هاريس أم ترامب؟.. العالم يترقب نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
اهتمت الصحف اليوم بالانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تجري وسط ترقب شديد لأن المرشحين المتنافسين على دخول البيت الأبيض دونالد ترامب وكامالا هاريس، متقاربين في استطلاعات الرأي، كما أن نتائج هذه الانتخابات ينتظرها العالم بأسره لما لها من أثر على مسار الأحداث الدائرة في العالم ولدورها في رسم السياسات الخارجية الأمريكية.
تمثل الانتخابات الرئاسية لعام 2024 مواجهة مثيرة بين الرئيس السابق دونالد ترامب بوصفه مرشح الحزب الجمهوري، وكامالا هاريس نائبة الرئيس الحالي جو بايدن بوصفها مرشحة الحزب الديمقراطي.
هاريس وترامب قائمة المرشحينلا تقتصر قائمة المرشحين على ترامب وهاريس، فهناك عدد من المرشحين الذين لا يُعتقد أن لديهم فرصة حقيقية في المنافسة، فهناك الناشطة والطبيبة جيل ستاين مرشحة حزب الخضر التي تدعو إلى تبني استراتيجية على مستوى البلاد لمكافحة الاحتباس الحراري.
النظام الانتخابييعتمد النظام الانتخابي الرئاسي الأمريكي على توزيع السكان في الولايات، إذ يكون للولاية الأكبر من حيث الكثافة السكانية تأثير على تحديد الفائز بالسباق الرئاسي أكبر من تأثير الولاية الأقل سكاناً.
يعرف النظام الانتخابي بالمجمع الانتخابي، والذي يرتبط عدد أعضائه وتوزيعهم بتركيبة الكونجرس بمجلسيه النواب والشيوخ، فالكونجرس يضم 535 عضواً مقسمين بين 100 عضو في مجلس الشيوخ (عضوان عن كل ولاية) و435 عضواً في مجلس النواب موزعين بحسب عدد سكان كل ولاية.
الانتخابات الأمريكية المجمع الانتخابييضم المجمع الانتخابي نحو 538 عضو، بزيادة 3 أعضاء عن إجمالي عدد أعضاء الكونجرس، وهم الممثلون عن العاصمة واشنطن غير الممثلة في الكونجرس.
فولاية مثل كاليفورنيا، التي تعد الولاية الأكبر في البلاد، لديها 54 ممثلاً في المجمع الانتخابي، وهو نفس عدد ممثليها في الكونجرس ( عضوان في مجلس الشيوخ و52 عضواً في مجلس النواب).
أما ولاية ألاسكا فرغم مساحتها الشاسعة التي تتجاوز مليون ونصف مليون كيلومتر مربع، إلا أنها ممثلة بثلاثة أعضاء فقط في المجمع الانتخابي، وهذا لأنها من بين الولايات الأقل كثافة سكانية في البلاد.
الانتخابات الأمريكيةوهكذا فإن ولاية مثل فلوريدا لديها 30 ممثلاً في المجمع الانتخابي، وهو ما يساوي عدد ممثلي 9 ولايات، ويفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية من يحصد 270 صوتا على الأقل في المجلس الانتخابي.
وتعتمد الانتخابات الأمريكية على قاعدة الفائز يحصد كل شيء أي أن المرشح الفائز بأكثرية الأصوات في ولاية معينة يحصد كافة أصواتها في المجمع الانتخابي حتى لو كان الفارق بينه وبين منافسه ضئيلاً للغاية.
هذه القاعدة تطبق في أغلب الولايات باستثناء ولايتي ماين ونبراسكا، هي السبب في أنه في بعض الحالات يمكن أن تختلف نتيجة تصويت أعضاء المجمع الانتخابي عن نتيجة تصويت مجموع سكان البلاد.
ففي عام 2016 كان إجمالي الأصوات التي حصلت عليها هيلاري كلينتون يزيد بنحو ثلاثة ملايين صوت على ما حققه دونالد ترامب، لكن الأخير هو الذي فاز بالانتخابات بعد أن حصل على تأييد 304 من أعضاء المجمع الانتخابي
لـ 6 أشخاص فقط.. بدء التصويت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 (فيديو)
تزوير الأصوات.. لماذا يشكك ترامب في «نزاهة» الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024؟
تزوير الأصوات.. لماذا يشكك ترامب في «نزاهة» الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024؟
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الرئيس الأمريكي الانتخابات الرئاسية دونالد ترامب جو بايدن الولايات المتحدة الأمريكية كامالا هاريس الرئيس السابق الرئيس الامريكي الانتخابات الأمريكية الانتخابات الرئاسية الأمريكية انتخابات الرئاسة الأمريكية الانتخابات الامريكية الانتخابات الأمريكية 2024 السباق الرئاسي الانتخابات الأمريكية الرئاسية مرشح الحزب الجمهوري السباق الرئاسي الأمريكي السباق الرئاسي الأميركي نائب الرئيس الأمريكي الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020 الانتخابات الرئاسیة الأمریکیة 2024 فی المجمع الانتخابی فی مجلس
إقرأ أيضاً:
تنصيب الإمبراطور
يختلف النظام الانتخابى الأمريكى المعقد عن النظم الانتخابية الاوروبية المباشرة فعملية تنصيب رئيس الوزراء البريطانى لا تستغرق أكثر من يوم واحد منذ إعلان نتائج الانتخابات العامة وكذلك فرنسا لا يتجاوز الفارق الزمنى بين التصويت وتنصيب الرئيس عتبة العشرة ايام فى حين العرف الامريكى على مدار قرابة قرن تمتد الفترة إلى اربعة اشهر فتقام مراسم التنصيب فى الاول من مارس، لكن سنة 1933 تغيرت التقاليد نتيجة تدهور اوضاع البلاد التى كانت تئن تحت وطأة الكساد الكبير مما استدعى التصديق على التعديل العشرين للدستور الأمريكى، فجرى تقصير هذه الفترة إلى العشرين من يناير للحد من أى فرصة لإثارة أعمال فوضى وزعزعة الاستقرار.
فى مثل هذا التوقيت منذ 4 سنوات تعرضت الديمقراطية الامريكية إلى اختبار عسير كاد يعصف بها إلى قاع الفوضى حينما اقتحم أنصار ترامب مبنى الكابيتول للحيلولة دون تصديق الكونجرس على نتيجة فوز جو بايدن نشأت تلك الأحداث المثيرة والغريبة إثر مزاعم بحدوث تزوير انتخابى فاضح أدى إلى سرقة فوزه ورفض أكثر من نصف النواب الجمهوريين نتائج الانتخابات لكن سرعان ما انتصرت الحكمة لتعبر النخبة السياسية تلك المحنة الشديدة وخلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة حقق ترامب المكبل بدعاوى قضائية عديدة وتحيز إعلامى فاضح معجزة سياسية بكل المقاييس بعدما نجح فى أن يهزم كامالا هاريس والدولة العميقة معا هزيمة تاريخية ليصبح الرئيس 47 للولايات المتحدة الأمريكية بعدما أعلنت هاريس بنفسها، بصفتها نائبة للرئيس الأمريكى، المصادقة على فوز غريمها خلال جلسة مشتركة لمجلسى النواب والشيوخ. وأكدت أن ترامب حصل على 312 صوتا مقابل 226 صوتا لهاريس، معتبرة ذلك إعلانا كافيا بأهلية ترامب ونائبه جى دى فانس لتولى المناصب القيادية. أبدى كبار المديرين التنفيذيين فى شركات التكنولوجيا والمتبرعون الرئيسيون استعدادهم لتقديم مساهمات مالية كبيرة لدعم تمويل هذا الحدث الأسطورى فجمعت حملة تنصيب ترامب 200 مليون دولار، في حين جمع بايدن نحو 62 مليون دولار لحفل تنصيبه.
تبغض امريكا او تحبها لن يغير من انها أقوى امبراطورية فى التاريخ الحديث بعدما ورثت الامبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس التى سيطرت على مستعمرات ما وراء البحار ومحميات وانتداب فى كل ارجاء قارات العالم الخمس لكنّ العبء الاقتصادى الكبير للحرب العالمية الأولى أثقل كاهلها ففقدت بريطانيا سيطرتها تدريجيا على مستعمراتها فكانت بداية النهاية لكن واشنطن أقامت إمبراطورية تعتمد فى المقام الأول على السيطرة المؤسساتية بدل السيطرة الجغرافية، وهذا يعد مفهومًا جديدًا نسبيًا فى عالم السياسة. فأنشأت الأمم المتحدة، وأقامت مجموعة من المؤسسات والمعاهدات الدولية تحت مظلة تلك المنظمة الدولية. هذه الدعائم الهدف منها أن تحظى المصالح الأمريكية بالأولوية.
اكتسب ترامب مهارات تمثيلية مقنعة من خلال عمله فى مجال البرامج التليفزيونية واختلاطه الدائم مع نجوم هوليوود حتى انه مثل فى احد الأفلام الشهيرة وفى معترك السياسة يتمادى بلعب دور الرئيس المجنون الأحمق الذى لا تتوقع ردود أفعاله لذا يخشاه الجميع ويدينون له بالولاء سياساته المباغتة والخشنة تثير حفيظة حلفائه واصدقائه وتبث الرعب فى نفوس خصومه وهو سعيد جدا بهذا الانطباع الزائف عن صورته الذهنية والتى هى بخلاف الحقيقة لكن على ما يبدو أن تصنع الجنون نجح نجاحا باهراً فى جعل خصومه يقدمون تنازلات كبيرة ما كانت لتحدث بالوسائل التقليدية.
أسلوب ترامب البراجماتى الصادم يذكرنى بمأساة الإمبراطور الرومانى المجنون كاليجولا والذى بالمناسبة حكم لمدة اربع سنوات فقط.
انتهت بقتله شر قتلة بعدما قرر تعيين حصانه عضو فى مجلس الشيوخ، اعتقد أن عقدة العظمة هى أخطر تحدٍّ يقابله الإمبراطور ترامب بعد تنصيبه فهناك مخاوف جدية بأن يتحول إلى طاغية فهناك مؤشرات تدل على انه مصاب بمرض جنون العظمة فهو يختزل كل شيء فى شخصيته، ويرى العالم من خلالها. فهو المركز والنقطة المحورية لكل ما يدور حوله. ربنا يستر