عربي21:
2025-04-10@18:38:38 GMT

الانتخابات الأمريكية وورقة الحرب في المنطقة

تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT

هو موسم إعادة إطلاق مقولتي الشهيرة "اليوم الأمريكيون يختارون بين فيل يجثم على صدر العالم أو حمار يسير شؤونه".

لم تحظ الانتخابات الأمريكية، كما كل استحقاق، بهذا الزخم الذي تحظى به في العالم عامة، وفي عالمنا العربي خاصة، فأزيز طائرات نتنياهو أصمت آذان العالم عن صرخات الضحايا في غزة وبيروت، ودخان بارود مدافعه أعمت مؤسساته الدولية من أن ترى أشلاء الأطفال والنساء، أما الشعوب العربية فمشغولة بتصنيف موقف إيران من المقاومة، ودورها بين الجدل والإنصاف.



ولأن الأمريكيين هم ملوك التسويق والدعاية، حيث يستطيع الأمريكي، كما فعل ولا يزال، أن يبيعك الوهم، بل ويجعلك تتحمس له، وتنصح غيرك بشراء الوهم من العم سام، إذا ما قورن بالوهم المبيع في الأسواق الصينية، وفي توقيت كتوقيت الانتخابات الرئاسية، تبارى كل من مرشح "الفيل" دونالد ترامب ومرشحة "الحمار" كامالا هاريس في كسب ود أصوات الأمريكيين العرب، بالوعد بأنهما قادران على وقف الحرب في غزة وبيروت.

تفاعلت الحملات الانتخابية الأخيرة لكل من دونالد ترامب وكامالا هاريس بشكل ملحوظ مع الجالية العربية الأمريكية، وقد سعى كلا المرشحين إلى استقطاب الأمريكيين العرب، فقد سعت حملة ترامب إلى استمالة الناخبين العرب الأمريكيين، لا سيما في ميتشيغان التي تضم عددا كبيرا من العرب. وقد صاغ رسالته حول وعده بالسلام، مدعيا أنه سينهي الحروب في الشرق الأوسط، وملقيا المأساة التي تعيشها المنطقة على سوء إدارة بايدن للأزمة.

وفي الجهة الأخرى من الطاولة، بذلت كامالا هاريس جهودا لإعادة التواصل مع الناخبين الأمريكيين العرب، فخلال حملتها الانتخابية، أعربت عن قلقها العميق إزاء الأزمة الإنسانية في غزة، والتي بدأت بالتنامي في لبنان، ثم تعهدت بالعمل على تحقيق السلام والأمن لكل من "الإسرائيليين" والفلسطينيين، وإن كانت وعودها تأتي وسط شكوك العرب الذين يشعرون بخيانة الحزب الديمقراطي، الداعم الرئيسي للاحتلال سواء على المستوى السياسي أو الاستخباراتي أو حتى العسكري المباشر.

حالة خيبة الأمل هذه التي يشعر بها الأمريكيون العرب تجاه كامالا وحزبها، وهو ما أدركه ترامب، كانت حافزا للأخير لمزيد من الجرعات المخدرة للناخبين العرب، مراهنا على ذاكرة السمكة التي تتحلى بها الشعوب، لعلهم ينسون أن محدثهم، ترامب، هو من نقل سفارة بلاده إلى القدس، وهو مهندس التطبيع العربي، وصاحب فكرة الـــ"ناتو" الشرق أوسطي الذي سيقوده الاحتلال الإسرائيلي، فموقف ترامب لا يبتعد كثيرا عن موقف كامالا وحزبها منذ بداية الحرب على غزة في أشهرها الثلاثة عشر.

لعلك الآن تحتسي القهوة، وأنت تتابع تحليلات المختصين في الشأن الأمريكي، ويهمك معرفة موقف الأمريكيين العرب من هذه الانتخابات، وأهم ما يهمك في ذلك، موقفهم من حرب الإبادة الجماعية التي تديرها تل أبيب برعاية أمريكية أوروبية، وكيف سيترجم في صناديق الانتخابات بعد ساعات. ولعل استطلاعات الرأي تؤكد حالة الاستياء الشديدة من هاريس وبايدن، حيث يرى العرب أنهما وإدارتهما متواطئون في مسلسل الإبادة الجماعية المستمرة حلقاته على مدى 396 يوما.

هذا الشعور تجاه المرشحين يحمل الناخبين العرب، بحسب سبر الآراء، إلى معاقبة هاريس، على الرغم من أن أغلب العرب في العادة يصوتون للديمقراطيين، لما يحمله برنامجهم دوما بكثير من الانفتاح تجاه المهاجرين واستيعابهم وتوفيق أوضاعهم القانونية، لكن الوضع هذه المرة يختلف مع التواطؤ غير المسبوق للحزب الديمقراطي مع الجرائم اليومية ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني.

ولأن الانقسام هو سيد الموقف العربي، حتى على مستوى الشعوب، فإن سياسة كل من الجمهوريين والديمقراطيين بتجاه إيران والمليشيات الموالية لها، سيكون لها دور في قرار الأمريكيين العرب، وهم يضعون ورقة التصويت في صندوق الانتخاب، وذلك لأن الظروف في المنطقة متباينة، بين من يرى أن الخلاص من الإيرانيين ومليشياتهم سيكون مكسبا استراتيجيا لكبح جماح التمدد الفارسي في المنطقة، وانتقاما لدماء الشهداء، فيما يرى المستفيدون من إيران ومليشياتها، أن المرشح صاحب الموقف الأقل تشددا مع إيران سيكون هو الأفضل، وعليه فإنهم يرون أن اختيارهم للحمار هو الحل.

وبين هذا وذاك يجب الانتباه لما هو أهم من حرب عابرة مرت قبلها عشرات، وستأتي بعدها، حتى ولو وعد المرشح الديمقراطي أو تعهد الجمهوري، الأهم في الحالة الأمريكية هي قوة الجالية العربية، التي تمثّل كتلة تصويتية حاسمة في ولايات مهمة مثل ميتشيغان، ومن ثم يمكن لموقف موحد أن يصنع الفارق، ما يعني أنه ببعض التنظيم وصناعة قيادة موحدة للجالية العربية، يكون ولاؤها للثوابت الشعبية، من دون تفرقة بين القضايا وزخمها الإعلامي، أن تؤثر إلى حد بعيد على نتائج الانتخابات الأمريكية القادمة. ولعلي ضربت مثالا بولاية ميتشيغان لوجود ما يقرب من 200 ألف أمريكي عربي فيها وحدها، وبالتالي يدرك كلا المرشحين أن معالجة مخاوفهم أمر حيوي لتأمين الأصوات.

وهنا أنا لا أريد للجالية العربية أن تحل مشاكلنا، فلها مشاكلها، أعانها الله، ولكن أريدها أن تكون ورقة ضغط، وقيمة مضافة لنصرة الشعوب المقهورة، التي تعاني تحت وطأة حكامها، فتصبح قوة محورية في تشكيل الديناميات الانتخابية، بل والمساهمة في تشكيل سياسة الرئيس الأمريكي القادم وحزبه تجاه العرب وقضاياهم الداخلية والاستراتيجية، ليروا حقيقة المصالح، عوضا عن النظرة للمنطقة من فتحة باب الاحتلال والداعمين له في المنطقة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الانتخابات العربي غزة ترامب هاريس الإسرائيليين إسرائيل امريكا غزة العرب انتخابات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأمریکیین العرب فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

بالذكاء الاصطناعي.. سخرية صينية من الأمريكيين بسبب رسوم ترامب الجمركية (شاهد)

لجأت وسائل إعلام صينية إلى الذكاء الاصطناعي، للسخرية من الأمريكيين، وما سيحدث لهم بسبب سياسات الرئيس دونالد ترامب الاقتصادية ورسومه الجمركية.

وبدا أمريكيون في مقطع فيديو، بأوزان مرتفعة، وهم يعملون في مهن شاقة بمصانع إنتاج الملابس والهواتف.

ويظهر في أحد المقاطع عبارة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا" في نهاية المشهد، بينما يؤدي "العمال الأمريكيون" مهام شاقة داخل بيئة عمل صعبة، في إشارة تهكمية لسياسة "أمريكا أولا" التي يتبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وباتت الردود الساخرة جزءا من أدوات الصين الإعلامية، حيث حمل الفيديو رسائل رمزية متعددة حول نمط الحياة الأمريكي، والاعتماد الكبير على العمالة الخارجية، وواقع الصناعات الأمريكية في حال تفكك سلاسل الإمداد العالمية.

وكان ترامب قرر إيقاف الرسوم الجمركية، لفترة قصيرة تمتد نحو 90 يوما، على الدول التي لم تقم بإجراءات انتقامية ضد القرار.

وقال ترامب: "هناك أكثر من 75 دولة تريد التوصل لاتفاقات تجارية معنا"، و"أعتقد أنه بإمكاننا التوصل إلى اتفاقيات مع الاتحاد الأوروبي والصين".

وأعلن أن نسبة التعرفة المتبادلة التي ستُطبق على الدول خلال فترة الـ90 يوما ستكون 10 بالمئة فقط.


إلا أن ترامب هاجم الصين بشدة، ووصفها بأنها أكثر دولة أساءت للولايات المتحدة عبر التاريخ، وقرر معاقبتها بفرض رسوم جمركية إضافية عليها لتصل إلى إجمالي 120 بالمئة.

وقال ترامب إن قرار رفع الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الواردة من الصين إلى 125 بالمئة، سيدخل حيز التنفيذ فورا.

جاء ذلك في ظل تصاعد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، حيث أعلنت الأخيرة اليوم، عن رفع الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية إلى 84 بالمئة ردا على خطوة مماثلة من واشنطن برفع الرسوم على الواردات الصينية إلى 104 بالمئة.

وقال ترامب عبر حسابه على منصة "تروث سوشيال": "آمل أن تُدرك الصين قريبا أن زمن استغلالها للولايات المتحدة ودول أخرى لم يعد مقبولا".

وفي 2 نيسان/ أبريل الجاري فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوما جمركية على الواردات الصينية بنسبة 34 بالمئة، بخلاف 20 بالمئة سابقة فرضها الشهرين الفائتين، ما دفع بكين للرد بالمثل وفرض نفس النسبة (34 بالمئة) على الصادرات الأمريكية.

وعليه فقد ردت واشنطن بفرض 50 بالمئة أخرى لترتفع النسبة إلى 104 بالمئة، أمس الثلاثاء، لتقابلها بكين برفع نسبة الرسوم على البضائع الأمريكية من 34 إلى 84 بالمئة، ليرد ترامب مساء الأربعاء برفعها إلى 125 بالمئة.

إلى ذلك، انتقدت الصين تصريحات نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس حول "الفلاحين الصينيين" في مقابلة أثارت غضبا وسخرية واسعين، ومقارنات مع وصف فانس نفسه بأنه "فلاح ريفي".

في حديثه مع شبكة "فوكس نيوز"، الخميس، دافع فانس عن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على شركاء واشنطن التجاريين، وانتقد بشدة "الاقتصاد العالمي".

وقال: "ما الذي جلبه الاقتصاد العالمي للولايات المتحدة الأمريكية؟ والجواب، في جوهره، هو أنه يقوم على مبدأين: تكبد ديون طائلة لشراء منتجات تصنعها دول أخرى لنا".

وأضاف: "وللتوضيح أكثر، نقترض المال من الفلاحين الصينيين لشراء المنتجات التي يصنعها هؤلاء الفلاحون".

وفي المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، عند سؤاله عن تصريحات فانس في مؤتمر صحفي: "من المدهش والمؤسف سماع نائب الرئيس هذا يدلي بمثل هذه التصريحات الجاهلة وغير المحترمة".

التعرفات الجمركية الأمريكية الضخمة ضد دول العالم هدفها دفع المصانع في الولايات المتحدة إلى توظيف الأمريكان فيها.

الصينيون بدورهم أنتجوا هذا المقطع الساخر عبر الذكاء الاصطناعي وفيه أمريكان يعملون في مصانع بوظائف دُنيا مع عبارة (لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً).pic.twitter.com/7ceWEcCgGs — إياد الحمود (@Eyaaaad) April 8, 2025

مقالات مشابهة

  • السفيرة الأمريكية في أوكرانيا تتنحى بعد ثلاثة أعوام في المنصب
  • اتفاقية شراكة بين اتحاد الناشرين العرب ومعهد المخطوطات العربية
  • الجدعان يختتم مشاركته في الاجتماعات السنوية المشتركة للهيئات المالية العربية والاجتماع السنوي لمجلس وزراء المالية العرب
  • مجلة أمريكية: “الحرب الأمريكية ضد الحوثيين قد تتحول إلى فضيحة وتجلب نتائج وخيمة على واشنطن”
  • بالذكاء الاصطناعي.. سخرية صينية من الأمريكيين بسبب رسوم ترامب الجمركية (شاهد)
  • ‏مجلة “ذا أتلانتك”: الحرب الأمريكية على اليمن قد تتحول إلى فضيحة كبرى
  • بكين تتحدى ترامب.. الصين ترفع الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية إلى 84%
  • أمر مرعب.. لماذا يشعر بعض الأمريكيين بالقلق بشأن السفر إلى الخارج في عهد دونالد ترامب؟
  • استطلاع رأي: 73% من الأمريكيين يتوقعون ارتفاع الأسعار في ظل رسوم ترامب الجمركية
  • هل ينجو العرب من الاستهداف الأمريكي الإسرائيلي؟