نيابة الروضة .. منطقة اقتصادية واعدة وطريق مرتقب يربط ولايتي محضة وشناص
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
نائب والي محضة بالروضة لـ«عمان»: مشروع منطقة اقتصادية في نيابة الروضة يزيد من القيمة التنافسية للنيابة لاستقطاب الاستثمارات المحلية والأجنبية ربط نيابة الروضة بولاية شناص يشكل نقلة نوعية كبيرة لمحافظتي شمال الباطنة والبريمي حظيت نيابة الروضة بولاية محضة بمشروع المنطقة الاقتصادية الذي يهدف إلى تعظيم الاستفادة من موقعها الاستراتيجي، من خلال قربها من الأسواق المحلية والخليجية، مما يجعلها بيئة مهيأة لإقامة مجتمع للأعمال يهدف إلى تنمية المنطقة واستقطاب الاستثمارات المحلية والأجنبية، وقد قطع هذا المشروع العديد من المراحل، ومن المرتقب أن يرفع القيمة التنافسية لنيابة الروضة ويعزز من النمو الاقتصادي والاجتماعي في ولاية محضة بشكل خاص ومحافظة البريمي بشكل عام، وقد زارت جريدة «عمان» نيابة الروضة التي تشهد العديد من المشاريع التنموية بمختلف قراها، ومن المرتقب طرح مشروع طريق يربط النيابة بولاية شناص، مما يسهم ذلك في تعزيز منظومة الطرق في محافظة البريمي وربطها بشريان جديد بمحافظة شمال الباطنة.
قال الشيخ الدكتور هلال بن سعود الحاتمي، نائب والي محضة بنيابة الروضة لـ«عمان»: تعتبر نيابة الروضة إحدى النيابات التابعة لولاية محضة بمحافظة البريمي، إذ تقع في الجانب الشمالي وتحدها من جهة الشرق ولاية شناص، وتحيـط بها خمـس من الإمارات التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، ويمر من خلالها طريـق دولي مهم يربط محافظات سلطنة عمان بدولة الإمارات العربية المتحدة، وتبعد النيابة عن مركز الولاية بنحو 60 كيلومترا، ويبلغ عدد سكانها نحو «٢٥٠٠» نسمة، ويزيد عدد المساكن بها حاليا على «٦٠٠» مسكن، بينما تتجاوز القرى التابعة لها «٢٠» قرية. الصناعات الحرفية وأشار إلى أن نيابة الروضة تمتاز بطبيعتها الخلابة، فهي تجمع بين الصحاري والرمال والجبال والأودية، وقد حظيت في السنوات الأخيرة بعدد من المشاريع الحكومية أهمها الطريق البري الذي يربطها بولاية محضة، ومشاريع إسكانية عديدة، بالإضافة إلى مشروع توصيل شبكة المياه الحكـومية ومرافق حكومية أخرى .. مشيرا إلى أن الروضة تشتهر بالعديد من الصناعات الحرفية كالصناعات السعفية مثل الصرود، الغطاء (الشت) والدعون، والصناعات الجلدية كالسعل والسقا، بالإضافة إلى الصناعات النسيجية كالغزل. المشاريع والمبادرات وحول المبادرات والمشاريع التي أطلقها مكتب والي محضة بنيابة الروضة، أكد الحاتمي المضي قدما نحو تحقيق بعض عناصر وأولويات ومستهدفات رؤية «عمان ٢٠٤٠»، فيما يتعلق بالمواطنة والهُوية والتراث والثقافة الوطنية بالإضافة إلى سوق العمل والتشغيل، حيث تخلل تلك الجهود السعي الجاد والمتابعة الحثيثة، وتحقيقا للخطة السنوية لمكتب نائب والي محضة بنيابة الروضة تم إيجاد فرص عمل لأكثر من «١٠» باحثين عن عمل من أبناء النيابة في إحدى المؤسسات، وتحقيقا لمحور التشغيل الذاتي والاعتماد على النفس تم تقديم التسهيلات والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة في فتح 3 مشروعات للأسر المنتجة، ولأهمية زيادة الخدمات الضرورية لأبناء النيابة تم توفير جهاز ذاتي تابع للشركة العمانية للاتصالات «عمانتل»، ومع العمل الجاد ومتابعة بعض الخدمات في القطاع المصرفي فمن المؤمل توفير جهاز صراف آلي لأحد البنوك التجارية في سلطنة عمان بنيابة الروضة، وانطلاقا من أهمية المساهمة المجتمعية من قبل القطاع الخاص وزيادة الخدمات الضرورية لأبناء النيابة تم التنسيق مع القطاع الخاص بمحافظة البريمي بضرورة المساهمة المجتمعية، حيث قام القطاع الخاص بتوفير جهاز فحص الدم المتقدم لصالح مركز الروضة الصحي، وفي القطاع التعليمي ساهم القطاع الخاص ووفر شاشات تفاعلية لصالح المدارس بالنيابة. وأوضح أن نيابة الروضة شهدت العديد من المشاريع التنموية من بينها إنشاء ملعب للأطفال، وممشى رياضي متكامل بالمعدات الرياضية، بالإضافة إلى تجميل وتشجير الطرق الرئيسية وزيادة الرقعة الخضراء وسط الأحياء السكنية، ومشروع إنشاء حي نموذجي... كما أن هناك مشاريع خدمية قادمة تلامس طموحات أبناء القرى التابعة لنيابة الروضة وسوف يعلن عنها في حينه. اقتصادية الروضة وقال نائب والي محضة بنيابة الروضة: إن مشروع إنشاء منطقة اقتصادية في نيابة الروضة يمثل أحد المشروعات الاستراتيجية المهمة، إذ سوف يضيف للنيابة إضافة نسبية وتنافسية من شأنها استقطاب استثمارات محلية وأجنبية، وقد تم استعراض النتائج الأولية لدراسات الجدوى المالية والاقتصادية والمخطط الشامل للمنطقة الاقتصادية والأنشطة الاقتصادية التي سوف يجري توطينها والإطار التنظيمي لإدارتها وتشغيلها وتحديد متطلبات البنية الأساسية المطلوبة لتنفيذ المشروع من قبل الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة ومن المؤمل من إقامة هذه المنطقة زيادة التبادل التجاري مع الأشقاء بدولة الإمارات العربية المتحدة وإيجاد فرص عمل لأبناء محافظة البريمي بشكل عام وأبناء نيابة الروضة بشكل خاص وغيرها من العوائد المستدامة في إقامة مثل هذه المشاريع الاستراتيجية سواء كانت اقتصادية أو سياحية. وحول مخطط إنشاء طريق يربط محافظتي البريمي وشمال الباطنة عبر نيابة الروضة، أكد أن أهمية مشروع ربط نيابة الروضة بمحافظة شمال الباطنة سيشكل نقلة نوعية كبيرة لمحافظتي شمال الباطنة والبريمي ومن الضروري إنشاء طريق يربط ولاية شناص بنيابة الروضة وبلا شك سوف يخدم القرى والتجمعات السكنية الواقعة على جانبي الطرق، كما أنه سوف يخدم أبناء نيابة الروضة بسهولة الوصول إلى محافظة شمال الباطنة دون الحاجة إلى عبور المنافذ الحدودية، ناهيك عن أن هذا المشروع سوف يوفر مدة زمنية لمستخدميه، والأهم من ذلك الطريق سوف يسهم في عدم انقطاع الحركة المرورية أثناء الأنواء المناخية. وأضاف: «إن أهم القطاعات الاقتصادية التي تشتهر بها نيابة الروضة قطاع التعدين، والقطاع الزراعي، والقطاع السياحي، ومع وجود منظومة الطرق والربط المرتقب مع محافظة شمال الباطنة سوف يسهم ذلك في تعزيز هذه القطاعات واستثمار الميزة التنافسية في نيابة الروضة المتمثلة في موقعها الجغرافي، ومواردها الطبيعية». |
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: محافظة شمال الباطنة محافظة البریمی بالإضافة إلى القطاع الخاص
إقرأ أيضاً:
الدراما في اليمن .. إنتاج متقدم ودور محوري في معالجة قضايا المجتمع وطريق إجباري في صدارة أبرز الأعمال
شهدت السنوات الأخيرة من الحرب اليمنية وتوسع قضايا المجتمع اليمني تنوعًا ملحوظًا في الأعمال الدرامية والإذاعية، التي نالت اهتمامًا كبيرًا وحققت حضورًا لافتًا لدى المشاهد اليمني في مختلف المدن والأرياف.
وتنوعت تلك الأعمال بين الترحيب الواسع والتفاعل الإيجابي، وبين الانتقادات التي طالت بعضها، وغالبًا ما كان ذلك عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل "فيس بوك"، التي أصبحت أحد الوسائل الافتراضية الفاعلة في الكتابة والتعبير.
ومن خلال القنوات الفضائية، قدمت كل من قناة "بلقيس"، "السعيدة"، "يمن شباب"، إضافة إلى قناة "المهرية" وقناة "الجمهورية"، مؤخراً العديد من الأعمال الدرامية التي تناولت قضايا وهموم المجتمع اليمني، وغالبًا ما تمحورت هذه الأعمال حول قضايا الزواج، والغربة، والحرب، وغيرها من التفاصيل الحياتية التي يواجهها اليمنيون في حياتهم اليومية.
ومع ذلك، لا يمكن إغفال بعض المسلسلات التي سعت إلى تضمين قضايا أخرى بجانب المسائل الاجتماعية، حيث تناولت قضايا أكبر تتعلق بالإنسان والأرض، وكذلك بالوطن والدولة والجمهورية.
ومن بين هذه الأعمال البارزة مسلسل "العالية"، من تأليف الكاتبة والروائية بدور ناجي، الذي تم بثه عبر قناة "يمن شباب" الفضائية، وهذا المسلسل يُعتبر من أهم الأعمال التي دمجت قضية الجمهورية اليمنية والصراع السياسي ضمن سياق درامي، ليعزز الوعي بالهوية اليمنية ويعكس فكرة الدولة المدنية.
طريق اجباري .. تناول جديد لقضايا المرأة في الدراما اليمنية"
الكاتبة يسرى عباس كاتبة مسلسل (طريق إجباري) تتحدث لـ الموقع بوست عن تطور الدراما اليمنية، وعن القضايا التي يناقشها مسلسل" طريق إجباري " الذي تتوقع له النجاح المتقدم.
تقول يسرى: "لقد لاحظتُ تطورًا دراميًا ملحوظًا بعد مسلسل "سد الغريب" في عام 2020، حيث بدأ العديد من المبدعين يعملون على تفاصيل القصة والشخصيات، بالإضافة إلى تحسين الصورة، والموسيقى، والإخراج. أنا سعيدة جدًا بهذا التغيير، لأن "سد الغريب" كان نموذجًا يحتذى به للأعمال اليمنية".
تضيف بالقول: "ومن الجوانب الإيجابية بعد عام 2020 في الدراما اليمنية هو الظهور بعدد من الأعمال في السنة، حيث أصبحت كل قناة تنتج عملاً دراميًا، وأصبحت البطولة جماعية تضم أكثر من ممثل، بعدما كان التمثيل محصورًا على شخصيات معينة فقط. أتمنى أن تستمر هذه الأعمال الدرامية طوال العام، وليس في رمضان فقط".
وتواصل توضيحها قائلة: "تعد القضايا الاجتماعية متعددة في الأعمال الدرامية، حيث تبرز العديد منها في كل عمل، ونحن نسعى لإيصالها بالصورة المناسبة، لكن حتى الآن، لم تعالج الدراما اليمنية أي قضية بشكل كامل؛ بل نحن نبرزها فقط للمجتمع الذي يعرف مشاكله ويشاهدها مصورة على الشاشة. هناك بعض القضايا التي لم نتمكن من التطرق إليها بعد."
وتضيف يسرى في حديثها لـ الموقع بوست عن بعض الاختلالات التي تصاحب الدراما اليمنية، وتقول " من خلال أعمالي السابقة، التقيت بالكثير من الناس وسَمعت منهم آراء إيجابية، وأكدوا لي أن القضايا التي طرحتها في أعمالي كانت مؤثرة ولَمست قلوبهم، وكأنهم يشاهدون حياتهم على التلفاز".
نحن بحاجة إلى الكثير من الجهد حتى نصل إلى المستوى العربي أولًا، ثم نفكر في الوصول إلى العالمية، خاصة في مجال المسلسلات. أعمالنا هي محلية العرض، وهي موجهة للمشاهد اليمني. لكننا نواجه العديد من العوائق، مثل اللهجة المحلية والشخصيات المتحفظة، ما يجعل أعمالنا لا تصل إلى ذائقة المشاهد العربي.
من المهم وجود تناغم بين الكاتب والمخرج لنقل الرسالة إلى الممثل أولًا، ثم إلى المشاهد. في مسلسل "طريق أجباري"، اهتممت بشكل خاص في اختيار المخرج، لأن أغلب المخرجين لدينا هم فقط منفذون للعمل، ولا يفهمون جوهر الدراما. لذلك، أصبحت أشجع العمل مع مخرجين محددين يهتمون بالعمل ذاته، وليس بالظهور في السباق الرمضاني، حيث أن نجاحهم غالبًا ما يكون معتمدًا على الممثلين فقط.
ومسلسل "طريق أجباري" يتناول العديد من القضايا الاجتماعية وهو مخصص للمرأة، ويعد هذا المسلسل تقريبًا أول عمل درامي يضم أكثر من 17 شخصية نسائية، بالإضافة إلى أنه يُظهر المرأة في مواجهة الرجل، وهو أمر غير معتاد في الدراما اليمنية التي غالبًا ما تعرض الرجل في مواجهة الرجل، في العمل هناك العديد من القضايا التي لم تكن جديدة بحد ذاتها، لكن تم طرحها بأسلوب مختلف وفي قالب جديد. من هذه القضايا: زواج القاصرات، تعليم الفتاة، والحب ومواجهة الظلم.
أتوقع أن يكون العمل مميزًا، فأنا لا أتنافس مع أحد؛ كتبت العمل بحب واجتهدت كثيرًا، ومن كانوا معي أثناء الكتابة والتنفيذ كانوا محبين ومخلصين وعملوا بجد، لهذا أعتبر هذا التميز، أما النجاح فلا يوجد له مقياس، ولكنني أتمنى أن ينال العمل إعجاب المشاهدين."
الدراما اليمنية بحاجة إلى كتّاب ومتخصصين
تتحدث الفنانة والممثلة عبير محمد عن رؤيتها للدراما اليمنية من موقعها كفنانة، وعن الأثر الذي أضافه التمثيل لها، قائلةً في حديثها مع "الموقع بوست": "أرى أن الدراما في اليمن في تطور مستمر، وبطبيعة الحال تعدد المشاركات يساعد الفنان في استخدام أدواته، لكن الأهم هو أن يصقل الفنان موهبته بالدراسة. لقد شاركت في العديد من الدورات التدريبية الخاصة بالتمثيل داخل وخارج اليمن، وبهذا تمكنت من معرفة نقاط قوتي كممثلة، وتعلمت كيفية استخدام أدواتي لإجادة أداء أي شخصية."
وتتذكر عبير في حديثها عن الأثر الذي تركه التمثيل عليها، قائلةً: "أذكر دوري في فيلم "المرهقون"، حيث كانت شخصية إسراء صعبة وأرهقتني نفسيًا."
وأما عن احتياجات الدراما اليمنية والارتباط التاريخي في الأعمال التلفزيونية، تقول عبير للموقع بوست: "الدراما اليمنية بحاجة إلى كتّاب مختصين ووقت كافٍ للتحضير والبروفات، فالموسم الدرامي اليمني يبدأ تصويره عادة قبل رمضان بشهر أو شهرين، وهو وقت غير كافٍ للإعداد الجيد. كذلك، يحتاج الفنان اليمني إلى الشعور بالتقدير المادي والمعنوي، فالأجور المنخفضة في الوسط الفني مرهقة جدًا ولا تعطي الفنان فرصة للإبداع، كما أن ضعف الإنتاج وقلة الشركات المنتجة قلص العديد من الفرص، حيث يوجد العديد من الممثلين المبدعين الذين لا يحالفهم الحظ في الأعمال الرمضانية، وهذا محبط للممثلين. إن الدراما في بلادنا موسمية فقط، وتقتصر على عدد قليل من القنوات والمنتجين."
وفيما يتعلق بالارتباط التاريخي للدراما اليمنية، تقول عبير: "الدراما التاريخية بحاجة إلى نصوص حرة غير منحازة، تروي حقائق التاريخ كما هي دون تزييف أو تضليل. كما أن هناك حاجة لإنتاج ضخم ينافس الأعمال التاريخية العربية. يجب أن تتوفر عقول محايدة حريصة على نقل الصورة الصحيحة، وعندئذٍ قد نرى مسلسلًا يمنيًا تاريخيًا ينافس المسلسلات التاريخية العربية."
قساوة الواقع وصعوبة التمويل التي جعلت من شركات الإنتاج الضعيفة من ناحية العدد في اليمن لا تمارس الحياة والعمل سوى في شهر رمضان ، بالإضافة إلى كمية الحرب التي أرهقت اليمنيين وأضعفت من مستوى الابداع والحضور نتيجة العداء السافر الذي تقوده مليشيا الحوثيين التي أجبرت كثير من الفنانين والفاعلين في الوسط الثقافي في اليمن إلى مغادرة المناطق التي تسيطر عليها بعد البطش والتنكيل بشخصيات فنية وأدبية بالإضافة إلى تزعهما لقيادة مؤسسة فنية معنية بالانتاج الدرامي التي تروج لأفكارها ولمشاريعها الموسوم بالضيقة وتأتي مؤسسة (الهادي) كأحد المؤسسات الفنية التي انشأتها الحوثية لتخدم أفكارها ومشروعها الطائفي عبر الفن والتي أحدثت انقساماً واضحاً لدى المشاهد والمتابع اليمني، وهو أحد الأهداف التي تسعى إليه الجماعة .
الإنتاج الكميّ للدراما اليمنية ضرورة حتمية
يتحدث آدم الحسامي وهو رئيس مؤسسة أرنيادا الثقافية في مدينة تعز ل الموقع بوست عن الدراما اليمنية وجوانب قصورها قائلاً:
"كمشاهد يمني، قد لا أجد تفضيلاتي في الدراما اليمنية، لكنني أتابعها من حين لآخر. فمهما استمتعنا بالأعمال العالمية ذات الاحترافية العالية، لابد أن نطلع على الأعمال التي تعكس واقعنا المحلي، مجتمعاتنا، وبيئتنا. لكن يبقى لي الحق في النقد بغية التطوير. ورغم افتقارنا للنقد المنهجي في اليمن، لا يزال من حق الناس التعبير عن آرائهم بطرقهم التلقائية، حيث أن المراجعات بشكل عام مفيدة لصناع الدراما.
وأمّا بالنسبة لي كمشتغل في المجال التلفزيوني، فلا بد من تقدير جهود جميع العاملين من المنتج صاحب رأس المال إلى أصغر عامل في طاقم التصوير والخدمات الإنتاجية، مرورًا بالمشتغلين على السيناريو والإخراج، وهما المسؤولان الرئيسيان عن نجاح العمل".
ويضيف آدم قائلاً: "مفهوم الوعي في الأعمال الفنية معقد جدًا، وهناك اتفاق واسع بين أساتذة هذا المجال في العالم بأن جعل الوعي هدفًا أوليًا قد يضر بالقيمة الفنية. بل إن الطريقة المباشرة والخطابية تضر بالوعي نفسه أكثر مما تنفع، فالغرض الأساسي من الأعمال الفنية هو الرؤية الجمالية، وعندما تتحقق الجدارة الفنية، تكون الرسالة أكثر تأثيرًا واستدامة، وفيما يتعلق بالدراما اليمنية، لا تخفى الإملاءات من جهات الإنتاج وأصحاب القنوات، التي غالبًا ما تتبع القوى السياسية".
ورغم محاولة الكتاب محاكاة المعايير الدرامية العالمية، إلا أنهم للأسف لا يدافعون عن مبدأ الحرية الإبداعية، التي هي الضامن الأهم لاستمرار بناء العمل الفني بشكل متماسك. التعديلات الكثيرة تؤدي إلى اختلالات واضحة تظهر خلال المسار الممتد لعشر أو ثلاثين حلقة. ولذلك الإنتاج الكمي هو السبيل إلى الإنتاج النوعي. علينا ألا نقلق من المستوى المتواضع لغالبية الأعمال في اليمن، فزيادة الإنتاج وتفعيل الأدوات النقدية سيؤدي حتماً إلى رفع المعايير. الأمر لا يتعلق بالتراكم فقط، بل يجب أن تقتحم النخبة الأدبية والفكرية هذا المجال، وألا تترك الدائرة مغلقة على من يكررون الأعمال ذات الحبكات السطحية والشبيهة بتلك المدبلجة."
وعن الهوية التاريخية في الدراما يقول الحسامي: " فنحن نعمل مع زملائي على مشروع في هذا المجال، سواء توفرت الإمكانيات الإنتاجية أم لا. فالأهم هو الاستعداد بالسيناريو الذي يبتعد عن السائد، والبقية ستأتي. أما عن ما يجب استعادته من التاريخ، فهذا يتطلب سطورًا كثيرة لا مجال لذكرها هنا، لكن وبشكل عام، أنصح بالتركيز على أطروحات "المتخيل والتاريخي"، فهو مبحث مهم ومثير."
ومع بداية شهر رمضان المبارك لعام 2025، يواجه المواطن اليمني تحديات اقتصادية كبيرة أثرت على مزاج وذائقة المشاهد بشكل كبير، إلا أن هذا لن يمنعه من متابعة بعض المسلسلات اليمنية التي ستُعرض على مختلف القنوات في مناطق الحكومة الشرعية.
وسيشهد الوسط الثقافي والفني نقاشًا واسعًا حول الأعمال الدرامية المنتجة لهذا العام، حيث سيكون هناك آراء مؤيدة ومعارضة، إلى جانب بعض الملاحظات النقدية. ورغم التباين في الآراء، يجمع اليمنيون على أن الشاشة التلفزيونية تظل عنصرًا أساسيًا في حياتهم، خاصة أن الإنتاج الدرامي لا يظهر إلا في شهر رمضان، ما يجعل هذا النوع من الدراما موسميًا ويقتصر عرضه في هذا الشهر فقط، إلا أن هذا الاجماع لا يخلو من تباين في تقييم الأعمال، حيث يتفق البعض على نجاح بعض المسلسلات، بينما يرى آخرون وجود قصور في الجوانب الفنية لأعمال أخرى.