وزير الشؤون الإسلامية: دور القيادات الدينية يزداد أهمية في مكافحة الكوارث البيئية
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
تشارك المملكة العربية السعودية ممثلة بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في مؤتمر cop29 للقادة الدينيين تحت شعار أديان العالم من أجل كوكب أخضر، الذي انطلق صباح اليوم الثلاثاء، في مدينة باكو عاصمة الجمهورية الاذربيجانية و بمشاركة زعماء الاديان العالمية ويستمر على مدى يومين بجلسات عمل ولقاءات حوارية بين زعماء الأديان العالمية ووفود عربية وإسلامية.
وأكد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ أن مشاركة المملكة في هذا المؤتمر الذي يُسهم بدور فاعل في تعزيز الحوار بين العلماء والزعماء الدينين وممثلي المنظمات الدولية حول التحديات التي تواجه البيئة يأتي انطلاقاً من حرص المملكة في بناء الحوار بين الحضارات وتماشياً مع دورها الريادي في خدمة الإسلام والمسلمين بالعالم كونها تحتضن الحرمين الشريفين مهوى أفئدة المسلمين بالعالم.
وقال في كلمة المملكة التي ألقاها نيابة عنه في الجلسلة الافتتاحية للمؤتمر وكيل الوزارة للشؤون الإسلامية الدكتور عواد بن سبتي العنزي: "لقد أدركت المملكة العربية السعودية بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهم الله-، أهمية حوار الحضارات والدعوة إلى التعايش بين المجتمعات بصفتها مرتكزاً أساسياً في تشكيل هوية الأمم وقيمها"، مشيراً إلى أن تنوع الثقافات وتعددها واحترام خصوصية كل ثقافة، يعد مطلباً للتعايش بين الشعوب، وتحقيق السلام بين الدول، مؤكداً على أهمية البعد الإنساني المشترك في كل ثقافة بعيداً عن مفهوم صدام الثقافات، وأن البعد الثقافي أصبح مرتكزاً أساسياً في العلاقات بين الدول والشعوب، ومن المهم تعزيزه لخدمة السلم والأمن الدوليين. googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); });
دور القيادات الدينية
وبين الوزير الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، أن دور القيادات الدينية في العالم يزداد أهمية وأثراً في حياة الناس في وقت الأزمات والشدائد والفتن في بناء جسور التواصل والتعارف بين جميع فئات المجتمع، وتعزيز الأمن والسلم والمساهمة في حماية المجتمعات من الكوارث البيئية وذلك تحقيقاً لمراد الله عزّ وجل (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا)، مشيراً إلى إن من أهم ما ينبغي على القيادات الدينية والروحية ، هو عدم استغلال الدين لتأجيج الصراعات والتحريض على العنف وإحداث الفوضى في المجتمعات والاضرار بالبيئة ، بل الواجب الإسهام في إنهاء الصراعات ومكافحة الطائفية والتعصب، وتعزيز قيم المواطنة الصالحة ، وحماية البيئة والتصدي لجرائم الكراهية، وإثارة الفتن والنعرات والاعتداء على الآخر بسبب العرق أو الدين أو اللون أو غيره .
وأضاف يقول: "كما يتمثل دور القيادات الدينية والروحية في أن يكونوا مصدر إلهام للآخرين في ممارسة القيم الإنسانية المشتركة في الحياة العامة مثل : الرحمة والعدل والبر والإحسان والتعايش وحماية البيئة ؛ للارتقاء بالحاضر، والانطلاق نحو المستقبل المزهر"، مبيناً أن الجميع يشترك في هدف واحد هو طلب السلام والاستقرار والوصول إلى عالم أكثر اعتدالاً ؛ حتى نترك لأجيالنا المقبلة واقعاً أكثر أمناً واستقراراً وبيئة مثالية يحقق فيها طموحاته.
واستطرد قائلاً: "إننا في المملكة العربية السعودية نسابق الزمن في معالجة التغير المناخي والحفاظ على البيئة انطلاقا من إيمانها الراسخ بوجوب الحفاظ على البيئة وتكريم الله للإنسان وقياماً بما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم من الأوامر والواجبات في الحفاظ على عمارة الكون قال صلى الله عليه وسلم (إذا قامت القيامة وفي يد أحد فسيلة فليزرعها " لافتاً إلى أن المملكة العربية السعودية حرصت على بناء الإنسان وعمارة الأوطان وتحقيق التوازن بين متطلبات التنمية والحفاظ على البيئة لتحقيق نهضة مستدامة تساهم في جودة الحياة وتشارك في تعزيز الجهود الدولية للحد من آثار التغير المناخي على الصعيدين الإقليمي والدولي".
خطوات متسارعة نحو مستقبل أكثر استدامة
وأكد في كلمته على أن المملكة العربية السعودية وبفضل الله تعالى منذ انطلاق رؤية المملكة 2030 م، اتخذت خطوات متسارعة نحو مستقبل أكثر استدامة وتبنت نهج الاقتصاد الدائري للكربون للمساهمة في معالجة الانبعاثات الكربونية بطريقة مستدامة اقتصاديًا وأطلقت مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر وتضمن ذلك الإعلان عن طموح المملكة طويل الأجل لتحقيق أهداف الحياد الصفري بحلول عام 2060 م، كما أعلنت المملكة عن طموحها لتقليل انبعاثاتها الكربونية بمقدار (287) مليون طن من مكافئ غاز ثاني أكسيد الكربون سنويًا بحلول عام 2030م، وعملت على ذلك في حزمة متوازنة من المشاريع النوعية كالطاقة المتجددة التي ستوفر 50 من إنتاج الكهرباء داخل المملكة بحلول عام 2030 م، وبرنامج كفاءة الطاقة وتقنيات الهيدروجين ومشاريع التقنيات النظيفة وزيادة نسبة المناطق البحرية والبرية المحمية.
وواصل يقول: "كما تم الإعلان عن انضمام المملكة إلى التعهد العالمي بشأن الميثان لتقليل ابعاثات الميثان العالمية بنسبة ٣ - بحلول عام 2030م واظهرت المملكة التزاما واضحا تجاه تحديات التغير المناخي وتعزيز الاستدامة البيئية على الصعيدين الإقليمي والدولي واستضافت أسبوع المناخ للشرق الأوسط وشمال أفريقيا عام ۲۰۲۳ م وستستضيف في شهر ديسمبر المقبل المؤتمر الأول في الشرق الأوسط بشأن حماية الأراضي ومكافحة التصحر والجفاف مما يعكس الدور الكبير الذي توليه المملكة لحماية البيئة وتعزيز الجهود الدولية والمساهمة في استدامة البيئة والموارد الطبيعية للأجيال القادمة.
وخلص الوزير الدكتور عبداللطيف آل الشيخ إلى أن هذه الجهود تأتي لتبرهن على السعي الحثيث للمملكة العربية السعودية لحفظ كرامة الإنسان والتي تأتي أمتثالاً لما جاء في القرآن الكريم (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)، وهي منطلقات ومسؤولية دينية واجتماعية تهدف لبناء الإنسان وعمارة الأوطان والحفاظ على البيئة والحد من الكوارث البيئية وللعيش في حياة كريمة.
وقدم في ختام كلمته شكره وتقديره لحكومة أذربيجان راعية المؤتمر ولسماحة المفتي على حسن التنظيم والترتيب لهذا الحدث العالمي، كما دعا الله أن يحقق هذا المؤتمر الأهداف المرجوه وأن يكلل الجهود بالتوفيق والنجاح لخدمة شعوب العالم ومن أجل بيئة أكثر استدامة وحياة كريمة تنشدها المجتمعات العالمية.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: اليوم الوطني 94 اليوم الوطني 94 اليوم الوطني 94 جدة وزير الشؤون الإسلامية القيادات الدينية المملکة العربیة السعودیة
إقرأ أيضاً:
وزير الاتصالات يؤكد أهمية وضع إطار تنظيمي لحماية الدول العربية من مخاطر الذكاء الاصطناعي
أكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن هناك حراكا وتحولا غير مسبوق فى دور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على الساحة الدولية خلال العامين الماضيين حيث بات يعيد تشكيل الاقتصادات ويحدث ثورة فى الصناعات ويغير المجتمعات بصورة مطردة، مشيرا إلى أن التكنولوجيات البازغة مثل الذكاء الاصطناعى وسلاسل الكتل والحوسبة الكمومية وإنترنت الأشياء لم تعد وعودا مستقبلية بل أضحت القوى الدافعة للعالم اليوم سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وتتداخل مع مختلف القطاعات بما فى ذلك الزراعة والصحة والتعليم والقطاع المصرفى وغيرها.
جاء ذلك فى كلمة وزير الاتصالات، فى الجلسة الافتتاحية لدائرة الحوار العربية حول الذكاء الاصطناعى فى العالم العربى تطبيقات مبتكرة وتحديات أخلاقية التى تنعقد على مدار يومين تحت رعاية ورئاسة أحمد أبو الغيط الأمين العام الجامعة الدول العربية ورئيس لجنة التنسيق العليا للعمل العربى المشترك بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وذلك بحضور الدكتور إسماعيل عبد الغفار رئيس الاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، والدكتور عبد المجيد عبد الله البنيان رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، ومحمد اليماحى رئيس البرلمان العربى.
وأعرب طلعت عن سعادته بالتواجد فى هذا المحفل العلمى المتميز فى رحاب جامعة الدول العربية التى تزخر بتاريخ حافل من التعاون السياسى والاقتصادى والاجتماعى وكذلك التكنولوجى الذى أصبح ركنا كينا فى القضايا التى تعيد تشكيل العالم وتمثل أولوية فى ملفات التعاون العربى المشترك، مثمنا على مبادرة عقد "دائرة الحوار العربى حول الذكاء الاصناعى فى العالم العربى" والتى تأتى بالتزامن مع الاحتفاء بمرور ثمانين عامًا على تأسيس جامعة الدول العربية حيث توفر منصة فريدة للتفاعل البناء وتبادل المعرفة بهدف صياغة رؤى مشتركة واستراتيجيات مستقبلية تعكس محورية الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كممكن فاعل لكافة القطاعات فى الدول العربية.
وأوضح طلعت، أن التطورات التكنولوجية أدخلت تحديات جديدة على الحكومات عالميا، من المنافسة الجيوسياسية فى السباق الرقمى إزاء الريادة فى قضايا الذكاء الاصطناعى وسد الفجوة الرقمية ودرء المخاطر السيبرانية بما يستوجب على الدول العربية التصدى لهذه التحديات برؤية موحدة تضمن حضورا دوليًا فاعلا يُعبر عن إرادة الشعوب العربية ويُعرب عن تطلعات الحكومات العربية، مؤكدا أن هذا المحفل يأتى تأكيداً لدور جامعة الدول العربية البناء كمنارة لتبادل الرؤى حول القضايا الأهم للشعوب العربية وفاعلاً رئيسياً فى تبنى استراتيجيات موحدة حول التكنولوجيات البازغة وبناء الوعى الجمعى للشعوب العربية بشأنها.
وأشار الدكتور عمرو طلعت إلى رئاسة مصر للدورة الثامنة والعشرين لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات والمكتب التنفيذى للعامين القادمين، موضحا أن المجلس أقر خلال اجتماع الدورة الثامنة والعشرين في يناير 2025 الرؤية العربية الموحدة للذكاء الاصطناعي التى تهدف إلى الارتقاء بالأداء الحكومى والاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعى فى تقديم الخدمات الحكومية للمواطنين وتحقيق الريادة للدول العربية فى مجال الإبداع الرقمى والشركات الناشئة المعتمدة على الذكاء الاصطناعى، بالإضافة إلى رفع الوعى العام بهذه التكنولوجيا وتشجيع البحث والتطوير فى التطبيقات القائمة على الذكاء الاصطناعى فى مختلف القطاعات وجذب الاستثمارات فى البنية التحتية الرقمية اللازمة لذلك، مضيفا أنه رغم التأثير الكبير للذكاء الاصطناعى التنموى إلا أن استخدامه الآمن الأخلاقى الفعّال ليس بهين ويُلزم بوضع إطار تنظيمى وسياج حوکمی متوازن لحماية الشعوب العربية من مخاطر الذكاء الاصطناعى السيبرانية والأخلاقية دون تقييد للإبداع الرقمى.
ولفت الدكتور عمرو طلعت إلى المبادرة المصرية لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات بحتمية المضى قدماً نحو الانتهاء من صياغة الميثاق العربى الأخلاقيات الذكاء الاصطناعى والذى سيكون بمثابة نبراساً للدول العربية فى مسيرة تحقيق هذا التوازن المرجو بين تحفيز الابتكار والاستخدام الآمن المسئول وبين ضمان الشفافية وإرساء مبادئ المسائلة فى تصميم ونشر أنظمة الذكاء الاصطناعى بما يعكس المعتقدات والأولويات والثقافة والرؤية العربية حول مخاطر الذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى توافق مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات على وضع إطار عربى موحد لبناء القدرات البشرية وتنمية الوعى العام إزاء القضايا الخاصة بالذكاء الاصطناعى ودعم الشركات الناشئة العربية فى هذا المجال الحيوى فضلاً عن تعزيز الشراكات الدولية والتعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية لضمان استمرارية المشاركة الفاعلة للدول العربية على الساحة الدولية وكذلك تحسين ترتيب الدول العربية فى المؤشرات الدولية للذكاء الاصطناعى.
ودعا الدكتور عمرو طلعت الباحثين والخبراء والمطورين وصناع السياسات من الحكومات والقطاع الخاص إلى تبادل الرؤى من خلال فعاليات هذا المحفل للخروج بمقترحات عمل موضوعية لتنفيذ خارطة الطريق التى رسمتها الرؤية الاستراتيجية العربية الموحدة للذكاء الاصطناعى، معربا عن تطلعه إلى توصيات دائرة الحوار العربى فيما يتعلق بمبادئ وأخلاقيات الذكاء الاصطناعى بما يسهم فى تبنى وثيقة عربية موحدة حول مبادئ وأخلاقيات الذكاء الاصطناعى بما تشمله من أطر وقواعد استرشادية تتماشى مع أولويات الدول العربية وخططها التنموية.
تجدر الإشارة إلى أن دائرة الحوار العربية تنعقد فعالياتها بتنظيم مشترك من قبل الاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالمملكة العربية السعودية بالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وبمشاركة الخبراء والمتخصصين فى مجالات الذكاء الاصطناعى لبحث ومناقشة أحدث التطبيقات والتطورات وتبادل الخبرات والأفكار حول التحديات الأخلاقية المترتبة على استخدام الذكاء الاصطناعى وتأثيره على المجتمع والاقتصاد فى العالم العربى.
شارك فى فعاليات دائرة الحوار العربية حول "الذكاء الاصطناعى فى العالم العربى تطبيقات مبتكرة وتحديات أخلاقية" الدكتورة هدى بركة مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتنمية المهارات التكنولوجية، والدكتور أحمد طنطاوى المشرف على أعمال مركز الابتكار التطبيقى.
وزير الاتصالات يبحث مع السفير الفرنسي تعزيز التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي
وزير الاتصالات يشهد تخريج أول دفعة من برنامج «Android Automotive» لتطوير برمجيات السيارات
وزير الاتصالات يبدأ زيارة إلى صربيا لبحث التعاون المشترك بمجالات التكنولوجيا