صحافة إيجابية عن اقتصاد ترامب.. ونظرة محايدة لهاريس
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
لطالما كان الاقتصاد أحد أهم الجوانب التي يتطرق لها أي مرشح رئاسي، فضلا عن كونه من الجوانب المهمة التي ينظر إليها الناخبون أثناء اختيار ممثلهم في المكتب البيضاوي، ومع تفشي الكساد في العديد من الأسواق العالمية وانخفاض قيمة الدولار مؤخرا أمام بعض العملات الأوروبية، ينظر الشارع الأميركي إلى مرشحي الرئاسة لإنقاذ الوضع.
ويعود دونالد ترامب إلى السباق الرئاسي مجددا بعد ترك المكتب البيضاوي في عام 2018 عقب خسارته أمام جو بايدن، وكانت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، لذا فإن الطرفين كانا جزءا من الحكومة الأميركية سابقا، وهو ما يعزز من مواقفهم أمام الناخبين من الناحية الاقتصادية تحديدا.
نظرة إيجابية لاقتصاد دونالد ترامبامتازت فترة ترامب السابقة بالعديد من القرارات المصيرية، التي كان لها أثر ممتد في الاقتصاد العالمي، وربما كان أبرزها حظر الشركة "هواوي" ومنعها من الوصول إلى التقنيات الأميركية، وهو الأمر الذي أثر على وضع الشركة بشكل كبير، فضلا عن خفض فرص العمل المتعلقة بها في الشارع الأميركي.
ورغم هذا، فإن الصحافة الغربية تنظر إلى خطة ترامب الاقتصادية بعين إيجابية للغاية، وهذا ما يظهره اختبار قياس "تحليل مشاعر الصحافة" الذي أطلقته الجزيرة، إضافة إلى عناوين الأخبار من كبرى الصحف العالمية.
وقد رصدت "الجزيرة" أكثر من 137 مقالة وخبرا يتحدث عن خطة المرشحين الاقتصادية في الفترة بين مطلع يناير/كانون الثاني ونوفمبر/تشرين الثاني من العام الجاري بحسب اختبار قياس "مشاعر الإعلام".
ومن بين هذه المقالات، حاز ترامب على نسبة مقالات إيجابية تجاوز 19.12% مقارنة مع 5.15% إيجابية فقط لصالح هاريس التي كانت الغلبة للنظرات المحايدة ناحية خططها الاقتصادية.
انعكست هذه النظرة الإيجابية على سعر الدولار مقارنة مع العملات الأخرى، وفق ما نقله موقع "فايننشال تايمز" (Financial Times) الذي نسب تراجع قيمة الدولار أمام العملات الأخرى بسبب تزايد شعبية هاريس وفق أحدث استطلاع للرأي في ولاية أيوا.
ويشارك موقع "ذا إيكونوميست" (The Economist) النظرة ذاتها مع "فايننشال تايمز" إذ أشار في تقريره إلى أن المستثمرين يرون عودة ترامب إلى البيت الأبيض دعما للاقتصاد ومساهما في رفع قيمة الدولار أمام العملات الأخرى.
وهو الأمر الذي نقله إيلون ماسك في عدة لقاءات صحفية أثناء جولة دعمه لدونالد ترامب، ورغم أنه وصف الفترة الأولى من حكم ترامب بالقسوة والتقشف، فإنه أكد أنها فترة مؤقتة من أجل الوصول إلى اقتصاد أكثر رخاء واستدامة من السابق، وربما كان هذا السبب الذي دفع ماسك لاستثمار أكثر من 75 مليون دولار في حملة ترامب للترشح للرئاسة، وفق ما نقله موقع "فوكس" (Vox).
وعبر استخدام لوحة قياس "مشاعر الإعلام" يظهر بوضوح تزايد في عدد المقالات والأخبار التي تتحدث عن السياسات الاقتصادية لكل مرشح مع اقتراب يوم الانتخابات النهائية، إذ يظهر زيادة تتخطى 50% في معدل الأخبار التي تغطي الأنشطة الاقتصادية بحلول سبتمبر/أيلول، وهو ما يتزامن مع حديث ترامب عن زيادة الضرائب على الواردات الصينية، فضلا عن ظهور عدد من التقارير لخبراء اقتصاديين حول خطة ترامب المستقبلية مقارنة مع هاريس.
تسخير "شات جي بي تي" لتحليل البياناتيوفر نموذج "شات جي بي تي" قدرات متفوقة في تحليل النصوص والمقالات عبر قراءتها والتعرف على محتوياتها، ثم يقوم بتحليل النصوص الواردة إليه من خلال التعرف على مجموعة من المؤشرات التي وضعها مسبقا داخل النموذج، لتبدأ بعد ذلك الخطوة الأخيرة وهي توزيع النص المحلل بناء على المؤشرات الواردة في كل مقال، سواء كان لصالح ترامب أو هاريس أو حتى محايدة للطرفين.
ولأن النموذج يعتمد بشكل مباشر على جمع المعلومات من مختلف المصادر عبر الإنترنت، فإن البحث المكثف في مواقع الإنترنت المختلفة عبر استخدام محرك بحث "غوغل" أو حتى منصات التواصل الاجتماعي المتنوعة يعزز من نتائج المنصة، ويشير إليها بشكل واضح، وبينما قد يستغرق فحص المقالات والأخبار بشكل يدوي وقتا طويلا، فإن الذكاء الاصطناعي يتيح فحص نتائج آلاف المقالات بشكل مباشر وبنظرة واحدة فقط للتعرف على نظرة كل مرشح في الجوانب المختلفة.
ويمثل هذا الاستخدام جوهر آليات تحليل البيانات باستخدام الذكاء الاصطناعي ودعم الصحافة عبر التقنيات الحديثة، إذ توفر لوحة قياس "مشاعر الإعلام" وقتا طويلا كان يستغرق في جمع البيانات ووضعها في لوحات بيانات وتقارير تتيح للخبراء الاطلاع على النظرة الإعلامية تجاه مرشحي الرئاسة الأميركية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
كيف سيستجيب البنك المركزي الأوروبي للتعريفات الجمركية التي فرضها ترامب؟
قد تؤدي التعريفات الجمركية التي يفرضها دونالد ترامب إلى إضعاف النمو في الاتحاد الأوروبي وزيادة التضخم، مما يضع البنك المركزي الأوروبي أمام معضلة حقيقية. ففي ظل تباطؤ التجارة وارتفاع الأسعار، يرى بعض الاقتصاديين أن خفض أسعار الفائدة لا يزال خيارًا مناسبًا، شريطة أن تبقى توقعات التضخم مستقرة.
يستعد البنك المركزي الأوروبي لمواجهة مرحلة جديدة من حالة عدم اليقين على المستوى الاقتصادي، مع توجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية واسعة النطاق على السلع الأوروبية.
ومن المقرر أن تكشف الولايات المتحدة في الثاني من أبريل/نيسان عن حزمة جديدة من "التعريفات الجمركية المتبادلة"، وهي خطوة رئيسية ضمن جهود ترامب المستمرة لتضييق الفجوة في العجز التجاري الأمريكي.
وعلى الرغم من غموض التفاصيل الدقيقة حول حجم ونطاق هذه الرسوم، إلا أن التوقعات تشير إلى أن البيت الأبيض قد يفرض ضرائب تصل إلى 25% على السلع الأوروبية. وسيتم إدراج هذه الرسوم فوق التعريفات الحالية المفروضة على السيارات وقطع الغيار، والتي رفعت بالفعل تكلفة الصادرات المتعلقة بقطاع السيارات بنسبة تصل إلى 50%.
ومن المتوقع أن يكون التأثير المحتمل كبيرًا. فخلال عام 2024، بلغت قيمة الصادرات من الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة 382 مليار يورو، ووفقًا لبيانات مركز التجارة الدولية. ومن هذا الإجمالي، شكلت صادرات السيارات، بما في ذلك المركبات والدراجات النارية وقطع الغيار، نحو 46.3 مليار يورو.
وباعتبار أن الولايات المتحدة تستحوذ على ما يقرب من 10% من إجمالي صادرات الاتحاد الأوروبي، فإن التكتل يواجه بشكل خاص مخاطر الاحتكاك التجاري مع الضفة الأخرى للأطلسي.
ووفقًا للتقديرات التي أشارت إليها رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، فقد تؤدي التعريفة الجمركية الأمريكية بنسبة 25% إلى خفض الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو بمقدار 0.5 نقطة مئوية ورفع التضخم بنفس الهامش خلال السنة الأولى، شريطة أن يرد الاتحاد الأوروبي بالمثل.
هذا الوضع يعكس حالة نموذجية من حيث تضارب السياسات: فالتعريفات الجمركية تمثل صدمة في العرض عبر زيادة تكلفة الواردات، وصدمة في الطلب من خلال تقويض الثقة والدخل المتاح.
يجد صانعو السياسات النقدية في فرانكفورت أنفسهم أمام مفارقة معقدة: هل ينبغي لهم دعم النمو بتخفيف السياسة النقدية، أم يجب عليهم التصدي للصدمة التضخمية التي قد تنجم عن هذه الرسوم؟
Relatedكيف ستؤثر الرسوم الجمركية على حياة مواطني الاتحاد الأوروبي؟ ردًا على رسوم ترامب الجمركية.. فيراري ترفع أسعار سياراتها في أمريكا حتى 10%ترامب يفرض رسومًا جمركية على واردات السيارات بنسبة 25% وامتعاض في أوروبا كنداالتضخم المؤقت ومستقبل تخفيضات الفائدة في أوروبابالنسبة للاقتصاديين مثل سفين جاري ستاين من غولدمان ساكس، ترتبط الإجابة بسلوك توقعات التضخم.
وذكر ستاين في مذكرة حديثة: "تشير تقديراتنا إلى أن الرسوم الجمركية الأمريكية ستؤدي إلى تأثيرات سلبية كبيرة على النمو، مع آثار محدودة ومؤقتة على التضخم".
وأوضح، أن القواعد القياسية للسياسة النقدية تدعم خفض أسعار الفائدة، طالما بقيت توقعات التضخم على المدى الطويل ثابتة.
ووفقًا لنماذج جولدمان، وفي ظل هذه الافتراضات، تتمثل الاستراتيجية المثلى للبنك المركزي الأوروبي في "تجاوز" ارتفاع التضخم والمضي قدمًا نحو خفض أسعار الفائدة.
يُتوقع أن يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة في أبريل/نيسان، على أن يتبعه خفض آخر ليصل المعدل إلى 2% بحلول يونيو/حزيران، وفقًا لجولدمان ساكس.
تحديات التضخم تتصاعدوتتغير هذه الحسابات بشكل جوهري إذا أفضى ارتفاع التضخم الأولي إلى مزيد من التوقعات. فإذا بدأت الشركات والعمال في توقع استمرار تصاعد الأسعار وعدلوا الأجور تبعًا لذلك، فقد يجد البنك المركزي الأوروبي نفسه مضطرًا للتدخل لكبح التضخم إذا استمر طويلا.
وقال ستاين: "في مثل هذه الحالة، قد تكون الاستجابة المثلى هي تشديد السياسة النقدية". مضيفاً أنه "لن يكون بمقدور البنك المركزي الأوروبي في هذا السيناريو أن يركز على التداعيات السلبية للرسوم الجمركية على النمو، بل سيركز على منع التضخم من أن يصبح مستدامًا".
وأشار أيضًا إلى أن مثل هذه الآثار في الجولة الثانية يجب أن تكون "استثنائية للغاية" - أي تتطلب زيادة كبيرة وواسعة النطاق في التوقعات طويلة الأجل - لتبرير تحول متشدد كهذا.
وحتى الآن، لا تزال اتجاهات الأجور وتوقعات التضخم ضمن نطاق مستقر، وفقًا لتحليلات غولدمان ساكس، مما يدعم توجه البنك المركزي الأوروبي نحو اتخاذ إجراءات تيسير نقدي.
رد الاتحاد الأوروبي على الرسوم الجمركيةيرى روبن سيجورا-كايويلا، الخبير الاقتصادي في بنك أوف أمريكا، سيناريو مشابهًا لكن بحذر أكبر. وقال معلقًا على التقارير الصحفية الأخيرة: "قد لا يكون من غير المعقول افتراض فرض رسوم جمركية بنسبة 20% على واردات الاتحاد الأوروبي، كما يبدو أن مسؤولي الاتحاد يتوقعون".
ووفقًا لتقديراته، قد تعرّض هذه الخطوة نحو 0.25 نقطة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو للخطر خلال عام، مع احتمال تفاقم الخسائر إذا رد الاتحاد الأوروبي.
ويعتقد سيجورا-كايويلا أن الرد الانتقامي محتمل، لكنه يحذر من أن التصعيد قد يتجاوز السلع.
وقال: "إذا كانت السياسة الأمريكية كثيرة العدائية، فقد تمتد المخاطر إلى ما هو أبعد من الرسوم الجمركية على السلع، بما في ذلك إجراءات محتملة من الاتحاد الأوروبي ضد الخدمات الأمريكية، وقد تصبح أكثر وضوحًا".
وقد تبدو مثل هذه الخطوة استراتيجية لصناع السياسة الأوروبيين لحماية القطاعات الأكثر حساسية في اقتصاد التكتل.
من جانبه، يؤكد بنك أوف أمريكا على توقعاته بأن أول خفض لسعر الفائدة من البنك المركزي الأوروبي سيكون في أبريل، يليه تخفيض إلى 1.5% على الودائع بحلول سبتمبر، رغم أن تأخير القرار إلى ديسمبر يظل خطرًا قائمًا.
ومع اقتراب الثاني من أبريل، ستراقب الأسواق عن كثب كيفية تعامل البنك المركزي الأوروبي مع التداعيات الاقتصادية لتعريفات جمركية تزيد من تعقيد المشهد الاقتصادي.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية أوكرانيا تحيي الذكرى الثالثة لتحرير بوتشا من الاحتلال الروسي إيطاليا تغير قواعد مراكز إيواء المهاجرين في ألبانيا وتشدد قوانين الحصول على الجنسية قتيل و4 جرحى نتيجة الغارات الأمريكية على منطقة جدر شمالي صنعاء سعر الفائدةدونالد ترامبتضخمالبنك المركزي الاوروبي