يُحددها ملف الصحراء.. هل تؤثر نتائج الانتخابات الأميركية على العلاقات مع المغرب؟
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
يثير انطلاق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، اليوم الثلاثاء، تساؤلات عديدة حول مدى إمكانية تأثر مستقبل العلاقات بين الرباط وواشنطن بنتائجها، سيما بعد الاعتراف الأميركي في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب لسيادة المغرب على الصحراء الغربية.
وبينما يترقب المغرب ما قد تسفر عنه نتائج هذه الانتخابات من تغييرات سياسية، سواء فازت بها المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس أو المرشح الجمهوري دونالد ترامب، يتحدث العديد من المحللين السياسيين والخبراء في العلاقات الدولية بالمغرب عن إمكانية تأثير الرئاسيات على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وفي تعليقه على الموضوع، يقول رئيس المرصد الدولي للدراسات الاستراتيجية، الحسين گنون، إن نتائج الانتخابات الأميركية "لن تؤثر بشكل كبير" على العلاقات المغربية الأمريكية، موضحا أنه "مهما كانت النتيجة سواء فاز ترامب أو هاريس، فإن "اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء يبقى ثابتا نظرا للعلاقات التاريخية المتجذرة بين البلدين لكون المغرب أول دولة تعترف باستقلالية الولايات المتحدة".
ويوضح گنون، في تصريح لموقع "الحرة"، أنه في حال فوز ترامب فإن المغرب "قد يشهد تعزيزا في العلاقات الثنائية من خلال دعم المشاريع التنموية وفتح القنصلية في الأقاليم الجنوبية"، مشيرا إلى أن "الولايات المتحدة تعتبر المغرب نقطة انطلاق استراتيجية للاستثمار في أفريقيا مما يعزز من فرص التعاون بين البلدين".
أما في حال فوز هاريس، يؤكد الخبير في العلاقات الدولية أن نائبة الرئيس الأميركي الحالية "ستسير على نهج أسلافها في تعزيز التعاون الأمني والتجاري، خاصة أن المغرب يعد الشريك الوحيد في أفريقيا الذي لديه اتفاقية تجارة حرة مع الولايات المتحدة"، معتبرا أن هاريس ستكون ملتزمة بالحفاظ على مكتسبات العلاقة مع المغرب.
وبغض النظر عما ستفرزه نتائج الانتخابات، يلفت گنون إلى أن "المغرب الرسمي يتبنى نهجا متوازنا من جميع الأطراف المتنافسة ولا يسعى إلى إظهار انحياز لطرف على حساب الآخر، بل يعتمد سياسة الحياد الإيجابي التي تتيح له التعامل بموضوعية مع كافة المستجدات"، مشددا على أن بلاده سترحب بأي نتيجة تفرزها الانتخابات وستسعى لمواصلة تعزيز علاقاتها الدبلوماسية مع الإدارة الجديدة مع التطلع إلى أن تسهم هذه النتائج في إعطاء دفعة جديدة للعلاقات وتحقيق المزيد من المكاسب بين البلدين.
"الحفاظ على المكتسبات"ويشير أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات، في تصريح لموقع "الحرة"، إلى أن العلاقات المغربية الأميركية "قد تم تشبيكها وتعزيزها عبر جهود دبلوماسية متعددة"، مؤكدا أن "اعتراف الإدارة الأميركية بمغربية الصحراء في السنوات الأخيرة دون التراجع عنه يعكس ارتباط هذه القضية بالعمق الأمريكي وليس بالتحولات السياسية الحزبية".
وبحسب الشيات، فإن أي تغيير في الإدارة الأمريكية الجديدة، سواء من الديمقراطيين أو الجمهوريين، "لن يؤثر بشكل كبير على موقف الولايات المتحدة تجاه المغرب"، ويعزو ذلك إلى "الروابط التاريخية والتجارية القوية التي تجمع بين البلدين والتحديات الجيوسياسية التي تواجهها الولايات المتحدة من قوى مثل روسيا والصين"، مردفا "مما يجعل دعم المغرب عنصرا أساسيا في الاستراتيجية الأميركية في المنطقة".
وفي المقابل، ينبه الشيات إلى أن "أي تراجع عن الاعتراف بمغربية الصحراء قد يؤدي إلى تقارب المغرب مع دول أخرى مما يهدد المصالح الأمريكية"، مضيفا أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستسعى إلى الحفاظ على المكتسبات التي حققها المغرب، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة على الساحة الدولية.
بين ترامب وهاريسومن جهته، يعتبر رئيس مركز "أوميغا" للأبحاث الاقتصادية والجيوسياسية، سمير شوقي، أن المغرب "لا يشكل استثناء ضمن متابعة العالم أجمع للانتخابات الأميركية بترقب كبير باعتبارها اللاعب رقم واحد في الرهانات الجيوسياسية"، مشيرا إلى أن بلاده تحتفظ في ذاكرتها بمعطيين أساسيين يتعلقان بتعامل الإدارة الأمريكية مع هذه القضية سواء تحت جبة الديموقراطيين أو الجمهوريين.
ويوضح شوقي في حديثه لموقع "الحرة"، أن الديمقراطيين في ولاية أوباما "لم يكونوا واضحين بشكل تام" مع المغرب "عبر تصريحات كلينتون الودية، بينما دعمت الإدارة تحقيقا أمميا حول حقوق الإنسان في الصحراء، أما ترامب فقد اعترف بوضوح بمغربية الصحراء ثم جاءت إدارة بايدن ونائبته هاريس لتعيد عقارب الساعة للخلف حيث لم تعتمد موقف ترامب بل أعادة الأمور لمنطقة رمادية".
وفي هذا الصدد، يؤكد شوقي أن "هناك ترقبا لعودة ترامب لإنجاز ما سبق وتعهد به وهو افتتاح قنصلية بمدينة الداخلة بالصحراء لتسهيل تدفق الاستثمارات الأميركية بهذه المنطقة"، لافتا إلى أن "هاريس لن تكون إلا نسخة من ولايتي أوباما وبايدن أي تبني المنطقة الرمادية".
انتظارات المغربويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة فاس، إسماعيل حمودي، أن المغرب يتطلع إلى "ثلاثة انتظارات رئيسية" من الإدارة الأميركية المقبلة، سواء فازت بها كمالا هاريس أو دونالد ترامب.
Sorry, but your browser cannot support embedded video of this type, you can download this video to view it offline.
ويعتبر أن الأولوية القصوى تتمثل في تفعيل الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء، موضحا أن بلاده "تتطلع مرحلة جديدة تعزز هذا الاعتراف، وتؤكد على دعم الحكم الذاتي كخيار رئيسي، مما يسهم في إنهاء الصراع السياسي حول هذه القضية ويحولها إلى مكسب ثابت للمغرب".
ويتابع حمودي حديثه لموقع "الحرة" موضحا أن المغرب "يأمل في أن تعزز الإدارة الأميركية الجديدة من دعمها لدوره الإقليمي في محيطه الجيوسياسي"، مشيرا إلى أن ذلك يتضمن دعم المشاريع الكبرى مثل خط الغاز بين نيجيريا والمغرب وتعزيز المبادرات الأطلسية مما يسهم في تأمين المصالح الأميركية في المنطقة ويعزز من الاستقرار والتنمية في المغرب.
ويضيف المحلل السياسي أن بلاده "تنتظر أيضا دعم الاستقرار والتنمية من خلال تعزيز الحضور الاقتصادي الأمريكي على أراضيه خاصة في الأقاليم الجنوبية"، مؤكدا أن "المغرب يطمح إلى حضور اقتصادي قوي للشركات الكبرى للقطاع الخاص الأمريكي في الصحراء".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الصحراء الغربیة بمغربیة الصحراء دونالد ترامب بین البلدین أن المغرب أن بلاده إلى أن
إقرأ أيضاً:
تحالف اليمين يتعزز بين المجر والولايات المتحدة .. كيف تؤثر عودة ترامب على طموحات أوربان في أوروبا ؟
نشرت في مجلة "نيوزويك"، تم تسليط الضوء على العلاقة المتنامية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، ما يعكس تقاربًا متزايدًا بين اليمين الأمريكي والقيادة الهنغارية.
وأشار المقال إلى أن أوربان، المعروف بسياساته القومية والمحافظة، أصبح شخصية مؤثرة بين الأوساط اليمينية في الولايات المتحدة.
وقد ظهر ذلك جليًا من خلال مشاركته في مؤتمر العمل السياسي المحافظ (CPAC) في عام 2022، حيث ألقى كلمة رئيسية حظيت باهتمام واسع.
وتُعتبر المجر تحت قيادة أوربان نموذجًا للعديد من المحافظين الأمريكيين الذين يشيدون بسياساته المتعلقة بالهجرة، وحرية الصحافة، والقيم العائلية التقليدية.
وقد أبدى ترامب إعجابه بأوربان، واصفًا إياه بـ"الزعيم القوي" وداعمًا لسياساته، رغم انه لم يتلق دعوة لحضور حفل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في يناير الماضي.
نهاية روسية للحرب الأوكرانية .. هل نفذ ترامب شروط بوتين ؟
لوموند : أمريكا تمثل تهديدا للديمقراطية في أوروبا.. فورين بوليسي : الهند المستفيد الأكبر من سياسات ترامب.. لوفيجارو : في ألمانيا كل شيء يحتاج إلى إعادة بناء
ترامب يقيل رئيس هيئة الأركان المشتركة.. ويعلن مرشحه للمنصب
ترامب: يجب أن يتواصل بوتين وزيلينسكي لإنهاء الحرب
ويُبرز المقال أن هذا التقارب يعكس تحولًا في السياسة الأمريكية نحو تبني نماذج حكم محافظة مشابهة لتلك الموجودة في هنغاريا، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الديمقراطية الليبرالية في الولايات المتحدة.
ويُحذر المقال من أن هذا التحالف المتنامي قد يؤدي إلى تعزيز سياسات أكثر تشددًا في الولايات المتحدة، مستوحاة من التجربة الهنغارية، مما قد يؤثر على المشهد السياسي الأمريكي في السنوات القادمة.
تقارب أوروبي-أمريكي يميني: تأثير فوز ترامب على المشهد السياسي في هنغارياومنذ إعادة انتخاب فيكتور أوربان في 2014، 2018، و2022، تمكن من تعزيز قبضته على الحكم جزئيًا عبر قوانين انتخابية جديدة صاغها حزبه "فيدس-كادنب" مع الدستور الجديد.
وعلى الرغم من الانتقادات المستمرة من القوى الأجنبية، يواصل أوربان المضي قدمًا في سياساته، رافضًا التراجع أمام الضغوط الدولية.
وفي النصف الثاني من عام 2024، تولت هنغاريا رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي، وهي فرصة استغلها أوربان لدفع أجندته الخاصة على المستوى القاري.
وأثارت زياراته المفاجئة لكل من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين اهتمامًا واسعًا، حيث سعى إلى إيجاد أرضية مشتركة لحل الصراع المستمر بين البلدين.
تحولات يمينية مع عودة ترامبوشهد العام الماضي تغيرات سياسية دراماتيكية حول العالم، حيث خسر العديد من القادة الحاليين مناصبهم في الانتخابات الكبرى. ومع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، أصبح المشهد السياسي أكثر انسجامًا مع طموحات أوربان، مما يعزز النفوذ اليميني في أوروبا.
وفي مقابلة حصرية مع نيوزويك في الأمم المتحدة، انتقد وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو سياسات القادة الأوروبيين تجاه الحرب في أوكرانيا، معتبرًا أنهم ساهموا في تصعيد الصراع بدلًا من احتوائه.
وأكد سيارتو أن الحل الوحيد لإنهاء الحرب يكمن في مفاوضات مباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا، مشيدًا بالجهود التي يبذلها ترامب لتحقيق تقارب مع موسكو.
وأضاف الوزير أن المجر، التي عانت سابقًا من الحكم الشيوعي، تدرك مخاطر الانحياز إلى أي كتلة سياسية عالمية، وتفضل تحسين العلاقات بين واشنطن وموسكو باعتباره أفضل سيناريو سياسي ممكن.
ويعكس هذا التقارب بين ترامب وأوربان اتجاهًا جديدًا في السياسة الدولية، حيث يسعى التيار اليميني إلى تعزيز نفوذه على حساب الأجندات الليبرالية التقليدية في أوروبا وأمريكا.
ويبقى السؤال مفتوحًا حول مدى تأثير هذا التحالف على مستقبل العلاقات الدولية والاستقرار العالمي.