بحث طبي يتوصل لعلاج إصابات الشفة
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
تمكّن باحثون من تطوير أول نموذج خلوي ثلاثي الأبعاد للشفاه، بهدف توفير علاجات جديدة وفعّالة لإصابات الشفاه، ومنها الشفة الأرنبية.
وأوضح الباحثون من جامعة بيرن في سويسرا أن “هذا الابتكار الطبي يُعدّ خطوة مهمة نحو تطوير علاجات فعّالة للإصابات والالتهابات في هذا الجزء الحساس من الجسم”.
وخلال الدراسة تمكّن العلماء من إنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد لخلايا الشفاه يمكن استخدامه لدراسة طرق علاج جديدة، وتجربتها في بيئة مختبرية تحاكي أنسجة الشفاه الحقيقية، وهذا يعني أن الباحثين يمكنهم اختبار الأدوية والتقنيات العلاجية بأمان وفاعلية، مما يقلّل من الحاجة إلى إجراء التجارب مباشرةً على المرضى، الأمر الذي قد يُسهم في تحسين حياة آلاف من المرضى.
وتشمل إصابات الشفاه: الجروح، والتشقّقات، والحروق التي قد تحدث نتيجة الحوادث أو الجراحات، وغالباً ما تكون مؤلمة، وتحتاج إلى عناية خاصةٍ لتجنّب التندب أو العدوى.
أما الشفة الأرنبية فهي عيب خلقي يحدث عندما لا تلتئم أنسجة الشفاه بشكل كامل خلال نمو الجنين، مما يؤدي إلى فتحة أو شق في الشفة، وغالباً ما يتطلّب جراحة تصحيحية.
وفيما يتعلق بالالتهابات المرتبطة بالشفاه، فإنها تشمل العدوى البكتيرية والفطرية، مثل عدوى «كانديدا ألبيكانز» التي تُصيب الأنسجة، وتسبّب تهيّجاً وألماً، خصوصاً لدى ذوي المناعة الضعيفة، أو المصابين بالشفة الأرنبية، حيث تكون الأنسجة أكثر عُرضةً للإصابة.
وسابقاً كانت الخلايا المستخدَمة في الأبحاث لا تعكس الخصائص الفريدة لخلايا الشفاه، مما جعل من الصعب تطوير علاجات فعّالة للإصابات والأمراض التي تؤثر على هذه المنطقة الحساسة.
ولتطوير النموذج الخلوي، استخدم العلماء خلايا من أنسجة تبرَّع بها مريضان؛ أحدهما مصاب بتمزّق في الشفاه، والآخر يعاني من الشفة الأرنبية، حيث أجروا تعديلات جينية للسماح لهذه الخلايا بالبقاء لفترات أطول في المختبر.
وقد خضعت الخلايا لاختبارات دقيقة للتأكد من استقرارها الجيني، وعدم تحوّلها إلى خلايا سرطانية، وبفضل النموذج الجديد أصبح بالإمكان محاكاة عمليات التئام الجروح وإصابة الشفاه بالعدوى، مثل عدوى «كانديدا ألبيكانز».
كما تمكّن الباحثون من اختبار كيف تتفاعل خلايا الشفاه مع عوامل النمو والالتهابات، مما يساعد على تصميم علاجات مستقبلية تستهدف تحسين الشفاء وتقليل المضاعفات للأشخاص الذين يعانون من الشفة الأرنبية، أو إصابات الشفاه الأخرى.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الشفة الارنبية الشفة الأرنبیة
إقرأ أيضاً:
غرسات قابلة للذوبان تعتمد على الزنك لعلاج الكسور
طور باحثون مادة قابلة للذوبان تعتمد على الزنك، يمكن أن تحل محل الصفائح المعدنية والبراغي التي تستخدم عادة لتثبيت العظام المكسورة معا.
وسبائك الزنك المبتكرة قوية مثل الغرسات الفولاذية الدائمة وأمتن من الخيارات الأخرى القابلة للتحلل البيولوجي، مثل الغرسات القائمة على المغنسيوم.
وطور هذه السبائك مهندسو الطب الحيوي في قسم علوم وهندسة المواد، بجامعة موناش في أستراليا، ونُشرت نتائج بحثهم في مجلة نيتشر يوم 12 فبراير/شباط الجاري، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.
القوة اللطيفةيستخدم الجراحون بشكل روتيني الفولاذ المقاوم للصدأ أو التيتانيوم، الذي يبقى في الجسم إلى الأبد، ويمكن أن يسبب عدم الراحة للمريض وقد يتطلب جراحات متابعة. في حين يمكن لسبائك الزنك الجديدة حل هذه المشاكل لكونها قوية ميكانيكيًا، ولكنها لطيفة بما يكفي للتحلل بأمان مع مرور الوقت.
قال الباحث المشارك في الدراسة البروفيسور جيان فينج ني، من قسم علوم وهندسة المواد في جامعة موناش، إن "المادة المبتكرة لديها القدرة على تحويل الرعاية التقويمية من خلال تقليل المضاعفات، وتقليل الحاجة إلى جراحات إضافية، وتقديم بديل مستدام للغرسات المعدنية الدائمة".
وأشار البروفيسور ني إلى أن مادة سبائك الزنك التي طوروها يمكن أن تحدث ثورة في رعاية العظام، مما يفتح الباب أمام غرسات أصغر وأكثر أمانا لا تزيد فقط من راحة المريض، بل وتعزز أيضا شفاءه بتقليل الاضطراب في الأنسجة المحيطة.
إعلان
تحقيق التوازن
وأوضح البروفيسور ني أن الغرسة التي لا تختفي أبدا ستكون دائما خطرا على المريض. من ناحية أخرى، فإن الغرسة التي تتحلل بسرعة كبيرة لن تسمح بوقت كاف لشفاء العظام.
ويظهر البحث أنه من خلال هندسة حجم واتجاه حبيبات المادة، يمكن لسبائك الزنك أن تنحني وتتكيف بطرق فريدة لاستيعاب أشكال الأنسجة المجاورة لها.
وقال البروفيسور ني: "هذا لم يجعلها أقوى فحسب، بل وأكثر مرونة، مما يوفر بديلا يغير قواعد اللعبة في جراحة العظام".