مستشارة شيخ الأزهر: شهداء غزة أضاءوا بدمائهم دروب الكرامة وخلدوا معاني الصمود
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
قالت الدكتورة نهلة الصعيدي مستشارة شيخ الأزهر لشئون الوافدين، رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب بالأزهر أن ما نشهده اليوم يمثل مشهدًا من مَشاهد الخلود والمجد، مشهدًا تختلط فيها مشاعرُ الفخرِ بثمرة الإنجاز، ومشاعرُ الأسى والحُزْنِ لأرواحٍ أُزهقتْ ولا تزال تُزهَقُ في ساحات غَزَّةَ العِزَّة، لشُهداءَ أضاءوا بدمائهم دُروبَ الكرامة، وخلَّدوا في وجداننا معانِيَ الصمودِ والإباء.
أضافت خلال كلمتها في الحفل الثاني لتخريج طلاب الأزهر الوافدين، باسم «شهداء غزة 2» التي أقيمت بمركز الأزهر للمؤتمرات إذ نَحتفي بتخريج كوكبةٍ من أبناء الأمة الإسلامية مِن طلابنا الوافدين الذين جاءوا من أصقاع الأرض طلبًا للعلم، فحملوا في أعماقهم رسالة العطاء والخلود، نَشْرُف بأن تتزيَّن دُفعتُهم «شهداء غزة»، أولئك الذين جسَّدوا لنا بأرواحهم أبهى معاني الفداء، وأثبتوا أن التضحية لا تُحدُّ بحدود الحياة، بل تبقى خالدةً نبراسًا للأجيال، مشتعلةً بنور الحق في وجه الظلم والطغيان.
إحياءٌ لعالميةِ الإسلام،
أكدت مستشارة شيخ الأزهر أن كل دُفعةٍ من الخريجين هي إحياءٌ لعالميةِ الإسلام، تلك العالَميةُ التي أسَّسها القرآنُ المجيدُ، أضافت ان هذا الحفل جاء ليَجمعَ الخريجين والخريجات تحت رايةٍ واحدةٍ، وشعارٍ واحد، وهدفٍ واحد؛ ليُعيدَ للأمة وَحدتَها بعقولٍ واعية، وأَنْفُسٍ طاهرة، وقلوبٍ زاكية، بعد أن عَملت العصبياتُ الضيقةُ الطائشةُ عملَها في تفتيت هذه الأمةِ وتمزيق شملِها وتقسيمها.
وبيَّنت مستشار شيخ الأزهر أن الأزهرَ الشريفَ؛ ذلكم الصرحُ الشامخُ الذي ظلَّ عبرَ ألفِ عامٍ منارةً للعلم، وإشعاعًا للفكر، ومَبعثًا للحضارة المادية والروحية، ومَهبِطًا للمبادئ العظيمة، لم يكن في يومٍ من الأيام مُؤسّسةً علميةً فحسب، بل هو في جوهره كيانٌ وجدانيٌ متجذِّرٌ في ضمائرنا وأرواحنا، مدرسةٌ تُعلِّمُ العلمَ وتنشرُ النورَ وتبني الإنسان، وكان علماؤه رجالَ فكرٍ وقادةَ ثورةٍ وزعماءَ إصلاح، استطاعوا أن يحملوا أمانةَ الرسالة، وأن يكونوا ورثةَ الأنبياء.
لفتت مستشار شيخ الأزهر الى ان الأزهرُ أشدُّ عزمًا على أن يظلَّ في مقدمةِ المؤسسات التي تُنادي بالعقلانية والحوار، وتدعو إلى الاعتدالِ والمودة، وتنبذُ التعصُّب والجمود، وسيظل يَسْلَخُ مِن عمرِه المديدِ ألفَ سنة أخرى في خدمة الدين والعربية، ماضيًا في حفظ التراث الإسلامي ودراسته ونشره، وحمل رسالة الإسلام إلى ربوع العالمين، باقيًا مفخرةً لمصرنا الخالدة وعنوانًا حيًّا على أصالتها في إسلامِها وعروبتِها، وعلى جهادِها الدائبِ في الذَّود عن حياضِ الإسلامِ وأمجاد العروبة.
ووجهت مستشارة شيخ الأزهر رسالة إلى الطلاب الخريجين قالت فيها إننا نحتفلُ بكم وقد حَصَّلتم كلَّ ما يُمكن تحصيلُه من علوم الدِّين والدنيا، وتهيَّأتُم بكل ما يُمكن من أسباب العلم والخبرة للعمل والإنتاج في كل المجالات؛ ليُعتمدَ عليكم في دقائقِ ما تحتاج إليه الأمةُ الإسلاميةُ، ولا سيما في هذه المرحلة من حياتها، بما يَموج فيها من أفكارٍ مضللة، ونَزَعَاتٍ شريرة، وصراعاتٍ مُحتدِمة، توشك أن تحيط بناشئتنا وكثيرٍ من مثقفينا بعد أن نقلتها إلينا وسائلُ الحضارةِ الحديثة، وصُورُ المتغيراتِ العالمية في المعاملات وفي العادات والاتصالات؛ فإن أربابَ هذه الأفكارِ الضارةِ بمجتمعِنا ودينِنا يَستخدمون ظواهرَ نصوصِ القرآن الكريم والحديثِ النبويِّ، يُحرفون الكَلِمَ عن مواضعه؛ ترويجًا لأفكارهم، وإنَّ التصدِّيَ لهؤلاء ورَدَّهم إلى الصواب يحتاج إلى متعمقين في دراسة الشريعة، ومتمكنين في أصول الدين، وأَثباتٍ في علوم العربية وفقه دلالاتها، يُرْجَعُ إليهم في معرفة الحقائق وكشف المبهمات ورد الفروع إلى الأصول وتبيين الأشباه والنظائر في شريعة رب العالمين.
وقدمت مستشارة شيخ الأزهر نصائحها للخريجين قائلة: أيها الشباب، اعلموا أن الطريقَ أمامَكم ليس سهلًا، وأن تَخرُّجَكم في الأزهر الشريف يَضعُكم أمام مسؤوليات جِسام؛ فالعالمُ اليومَ يمرُّ بتحدياتٍ شتَّى، فكريةً كانت أو اجتماعيةً أو اقتصادية، وكلها تتطلَّب أن تكونوا في طليعة المُصلحين، وقد نالَكم من العلم والتربية ما يَجعلُكم أهلًا لهذه المهمة؛ فكونوا لأمَّتكم كما كان العلماءُ مِن قبلُ: مَناراتٍ في الدُّروب المُظْلِمات، تَدعون إلى السلام بالحكمة، وتُقاومون الفِتنَ بالبصيرة، واعلموا أن العلمَ بلا خُلُق كالشجرةِ بغير ثَمَر، وأن الأخلاقَ بلا علمٍ كالنجم الذي يَفتقد الضوء.
وحثت رئيسة مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب الخريجين بربط العلم بالعمل، وأن يجعلوا من العلم نبراسًا يُضيء بهُداه مِن حولهم: اجعلوا من المساجدِ ومنابرِ العلم ساحاتٍ للتوعية ونشر الاعتدال، ولا تكتفوا بنقل العلم، بل اجعلوا من سلوككم وأخلاقكم نموذجًا يُحتذى؛ فالناسُ اليومَ في أشد الحاجة إلى قُدُواتٍ تعيش المبادئ وتُطبِّق القِيَم في كل حَرَكةٍ وسَكَنَة.
أشارت مستشارة شيخ الأزهر إلى أن الصلة لن تنقطع مع أبنائنا الوافدين، حيث دشن مركز الوافدين العديد من المبادرات والخدمات لدعم التواصل مع الطلاب والخريجين من الوافدين، وعلى رأسها خدمة الرسائل الإخبارية للوافدين التي أطلقها مركز تطوير تعليم الوافدين والأجانب برعاية فضيلة الإمام الأكبر، معلنة كذلك عن إطلاق إصدار تذكاري بمناسبة هذا التخرج وهو مجلة «سفراء الأزهر»، والتي سيتم طباعتها وإرسالها إلى السفارات والطلاب خريجي الأزهر في كل مكان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأزهر مستشار شيخ الأزهر شؤون الوافدين شهداء غزة مستشارة شیخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
التعليم: معلمو التربية الرياضية قادرون على الإبداع.. وأكاديميات رياضية بالمدارس قريباً|صور
قالت الدكتورة منى مصطفى يحيى مستشارة التربية الرياضية والعسكرية بوزارة التربية والتعليم أن الدولة المصرية تبذل جهودًا كبيرة لتطوير التعليم وإعداد المعلم ومناهج متطورة تتكامل معًا لتمكن الطالب من امتلاك المعرفة وتطوير مهاراته وقدراته، مشيرة إلى أن وزارة التربية والتعليم قامت بوضع مناهج حديثة للتربية الرياضية بداية من رياض الأطفال حتي الصف الأول الإعدادي وذلك وفق معايير ومؤشرات ونواتج تعلم مستهدفة بشكل متدرج و تكاملي.. وذلك في ضوء توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بجعل مادة التربية الرياضية مادة أساسية بالمدارس تم استحداث قرارات وزارية جديدة لإتاحة ممارسة حصة التربية الرياضية لجميع التلاميذ بالمدارس المصرية، مشيرة إلى أن بالرياضة نعد ونبني المواطن للمستقبل الذي هو أساس التنمية المستدامة والأمن القومي، وقامت باستعراض مناهج التربية الرياضية وتدريب معلمي التربية الرياضية علي تنفيذها بحصة التربية الرياضية مؤكدة أن المعلمين قادرين دائمًا على الإبداع في تنفيذ مناهج التربية الرياضية والأنشطة الرياضية داخل المدارس مشيرة إلى أن حصة التربية الرياضية ضرورة وتساعد على التنمية الشاملة للتلاميذ والوقاية من الانحرافات والتشوهات القومية والأمراض السارية،
وأضافت الدكتورة منى يحيى: نحن في فترة ذهبية للرياضة المصرية فلدينا رئيس جمهورية له نظرة استشراقية يعي أهمية ممارسة المواطن للرياضة وتأثيرها في الاقتصاد المصري والتنمية.
ومع انطلاق مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية " بداية جديدة لبناء الإنسان المصري " تابعت مستشارة التربية الرياضية أن هناك مكتسبات كثيرة للرياضة المصرية ولمعلمي التربية الرياضية فقد أصبحت مادة التربية الرياضية مادة أساسية بالمدارس والجامعات المصرية، وبرامج لاكتشاف ورعاية الموهوبين رياضيًا .
جاء ذلك خلال الملتقى المهني لموجهي ومعلمي التربية الرياضية وعلاقته بالتنمية المستدامة للدولة المصرية والذي عقد بقاعة المدينة الشبابية بمدينة شرم الشيخ علي هامش انطلاق دوري كابيتال للمدارس الرياضية بحضور عادل عتلم وكيل مديرية التربية والتعليم بجنوب سيناء ووليد جعفر الموجه العام وموجهي ومعلمي التربية الرياضية بتعليم جنوب سيناء .
وناقشت مستشارة التربية الرياضية بوزارة التربية والتعليم في حوار مفتوح طرق تدريس المناهج الحديثة للتربية الرياضية لجميع المراحل التعليمية وكيفية توفير الأدوات الرياضية الأساسية والبديلة بالمدارس وكيفية وضع التقييمات للتلاميذ والاختبارات العملية والنظرية الشهرية ونصف العام وآخره ، وكيفية قياس اختبارات اللياقة البدنية والصحية لدي التلاميذ، وأيضًا كيفية إعداد المذكرات المالية بما يحتاجونه من أدوات من موازنة المديرية والإدارات التعليمية ومجلس الأمناء.
وأكدت على دور الموجه العام والموجهين في تحديد الاحتياجات التدريبية لمعلم التربية الرياضية، وتدريبه علي العلوم الرياضية والتكنولوجية المستحدثة .
وكشفت مستشارة التربية: نسعى إلى وجود مدارس جاذبة تطبق الأكاديميات الرياضية داخل المدارس بعد انتهاء اليوم الدراسي والذي صدر قرار لائحة تنفيذها لتكون المدارس نوادي للتلاميذ بعد انتهاء اليوم الدراسي فنحن نسعي لإعداد أجيال تتمتع بالصحة واللياقة البدنية والذهنية ، بالإضافة الي برامج تدريبية متخصصة استحدثت لأول مرة لمعلم التربية الرياضية بأكاديمية المعلم لتنمية وتطوير الأداء بشكل مهني
وختام الملتقي الذي حضره موجهو ومعلمو التربية الرياضية علي مستوي محافظة جنوب سيناء بأن الرياضة أمن قومي وأمل والتنمية نبني الوطن ، وقد تم منح الموجهين والمعلمين شهادات تقدير .