سرايا - لا يزال الكثير من الغموض يُحيط باللقاءات التي جمعت حركتي “فتح” و”حماس” في العاصمة المصرية القاهرة خلال الأيام القليلة الماضية، للتباحث في ملف إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية الطاحنة التي يتعرض لها منذ ما يقارب الـ400 يوم.


ورغم أن اجتماع “فتح” و”حماس” قد انتهى وغادرت الوفود العاصمة المصرية أول أمس، إلا أن بعض التصريحات التي صدرت عن قادة الحركتين “لا تُبشر بخير”، وتؤكد أن الكثير من العقبات لا تزال تعترض طريق التوافق على اللجنة الإدارية التي باتت هي المخرج الوحيد لإدارة غزة.




القيادي في حركة “حماس” أسامة حمدان، قال إن اللقاءات التي جرت بالقاهرة “كانت إيجابية لكن الحركة لا تريد التسرع في التوصل إلى أي استنتاجات”، وذكر أن “حماس” لم تتلق أي مقترحات جديدة مكتوبة بشأن وقف إطلاق النار في غزة.


وأشار في تصريحاته إلى أن تصريحات "إسرائيل" بشأن التجهيز للبقاء في قطاع غزة جزء من الحرب النفسية.


وما يُعزز احتماليه وجود عقبات أما “فتح” و”حماس”، كشف مصدر فلسطيني مسؤول، في القاهرة، أن هناك فجوات كبيرة بين حركتي فتح وحماس فيما يتعلق بتشكيل لجنة الإسناد المجتمعي وآليات عملها.


وقال المصدر، وهو عضو الوفد الفلسطيني لحوار القاهرة، وفق “سكاي نيوز عربية”، أن “حماس تحاول ألا يكون هناك أي ارتباط بين اللجنة والحكومة الفلسطينية”، مضيفا أن الحركة طلبت أن تكون مستقلة ولها ميزانية مستقلة ولا تتبع لخزينة الحكومة الفلسطينية.

وأوضح مسؤول أن “حماس” لا ترغب أن يشرف أفراد من الأمن الفلسطيني التابع للسلطة على لجنة الإسناد المجتمعي، مشيرا إلى أن اللجنة التي سيتم التوافق على تشكيلها سيقتصر عملها على توزيع المساعدات الاغاثية على الناس في قطاع غزة.


وأضاف أن “العمل يجري على ردم هذه الفجوات وتذليل العقبات أمامها”، وقال “لتجاوز هذه العقبة اقترحت حركة فتح إجراء تعديل وزاري في حكومة مصطفى لخمس وزارات تشارك حماس في تسمية وزرائها وحتى الآن لم يتم التوافق على ذلك”، مؤكدًا أن “فتح” رفضت فصل الميزانية عن إشراف الحكومة وطالبت بضرورة تبعية ميزانية اللجنة للخزينة العامة للسلطة.


وفيما يتعلق بحماية عمل اللجنة، تم اقتراح التواصل مع عائلات وعشائر فلسطينية غزاوية في مصر لتولي حماية عمل اللجنة في توزيع المساعدات وتكون مسلحة بأسلحة خفيفة بعد رفض حماس تولي أمن اللجنة من أفراد أمن فلسطيني يتبعون للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وتجاوز احتمال رفض الحكومة الإسرائيلية لعمل أفراد يتبعون للأجهزة الأمنية الفلسطينية.


وأكد المصدر أن اللجنة التي سيتم التوافق على تشكيلها سيقتصر عملها على توزيع المساعدات الإغاثية على الناس في قطاع غزة ولن يكون لها أي دور إداري في غزة في مراحلها الأولى وذلك لتجاوز تعنت حماس فيما يتعلق بالإدارة في ملفات اخرى كالمعابر والصحة والتعليم وغيرها، على ان يتم تشكيلها من شخصيات مستقلة واعتبارية من قطاع غزة وتتكون من 8 إلى 11 عضوا يكون فيها كل شخص مسؤول عن إدارة ملف واحد.


وشدد المصدر على أن العقبة والمعضلة الأكبر ليست في تشكيل هذه اللجنة، بل في سماح "إسرائيل" لهذه اللجنة بالعمل داخل غزة وارتباط ذلك بانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، ذلك أن الحديث عن اليوم التالي للحرب وعمل اللجنة مرتبط بإنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي.


من جانبه، قال محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية، إن فكرة اللجنة طرحت لمحاولة تجاوز الوضع القائم وتقديم حلول لإدارة القطاع، كما أوضح في تصريحات نشرت له أمس، أن قرار تشكيلها سيصدر عن الرئيس الفلسطيني، وستكون تحت إشراف الحكومة الفلسطينية وتعمل على تنفيذ برامج وسياسات الحكومة في غزة سواء من حيث إعادة الإعمار ولو بشكل جزئي إضافة إلى العمل في ملف المساعدات من حيث الإشراف على وصولها إلى المواطنين.


أما عن الأسماء التي ستضمها، فلفت إلى أنه حتى الساعة لم تطرح أسماء بعينها، ولم يتبلور شيء بخصوص عدد أفرادها أو تفاصيل تشكيلها، لكن بشكل عام ستضم كفاءات وطنية يختارها الرئيس الفلسطيني بنفسه، من دون إملاءات أو ضغوط من أحد، مؤكدًا أنها لن تضم عناصر من حماس.


وأردف الهباش أن ميزانية اللجنة وإدارتها ستكون تابعة للحكومة وتحت إشراف السلطة الفلسطينية، هذا ونفى ما نقل عن مصادر مسؤولة حول طلب فتح إجراء تعديل على الحكومة ونشر في بعض المواقع الإخبارية، مؤكداً ألا نية من الأساس لإجراء تعديل وزاري، حيث توجد حالياً حكومة تكنوقراط تضم كفاءات.


وفي السياق ذاته، وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلى العاصمة المصرية القاهرة في زيارة رسمية للمشاركة في افتتاح أعمال المنتدى الحضري العالمي في دورته الثانية عشرة من الاثنين إلى الجمعة.


وذكرت وسائل إعلام أنه من المتوقع أن يعلن محمود عباس عن اتفاق بين السلطة الفلسطينية وحماس على إنشاء هيئة مساعدات مشتركة لسكان قطاع غزة تكون تابعة للسلطة الفلسطينية.


فيما تحدثت وسائل إعلام أن عباس ينوي زيارة قطاع غزة، وأنه سيبحث بقوة هذا الملف في لقاء القمة المرتقب مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأنه سيطلب من الأخير مساندته وحمايته ودعمه في دخول غزة عبر معبر رفح الذي يخضع حاليًا لسيطرة الجيش الإسرائيلي.


في شهر أغسطس الماضي أعلن عباس أنه سيتوجه إلى القطاع برفقة جميع أعضاء القيادة الفلسطينية، لتحقيق هدفين، الأول وقف الحرب، والثاني استعادة الوحدة الوطنية بين الضفة وغزة، وبين جميع الفصائل السياسية، لكن هذا الأمر صدم برفض إسرائيلي صارم.


ووسط الحديث الإسرائيلي عن رفض نتنياهو لهذه الزيارة، فإن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف يؤكد أن عباس عازم على دخول غزة فور نهاية حرب القطاع وتوقف الأعمال العدائية.


ويقول أبو يوسف، “لم يصل إلينا أي رفض إسرائيلي في شأن زيارة عباس لغزة من الحدود التي تربط المنطقتين، ونحن نمضي قدماً من أجل تنفيذ زيارة الرئيس، ونقوم بعمل دؤوب من أجل إنجاحها، إذ ستغير أيضاً ملامح مستقبل غزة”.


وأمام هذه التطورات..
هل ستنجح لجنة إدارة غزة؟ وما هدف عباس من زيارة القطاع بعد الحرب؟ وهل هناك ما يحاك ضد غزة بالخفاء؟

 

 

رأي اليوم 

إقرأ أيضاً : عنصرية تجاوزت الحدود .. “الكنيست” الإسرائيلي يُصادّق على قانون يسمح بطرد المعلمين العرب لتعاطفهم مع منفذي العملياتإقرأ أيضاً : السياسيّ البريطانيّ المخضرم جورج غالاوي: “السنوار مات محاربًا وسيُصبِح مشهورًا أكثر من جيفارا”إقرأ أيضاً : أميركا تتأهب لمواجهة "سيناريوهات كابوسية" .. قبيل تحديد الرئيس الـ47

المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: القاهرة غزة غزة الحكومة الناس الحكومة مصر أمن أمن الحكومة الناس غزة غزة غزة غزة اليوم محمود الرئيس الوضع حلول الرئيس الحكومة الحكومة غزة العمل الرئيس الحكومة الرئيس محمود القاهرة محمود غزة القمة الرئيس غزة شهر القطاع غزة القطاع القطاع غزة مصر الوضع القاهرة اليوم المعلمين الحكومة أمن الناس العمل القمة غزة السيسي حلول محمود الرئيس القطاع شهر الرئیس الفلسطینی التوافق على قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

عباس يطالب حماس بالتوقف عن إعطاء الاحتلال أعذار لحرب الإبادة

طالب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، اليوم الثلاثاء، حركة المقاومة الإسلامية حماس بالتوقف عن إعطاء الاحتلال الإسرائيلي ما وصفها "أعذار" لاستمرار حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

جاء ذلك خلال بيان أصدرته رئاسة السلطة، وطالبت فيه حركة حماس بتحمل مسؤولياتها والالتزام بالموقف الفلسطيني الرسمي والمبادرات العربية، والتوقف عن اتخاذ أي قرارات غير مسؤولة، "لتجنيب شعبنا ويلات هذا العدوان، الذي أدى حتى الآن إلى استشهاد أكثر من 50 ألف مواطن، وجرح أكثر من 115 ألف مواطن".

وتابع البيان: "نطالب بعدم الاستمرار في إعطاء الاحتلال أية أعذار للاستمرار في حرب الإبادة الجماعية، كقضية الرهائن التي تستغلها إسرائيل لارتكاب المزيد من المجازر، وآخرها مجزرة مسعفي الهلال الأحمر الفلسطيني الذين قُتلوا بشكل متعمد".

وتطرقت رئاسة السلطة إلى سيطرة الاحتلال على محور ما يسمى "موراغ" لفصل مدينة رفح عن باقي قطاع غزة، مؤكدة أنه "يكرس سيطرة الاحتلال الدائمة على القطاع، ويقسمه إلى بؤر معزولة تمهيدا للتهجير، ويشكل مخالفة لجميع  قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، اللذين أكدا أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967".



وأشارت إلى أن "هذه المخططات الإسرائيلية المدانة والمرفوضة تكشف عن نوايا الاحتلال الحقيقية بإطالة أمد عدوانه على شعبنا وأرضنا، من أجل توسيع سياسة الاستيطان وسرقة الأرض الفلسطينية".

وشددت على ضرورة وقف الاعتداءات في الضفة الغربية، خاصة على مدن وقرى ومخيمات شمال الضفة الغربية، منوهة إلى أن الاحتلال يواصل لليوم الـ78 عدوانه على محافظة جنين ومخيمها، ولليوم الـ72 على محافظة طولكرم ومخيميها وباقي مخيمات الضفة الغربية، وتنفيذ سياسة القتل الجماعي والاعتقالات وعمليات الهدم للمنازل والمخيمات والبنية التحتية للمدن الفلسطينية.

وطالبت الولايات المتحدة الأمريكية بإجبار دولة الاحتلال على وقف عدوانها، وإدخال المساعدات لوقف المجاعة، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، لتتولى دولة فلسطين مسؤولياتها كاملة للبدء بإعادة إعمار قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • القاهرة الإخبارية ترصد تفاصيل خطة إسرائيل لجعل رفح الفلسطينية منطقة عازلة
  • عباس يطالب حماس بالتوقف عن إعطاء الاحتلال أعذارا لحرب الإبادة
  • عباس لحماس: توقفوا عن إعطاء إسرائيل ذرائع لقصف غزة
  • عباس يطالب حماس بالتوقف عن إعطاء الاحتلال أعذار لحرب الإبادة
  • أخبار التوك شو.. الرئيس السيسي وماكرون في العريش.. ومفاجأة بشأن أسعار الذهب والدولار وحالة الطقس
  • تحية نابضة للصداقة.. ماكرون يشكر الرئيس السيسي والمصريين على حسن الاستقبال
  • زيارة تاريخية.. كيف تناولت الصحف العالمية جولة الرئيس السيسي وماكرون في خان الخليلي؟
  • مدير مطعم نجيب محفوظ يكشف تفاصيل عشاء الرئيس السيسي وماكرون
  • الرئيس السيسي وماكرون يطلعان على التجهيزات والخدمات التي ستفيد ملايين المصريين
  • تفاصيل زيارة الرئيس السيسي وماكرون لمحطة عدلي منصور التبادلية