اشتباكات بين قوتين أمنيتين بالعاصمة الليبية طرابلس
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
أفادت مصادر عسكرية للجزيرة اليوم الثلاثاء باندلاع اشتباكات في العاصمة الليبية طرابلس بين قوة تابعة للمجلس الرئاسي و"اللواء 444″ بعد احتجاز آمره محمود حمزة في مطار معيتيقة.
ودعا رمضان أبو جناح نائب رئيس حكومة الوحدة الوطنية جميع الأطراف في العاصمة طرابلس إلى التهدئة وتغليب لغة العقل، وتفويت فرصة إشعال الفتن على من وصفهم بالمتربصين باستقرار وأمن طرابلس.
في الأثناء، أعلنت رئاسة جامعة طرابلس تعليق الدراسة والامتحانات والعمل الإداري اليوم الثلاثاء على خلفية توتر الأوضاع الأمنية في محيط الجامعة.
من جهته، قال الناطق باسم مطار مصراتة الدولي سليمان الجهيمي -في تصريحات لقناة ليبية- إن "عددا من شركات الطيران قامت بنقل طائراتها من مطار معيتيقة الدولي في طرابلس إلى مطار مصراتة كإجراء احترازي نتيجة لتوترات أمنية بالعاصمة".
ونقلت الأناضول عن مصدر في وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية أن المواجهات المسلحة اندلعت بين جهاز الردع لمكافحة الجريمة والإرهاب التابع للمجلس الرئاسي و"اللواء 444″ التابع لحكومة الوحدة.
وفي 28 مايو/أيار الماضي شهدت طرابلس اشتباكات استمرت لساعات بين جهاز الردع و"اللواء 444″ على خلفية اعتقال الأول أحد القادة التابعين للواء.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
القاذفات الشبحية تنضم إلى فضيحة انهيار الردع الأمريكي
يمانيون../ لا تزال أصداءُ الفشل الأمريكي في مواجهة جبهة الإسناد اليمنية لغزة، تتسعُ بعد مرور شهر كامل على بدء العدوان الذي شنته إدارة ترامب في منتصف مارس الماضي، توازيًا مع استئناف الإبادة الجماعية في غزة، حَيثُ أكّـدت تقارير أمريكية جديدة أن واشنطن لم تفشل فحسب في تحقيق أهدافها العملياتية التي تحولت إلى آمال تستنزف الموارد العسكرية بلا طائل، بل فشلت حتى في تحقيق الأهداف الاستعراضية من خلال حشد أساطيلها وقاذفاتها الشبحية؛ الأمر الذي يجعل الإخفاقَ أشدَّ تأثيرًا.
الفشل العملياتي يغذي مخاوف استنزاف الموارد:
نشرت مجلة “أمريكان كونسيرفاتيف” الأمريكية، اليوم الأربعاء، تقريرًا جديدًا سلطت فيه الضوء على المخاوف المُستمرّة من استنزاف موارد الجيش الأمريكي في العدوان على اليمن، بدون تحقيق أية نتائج، وخُصُوصًا الصواريخ والذخائر التي يصعُبُ تجديدُ مخزوناتها بسرعة؟؛ الأمر الذي يشير إلى أن استمرار العدوان بات يشكّل ضغطًا متزايدًا على واشنطن نفسها.
ووَفقًا للمجلة فقد “بات واضحًا أن الولايات المتحدة تستخدم صواريخها وتنفقها بوتيرة أسرع من قدرتها على إنتاجها” وعن المحلل الدفاعي مايكل فريدنبرغ، قوله: إنه بسَببِ ذلك فَــإنَّ “الولايات المتحدة بعيدة كُـلّ البُعد عن الاستعداد للانخراط بثقة في صراع مباشر مستدام مع منافس مثل الصين”.
وذكّرت المجلة بأن إدارة بايدن خلال محاولتها إيقافَ الحصار البحري على الملاحة الصهيونية “أنفقت من الصواريخ والذخيرة أكثر مما تم استخدامه في أي وقت مضى منذ الحرب العالمية الثانية”، بما في ذلك أكثر من 3 % من ترسانة صواريخ (توماهوك) الأمريكية، وَفقًا للباحث جيم فين من مؤسّسة هيريتيج البحثية.
وقال فين: “في أية حرب ضد الصين، تُعد هذه الذخائر بالغة الأهميّة” مُشيرًا إلى أن اليمنيين “أثبتوا أنهم يُشكلون مشكلة مُلحة للولايات المتحدة وحلفائها، وَإذَا تطلب الأمر مئات الصواريخ لصد هجماتهم – بنجاح محدود – فسيتطلب الأمر المزيد لمواجهة التهديد الصيني” مُشيرًا إلى أن “المشكلة ستكون أخف لو كانت الولايات المتحدة تقوم بتجديد مخزوناتها من الذخائر المكلفة في الوقت المناسب، لكنها لا تفعل ذلك” حسب قوله.
ونقلت المجلة عن دان جرازيير، مدير برنامج إصلاح الأمن القومي في مركز “ستيمسون” الأمريكي للأبحاث، قوله: إن محاربة اليمن بترسانة تبلغ قيمتها تريليون دولار يشكِّلُ “حماقةً استراتيجيةً وهدرًا للموارد” معتبرًا أن هذه المشكلة أكبر في نظره من مشكلة الاستعداد للصراع مع الصين.
وقال جرازيير: “ننفق ثروةً على بناء قوةٍ لأسوأ الاحتمالات، فنحصل على جيشٍ ضخمٍ مُنتفخٍ بكل هذه الأسلحة المتطورة التي تكلف ثروةً طائلة ولا تعمل بالكفاءة التي توقعها أحد، ولكن ينتهي بنا الأمر إلى خوض سيناريو أقل شدةً بكثير مما خططنا له.. فهناك تفاوتٌ ماليٌّ كبير، حَيثُ نرسل صاروخًا بقيمة مليونَي دولار لهزيمة طائرةٍ مُسيّرةٍ بقيمة ألف دولار، وهذا أمرٌ مُثيرٌ للسخرية”.
وخَلُصَت المجلة إلى أنه، في ظل هذه المخاوف فَــإنَّ “ما يفعلُه الجيشُ الأمريكي في البحر الأحمر الآن ليس ذكيًّا على الإطلاق”.
وكما يتضحُ من خلال تقرير المجلة الأمريكية فَــإنَّ المخاوف بشأن استنزاف موارد الجيش الأمريكي لا تتمحور فقط حول ارتفاعِ التكاليف وعدمِ القدرة على تجديد المخزونات، بل يعتبر العامل الأَسَاسي في هذه المخاوف هو عدم تحقيق أية إنجازات عملياتية؛ لأَنَّ ذلك يعني استمرارَ العدوان لفترة أطولَ، وبالتالي استهلاك المزيد من الذخائر بلا طائل.
ومن خلال استمرار التعبير بصراحة عن المخاوف، يتضح أن دعايات إدارة ترامب حول تحقيق إنجازات مزيَّفة في اليمن، لا تحظَى بأي تصديق داخلَ الولايات المتحدة، وهو ما يعني أن استمرارَ العدوان سيشكِّلُ ضغطًا متزايدًا على واشنطن نفسها، بدلًا عن الضغطِ على صنعاء والقوات المسلحة اليمنية؛ لأَنَّ تزايُدَ الانتقادات وانكشاف التكاليف الهائلة (التي بلغت أكثرَ من مليار دولار في أَقَلَّ من ثلاثة أسابيعَ) سيُجبِرُ الإدارَةَ الأمريكية على تقديم إجابات، ولن تكون إجاباتٍ مقنعةً؛ لأَنَّها لا تنطوي على تحقيق الأهداف المعلَنة.
وقد عبرت تقارير أمريكية نشرتها مجلتا “ناشيونال إنترست” و”اتلانتك” الأمريكيتان مؤخّرًا عن مخاوفَ صريحة من تحول العدوان الأمريكي على اليمن إلى “فضيحة” وإلى “نكسة جديدة” تشبه ما حصل في أفغانستان؛ بسَببِ غياب الإنجازات مع تراكم التكاليف والخسائر وإنهاك القوات الأمريكية.
القاذفات الشبحية تنضمُّ إلى حاملات الطائرات في فضيحة سقوط الردع الأمريكي:
والحقيقةُ أن ملامحَ هذه “الفضيحة” وَ”النكسة” قد برزت فِعْلًا، من خلال هزيمة البحرية الأمريكية في الجولة السابقة أمام اليمن، لكنها تزايدت الآن مع محاولة إدارة ترامب ترميمَ تلك الهزيمة، حَيثُ انضمَّت قاذفاتُ الشبح (بي-2) إلى حاملات الطائرات والسفن الحربية في قصة سقوط الردع الأمريكي أمام اليمن، وفتح الفشل الجديد البابَ أمام مناقشات غير مسبوقة بشأن فعالية القاذفات الشبحية، مثلما فتح الفشلُ السابقُ بابَ الحديث عن انتهاء عصر حاملات الطائرات.
وقالت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية، أمس الثلاثاء: إن “إرسالَ سِتِّ قاذفات (بي -2) إلى قاعدة “دييغو غارسيا” في المحيط الهندي واستخدامها في العدوان على اليمن، كاستعراض للقوة، فشل في إيصال رسائل “الردع” التي أرادت إدارةُ ترامب توجيهَها لصنعاء”، مشيرة إلى أن “الحقيقَة الثابتة هي أنه بعد أكثرَ من عام ونصف عام من التدخل البحري الأمريكي، لا يزال اليمنيون أقوياء” الأمر الذي يجعلُ وجودَ القاذفات الشبحية “مُجَـرّدَ فرصة باهظة الثمن لالتقاط الصور” حسب تعبير المجلة التي أضافت أَيْـضًا أن “الأمرَ أشبهُ بوجود هذه القاذفات في متحف؛ لأن الرسالة لم تصل”.
ويشكِّلُ هذا التناولُ نتيجةً عكسيةً مهمةً للعدوان الأمريكي الجديد الذي كان من أهدافه إعادةُ ترميم سُمعة البحرية الأمريكية وحاملات الطائرات التي انهارت سُمعتها خلال العام الماضي، وهو ما يعني أن إدارةَ ترامب لم تستطع فعلًا الخروجَ من المأزِق الذي عاشته سابقتها بل إنها تساهمُ في توسيعِ ذلك المأزِق وتداعياته بشكل أكبر، حَيثُ يشكّل سقوطُ هيبة القاذفات الشبحية ضربةً مهمةً لن يمر وقتٌ طويلٌ قبل أن يبدأ المحللون الأمريكيون بالحديث بصراحة عن خطر استفادة خصومِ الولايات المتحدة منها؛ الأمر الذي يؤكّـد أن العدوانَ على اليمن يتحول بالفعل إلى “فضيحة” و”نكسة” تأريخيةٍ لأمريكا.