حكم التسمية بـ طه وياسين .. الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد إليها عبر موقعها الرسمي مضمونه: هل يجوز التسمية باسمي طه وياسين؟ وهل هما من أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟.
لترد دار الإفتاء موضحة: نعم، يجوز شرعًا التسمية بهذين الاسمين، وعدّهما بعض العلماء من أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
أولًا: لا حرج في تسمية الأبناء بهذه الأسماء، وكون هذه الأسماء من أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو ليست من أسمائه أمرٌ مختلفٌ فيه؛ فقد ورد حديثٌ ضعيفٌ عند ابن عدي وابن عساكر يذكر فيه أن (طه، ويس) من أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ فأخرج ابن عدي في "الكامل في ضعفاء الرجال" (4/ 509)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (3/ 29)، عَن أَبِي الطُّفَيْلِ عامر بن واثلة الكناني رضي الله عنه قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِي عِنْدَ رَبِّي عَشْرَةَ أَسْمَاءٍ»، قَالَ أبو الطفيل: قد حفظت منها ثمانية: «محمد، وأحمد، وأبو القاسم، والفاتح، والخاتم، والماحي، والعاقب، والحاشر»، قَالَ أبو يَحْيى: وزعم سيفٌ أن أبا جعفرٍ قَالَ له: إن الاسمين الباقيين: يس، وطه.
ثانيًا: لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم أسماء كثيرة، بعضهم أوصلها إلى ثلاثمائة اسم، منها أسماء وردت في القرآن الكريم، وهي: (الشاهد، والمبشر، والنذير، والمبين، والداعي إلى الله، والسراج المنير، والمذكر، والرحمة، والنعمة، والهادي، والشهيد، والأمين والمزمل، والمدثر)، ومنها ما ورد في القرآن والسنة النبوية، وهي: (أحمد، ومحمد)، ومنها ما ورد في السنة فقط، وهي: (الماحي، والحاشر، والعاقب، والمقفي، ونبي الرحمة، ونبي التوبة، والمتوكل)، ومن أسمائه المشهورة صلى الله عليه وآله وسلم: (المختار، والمصطفى، والشفيع، والمشفع، والصادق، والمصدوق).
وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ لِي خَمْسَة أسْماءٍ: أَنا محمَّدٌ، وَأَنا أحْمَدٌ، وَأَنا الحاشِرُ الّذِي يُحْشَرُ النّاسُ على قَدَمي، وَأَنا المَاحِي الذِي يَمْحُو الله بِيَ الكُفْرَ، وَأَنا الْعاقِبُ» أخرجه البخاري ومسلم في "صحيحيهما".
قال العلامة المناوي في "فيض القدير" (2/ 518) في شرح الحديث السابق: [وفيه جواز التسمية بأكثر من واحد، قال ابن القيم: لكن تركه أولى؛ لأن القصد بالاسم التعريف والتمييز والاسم كاف، وليس كأسماء المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأن أسماءه كانت نعوتًا دالة على كمال المدح لم يكن إلا من باب تكثير الأسماء لجلالة المسمى لا للتعريف فحسب، (تتمة) قال المؤلف -يقصد السيوطي- في "الخصائص": من خصائصه أن له ألف اسم، واشتقاق اسمه من اسم الله تعالى، وأنه سمي من أسماء الله بنحو سبعين اسمًا، وأنه سمي أحمد، ولم يسم به أحدٌ قبله] اهـ.
واهتم علماء الأمة رحمهم الله تعالى بإفراد أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالتأليف، فأُلِّف في أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم عدة مؤلفات، وفي "كشف الظنون" و"ذيليه" تسمية أربعة عشر كتابًا، وهي للأئمة: ابن دحية، والقرطبي، والرصاع، والسخاوي، والسيوطي، وابن فارس، وغيرهم، وقد طبع منها "الرياض الأنيقة في شرح أسماء خير الخليقة" للسيوطي، و"البهجة السنية في الأسماء النبوية" للسيوطي أيضًا.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
سرٌ عظيم في الاستغفار.. يفتح لك أبواب الرزق ويقودك إلى الجنة!
أكد الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الأعمال التي تكون خالصة لوجه الله تعالى، دون انتظار مقابل دنيوي، هي الأفضل والأكثر بركة في حياة الإنسان.
وأوضح وسام، خلال بث مباشر عبر صفحة دار الإفتاء، أن إخلاص النية لله في العبادات والاستغفار من أعظم أسباب التوفيق، حيث يفتح الله على العبد أبواب الخير والرزق، مصداقًا لقوله تعالى: "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارًا، يرسل السماء عليكم مدرارًا، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارًا".
وأشار أمين الفتوى إلى أنه لا بأس من الاستغفار بنية التيسير وجلب الرزق، لكنه شدد على أن الاستغفار كلما كان نابعًا من القلب وطلبًا لمرضاة الله، كان أعظم أثرًا في حياة المسلم.
واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من قال حين يصبح وحين يمسي: حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم... سبع مرات كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة".
دعاء سيد الاستغفار مفتاح الجنة
وقال وسام إن حلم كل مؤمن هو دخول الجنة، لكن الذنوب قد تكون عائقًا أمام تحقيق هذا الرجاء. ومع ذلك، فقد علّمنا النبي صلى الله عليه وسلم دعاءً عظيمًا سماه "سيد الاستغفار"، وهو مفتاح لمغفرة الذنوب وطريق لتحقيق الأمنيات.
وروى البخاري عن شداد بن أوس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت".
وأكد وسام أن من قال هذا الدعاء موقنًا به، ثم وافته المنية خلال يومه أو ليلته، كان من أهل الجنة، كما جاء في الحديث النبوي الشريف.
أوقات الاستغفار وأهميته
وأشار إلى أن الاستغفار لا يقتصر على وقت معين، بل هو مشروع في كل وقت، لكن هناك أوقات فضّلها الشرع، مثل أوقات السحر وأدبار الصلوات والصباح والمساء. ونبّه إلى أهمية حضور القلب عند الاستغفار والدعاء، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه".
وختم الشيخ محمد وسام حديثه بالتأكيد على أن الاستغفار من أعظم أسباب رفع البلاء وتحقيق الطمأنينة، داعيًا المسلمين إلى المواظبة عليه بصدق وإخلاص، ليكون لهم نورًا في الدنيا ونجاة في الآخرة.