مع اقتراب يوم الانتخابات الأمريكية لعام 2024، يحتدم السباق بين دونالد ترامب وكمالا هاريس، حيث يتساءل الكثيرون من سيقود الولايات المتحدة في السنوات الأربع القادمة. هذا التنافس يعكس رؤى سياسية واقتصادية متباينة لكل من المرشحين؛ فترامب، بشعبيته القوية في أوساط المحافظين ومواقفه المتشددة في مجالات التجارة والهجرة، يسعى للعودة إلى البيت الأبيض بعد رئاسته المثيرة للجدل، مع التركيز على سياسات اقتصادية تهدف إلى تعزيز الصناعة الأمريكية وتقليل التدخل الخارجي.

في المقابل، تهدف هاريس، نائبة الرئيس الديمقراطية، إلى بناء أجندة تقدمية تشمل دعم البرامج الاجتماعية، تعزيز العدالة البيئية، وتوسيع حقوق العمال والمساواة العرقية.

الاقتصاد وتوجهات النمو

ترامب يركّز في برنامجه على تعزيز الأعمال وتقليل الضرائب، متعهدًا بإعادة التصنيع إلى أمريكا وزيادة عدد الوظائف في القطاع الصناعي. هو يركز على “أمريكا أولًا” كنموذج اقتصادي يهدف إلى تحقيق استقلال اقتصادي أكبر وتقليل الاعتماد على التجارة الدولية. أما هاريس، فتتبنى سياسات تهدف إلى العدالة الاجتماعية، وتعد بتعزيز شبكات الأمان الاجتماعي، مثل دعم التعليم والصحة، مما يوفر حماية أكبر للطبقات الوسطى والفقيرة. كما أنها تدعو إلى فرض ضرائب أعلى على الشركات الكبرى والأثرياء، لضمان تمويل المشاريع العامة والاستثمار في البنية التحتية.

الهجرة والأمن الحدودي

يمثل موضوع الهجرة نقطة اختلاف رئيسية. ترامب يريد تعزيز ضوابط الهجرة بشكل صارم، ويتعهد ببناء جدار حدودي مكتمل وزيادة عدد رجال الحدود، متعهدًا بإنهاء سياسات اللجوء المفتوحة التي يعتبرها نقطة ضعف أمني. بالمقابل، تركز هاريس على تحسين نظام الهجرة، واقترحت توفير مسارات قانونية أكبر للمهاجرين. كما تدعو إلى معالجة الأسباب الجذرية للهجرة من خلال تحسين الأوضاع في دول أمريكا الوسطى بدلًا من تطبيق سياسات صارمة قد تكون ضارة إنسانيًا.

الرعاية الصحية وحقوق المرأة

في مجال الصحة، تعد هاريس بتوسيع برامج التأمين الصحي، خاصةً للطبقات الفقيرة، وتدعو إلى دعم حقوق المرأة في اتخاذ قراراتها الشخصية المتعلقة بالصحة الإنجابية، بما في ذلك الحفاظ على حق الإجهاض. في المقابل، لا يضع ترامب القضايا الصحية ضمن أولوياته بنفس الدرجة، لكنه يرفض أي توجهات لفرض حظر شامل على الإجهاض ويؤكد على حق الولايات في اتخاذ قراراتها الخاصة بهذا الشأن. يرى البعض أن هذا التوجه سيؤدي إلى انقسام أكبر في حقوق المرأة عبر الولايات.

مستقبل السياسة الخارجية

في السياسة الخارجية، يركز ترامب على تعزيز القوة الأمريكية وتقليل التدخلات الخارجية، مفضلًا سياسات “أمريكا أولًا” التي تهدف إلى إعادة الجنود الأمريكيين إلى الوطن وتقليل النفقات العسكرية في الخارج. هاريس، من جهتها، ترى في التعاون الدولي وسيلة لتحقيق الاستقرار العالمي، وتعد بالعمل مع الحلفاء لتقوية دور أمريكا في حل الأزمات العالمية مثل التغير المناخي ومكافحة الإرهاب.

المنافسة الحاسمة في الولايات المتأرجحة

تكتسب المنافسة في الولايات المتأرجحة مثل بنسلفانيا أهمية كبيرة في تحديد الفائز. يعتبر هذا السباق من أكثر السباقات الرئاسية حدة واستقطابًا، حيث ينظر الناخبون إلى ترامب على أنه ممثل للنهج القومي المحافظ، بينما ترى هاريس كواجهة للتغيير الاجتماعي والتعددية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الانتخابات الأمريكية البيت الأبيض الصناعة الامريكية الولايات المتحدة انتخابات الأمريكية ترامب وهاريس دونالد ترامب فرض ضرائب كمالا هاريس نظام الهجرة

إقرأ أيضاً:

تباين أداء أسواق الأسهم الأوروبية عند الإغلاق مع مراقبة تطورات سياسات ترامب

الاقتصاد نيوز - متابعة

تباين أداء أسواق الأسهم الأوروبية خلال تعاملات يوم الثلاثاء الرابع من شباط، عند الإغلاق، مع استمرار المستثمرين في مراقبة التطورات في السياسة التجارية الأميركية في عهد الرئيس الجديد دونالد ترامب.

ارتفع مؤشر Stoxx 600 الأوروبي 1.43 نقطة أو بنسبة 0.27% إلى مستوى 536.28 نقطة في نهاية التعاملات.

كما أغلق مؤشر DAX الألماني الجلسة على ارتفاع 82.60 نقطة أو بنسبة 0.39% إلى مستوى 21510.84 نقطة.

بينما هبط مؤشر FTSE 100 البريطاني 12.79 نقطة أو بنسبة 0.15% عند الإغلاق إلى مستوى 8570.77 نقطة.

وارتفع مؤشر CAC 40 الفرنسي بنحو 51.48 نقطة أو بنسبة 0.66% عند الإغلاق إلى مستوى 7906.40 نقطة.

وهبطت أسهم يو بي إس UBS بنسبة 7% بعد فشل نتائج أعمال الربع الرابع للبنك، وخطط إعادة شراء الأسهم بقيمة ثلاثة مليارات دولار في نيل رضا المستثمرين.

يأتي ذلك بعد هبوط الأسهم الأوروبية خلال تعاملات يوم الاثنين مع رد فعل المستثمرين على قرار ترامب بفرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك والصين، وتهديده بفرض رسوم على السلع من الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.

ومع ذلك، تعززت معنويات السوق بعد ساعات من قرار ترامب مع إعلانه في وقت لاحق عن توقف مؤقت لمدة 30 يوماً لتطبيق الرسوم الجمركية على المكسيك، وكندا. وجاءت هذه التوقفات بعد أن اتفقت الدولتان على اتخاذ خطوات نحو منع تهريب مخدر الفنتانيل إلى الولايات المتحدة.

اقرأ أيضاً: ترودو: ترامب سيوقف الرسوم الجمركية على كندا لمدة 30 يوماً على الأقل

في المقابل أعلنت الصين في وقت مبكر من صباح الثلاثاء أنها ستفرض رسوماً جمركية تصل إلى 15% على واردات أميركية معينة، بما في ذلك النفط الخام وبعض المركبات والمعدات الزراعية، بدءاً من العاشر من فبراير، وذلك رداً على قرار ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 10% على الواردات من بكين، بدءاً من يوم الثلاثاء.

ارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي للسيارات بنسبة 0.8% خلال تعاملات الثلاثاء، متعافياً من أداء ضعيف خلال جلسة أمس. وتعد المركبات واحدة من أكبر صادرات منطقة اليورو إلى الولايات المتحدة.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • سياسات ترامب الحمائية هل ستؤدي إلى حرب تجارية جديدة؟
  • تباين أداء أسواق الأسهم الأوروبية عند الإغلاق مع مراقبة تطورات سياسات ترامب
  • ألمانيا انهيار طلبات اللجوء بـ34% في 2024
  • "أبحاث الكنيست": ارتفاع بمعدلات الهجرة العكسية من إسرائيل في 2024
  • للحفاظ على خصوبة التربة.. الزراعة: تعزيز التسميد العضوي وتقليل الاعتماد على الكيميائية
  • بكين تنتقم.. رسوم جمركية جديدة لمواجهة سياسات ترامب
  • اجتماع في دبي يبحث تعزيز استخدام تقنيات المستقبل في التنقل
  • أمريكا: الآلاف يتظاهرون ضدّ سياسات ترامب في ملف الهجرة
  • رئيس كولومبيا: سياسات ترامب فاشية
  • "صفر مراجعين".. التحول الرقمي يقود المستقبل