الاحتلال الإسرائيلي يسحب ألوية من جنوب لبنان بالتزامن مع جهود تسوية
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، اليوم، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد بدأ في سحب عدد من الألوية العسكرية من جنوب لبنان، تزامنًا مع تقدم واضح في جهود التوصل إلى تسوية تهدف إلى تهدئة الأوضاع على الحدود.
ووفقًا للصحيفة، جاءت هذه الخطوة بعد أيام من التصعيد المتزايد في جنوب لبنان، حيث شهدت المنطقة عمليات عسكرية ومواجهات بين القوات الإسرائيلية والفصائل المسلحة هناك، ويبدو أن القرار بسحب الألوية من المنطقة يأتي في إطار خطوات تهدف إلى تخفيف التوتر والتهيئة لمرحلة جديدة من الهدوء النسبي.
وأضافت الصحيفة أن هناك جهودًا دبلوماسية مكثفة، تجري حاليًا برعاية دولية، تهدف إلى التوصل إلى تسوية لخفض التصعيد على الجبهة الشمالية ، ويشمل ذلك مفاوضات حول شروط وقف إطلاق النار وتقديم ضمانات متبادلة لعدم التصعيد، خاصة مع ارتفاع حدة التوترات الأمنية خلال الفترة الأخيرة.
وتشير التقارير إلى أن هذا الانسحاب يأتي ضمن إطار إعادة تقييم للوضع الاستراتيجي للجيش الإسرائيلي في المنطقة، حيث تم اتخاذ القرار بناءً على تقييمات أمنية مفصلة ، وأوضح مسؤولون إسرائيليون أن الخطوة لا تعني نهاية العمليات العسكرية، لكنها إشارة إلى التزام إسرائيل بفتح المجال أمام الحلول الدبلوماسية لتجنب المزيد من المواجهات العسكرية.
وبحسب ما نقلته "يديعوت أحرونوت"، فإن هذه الخطوة لاقت ترحيبًا حذرًا من بعض الأطراف الدولية التي تعمل على تهدئة الأوضاع في المنطقة، وأعربت مصادر دبلوماسية عن أملها في أن تشكل هذه الخطوة بداية لانفراجة حقيقية في الأوضاع المتوترة على الحدود اللبنانية، مشددة على أهمية الاستفادة من التقدم الدبلوماسي لتمهيد الطريق لحلول طويلة الأمد.
من جهة أخرى، تستمر الجهات العسكرية الإسرائيلية في متابعة الأوضاع على الحدود اللبنانية عن كثب، حيث جرى الإبقاء على قوات عسكرية جاهزة للتدخل السريع إذا تطلبت الحاجة، ويؤكد مسؤولون إسرائيليون أن الجيش سيظل في حالة تأهب مستمر على الجبهة الشمالية، تحسبًا لأي تطورات قد تطرأ.
مديرة الاتصال في الأونروا: لا بديل لإسرائيل عن نشاط الوكالة في غزة
أكدت جولييت توما، مديرة الاتصال في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في تصريحاتها لصحيفة "هآرتس"، أن وقف نشاط الأونروا في قطاع غزة قد يؤدي إلى انهيار نظام توصيل الغذاء والمساعدات لأكثر من مليوني شخص، محذرة من العواقب الوخيمة لذلك ، وشددت توما على أهمية عمل الوكالة في الوقت الحالي، حيث يأتي ذلك في ظل استمرار الحرب الوحشية التي يعاني منها القطاع.
وقالت توما: "عمل الأونروا يعد ضروريًا لمنع وقوع كارثة إنسانية في القطاع، حيث يعتمد الكثير من السكان على المساعدات الإنسانية التي تقدمها الوكالة" ، وتابعت: "إن إغلاق الأونروا أو تقليص نشاطاتها سيساهم في تفاقم الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق".
وتحدثت توما أيضًا عن الحملة المعلوماتية المضللة التي تعرض لها الجمهور الإسرائيلي، مشيرة إلى أن هذه الحملة أسهمت في خلق تصورات خاطئة حول نشاط الوكالة ودورها ، وأوضحت: "لقد وقع الجمهور الإسرائيلي ضحية لهذه المعلومات الكاذبة، مما أدى إلى فهم غير دقيق لمهام الأونروا وأهمية وجودها".
في سياق متصل، أضافت توما أن الافتراض بأن إغلاق الأونروا سيلغي مشكلة اللاجئين الفلسطينيين هو "مفهوم ساذج" ، وأشارت إلى أن الوكالة لا تقدم فقط المساعدات الغذائية، بل تساهم أيضًا في التعليم والرعاية الصحية لملايين اللاجئين، مؤكدة أن إزالة الأونروا من المعادلة لن يحل المشكلة بل سيزيدها تعقيدًا.
ختامًا، دعت توما المجتمع الدولي وإسرائيل إلى إعادة النظر في موقفهم من الأونروا ودعم أنشطتها لضمان استمرار تقديم المساعدات الضرورية للسكان في غزة، محذرة من العواقب الوخيمة المترتبة على عدم اتخاذ هذا الخطوة في الوقت المناسب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: يديعوت أحرونوت الإسرائيلية جيش الاحتلال الإسرائيلي جنوب لبنان جهود التوصل الحدود
إقرأ أيضاً:
أهالي جنوب لبنان يعززون فشل العدو الإسرائيلي
يمانيون/ تقارير
في مهلة الستين يوماً التي جرى الاتفاق عليها لوقف إطلاق النار في لبنان لم يلتزم الكيان الصهيوني ببنود الاتفاق، وإنما تعّمد ارتكاب خروقات كثيرة و يومية، بينها اعتداءات على المدنيين وأدت إلى استشهاد وجرح العشرات.
إثر انتهاء الهدنة الهشة أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية تمديد الهدنة إلى 28 فبراير، ليعلن حزب الله رفضه التام لتبريرات الهدنة، محملاً الأمم المتحدة وبريطانيا وفرنسا وكذا العدو الإسرائيلي المسؤولية التامة في عدم انسحاب جيش العدو الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية.
على مدى 60 يوما من اتفاق الهدنة انتهك العدو الإسرائيلي بنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال خروقات يومية توزعت بين غارات وعمليات قصف وتوغلات برية. بالرغم من قيام وزارة الخارجية اللبنانية برفع عدة شكاوي إلى الأمم المتحدة، إلا أن العدو الصهيوني واصل خروقاته لتشمل منع عودة النازحين إلى قراهم، وكذا عمليات التدمير الممنهج والتفخيخ في المناطق التي توغلت فيها قوات العدو، فضلا عن عمليات الاختطاف الممنهجة وتجريف الأراضي الحدودية وتدمير مئات الوحدات السكنية.
هكذا هو كيان العدو ناكث للعهود والمواثيق، ولا يقيم وزنا لأحد. شيء واحد يردع العدو هو القتال المسلح؛ الأمر الذي يجعل من خيار التمسك بالمقاومة اللبنانية وتأييدها شعبياً أمرا محتوما وضرورة ملحة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإرغامه على الانسحاب من كافة الأراضي اللبنانية.
بقاء العدو في لبنان أمر غير مقبول
ويؤكد الناشط السياسي اللبناني أحمد الزين أن الكيان الصهيوني لا يزال مسيطرا على بعض الأراضي الحدودية اللبنانية ولم ينسحب بالرغم من انتهاء الهدنة، مبينا أن الكيان الصهيوني يقوم بإطلاق النار على العزّل من المدنيين العائدين إلى قراهم.
ويوضح -في حديث خاص لموقع أنصار الله- أن نيران العدو الإسرائيلي أوقعت ما يقارب 24 شهيدا و134 مصابا غالبيتهم من النساء والأطفال أثناء عودتهم إلى قراهم، مؤكد أن ما قامت به “إسرائيل” وتقوم به انتهاك صارخ للقانون الدولي، وانتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار.
العدو الصهيوني لم تقتصر أعماله على خرق اتفاق وقف إطلاق النار وحسب، وإنما يواصل اعتداءاته على المناطق الحدودية، ما يشكل انتهاكا صارخا للسيادة اللبنانية.
كعادته، الكيان الصهيوني ينتهك القوانين والأعراف والمواثيق الدولية ويخرق العهود والمواثيق دون أن يراعي أي أحد، وبالتالي فإن المقاومة الشعبية اللبنانية التي قام بها أبناء الجنوب بتوافدهم بالآلاف إلى قراهم السكنية مواجهين دبابات الكيان الصهيوني وأعيرته بصدورهم العارية مثّلت نصرا تاريخيا، وبرهنت للكيان الصهيوني بأن بقاءه في الأراضي اللبنانية أمر غير مقبول.
ويقول الزين “من سيغير من معادلة المواجهة هم الأهالي، وذلك من خلال خيار المقاومة الشعبية السلمية التي ستواجه الاحتلال الإسرائيلي. مضيفاً “رأينا كيف المشاهد الحية لتدفق الأهالي بعشرات الآلاف من المدنيين اللبنانيين الذين وقفوا بوجه آلة القتل الصهيونية والجيش الصهيوني في جنوب لبنان، وكيف تحدوه بصدورهم العارية ونظراتهم وصرخاتهم ضد الكيان الصهيوني، ليرسموا مشهدا بطوليا في التحدي والصمود والدفاع عن أرضهم وعرضهم”.
ويبين الزين أن بقاء الكيان الصهيوني في الحدود اللبنانية وتماديه في ارتكاب خروقات وقف إطلاق النار تأتي في سياق الاستفزاز الصهيوني للمقاومة اللبنانية، بهدف العودة مجددا للحرب، مؤكدا أن تلك الأهداف الصهيونية بعيدة المنال، ولن تتحقق؛ كون لبنان يحظى بدعم دولي.
يتوهم الكيان الصهيوني أن صمت المقاومة اللبنانية إزاء الخروقات المتكررة دليل على ضعف المقاومة اللبنانية وفقدها قدرة الردع، غير مدرك بأن المقاومة التي صمدت واستطاعت توجيه ضربات موجعة ومنكلة بالعدو الصهيوني أرغمته على وقف إطلاق النار وهي في أسوأ ظروفها بعد معركة البيجر واستشهاد القادة.
ويوضح الزين أن المقاومة اللبنانية رممت صفوفها وتعافت من الضربات الموجعة التي تلقتها في الحرب مع العدو الصهيوني.
الشعب والمقاومة ركنان أساسيان
وأمام الأخطار الصهيونية المحدقة بلبنان تظهر أصوات نشاز في الداخل اللبناني تطالب بتجريد المقاومة من السلاح وتسليمه إلى الجيش اللبناني -حد قولهم- غير أن التجاوزات الصهيونية أثناء اتفاق وقف إطلاق النار وتماديهم في الاعتداء على لبنان بالرغم من تواجد الجيش اللبناني في كافة المناطق الجنوبية توحي بضرورة بقاء السلاح لدى المقاومة اللبنانية.
وفي هذا السياق تؤكد الإعلامية اللبنانية ماجدة الموسوي أن الكيان الصهيوني دخل وتوسع في مناطق لبنانية لم يستطع دخولها أثناء الحرب مع حزب الله.
وتوضح -في حديث خاص لموقع أنصار الله- أن المشهد الشعبي البطولي الذي سطّره أبناء الجنوب اللبناني بالعودة إلى ديارهم بعد انتهاء مهلة الهدنة أوصل رسائل مدوية للأعداء في الداخل والخارج.
وتبين أن بعض خصوم الداخل اللبناني فَجَروا في الخصومة للمقاومة اللبنانية وبيئتها، فكانوا ينطلقون أثناء اشتعال المواجهة بين المقاومة اللبنانية وجيش العدو الصهيوني، ويحاولون تشتيت بيئة المقاومة، وتشويه صورة المقاومة لديهم، غير أن الوعي الشعبي الكبير افشل كل مخططات الأعداء في الداخل والخارج.
وتلفت الموسوي إلى أن الهبة الشعبية في الجنوب أثبتت أن الشعب ركن أساسي في المقاومة ضد الكيان الصهيوني، وأنهم ركيزة أساسية تستند عليها المقاومة، وأن الاندفاع صوب الدبابات الصهيونية بصدور عارية من الرجال والنساء والكبار لم يكن حالة انفعالية عابرة بل هو تجسيد لخيار استراتيجي يكون فيه شعب لبنان والمقاومة ركنين أساسيين من المعادلة.
سيناريوهات المرحلة القادمة
ومع دخول تمديد الهدنة إلى 18فبراير يبدو الوضع في جنوب لبنان معقدا وحساسا، حيث لا تزال التوترات بين حزب الله وجيش العدو الإسرائيلي مرتفعة.
وفي هذا السياق تؤكد الناشطة الإعلامية غنى شريف أن انتهاء مهلة الستين يومًا يقودنا إلى احتمالية أن تعود الأمور إلى التصعيد العسكري، وذلك كون الجيش الصهيوني يرفض الانسحاب من الأراضي اللبنانية.
وتقول -في تصريح خاص لموقع أنصار الله- “بالنسبة لحزب الله، فإن استمرار الاحتلال يمثل تهديدًا مباشرًا يتطلب ردًّا حاسمًا لحزب الله الذي قدّم تضحيات كبيرة من شهداء وقادة، لن يقبل ببقاء “إسرائيل” على أرض رُويت بدماء هؤلاء الشهداء، خاصة وأن جثامين بعض الشهداء لا تزال مدفونة في المناطق المحتلة”.
وترى شريف أن الوضع الإقليمي والدولي يلعب دورًا محوريًا في الحسابات الحالية، موضحة أن الضغوط الدولية أو التغيرات في التوازن الإقليمي قد تؤثر على قرارات الطرفين، حيث يسعى كل منهما لتجنب تصعيد كارثي، إلا إذا بات ذلك ضروريًا.
وفي حال أصر الكيان الصهيوني على بقائه في الأراضي اللبنانية فإن حزب الله قد يلجأ إلى تكثيف الهجمات على قوات العدو الإسرائيلي المتمركزة في الجنوب و قد يشمل استخدام الصواريخ، أو تنفيذ عمليات نوعية لإجبار الاحتلال على الانسحاب. لاسيما وأن العدو الإسرائيلي لم يستطع خلال العدوان الأخير تحقيق تقدم يُذكر أمام صمود مقاتلي حزب الله وشراستهم في الدفاع عن الأرض.
وتلفت شريف إلى أن حزب الله سيوصل رسائل سياسية للخارج مفادها أن صبره سينفد أمام تمادي الكيان الصهيوني وتعمده البقاء في الأراضي اللبنانية، مشيرة إلى أن رسائل حزب الله للداخل اللبناني تكمن في استهداف بعض اللبنانيين، وخصوصًا الفئات التي تبنت مواقف حيادية أو طالبت بتدخل الدولة اللبنانية.
وتضيف غنى القول “هذه الفئات التي رأت بأمّ أعينها أن الدولة لم تتمكن من ردع الاحتلال أو منع تدمير القرى الجنوبية واستباحة الأراضي اللبنانية”.
وتعتقد أن حزب الله يدرك أن التصعيد الكبير قد يؤدي إلى تدخلات دولية أو إقليمية، وربما ضغوط دبلوماسية، الأمر الذي يجعل الحزب يعتمد خطوات تدريجية ومدروسة تحافظ على عنصر المفاجأة، وتضعف الاحتلال دون الانجرار إلى حرب شاملة قد تسبب أضرارًا جسيمة على المستويات كافة.
وبناء على ما سبق ذكره من حديث للمحللين السياسيين والإعلاميين فإن القرار النهائي لحزب الله سيتحدد بناءً على تقييم دقيق للوضع العسكري، والدبلوماسي، والإقليمي، إلى جانب حسابات التوازنات الداخلية والخارجية.
ويبقى الشيء المؤكد أن المقاومة اللبنانية لن تقبل ببقاء الاحتلال على أراضٍ دفعت أثمانا باهظة لتحريرها، وستستمر في استخدام كل الوسائل الممكنة لتحقيق هدفها المتمثل في تحرير الأرض والحفاظ على سيادة لبنان.
نقلا عن موقع أنصار الله