الانتخابات الأمريكية.. هل ستكون الأخيرة؟
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
"لا تزيد الديمقراطية عن كونها حكم الغوغاء حيث يمكن لواحد وخمسين في المائة من الشعب استيلاب حقوق التسعة وأربعين في المائة الآخرين" (توماس جيفرسون– أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة الأمريكية وثالث رئيس أمريكي)
هذا هو رأي واحد من أهم الرموز السياسية في أمريكا على مدار تاريخها، وبكل تأكيد فقد جاء إلى السلطة بالانتخابات ورحل عنها بعد أن قضى فترتين رئاسيتين، وهو حكم لا يزال ساريا على ما نشهده في الدول الديمقراطية التي يتم فيها شق الرأي العام إلى نصفين؛ يتربص كل نصف بالنصف الآخر ويعد عليه أنفاسه منتظرا الثأر منه.
يلعب المال السياسي دورا كبيرا في الديمقراطيات الغربية كما تلعب المؤسسات القديمة أو الدولة العميقة دورها في هندسة الانتخابات، وما جرى في أمريكا مؤخرا من إبعاد للرئيس الجالس في مقعد الحكم جو بايدن عبر انقلاب ناعم وترشيح ذات الدولة العميقة لمرشحة جديدة (كامالا هاريس) لم يُذكر لها دور إيجابي في الحياة السياسية، بل على العكس شاركت في جريمة الابادة الحماعية والدفاع عن جرائم الحرب التي يرتكبها الصهاينة ضد شعب فلسطين.. ما جرى هو انقلاب على الديمقراطية قبل أي شيء آخر، وبالتالي فمن المتوقع أن ينقلب هؤلاء على نتيجة الانتخابات المقبلة.
غالبا ما يستخدم الدفاع عن الديمقراطية من أجل تخريبها، فقد فاز دونالد ترامب ووصل إلى الحكم لكنه رفض الاعتراف بالهزيمة في الانتخابات التالية، وهو اليوم يصمم على عدم الاعتراف بالانتخابات التي تجرى اليوم ويرى أنه إن لم يفز فسيكون هناك حمام دم، ما يعني الحرب الأهلية
في الخامس عشر من تشرين الأول/ نوفمبر 2020، لم يعترف دونالد ترامب بنتيجة الانتخابات التي جاءت بجو بايدن رئيسا جديدا، لم يُقر أو يعترف بخسارته، وقال بالحرف الواحد في تغريدة نشرها: "فاز (بايدن) فقط في نظر الإعلام المضلل. لا أقر بأي هزيمة! الطريق طويل أمامنا. هذه الانتخابات مزوّرة".
وهذا هو أجرأ تصريح قيل ضد الديمقراطية، وهو اعتراف بأنه حتى في أمريكا يتم تزوير الانتخابات، ولا يعترف أو لا يريد أن يعترف الخاسر بخسارته لشكه بل ليقينه بأنها زُورت. وظل ترامب يحارب ويواجه الدولة العميقة رغم كل الملاحقات القضائية، وقبيل الانتخابات صرح في لقاء تلفزيوني (في أيلول/ سبتمبر الماضي): "أنا والعديد من المحامين وخبراء القانون، نراقب عن كثب قدسية الانتخابات الرئاسية 2024، لأنني أدرك، أفضل من الأغلبية، الغش والخداع المتفشيين بواسطة الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية عام 2020. كانت وصمة عار في تاريخ أمتنا".
يحدث هذا في أمريكا التي يتم تصويرها لنا في العالم العربي البائس على أنها جنة الديمقراطية وواحة الحريات المطلقة، فما بالك بالدول التي لا تزال في مرحلة الحضانة الديمقراطية ويفتخر قادتها بأنهم جاءوا عبر الصناديق الانتخابية ولكنهم لا يذهبون إلا عبر صناديق نقل الموتى!
في تقديري المتواضع وبعد فحص للعديد من المقالات والدراسات والأبحاث التي تنبأت بموت أو نهاية الديمقراطية الليبرالية، كما تنبأ غيرها بزوال وتفكك الاتحاد السوفييتي، يمكنني القول بأن الديمقراطية الغربية في طريقها نحو الفناء ولو تدريجيا لعدة أسباب بدأت تتضح بمرور الوقت، أذكر منها ما يلي:
1- ارتباط الديمقراطية الغربية بالليبرالية (التي تعني عندهم الحريات المطلقة)، وكما هو معلوم فالحريات المطلقة مفسدة مطلقة للإنسان الذي هو أساس الحياة وسبب وجودها، وبالتالي تم استهداف أخلاق الإنسان والمعايير الإنسانية وأصبحت كلها في مهب الريح. وليس أدل على ذلك من حالة الترويج المسعورة للفاحشة واعتبار كل نقد ضدها جريمة ضد الإنسانية.
2- ارتباط الديمقراطية بالرأسمالية بكل مفرداتها، وعلى رأسها البنوك التي أصبحت تتحكم في اقتصاد العالم كدول ومنظمات وأفراد، فأموال الناس وممتلكاتهم شبه محجوزة ولا يمكنهم التصرف فيها إلا بإذن مسبق. وتوقع الرئيس الامريكي الأسبق توماس جيفرسون أن البنوك تشكل خطرا على الحريات في أمريكا، معتبرا إياها أخطر من الجيوش المجيشة، على حد قوله.
3- ارتباط الممارسات الديمقراطية بالمال السياسي، وخير دليل هو التبرعات المشروطة التي يتم بها تمويل حملات الانتخابات عموما والرئاسية على وجه الخصوص، في أمريكا تحديدا، وهو ما يعرف بالرشاوى الانتخابية التي كان البعض يعتقد أنها حصرية في البلاد العربية ودول العالم الثالث.
4- الديمقراطية لم تنتج قرارات مستقلة للحكام، بل إنهم عادة ما يكونون تحت ضغط وفي خدمة صناع الملوك أي رجال المال والأعمال والشركات الكبرى، وبالتالي فهذه المجموعات هي من يحكم، ومن يجلس على كرسي الحكم عليه أن يتأقلم مع من يأمر وينهى، وكل الوعود الانتخابية تذهب أدراج الرياح؛ اللهم إلا تلك التي وُعد بها رجال المال والأعمال والشركات الضخمة في أمريكا والكيان الصهيوني.
5- قضية الدعم غير المحدود للكيان الصهيوني أسقطت القناع عمن يجلس فوق العرش الأمريكي، فعندما فازت حماس لم يعترف بها ساكنو البيت الأبيض لأن حماس تقاتل من أجل حرية الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني، وهنا لا يجب الاعتراف بالديمقراطية بأي حال لأن فيها ضررا على المصالح الاستراتيجية لأمريكا، وبالتالي يتم إلقاء الديمقراطية في قاع البحر حتى لا تأتي بأي عدو أو خصم أو حتى منافس للمصالح؛ وليس فقط للرئيس الذي يتعين عليه الانصياع وليس من حقه مناقضة الأمور، تراجع الديمقراطية، تآكل الديمقراطية، نهاية الديمقراطية، موت الديمقراطية.. كلها عناوين لمقالات ودراسات وأبحاث لم يكن أحد ليصدقها قبل ربع قرن، ولكننا اليوم ونحن ننتظر نتيجة الانتخابات الأمريكية في عام 2024 نقترب من لحظة الحقيقة، ويمكننا تصديق بعض كل ما كان ولا يزال يقال عن قرب نهاية الديمقراطية بشكلها وأسلوبها الغربي، ولو حدث ذلك فسوف لا تذهب الديمقراطية وحدها كما لم يذهب النظام الشيوعي وحده، بل ذهب ومعه دولة كبرى وقوة عظمى في زمانها كان اسمها الاتحاد السوفييتيكما يجري الآن. فالعالم بما فيه محكمة الجنايات ومحكمة العدل الدولية يقرر وجود جرائم حرب وحرب إبادة وجرائم ضد الإنسانية، ومع ذلك فإن كلا من المرشحين في الانتخابات الأمريكية لا يجرؤ أو يملك إصدار قرار بوقف الحرب ولا بإدانة دولة الكيان، ولا حتى التعبير عن قلقه أو استيائه من المجازر والمذابح والحصار اليومي ضد شعب غزة.
6- غالبا ما يستخدم الدفاع عن الديمقراطية من أجل تخريبها، فقد فاز دونالد ترامب ووصل إلى الحكم لكنه رفض الاعتراف بالهزيمة في الانتخابات التالية، وهو اليوم يصمم على عدم الاعتراف بالانتخابات التي تجرى اليوم ويرى أنه إن لم يفز فسيكون هناك حمام دم، ما يعني الحرب الأهلية. وبالمناسبة هو لم يقل ذلك سرا بل علانية وبكل وضوح، وهو ما يعني أن الحزب الذي أوصله إلى السلطة يؤمن بأن الديمقراطية التي لا تأتي بمرشحه أولى بها أن تدفن أو أن يعاد النظر فيها بعد كل هذه العقود من الاستقرار على أنها أفضل وسيلة لتبادل السلطة.
تراجع الديمقراطية، تآكل الديمقراطية، نهاية الديمقراطية، موت الديمقراطية.. كلها عناوين لمقالات ودراسات وأبحاث لم يكن أحد ليصدقها قبل ربع قرن، ولكننا اليوم ونحن ننتظر نتيجة الانتخابات الأمريكية في عام 2024 نقترب من لحظة الحقيقة، ويمكننا تصديق بعض كل ما كان ولا يزال يقال عن قرب نهاية الديمقراطية بشكلها وأسلوبها الغربي، ولو حدث ذلك فسوف لا تذهب الديمقراطية وحدها كما لم يذهب النظام الشيوعي وحده، بل ذهب ومعه دولة كبرى وقوة عظمى في زمانها كان اسمها الاتحاد السوفييتي، فلعل وعسى أن تكون الانتخابات الأمريكية بداية النهاية للديمقراطية وللنظام الأمريكي ولو بعد حين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الديمقراطية الانتخابات هاريس ترامب الديمقراطيين امريكا انتخابات الديمقراطية الديمقراطيين ترامب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الانتخابات الأمریکیة نهایة الدیمقراطیة فی الانتخابات فی أمریکا من أجل
إقرأ أيضاً:
موقع عسكري: ما أنواع أهداف الضربات الأمريكية في اليمن التي تستخدم فيها صواريخ مضادة للإشعاع الثمينة؟
أُطلقت طائرة هجومية إلكترونية من طراز Growler مزودة بأربعة صواريخ AGM-88 مضادة للإشعاعات في مهمة، في الوقت الذي لا تزال فيه الدفاعات الجوية الحوثية تُشكل مشكلة.
ظهرت صورٌ نادرةٌ لطائرة هجوم إلكتروني من طراز EA-18G Growler، تتضمن أربعة نماذج من صاروخ AGM-88E الموجه المتطور المضاد للإشعاع (AARGM)، أو ربما صاروخ AGM-88 عالي السرعة المضاد للإشعاع (HARM) الأقدم، وذلك خلال عملياتٍ جارية ضد أهدافٍ حوثية في اليمن، وفق لموقع الحرب الأمريكي ووفق موقع "War zone".
وبينما لا تزال تفاصيلُ الدفاعات الجوية الحوثية والرادارات وأجهزة الاستشعار المرتبطة بها غامضةً، تُؤكد الصورُ استمرارَ التهديد الذي تُمثله. سنُقدم قريبًا تحليلًا مُعمّقًا للدفاعات الجوية الحوثية. مع ذلك، تجدر الإشارة أيضًا إلى إمكانية استخدام صاروخ AARGM ضد أهدافٍ أخرى مُحددة، بما في ذلك أهدافٌ أرضيةٌ غير مُرتبطةٍ بالدفاعات الجوية.
نُشرت الصور الاثنين الماضي على شكل فيديو نشرته القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) على موقع X. يُظهر هذا الفيديو طائرة EA-18G Growler التابعة لسرب الهجوم الإلكتروني 144 (VAQ-144)، "البطارية الرئيسية"، وهي تُطلق من على سطح حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس ترومان (CVN 75). بالإضافة إلى الصواريخ الأربعة المضادة للإشعاع، تحمل الطائرة أيضًا صاروخين من طراز AIM-120 المتقدم متوسط المدى جو-جو (AMRAAMs) وثلاثة خزانات وقود خارجية سعة 480 جالونًا.
صورة مقربة لصاروخين مضادين للإشعاع أسفل الجناح الأيمن لطائرة VAQ-144 EA-18G. لقطة من شاشة القيادة المركزية الأمريكية.
تُرى طائرات EA-18G بانتظام وهي تحمل صاروخين مضادين للإشعاع تحت أجنحتها، بما في ذلك في العمليات ضد الحوثيين، على الرغم من أن مجموعة من أربعة صواريخ أقل شيوعًا بكثير. عادةً ما تُخصص المحطات الأخرى لوحدات التشويش المختلفة التي تحملها طائرة غرولر، والتي يُمكنك الاطلاع عليها بمزيد من التفصيل هنا. ومع ذلك، لا يزال هذا حمولة ثابتة، وإن كانت نادرة، لطائرتي EA-18G وF/A-18E/F سوبر هورنت. حتى طائرة F/A-18C/D القديمة يُمكنها حمل صواريخ مضادة للإشعاع على محطاتها الخارجية تحت الأجنحة أيضًا.
تُطلق نفس الطائرة VAQ-144 EA-18G من حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس. ترومان (CVN 75). لقطة شاشة من القيادة المركزية الأمريكية.
ظهرت طائرات EA-18G في عمليات ضد الحوثيين بحمولات أخرى مثيرة للاهتمام، حيث حصلت طائرات غرولر على قدرات صواريخ جو-جو موسعة من خلال خيارات إضافية لحمل صواريخ AIM-120 AMRAAM. هذه الأسلحة مُصممة أساسًا لمواجهة طائرات الحوثي المُسيّرة فوق البحر الأحمر وحوله.
في غضون ذلك، شوهدت طائرات F/A-18E/F المتمركزة على حاملات الطائرات وهي تحمل مجموعة واسعة من الذخائر جو-أرض خلال هذه العمليات. وتشمل هذه الذخائر سلاح المواجهة المشترك AGM-154 (JSOW) وصاروخ الهجوم الأرضي المواجهة AGM-84H - الاستجابة الموسعة، والمعروف باسم SLAM-ER. أما ذخائر الهجوم المباشر المشترك (JDAMs) الأكثر شيوعًا، والتي شوهدت أيضًا وهي تُجهّز طائرات سوبر هورنت التي تضرب أهدافًا في اليمن، والمجهزة تحديدًا بأجسام قنابل "خارقة للتحصينات".
السؤال المهم الذي تثيره هذه الصور الأخيرة هو أنواع الأهداف التي تُلاحق باستخدام هذه الصواريخ المضادة للإشعاع الثمينة.
يدير الحوثيون دفاعات جوية أرضية، وعلى الرغم من أن أنواع الرادارات وأجهزة الاستشعار التي يستخدمونها لكشف الأهداف وتوجيهها غير معروفة على نطاق واسع، إلا أنها تُشكّل تهديدًا كبيرًا بلا شك. وعلى وجه الخصوص، فقد ألحقوا خسائر فادحة بطائرات MQ-9 بدون طيار - ففي الشهر الماضي، ذكرت صحيفة ستارز آند سترايبس أن المسلحين اليمنيين أسقطوا 12 طائرة من طراز Reaper منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، نقلاً عن مسؤول دفاعي أمريكي لم يكشف عن هويته.
دأب الجيش الأمريكي على استهداف الرادارات التي تمتلكها المجموعة، بما في ذلك رادارات مراقبة السواحل البحرية المستخدمة لاستهداف السفن. في الوقت نفسه، يبرز مستوى التهديد الذي لا تزال تُشكله هذه الدفاعات الجوية مع وصول قاذفات الشبح B-2 في العمليات الجارية، بالإضافة إلى الاستخدام المستمر للذخائر البعيدة باهظة الثمن.
على الأرجح، هذه الصواريخ هي صواريخ موجهة مضادة للطائرات (AARGM)، وهي تطوير مباشر لصاروخ HARM الأقدم، المصمم أساسًا لقمع وتدمير الدفاعات الجوية للعدو. يمكن استخدام هذا بشكل دفاعي لحماية الأصول الجوية الأخرى أو تحديدًا لمهاجمة الدفاعات الجوية بشكل استباقي. يمكن لصاروخ AARGM الوصول إلى أهداف على بُعد أكثر من 80 ميلًا والوصول إلى سرعات تزيد عن ضعف سرعة الصوت.
التكوين الأساسي لصاروخ AARGM AGM-88E. Orbital ATK
يختلف صاروخ AARGM عن صاروخ HARM من نواحٍ عديدة، حيث يتميز بقدرته على إصابة رادار التهديد بدقة عالية حتى مع توقفه عن إصدار الإشعاع. قد يُغلق مُشغِّل الدفاع الجوي للعدو راداره أثناء الهجوم، لكن الصاروخ AARGM سيظل قادرًا على ضربه بدقة متناهية. حتى لو كان المُرسِل مُتحركًا وبدأ بالتحرك بعد إغلاقه، يظل الصاروخ AARGM قادرًا على ضربه، مُوجَّهًا بباحث راداري نشط يعمل بموجات المليمتر.
بفضل قدرته على توجيه ضربات دقيقة من مسافة بعيدة، يلعب صاروخ AARGM دورًا ثانويًا كسلاح هجومي سريع الاستجابة ضد أهداف غير مرتبطة بالدفاع الجوي. في هذا السيناريو، يُبرمج الصاروخ لضرب إحداثيات محددة بدلًا من التركيز على الانبعاثات. تجعله سرعته العالية ومداه أداةً فعالةً جدًا لاستهداف الأهداف بدقة وحساسية زمنية في هذا النوع من المواجهات.
في العام الماضي، أثناء نشر حاملة الطائرات يو إس إس دوايت دي. أيزنهاور (CVN-69) في منطقة الأسطول الخامس الأمريكي، أكدت البحرية لـ TWZ أن أول استخدام قتالي لصاروخ AARGM كان من صاروخ E/A-18G نُشر على متن تلك السفينة الحربية.
وفي الوقت نفسه، أكدت لنا البحرية أن صاروخ EA-18G مُخصص لطائرات VAQ-130 "Zappers"، من حاملة الطائرات دوايت دي. أيزنهاور، قد استخدم صاروخ AARGM لتدمير طائرة هليكوبتر هجومية من طراز Mi-24/35 Hind في اليمن.
بالنسبة لهدف غير باعث للإشعاعات مثل "هيند"، من المرجح أن يكون أحد عناصر "سلسلة التدمير" البحرية أو المعلومات الاستخباراتية السابقة للمهمة قد رصد الهدف، واستُخدم صاروخ AARGM لتدميره أثناء وجوده على الأرض، مستخدمًا نظام تحديد المواقع العالمي (GPS/INS) للوصول إلى الهدف، ثم توجيهه نحوه باستخدام رادار الموجات المليمترية.
وبناءً على طلب بموجب قانون حرية المعلومات (FOIA)، تلقت TWZ تأكيدًا لبعض أنواع الأهداف الموضحة في "علامات التدمير" على طائرات EA-18G محددة شوهدت على متن حاملة الطائرات دوايت دي أيزنهاور العام الماضي. ومن بين هذه الأهداف، أشار أحدها إلى تدمير مروحية (هيند المذكورة آنفًا)، واثنتان إلى طائرات مسيرة حوثية أُسقطت فوق البحر الأحمر، أما الستة المتبقية فكانت رادارات حوثية غير محددة.
يُعدّ التكوين الصاروخي المضاد للإشعاعات الثقيل وغير المعتاد لطائرة EA-18G المذكورة أحدث مؤشر على أن الدفاعات الجوية للحوثيين أكثر تطورًا مما يعتقده الكثيرون، وأنهم بعد كل هذه الأشهر ما زالوا يشكلون تهديدًا تُركّز البحرية الأمريكية بوضوح على القضاء عليه.
ترجمة خاصة بالموقع بوست