هل يفوز ترامب باستخدام التحليل العاطفي السياقي كما فعل في 2016؟
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
تفصلنا ساعات على معرفة من سيحكم البيت الأبيض وأكبر ديمقراطيات العالم، الجمهوري دونالد ترامب أم الديمقراطية كامالا هاريس؟
ومع اقتراب السباق الرئاسي على خطواته الأخيرة نجد أن هناك تقاربا في حظوظ المرشحين وهو ما يجعل السباق الانتخابي أكثر إثارة وليست معروفة نهايته على عكس انتخابات 2016 التي كانت فيها هيلاري المرشحة الأكبر بحسب العديد من استطلاعات الرأي حتى اللحظة الأخيرة عندما ظهرت النتائج النهائية معلنة فوز ترامب في مفاجأة للعديد من المراقبين.
ولكن هل يمكن أن يتكرر هذا السيناريو الآن وهل يمكن لترامب أو هاريس استخدام خدعة تقنية سحرية جديدة لقلب المعادلة ومفاجئتنا؟
تدخل التكنولوجيا في الانتخابات لم يعد أمرا غريبا وقد أصبح التخوف كبيرا من قبل العديد من المراقبين بأن البيانات التي توفرها الأنظمة التقنية العديدة تعطي مساحة كبيرة للتلاعب في مشاعر وآراء الناخبين بمساعدة الإعلام سواء وسائل الإعلام التقليدية أو ما يعرف بالإعلام الجديد، مما يظهر العملية الانتخابية كأنها مسرحية أو دراما أكثر من كونها عملية جادة تقوم على تقديم أولويات مهمة في حياة المواطنين.
ما التحليل العاطفي السياقي ؟ وماذا يختلف عن تحليل المشاعر ؟يستخدم "تحليل المشاعر" (sentiment analysis) عادة في علم البيانات وتحليل النصوص، حيث يتم تحليل اللغة بشكل آلي لتصنيف النصوص حسب العواطف الأساسية مثل الإيجابية أو السلبية أو المحايدة. هذا التحليل يكون مبنيا على خوارزميات تحدد مشاعر النصوص عبر الكلمات المفتاحية أو بنية الجمل.
أما في "التحليل العاطفي السياقي" (Contextual Emotional Analysis) فيعتمد على التأمل والتفسير النفسي العميق بناءً على تجربة حياة وتاريخ الشخص نفسه، واستخدام نهج إنساني لتحليل الحالة النفسية والعواطف المختلطة، بدلا من الاقتصار على تصنيف النص في فئة محددة من المشاعر.
ولتبسيط هذا المفهوم في مجال التحليل العاطفي السياقي لنأخذ أغنية "أنا كتير" لشيرين التي صدرت عام 2014 وهي أغنية حزينة للمغنية تقول كلماتها:
"أنا كتير
أنا ألف حاجة على بعضها في حاجة واحدة أنا واحدة عايشة لوحدها ومش حاسة وِحدة
في ضحكي حزن غريب قوي وفي حزني ضحكة
بحبني وبكره شعوري في حبّي ليا مش أي حاجة تمسِّني تأثر عليا
مصارحة نفسي عيوبي مش ناكراها فيا
وأنا تايهة ببقى مركّزة في توهاني، توهاني وبسرح فيه
إحساسي لو مرة اتأذى يمكن أموت بعديه وعشان كده متحفظة ومش عايزة أغامر بيه".
كلمات الأغنية رغم أنها باللهجة المصرية وصياغة كلماتها متناقضة بين الحزن والفرح والضحك والبكاء إلا أن الشعور العام للإنسان واضح خصوصا مع الموسيقى وهو الحزن والكآبة.
ولكن ماذا عن الذكاء الاصطناعي؟ هل يستطيع من دون الموسيقى وبمعلومات بسيطة من الأغنية وكلمات باللهجة المصرية أن يعرف شعور قائل هذه الكلمات؟
أجرينا تجربة مع "شات جي بي تي" باستخدام هذه الأغنية لمعرفة هل يمكن أن يحلل الذكاء الاصطناعي الشعور لمدى أبعد من تحليل المشاعر العادي ولتوضيح كيف استطاع ترامب في 2016 استغلال قدرات الذكاء الاصطناعي للفوز بالانتخابات.
عرضنا في الصور السابقة جانبا من التجربة الخاصة بالتحليل العاطفي السياقي ولكننا أخذنا التجربة لأبعد من ذلك وطرحنا على شات جي بي تي بعد ذلك أنه بناءا على التحليل النفسي والشخصية لو كنت مدير حملة انتخابية لأحد المرشحين لرئاسة البلدية في منطقة هذه المرأة وبمعرفتك هذه المعلومات عنها كيف يمكنك أن تستهدفها لتنتخب مرشحك؟ وكانت هذه إجاباته:
هل يمكن أن يتكرر هذا في عام 2024 مع كل الاحتياطات المتبعة؟
الحقيقة هي أنه لا يمكن الجزم بأن أحد المرشحين -أو كليهما- لا يمكنه استخدام هذه الوسائل التقنية للتأثير على الناخبين سواء من الناحية القانونية أو حتى من الناحية التقنية ولكن فلنرَ عن طريق لوحة المشاعر المسار الخاص بترامب خلال هذه المدة على الأقل وهي المدة التي أصبح فيها دخول هاريس للانتخابات مسألة وقت.
تأثير يوليو على الانتخابات الأميركية– في 13 يوليو/تموز 2024، نجا دونالد ترامب، الرئيس السابق للولايات المتحدة والمرشح المفترض للحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، من محاولة اغتيال أثناء إلقائه خطابا في تجمع انتخابي بالقرب من بتلر، بنسلفانيا.
في 21 يوليو/تموز عام 2024 كامالا هاريس، نائبة رئيس الولايات المتحدة الـ49 والحالي، أعلنت عن حملتها للرئاسة لعام 2024، بعد أن سحب الرئيس جو بايدن ترشحه لمنصب الرئيس وأيدها.
بحسب لوحة قياس مشاعر الإعلام حول الانتخابات الأميركية هناك عدد مقالات كبير كتب عن نزاهة الانتخابات خلال يوليو/تموز أكبر من السابق مما يوضح أن الإعلام أصبح يركز على إمكانية التلاعب بالانتخابات والتخوف منها.
ربما لا يعني هذا التحليل شيئا ولكن إذا أردنا أن نكون واقعيين كصحفيين فلا يمكن أن نتجاهل هذه المعلومات والتي توضح أنه في حالة فوز ترامب اليوم لن يكون مستغربا أو جديدا إذا ظهرت بعد فترة فضيحة جديدة مثل كامبريدج أنالتيكا تدعي أن الانتخابات وآراء الجمهور تم التلاعب بها بواسطة الذكاء الاصطناعي والرسائل الموجهة، وإذا فازت هاريس فلن يكون مستغربا أيضا إذا حدثت إضرابات وقضايا تشكك بنزاهة الانتخابات والعملية الانتخابية هذا إذا لم تتطور لأعمال شغب كالتي حدثت في السادس من يناير/كانون الثاني 2021، عندما اقتحم مثيرو الشغب الذين يدعمون محاولات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لقلب الانتخابات الرئاسية لعام 2020 مبنى الكابيتول الأميركي.
هذه الأحداث حدثت في السابق وجعلت العملية الانتخابية في أكبر ديمقراطيات العالم تحت اختبار كبير والأهم من ذلك أصبح الكل يسأل هل فعلا الإعلام والتكنولوجيا هما من يتحكمان في العمليات الديمقراطية أم أنهما مجرد أدوات؟
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الذکاء الاصطناعی هل یمکن یمکن أن
إقرأ أيضاً:
عبد اللطيف القانوع متحدث باسم حماس اغتالته إسرائيل
أحد الوجوه الإعلامية البارزة في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ولد عام 1981، بدأ مسيرته النضالية أثناء الانتفاضة الثانية عام 2000، انخرط في صفوف الكتلة الإسلامية أثناء دراسته الجامعية وانتُخب عضوا في مجلس الطلبة ثم تولى رئاسته، عمل في عدد من المكاتب الإعلامية بمحافظة شمال غزة، وفي عام 2016 أصبح الناطق الإعلامي الرسمي لحركة حماس.
أعلنت حركة حماس استشهاده فجر يوم 27 مارس/آذار 2025، جراء قصف إسرائيلي استهدف خيمته في مدينة جباليا شمالي غزة.
المولد والدراسةوُلد عبد اللطيف رجب جمعة القانوع يوم 24 أبريل/نيسان 1981 في بلدة جباليا شمال قطاع غزة، ونشأ فيها.
درس المرحلة الأساسية في مدرستي الرفاعي وأسامة بن زيد، والمرحلة الثانوية في مدرسة أبو عبيدة عامر بن الجراح، وتخرج فيها عام 2002.
التحق بالجامعة الإسلامية في مدينة غزة، وحصل على البكالوريوس في أصول الدين عام 2005، ثم نال درجة الماجستير في تفسير علوم القرآن الكريم من الجامعة نفسها 2008.
كما حصل القانوع على درجة الماجستير في الإدارة والقيادة من جامعة الأقصى في غزة عام 2014، والدكتوراه في الدعوة والإعلام من جامعة طرابلس في لبنان عام 2019.
الفكر والتوجه الأيديولوجييؤمن القانوع بحق المقاومة بجميع أشكالها لمواجهة الاحتلال حتى التحرير الكامل، ويرى أن قضية عودة اللاجئين حق لا يمكن التنازل عنه، ومكفول بالقوانين الدولية. ويدعم إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 دون الاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي، معتبرا ذلك جزءا من حل مرحلي في إطار إستراتيجية لتحرير كامل فلسطين.
كما يرفض اتفاق أوسلو لعدم تحقيقه أي مكاسب، ويدعو إلى إلغائه. ويشدد على ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني عبر انتخابات ديمقراطية تضمن تداول السلطة.
إعلانوينتقد تفرد قيادة السلطة الفلسطينية بالقرار، ويطالب بإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها المظلة الجامعة للفلسطينيين، مؤكدا أن التحرر لا يكون إلا ضمن برنامج وطني موحد.
التجربة السياسيةبدأ القانوع مسيرته النضالية مبكرا بانضمامه إلى حركة حماس فترة انتفاضة الأقصى عام 2000. ونشط في صفوف الكتلة الإسلامية أثناء فترة دراسته الجامعية، وانتُخب عضوا في مجلس الطلبة، ثم تولى رئاسته، وفي عام 2006 أصبح رئيسا للكتلة الإسلامية داخل الجامعة.
بعد تخرجه، عمل في المكاتب الإعلامية للحركة شمال القطاع وتولى إدارة أحدها. وفي عام 2007 أصبح ناطقا إعلاميا لمحافظة شمال القطاع، ثم تولى منصب المتحدث الرسمي باسم حركة حماس عام 2016.
شارك القانوع في عدد من الفعاليات الوطنية التي نظمتها فصائل المقاومة، بما في ذلك مسيرات العودة والتظاهرات الداعمة للضفة الغربية والقدس. كما شارك في ورش العمل والمؤتمرات والنقاشات السياسية والوطنية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
يتمتع القانوع بحضور إعلامي واسع في وسائل الإعلام المختلفة، وصدر له كتاب "الخطاب الإعلامي: رؤية إسلامية معاصرة" عام 2021.
الوظائف والمسؤوليات رئيس الكتلة الإسلامية في الجامعة الإسلامية عام 2006. مدير إعلامي للحركة في مكتبها ثم ناطقا إعلاميا في محافظة شمال القطاع عام 2007. الناطق الإعلامي باسم حركة حماس عام 2016. الاغتيالأعلنت حركة حماس استشهاد عبد اللطيف القانوع فجر يوم 27 مارس/آذار 2025، جراء قصف إسرائيلي استهدف خيمته في مدينة جباليا شمالي غزة.