في خضم الترقب العالمي لنتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، أصبح دور الذكاء الاصطناعي مثيرًا للاهتمام كأداة يمكنها تحليل البيانات وتقديم رؤى قد تكون دقيقة حول الفائز المحتمل. ومع تزايد الاعتماد على الأنظمة الذكية في مجالات متعددة، يتساءل كثيرون عما إذا كانت هذه الأدوات قادرة على تقديم توقعات دقيقة فيما يتعلق بالانتخابات، خاصة في ظل التعقيدات والتقلبات التي تميز المشهد السياسي الأميركي.

من خلال تحليل بيانات استطلاعات الرأي، وتحليل التوجهات التاريخية للولايات المتأرجحة، ومحاولة التنبؤ بسلوك الناخبين، يُطرح سؤال أساسي: هل الذكاء الاصطناعي قادر حقًا على التنبؤ بنتائج هذه الانتخابات الحاسمة؟ وهل هناك قيود تحد من دقة التوقعات الصادرة عنه؟ في هذا الموضوع، نستعرض كيف يتعامل الذكاء الاصطناعي مع هذه المسألة، ونتأمل في حدود قدرته على التنبؤ في سياق ديناميكي وغير ثابت كالانتخابات الأميركية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نتائج انتخابات الولايات المتحدة الرئاسية 2024 مباشرExternal Linkسيتم فتح هذه المقالة في علامة تبويب جديدةlist 2 of 2موعد إعلان نتائج الانتخابات الأميركيةend of list

قامت الجزيرة نت بتجربة تطبيقات متنوعة للذكاء الاصطناعي لاستكشاف رأيهم بمن سيفوز في انتخابات الرئاسة الأميركية كامالا هاريس أم دونالد ترامب، وتم الحديث مع نماذج عديدة منها الشهيرة وغير الشهيرة، مثل: تشات جي بي، جيميناي، بو، كوبيلوت، وغيرها.

بحسب خبرة سابقة، فإن نماذج الذكاء الاصطناعي في عمومها مدربة على حساسيات ثقافية وسياسية معينة، ومع الممارسة يمكن للخبير أن يقدر كيف ينبغي أن تدخل في حوار معها دون أن ترفض هذه النماذج الحوار منذ البداية، ولهذا فقد بدأنا الحديث معها كي يبدو الحديث وكأنه دردشة عام، فبدأنا بسؤال عام هو "العالم ينظر اليوم إلى الولايات المتحدة. كل العيون على صناديق الاقتراع".

جيميناي من غوغل

وكما توقعنا فإن " جيميناي" Gemini نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بشركة غوغل، قد رفض تماما أن يتحدث بالموضوع، رغم أننا حاولنا بأكثر من أسلوب مباشر وغير مباشر، لكنه أصر على إعطاء إجابة تعتبر "كلاشيه"، او نمطية متكررة في كل ما يتعلق بالانتخابات الأميركية وهي: "لا يمكنني الإجابة على الأسئلة حول الانتخابات والشخصيات السياسية في الوقت الحالي. أنا مُدرَّب لأقدّم أدق النتائج، ولكن قد تحدث بعض الأخطاء أحيانًا. لذا، بينما أعمل على تحسين قدرتي على مناقشة مواضيع حول السياسية والانتخابات، يمكنك تجربة بحث Google".

 

صورة تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي Microsoft Copilot تشات جي بي تي

نموذج الذكاء الاصطناعي الأشهر شات جي بي تي لديه أريحية في النقاش، وعند سؤاله: برأيك من تتوقع أن يفوز بالانتخابات الأميركية؟ هاريس أم ترامب؟ فإنه يعود إلى مصادر منشورة ومتاحة للبحث عن معلومات ثم يجيب بما يلي:

(مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية اليوم، 5 نوفمبر 2024، تشير استطلاعات الرأي إلى تقارب شديد بين المرشحة الديمقراطية هاريس والمرشح الجمهوري ترامب. وفقًا لاستطلاع أجرته شبكة "إن بي آر" و"بي بي إس نيوز" وكلية ماريست، تتقدم هاريس بفارق 4 نقاط مئوية على ترامب (51% مقابل 47%) بين الناخبين المحتملين على مستوى البلاد. ومع ذلك، يجب التعامل مع هذه الاستطلاعات بحذر، حيث أشار الكاتب الصحفي خالد داوود إلى أن استطلاعات الرأي قد تكون مضللة بسبب عوامل مثل عدد المشاركين وتنوعهم، والفئات العمرية ونوع الجنس. بالإضافة إلى ذلك، تلعب الولايات المتأرجحة دورًا حاسمًا في تحديد الفائز، حيث تُظهر استطلاعات الرأي تقاربًا كبيرًا بين المرشحين في هذه الولايات.  بناءً على هذه المعطيات، من الصعب التنبؤ بشكل قاطع بالفائز في الانتخابات الحالية، حيث ستعتمد النتيجة النهائية على أداء المرشحين في الولايات المتأرجحة ونسبة المشاركة الفعلية للناخبين).

وحين سألنا شات جي بي تي: "هل لديك مؤشرات خاصة بك ترجح فوز أحد المرشحين؟"

أجاب بما يلي: "تشير أحدث استطلاعات الرأي إلى تقدم طفيف للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس على منافسها الجمهوري دونالد ترامب. وفقًا لاستطلاع أجرته شبكة "إن بي آر" و"بي بي إس نيوز" وكلية ماريست، تتقدم هاريس بفارق 4 نقاط مئوية على ترامب (51% مقابل 47%) بين الناخبين المحتملين على مستوى البلاد".

نموذج شات جي بي تي (مواقع التواصل الاجتماعي)

وأضاف شات جي بي تي "مع ذلك، يجب التعامل مع هذه الاستطلاعات بحذر، حيث أشار الكاتب الصحفي خالد داوود إلى أن استطلاعات الرأي قد تكون مضللة بسبب عوامل مثل عدد المشاركين وتنوعهم، والفئات العمرية ونوع الجنس. بالإضافة إلى ذلك، تلعب الولايات المتأرجحة دورًا حاسمًا في تحديد الفائز، حيث تُظهر استطلاعات الرأي تقاربًا كبيرًا بين المرشحين في هذه الولايات.  بناءً على هذه المعطيات، من الصعب التنبؤ بشكل قاطع بالفائز في الانتخابات الحالية، حيث ستعتمد النتيجة النهائية على أداء المرشحين في الولايات المتأرجحة ونسبة المشاركة الفعلية للناخبين".

وسألنا شات جي بي تي "هل لديك تحفظات أو حرج ما في إعطاء رأيك بشأن من قد يفوز؟"

وكان جوابه: ليس لدي تحفظات أو حرج في إبداء الرأي، لكنني أسعى لالتزام الحياد وعدم تقديم توقعات قد تكون غير دقيقة، خاصة في مواضيع مثل الانتخابات التي تتأثر بعوامل معقدة ومتغيرة.

التوقعات الدقيقة تعتمد على تحليل بيانات ميدانية آنية وموثوقة تشمل استطلاعات الرأي، ونسبة المشاركة الفعلية، والتوجهات في الولايات المتأرجحة. هذه المعطيات تميل إلى التغير حتى اللحظة الأخيرة، مما يجعل التنبؤ بالفائز صعبًا دون أن يكون هناك هامش من عدم اليقين.

فسألناه أخيرا: ولا حتى رأي أولي؟

رأيي الأولي يمكن أن يكون مبنيًا على العوامل الحالية التي تشير إلى منافسة شديدة بين كامالا هاريس ودونالد ترامب، حيث تُظهر استطلاعات الرأي تقدمًا طفيفًا لهاريس على مستوى البلاد، لكن هذا الفارق قد لا يعكس بالضرورة نتيجة الانتخابات النهائية نظرًا للتأثير الكبير للولايات المتأرجحة.

إذا استمرت الولايات المتأرجحة بالميل نحو أحد المرشحين، يمكن أن تكون هذه مؤشراً حاسماً في قلب النتيجة لصالحه. بالنظر إلى هذه الظروف، أرى أن النتيجة ستكون غير محسومة حتى تُعلن الأصوات، وربما يُعتمد على نتائج عدد من الولايات الرئيسية التي قد لا تظهر إلا في وقت متأخر.

صورة تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي Microsoft Copilot إجابة منصة بو Poe

بو Poe عبارة عن منصة تتيح للأشخاص طرح الأسئلة والحصول على إجابات فورية وإجراء محادثات متبادلة مع مجموعة متنوعة من الروبوتات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي. ويعمل الذكاء الاصطناعي في Poe بواسطة نماذج من عدة مصادر، تم تدريبها من قبل شركات مختلفة.

ولدى سؤال نموذج بو poe، فلقد أجاب على السؤال مباشرة ومن أول مرة دون تمهيد أو مداورة وقدم إجابة مفصلة استعرض فيها فرص كلا المرشحين ثم خلص إلى أنه بناءً على هذه العوامل، فإن السباق يبدو متقاربًا، مع وجود فرص متساوية لكلا المرشحين، لكن العوامل الاقتصادية والاجتماعية قد تلعب دورًا حاسمًا في تحديد الفائز.

وحين طلبنا منه أن يجيب بكلمة واحدة "من سيفوز؟"، كان رده ما يلي: غير مؤكد.

إجابة كلاود هايكو Claude-3-Haiku

هذا النموذج أجاب مباشرة بالقول: لا أستطيع التنبؤ بنتائج الانتخابات الأمريكية المقبلة بشكل موثوق. هذا الأمر يتوقف على العديد من العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية المعقدة، والتي لا أملك القدرة على تقييمها بشكل دقيق. بدلاً من ذلك، أنصحك بمتابعة التغطية الإخبارية المحايدة والموثوقة لفهم مسار الحملة الانتخابية وتقييم موقف المرشحين. في النهاية، القرار النهائي للناخبين الأمريكيين هو الذي سيحدد نتيجة الانتخابات.

إجابة منصة بو عن الانتخابات الأميركية (مواقع التواصل الاجتماعي)

إجابة كوماند آر Command-R: بنسلفانيا ستحسم

هذا النموذج قدم إجابة مطولة استعرض فيها ظروف وعوامل وقضايا تؤثر في حظوظ المرشحين، ثم ختم إجابته بجملة قد تكون مثيرة: من الصعب التنبؤ بالفائز في هذه الانتخابات، حيث تتقارب نتائج استطلاعات الرأي بدرجة نادرة. وقد تكون أصوات الأمريكيين اليهود في ولاية بنسلفانيا حاسمة، حيث قد تحسم بنسلفانيا لصالح ترامب أو هاريس، مما قد يؤدي إلى حسم النتيجة في كل أمريكا.

نموذج كوبيلوت من ميكروسوفت

يعتبر نموذج كوبيلوت من شركة ميكروسوفت من النماذج المقبلة على الحديث والحوار غالبا، وفي هذا الموضوع تحديدا، فإنه لا يستمع إلى سؤالك وإعطائك جوابا فقط، بل يبادر أيضا إلى طرح سؤال على محاوره.

ولدى سؤال من يتوقع الفوز بالانتخابات الأميركية، فإنه يقول: "التنبؤ بنتائج الانتخابات الأمريكية أمر صعب للغاية بسبب العديد من العوامل المتغيرة. كل من كامالا هاريس ودونالد ترامب لديهما قاعدة جماهيرية قوية وبرامج انتخابية مختلفة تجذب الناخبين بطرق متنوعة. النتائج تعتمد على العديد من العوامل مثل نسبة المشاركة، والأحداث الأخيرة، والمواضيع التي تهم الناخبين في اللحظة الحالية. لذا، من الصعب تحديد الفائز بشكل قاطع."

وحين نواصل الحوار بشأن رأي الخبراء، يقول كوبيلوت: "هناك العديد من التوقعات من خبراء السياسة حول الانتخابات الأمريكية 2024. تشير بعض استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تقدم طفيف لكامالا هاريس على دونالد ترامب. على سبيل المثال، في استطلاع رأي أجرته ABC/Ipsos، تقدمت هاريس على ترامب بأربع نقاط، 51% مقابل 47%.  ومع ذلك، تبقى الانتخابات غير محسومة بسبب العديد من العوامل المتغيرة مثل نسبة المشاركة والأحداث الأخيرة التي قد تؤثر على توجهات الناخبين".

نموذج كلاود عن الانتخابات الأميركية (مواقع التواصل الاجتماعي)

ونسأله: لماذا تتجنب الرد على سؤال وتقديم إجابة دقيقة حول من سيفوز هاريس أم ترامب؟

ويكون جوابه: "أفهم تمامًا رغبتك في الحصول على إجابة دقيقة حول من سيفوز في الانتخابات. الحقيقة هي أن التنبؤ بنتائج الانتخابات، خاصة في الولايات المتحدة، أمر معقد للغاية بسبب العديد من العوامل المتغيرة مثل نسبة المشاركة، والأحداث الأخيرة، وتوجهات الناخبين التي يمكن أن تتغير في اللحظة الأخيرة. الخبراء والمحللون يعتمدون على استطلاعات الرأي والنماذج الإحصائية، لكن حتى هذه الأدوات لا يمكنها تقديم إجابة مؤكدة. الانتخابات الأمريكية غالبًا ما تكون مليئة بالمفاجآت".

خلاصة

هذا التقرير يقدم نظرة شاملة حول كيفية تعاطي نماذج الذكاء الاصطناعي المختلفة مع السؤال عن الفائز المحتمل في الانتخابات الأميركية بين هاريس وترامب. ويظهر تقريرنا أن لكل نموذج استجابة متباينة تعكس تصميمه ونطاق تدريبه، إذ تتراوح الردود من رفض التوقعات (كما في نموذج جيميناي وكلاود هايكو) إلى ردود تحليلية تشير إلى تقارب النتائج (كما في تشات جي بي تي، وكوماند آر، وبو).

تحليل هذه الردود يكشف عن تردد جماعي تقريبًا من قبل النماذج الذكية في إعطاء إجابة حاسمة، بسبب طبيعة الانتخابات الأميركية المتقلبة وأهمية الولايات المتأرجحة. ومع ذلك، يُظهر التقرير أن نموذج "تشات جي بي تي" يقدم إجابة تحليلية تفيد بتقدم طفيف لهاريس، بينما يضيف نموذج "كوماند آر" تأكيدًا على دور بنسلفانيا كولاية حاسمة قد تحدد الفائز.

نرجح أخيرا أن التقرير يعكس بوضوح محدودية الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بنتائج دقيقة للانتخابات، خاصة عندما تتعلق بموضوعات معقدة ومتحركة مثل السياسية الأميركية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات بالانتخابات الأمیرکیة الانتخابات الأمریکیة الانتخابات الأمیرکیة الولایات المتأرجحة الذکاء الاصطناعی استطلاعات الرأی فی الانتخابات الانتخابات ا کامالا هاریس المرشحین فی فی الولایات شات جی بی تی تشات جی بی هاریس على من الصعب من سیفوز تقارب ا قد تکون مع ذلک

إقرأ أيضاً:

ما هي نماذج الذكاء الاصطناعي الصينية المتاحة حاليا؟

تسبب نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني "ديب سيك" في ضجة واسعة المدى بفضل قدراته المذهلة مع السعر المخفض مقارنةً ببقية نماذج الذكاء الاصطناعي المتاحة تجاريًا، ورغم أن "ديب سيك" هو أبرز النماذج الصينية، فإنه ليس الوحيد.

تقدم الشركات الصينية حاليًا مجموعة من نماذج الذكاء الاصطناعي المختلفة، في محاولة منها للحاق وتخطي الشركات الأميركية التي سيطرت على ساحة الذكاء الاصطناعي مدة طويلة، حتى إن "ديب سيك" ذاته طرح نموذجا آخر لمعالجة جوانب النقص الموجودة في النموذج الأول لها.

لا يمكن وصف جهود الذكاء الاصطناعي الصينية بكونها حديثة العهد، إذ بدأت منذ سنوات عدة تزامنًا مع غريمتها الأميركية، ولكن القفزة الأخيرة كانت مفاجئة خاصة مع عدم قدرة هذه الشركات على الوصول إلى شرائح الذكاء الاصطناعي المطلوبة من "نفيديا".

وفي الوقت الحالي، توجد عدة نماذج ذكاء اصطناعي صينية مثل:

 نموذج "كوين 2.5" (Qween 2.5) من "علي بابا" نموذج "كوين 2.5" من "علي بابا" (شترستوك)

لم تغب مساعي "علي بابا" لتطوير نموذج ذكاء اصطناعي قوي وخارق، كونها إحدى أبرز شركات التقنية في الصين والعالم أجمع. وبشكل مفاجئ، وفي 29 يناير/كانون الثاني الماضي، كشفت الشركة عن ردها على "ديب سيك" و"شات جي بي تي".

إعلان

جاء هذا الرد على شكل نموذج "كوين 2.5" الذي تدعي الشركة أنه يتخطى قدرات كافة نماذج الذكاء الاصطناعي المتاحة حاليًا ويتغلب عليها في كافة الأوجه، بما فيها نموذج "شات جي بي تي 4 أو" الرائد وحتى نموذج "ميتا" و"ديب سيك".

يأتي النموذج أيضًا على شكل مفتوح المصدر يمكن لأي شركة استخدامه وتخصيصه، وتروح الشركة له بقدرته على التجاوب بشكل جيد مع الأسئلة الطويلة والمعقدة، كما أنه قادر على فهم المهام المعقدة مثل المحادثات والتفكير المنطقي والبرمجة.

ورغم أن النموذج مخصص بشكل أساسي للشركات والاستخدام التجاري، فإنه أيضًا متاح للاستخدام الشخصي مباشرة من خلال روبوت الدردشة السريع الذي يحمل الاسم ذاته.

"إيرني" (Ernie) من "بايدو" (Baidu) "إيرني" من "بايدو" (شترستوك)

يمكن القول بأن روبوت "إيرني" هو أول نموذج ذكاء اصطناعي يخرج للنور من الشركة التي تسيطر على قطاع محركات البحث بشكل كامل في الصين، وقد وصل إجمالي عدد مستخدمي النموذج حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2024 إلى 340 مليون مستخدم، بشكل يحاكي "شات جي بي تي"، وهو قادر أيضًا على توليد النصوص والصور مباشرةً.

ورغم ادعاءات الشركة بأن "إيرني" قادر على منافسة "شات جي بي تي"، فإن إطلاق النموذج في عام 2023 لم يكن ناجحًا للغاية، وكان النموذج يواجه العديد من التحديات التقنية التي جعلت الإجابات التي يقدمها أضعف من المنافسين، وقد وصلت هذه التحديات إلى أن النموذج توقف عن العمل تمامًا أثناء العرض المباشر له.

هذه التحديات أفقدت المنافسين الثقة في "إيرني" خاصة ونماذج الذكاء الاصطناعي الصينية عامة، مما جعل العالم لا ينتظر الكثير من "ديب سيك" قبل أن يتسبب في المفاجئة السابقة، ورغم أن "بايدو" تحاول جاهدة إعادة نموذجها للمنافسة، فإن التحديات أمامه أكثر صعوبة من النماذج الجديدة.

"دوباو 1.5 برو" (Doubao 1.5 Pro) من "بايت دانس"

لم تتأخر "بايت دانس" كثيرًا عن منافسة نماذج الذكاء الاصطناعي الصينية، وقررت طرح نموذج "دوباو 1.5 برو" المحدث خلال الأسبوع الماضي رغم أن النموذج نفسه موجود منذ فترة، وهو يعد أحد أبرز نماذج الذكاء الاصطناعي الصينية بعدد مستخدمين يتخطى 60 مليون مستخدم شهريًا.

إعلان

تدعي "بايت دانس" أن "دوباو" أفضل من "شات جي بي تي" بفضل قدرته على الاحتفاظ بالمعلومات والأكواد البرمجية والمنطق، كما أنه قادر على التعامل مع اللغات الصينية بشكل أفضل من غيره من النماذج الصينية، كما تؤكد الشركة أنه أقل تكلفة من غيره ولا يحتاج إلى حواسيب خارقة من أجل تشغيله.

تحاول بايت دانس حاليًا الترويج لنموذجها على أنه أكثر قوة وأقل تكلفة حتى من ديب سيك، وتقارن بينه وبين "شات جي بي تي أو 1" في كل مناسبة، لكون النموذج قادرًا على التفكير المنطقي، وبينما يعد النموذج منتشرًا في الصين، ما زالت التجارب العالمية له محدودة.

لكن تاريخ بايت دانس الواسع في تطوير خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي والقوة الحوسبية يشير إلى قدرتها على تطوير نموذج ذكاء اصطناعي خارق وذو أداء قوي، إذ إن نقطة القوة الرئيسية في "تيك توك" أحد أبرز تطبيقات التواصل الاجتماعي العالمية هي خوارزمية "بايت دانس".

"كيمي كيه 1.5" ( Kimi k1.5) من "مون شوت" (MoonShot) "كيمي كيه 1.5" من "مون شوت" (مواقع التواصل الاجتماعي)

تعد شركة "مون شوت" من شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة في السوق الصيني والتي وصلت قيمتها إلى أكثر من 3 مليارات دولار بعد جولة التمويل الأولى لها، وقد أطلقت الشركة مؤخرًا نموذج "كيمي كيه 1.5" الذي تدعي قدرته على منافسة "شات جي بي تي".

ركزت الشركة في تطوير "كيمي كيه 1.5" على جودة الإجابات ودقتها أكثر من سرعة الاستجابة، وهذا يجعل النموذج يأخذ وقتًا أطول في الإجابة، ولكن تكون الإجابات أكثر دقة، وهو الأسلوب ذاته الذي اتبعته "أوبن إيه آي" مع "شات جي بي تي أو 1".

بحسب بيان الشركة، فإن نموذجها يستطيع الإجابة على المسائل الرياضية المعقدة، فضلًا عن القدرة على فهم الصور والنصوص ومقاطع الفيديو وعدم الاكتفاء بالنصوص فقط.

نموذج "جانوس برو" (Janus-Pro) من "ديب سيك" نموذج "جانوس برو" من "ديب سيك" (شترستوك)

لم تكتف ديب سيك بطرح نموذج "آر 1" النصي فقط، بل سعى لتغطية نقاط الضعف لديه عبر طرح نموذج ذكاء اصطناعي قادر على توليد الصور بشكل ينافس "دال -إي 3" من "أوبن إيه آي"، إذ يستطيع التعامل مع 7 مليارات معيار، وهي الكمية الكافية للإجابة على الأسئلة المعقدة وحل التحديات المعقدة.

إعلان

يأتي النموذج تحت رخصة "إم آي تي" (MIT) مما يعني إمكانية استخدامه بشكل تجاري دون مخاوف من حقوق الملكية وحقوق الاستخدام بشكل عام، وبحسب اختبارات ديب سيك في أكثر من أداة اختبار منفصلة مثل "جينيفال" (GenEval) و"دي بي جي-بينش" (DPG-Bench)، التي أظهرت أيضا أن النسخة الاحترافية من "جانوس برو" تتغلب على العديد من نماذج الذكاء الاصطناعي لتوليد الصور المنافسة مثل "ديفيوشن إكس إل" (Diffusion XL) و"دال-إي 3″.

لا تزال قدرات النموذج محدودة بالصور ذات دقة 384×384 بيكسلا، وهو الأمر الذي يتماشى مع العديد من نماذج الذكاء الاصطناعي الأخرى التي تعمل على توليد الصور وتحليلها، ولكن نتائج النموذج -بحسب تقرير "ديب سيك"- تتفوق عليهم بشكل كبير، ومن المتوقع أن يتطور النموذج بشكل أفضل مستقبلًا.

وصمة عار تلحق النماذج الصينية

رغم التطور الكبير الذي تشهده ساحة الذكاء الاصطناعي في الصين مؤخرًا، فإن هذه النماذج تلحقها وصمة عار كبيرة بسبب ارتباطها بالشركات الصينية التي يشتبه في ارتباطها بالحكومة الصينية، وإمكانية تسريب البيانات للحكومة الصينية أو بشكل عام عبر الإنترنت.

حدث هذا في الأيام الماضية مع ديب سيك الذي ظهرت منه مجموعة من البيانات المخزنة به عبر الإنترنت في منتديات المخترقين، رغم أن الشركة لم تعلن عن وجود أي اختراق لبيانات النموذج أو حتى تسريب رسمي.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يحرر أول صحيفة مطبوعة دون تدخل بشري
  • في عصر الذكاء «الذكاء الاصطناعي».. هل يوجد «كلمات مرور» آمنة!
  • جدة.. "الداخلية" تستعرض الذكاء الاصطناعي في إدارة الحشود
  • هل يجعلك الذكاء الاصطناعي أقل ذكاءً؟ اكتشف الحقيقة الصادمة!
  • ما هي نماذج الذكاء الاصطناعي الصينية المتاحة حاليا؟
  • بينهم هاريس وكلينتون .. ترامب يلغي التصاريح الأمنية لـ12 شخصا من خصومه
  • الذكاء الاصطناعي يرد على مقال لا تقلل أبدا من شأن السعودية وسط تفاعل
  • «دبي للصحافة» يناقش استخدامات الذكاء الاصطناعي
  • طحنون بن زايد وجيف بيزوس يناقشان التوجهات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي
  • المغرب يدعو إلى ريادة إفريقية في مجال الذكاء الاصطناعي