موقع 24:
2024-12-26@02:58:01 GMT

حين تقاوم الكلمة السلاح في لبنان

تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT

حين تقاوم الكلمة السلاح في لبنان

ليس من المبالغة القول إن الميليشيا الإيرانية ترى في لبنان دولة أقل قيمة وأصغر مساحة وأضعف إرادة من أن تحتويها، وهي في ذلك لا ترى في لبنانيتها إلا مجرد غطاء مؤقت.

كلما اعترض لبناني على ما يرتكبه حزب الله من حماقات يُتهم بالطائفية

الضاحية التي هي عاصمة الحزب من أكثر مناطق بيروت ولبنان رثاثة وتخلفاً

يتعامل حزب الله مع اللبنانيين باعتبارهم مواطنين تحت الوصاية، وليس مفاجئاً أن يعتبرهم شعباً لم ينضج بعد.

. ذلك ما يكشف عنه زعيمه حسن نصرالله بسخرية وغرور في كل خطاب يلقيه من مخبئه.

وكلما اعترض لبناني على ما يرتكبه حزب الله من حماقات، هي في حقيقتها جرائم وطنية وإنسانية، يُتهم بالطائفية ويُحال موقفه إلى موقع يراد من خلاله الزج بالطائفة الشيعية في صراع لا علاقة لها به.

فهذه الميليشيا تختبئ وراء ستار الطائفة والمذهب، فيما هي في حقيقتها مجرد عصابة إيرانية وظفت وجودها المسلح في خدمة أهداف سياسية ليست وطنية، بل العكس هو الصحيح، إذ إن كل ما تفعله يصب في مجرى تمزيق لبنان وتحطيم إرادة شعبه وإنهاء سيادته.

ما حدث مؤخراً في قرية الكحالة، قرب بيروت، ما هو إلا جزء من مسلسل طويل، مادته سلاح غير شرعي يقصي الدولة عن وظيفتها ويقزمها ويضعفها ويصنع منها تابعاً ذليلاً فتبدو عاجزة عن الدفاع عن أمن مواطنيها الذين صاروا يعلنون وبلسان صريح أن الابتزاز بالمقاومة هو سلاح مهزوم لن تنصره الأكاذيب.

بالنسبة إلى حزب الله فإن اللبنانيين لا يحق لهم أن يقولوا كلمة في ما يتعلق بتصرفاته ولا بمصيرهم في ظل سلاحه الفالت، فهو فوق النقد وهو يعرف ما لا يعرفه اللبنانيون كلهم عن حقيقة أوضاعهم.. وليس أمامهم سوى أن ينصاعوا له وإلا سيحدث ما لا تُحمد عقباه، تلك هي لغة القوة التي يُراد تطبيعها.

في خيال حسن نصرالله ومن والاه أن كل بقعة في لبنان سيكون عليها أن تتحول إلى صورة من ضاحية بيروت الجنوبية، هناك حيث يتربع الحزب على عرش سلطة، ليس لها مكان وزمان محددان، فهي سلطة مستلهمة من قوة الولي الفقيه الذي هو ممثل الإمام الغائب.

واقعياً فإن الضاحية التي هي عاصمة الحزب من أكثر مناطق بيروت ولبنان رثاثة وتخلفاً وهي نموذج لفوضى المناطق العشوائية الفقيرة.. لذلك فإن الحلم بتعميمها على لبنان لا يعني سوى إشاعة المزيد من الفوضى والخراب في لبنان الذي لا أعتقد أنه في حاجة إلى جرعة من ذلك النوع ليموت.

نحن هنا نتحدث عن شعب قهرته أوضاعه المعيشية التي هي من صنع طبقة فاسدة يقف زعماء حزب الله في مقدمتها إذا لم يكونوا السد المنيع الذي يحمي تلك الطبقة ويحول دون تقديم أفرادها إلى القضاء.

حين وضع حزب الله أعضاءه فوق القانون اللبناني فإنه أشهر في الوقت نفسه سيف قانونه على الآخرين، وهكذا صار قانون حزب الله فوق قانون الدولة اللبنانية الذي فشل قضاؤه في استدعاء مجرمين من حزب الله لينالوا قصاصهم العادل وليست حادثة تفجير مرفأ بيروت ببعيدة.

كل المعطيات والأدلة والقرائن والشهادات تؤكد مسؤولية الحزب عن ذلك التفجير، كان القضاء شجاعاً حين سمى القتلة بأسمائهم وطالب بمحاكمتهم، يكفيه أنه قال كلمة الحقيقة في الوقت المناسب.. أما ما تبقى فإنه جزء من الحكاية اللبنانية الكئيبة، فلا أحد في الدولة اللبنانية قادر على اختراق السد والوصول إلى مبتغاه.

ليس من المبالغة في شيء القول إن الميليشيا الإيرانية، وهي قوة عابرة للحدود، ترى في لبنان دولة أقل قيمة وأصغر مساحة وأضعف إرادة من أن تحتويها، وهي في ذلك لا ترى في لبنانيتها إلا مجرد غطاء مؤقت، يمكن إزاحته حين تزول الدولة اللبنانية ويظهر لبنان كما تتوهمه إمارة إيرانية.

كانت سخرية علنية من أوجاع اللبنانيين وهم يتلقون الصدمة التي انطوت عليها أحداث "الكحالة"، بالنسبة إلى أعضاء ميليشيا حزب الله وأنصارهم فإن كل صيحة استنكار وغضب وألم واستغاثة يطلقها اللبنانيون في وجه الميليشيا وسلاحها وسلوكها المستهتر إما أن تكون تعبيراً عن حالة الدلع التي يجب أن تنتهي أو أنها تتم بالتنسيق مع العدو.. وإسرائيل هي العدو الجاهز وإلا فهي أمريكا، ألم يكن محتجو أكتوبر (تشرين الأول) 2019 الذين نادوا بإنهاء ولاية حزب الله أبناء للسفارة الأمريكية؟

هنا يتاجر حزب الله بالوطنية متناسياً عن عمد أنه أول من أسقط الوطنية من حسابه، فهو ليس في حاجة إلى أن يقوم خصومه بالبحث عن مثالبه في هذا المجال.. ذلك ما يعرفه اللبنانيون كلهم وهم يدركون جيدا أنهم ما لم يقاوموا بالكلمة التي يجب أن تصل إلى العالم سلاح حزب الله فإنهم ولبنانهم سيذهبان إلى العدم.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة حزب الله

إقرأ أيضاً:

كاهن يحمل سلاحا داخل كنيسة في لبنان.. إليكم هذا التوضيح

أوضح رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام المونسنيور عبده أبوكسم ان "ما يتمّ التداول به على شبكات التواصل الاجتماعي من مقاطع فيديو لكاهن في رعية مزرعة يشوع يحمل سلاحاً حربياً أثناء احتفاله بالذبيحة الالهية ليلة عيد الميلاد، هو أمر غير مقبول ، بالرغم من أن قصد الكاهن كان ليعبّر ان هذا السلاح هو مبعث للحروب ولا يخدم السلام، إنما السلاح الحقيقي للكنيسة هو سلاح الصلاة".
واضاف: "بعد الاتصال براعي الابرشية سيادة المطران انطوان بو نجم أكد انه لا يؤيد إطلاقاً هذا الأسلوب الغريب عن وجه الكنيسة، وقد أعطى توجيهاته الصارمة لعدم تكرار مثل هذه الأعمال داخل الكنيسة". (الوكالة الوطنية)

كاهن مزرعة يشوع يدخل الى صلاة العيد حاملاً سلاح حربي pic.twitter.com/AqlZOSNsY1

— مصدر مسؤول (@fouadkhreiss) December 25, 2024

مقالات مشابهة

  • كاهن يحمل سلاحا داخل كنيسة في لبنان.. إليكم هذا التوضيح
  • طائرة مساعدات كويتية تصل إلى بيروت
  • مسيرات إسرائيلية تحلق في سماء بيروت من جديد.. فيديو
  • طيران إسرائيلي يخرق اتفاق وقف إطلاق النار في بيروت والبقاع
  • رغم وقف إطلاق النار.. مسيرات إسرائيلية تحلق في سماء بيروت من جديد
  • هوكشتاين سيزور بيروت.. وهذا ما سيبحثه
  • عن مطار بيروت.. إليكم ما أعلنه وزير الداخلية
  • الموساد وتفجيرات البيجر.. عميلان سابقان يكشفان تفاصيل جديدة عن العملية التي هزت حزب الله
  • سينما متروبوليس تعيد الحياة إلى بيروت.. ورسائل من نجوم هوليوود
  • السلاح الفلسطيني ... سحب أم إعادة انتشار؟