضول".
وأضاف المصدر، أن "المواجهات وقعت بالقرب من مستشفى الطبي ومنطقة عين زارة جنوبي العاصمة".
فيديو > اتساع رقعة الاشتباكات بين ( الردع و الاربعات ) بطريق الشوك و خلف مركز #طرابلس الطبي و محيط مسجد فاطمة الزهراء بخلة الفرناج . #ليبيا #المرصد pic.twitter.com/duJ6ydYQDc
— صحيفة المرصد الليبية (@ObservatoryLY) August 15, 2023منذ فجر هذا اليوم، اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمدافع في الأحياء المدنية جنوب العاصمة طرابلس والتي تطورت وتوسعت لعدة مناطق وأحياء محاصرة في بلدية عين زارة.
لم يكون ما حدث بالأمس سوى بداية لجولة قتال أعنف وسط تقارير عن حصار المدنيين في طريق الشوك ووجود إصابات في صفوفهم. pic.twitter.com/1Rq2YLuOdN
وأكدت وسائل إعلام محلية تجدد الاشتباكات صباح الثلاثاء.
وفي السياق ذاته، أفاد شهود عيان بانتشار عدة سيارات مسلحة تابعة لجهاز "الردع" واللواء "444" في عدة أحياء بطرابلس من بينها صلاح الدين، وعين زارة، وطريق الشط.
وبحسب مصادر محلية، فإن الاشتباكات اندلعت بعد إيقاف جهاز الردع، آمر اللواء 444 قتال، محمود حمزة، في مطار معيتيقة أثناء توجهه إلى مصراتة لحضور عرض عسكري رفقة رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة.
اقرأ أيضاً
بسبب الاشتباكات.. إيقاف الدراسة وتعليق الامتحانات بجامعة طرابلس
من جانبه، قال الناطق باسم مركز طب الطوارئ (حكومي) مالك مرسيط، إن "عدد من سيارات الإسعاف اتجهت إلى منطقة عين زارة على خلفية التوترات الأمنية فيها".
وأشار مرسيط، في تصريحات لقناة "ليبيا الأحرار" (خاصة)، إلى إعلان مركز طب الطوارئ والدعم حالة النفير العام في العاصمة.
في سياق متصل، أعلنت شركة برنيق للطيران، تعليق رحلاتها الدولية والمحلية من مطار معيتيقة مؤقتا حتى إشعار آخر، وذلك لظروف وصفت أنها خارجة عن إرادتها.
من جهته قال الناطق باسم مطار مصراتة الدولي سليمان الجهيمي، في تصريحات لقناة "ليبيا الأحرار" (خاصة)، إن "عددا من شركات الطيران قامت بنقل طائرتها من مطار معيتيقة الدولي بطرابلس إلى مطار مصراتة كإجراء احترازي نتيجة لتوترات أمنية بالعاصمة طرابلس".
بينما أعلنت جامعة طرابلس في بيان الاثنين، تعليق الدراسة والامتحانات والعمل الإداري، الثلاثاء، عقب اندلاع المواجهات المسلحة.
واشتباكات اليوم الاثنين هي أسوأ اشتباكات تشهدها طرابلس منذ شهور على الرغم من اندلاع أعمال عنف من حين لآخر بين فصائل مسلحة في أجزاء أخرى من شمال غرب ليبيا في الأسابيع الماضية، بحسب "رويترز".
وفي 28 مايو/ أيار الماضي شهدت طرابلس اشتباكات استمرت لساعات بين جهاز الردع لمكافحة الجريمة والإرهاب واللواء "444" على خلفية اعتقال الأول لأحد القادة التابعين للواء "444".
اقرأ أيضاً
ليبيا.. اشتباكات جديدة تهز ضواحي طرابلس
المصدر | الخليج الجديد + وكالاتالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: طرابلس اشتباكات طرابلس ليبيا مطار معيتيقة جهاز الردع اللواء 444 مطار معیتیقة
إقرأ أيضاً:
فعلها الحوثي!
يمانيون |عبدالوهاب حفكوف*
ليس من السهل على أي قوة محاصَرة، بلا غطاء جيوسياسي، أن تُنتج مدرسة ردع متكاملة، لكن الحوثيين فعلوها، لم يتسللوا إلى المشهد من شقوق الهامش، بل فرضوا حضورهم بصبر استراتيجي، وبنية عملياتية هجينة، شبكية، مرنة، لا يمكن استنساخها في المعسكرات التقليدية.
هنا لا نتحدث عن مقاومة بالمعنى الإنشائي، بل عن بنية قتالية غير رأسية، مدعومة بإرادة فولاذية وبُنية لامركزية تُوزّع القرار وتمنع الشلل، إنها منظومة قتال تولد وتتكيف تحت الضغط، تُخفي تموضعها، وتضرب في الزمان والمكان الذي تُحدده.
من مأرب إلى البحر الأحمر، ومن سلاح الكلاشنيكوف إلى المسيّرات المركّبة، راكم الحوثيون معادلة استنزاف باردة أثبتت أن من يملك السيطرة على الزمن، لا يحتاج إلى التفوق التقني، وكل من أستخف بهم، أنتهى به الأمر إلى تفسير عجزه بأسطورة “الدعم الخارجي”، عوضا عن فهم عبقرية القتال اليمني.
نُشرت فقاعة إعلامية في “التليغراف”؛ إيران تنسحب من اليمن، السؤال البديهي: من قال إنها كانت موجودة في الميدان أساساً؟ أين هي المؤشرات العملياتية؟ أين هي الصور، الاتصالات، الرصد الاستخباراتي؟ لا شيء. مجرد بناء لغوي هش، هدفه ترميم صورة الردع الأميركي بعد تلقيه ضربات يمنية غير قابلة للتفسير ضمن النموذج التقليدي للصراع.
نحن إزاء سياسة إسقاط كلاسيكية: واشنطن تفشل في ردع اليمن، فتُسقط عليه ظلّ إيران، ثم تُخفق مجدداً، فتدّعي أن إيران انسحبت، لكي تبرر عجزها، إنه خط من التبرير، يلتفّ حول الحقيقة وكل من يتحدث عن “انسحاب إيراني” يُسهم موضوعياً في إخفاء أهم ظاهرة في المنطقة؛ أن الردع يولد محلياً، في تضاريس صعدة، لا في مكاتب الحرس الثوري.
الضجيج الأخير عن ضربة وشيكة ضد إيران ليس جديداً، الجديد فقط هو درجة الهلع التي تقف خلفه، تل أبيب تعلم أنها لا تستطيع خوض الحرب، فتلجأ إلى الترويج لها عبر الإعلام، وتضغط على واشنطن لتخوضها بالنيابة، لكن في العمق، لا توجد أي مؤشرات حقيقية على قرار بالحرب؛ لا حشد، لا دعم لوجستي، لا شبكة تحصينات، لا تعبئة سياسية داخلية.
إيران ليست هدفاً استعراضياً، إنها دولة صُمّمت للردع، آلاف الصواريخ، بحرية مرنة، دفاع جوي متعدد الطبقات، واختراق استخباراتي للميدان، ضربها يعني فتح جبهات، لا شن ضربة، ويعني تحوّل الردع الإيراني إلى فعل شامل، لا استجابة محدودة.
رابط المنشور: https://x.com/Hafcuf/status/1908266346603061411
* المقال يعبر عن رأي الكاتب