مع بدء العد التنازلي لتصويت الأمريكيين لانتخاب رئيسهم الجديد، فلا يزال الإسرائيليون من جهتهم يرصدون أيهما أفضل لهما من المرشحين الرئاسيين: الجمهوري دونالد ترامب أم الديمقراطية كاميلا هاريس، وبينما يدعم بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال، الرئيس السابق سرّا، لكنه قد يعاني منه كثيرا، صحيح أنه قد يكون أكثر ودية تجاه الاحتلال، لكنه قد يفاجئه بما لا يريده، أما هاريس فمن المتوقع أن تضغط من أجل إقامة دولة فلسطينية، أو إيجاد حل سياسي، وفي الحالتين سيكون للمنظمات اليهودية في الولايات المتحدة التأثير الأهم على سياسة الاثنين تجاه الاحتلال.



إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، كشف أن "نتنياهو "يصلي" من أجل فوز ترامب، وعودته للبيت الأبيض، صحيح أنه لن يعترف أحد بذلك رسميًا، لكن من الناحية العملية، فقد سبق أن أعرب في محادثات مغلقة أن الإدارات الديمقراطية، بما فيها الإدارة الحالية، عملت خلف الكواليس للإطاحة به، في ضوء وجود الكثير من الخلافات بينه وبين بطانته من جهة، وبين الحزب الديمقراطي الذي يعامله بعين الريبة من جهة أخرى".

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "ليس عبثا أن اليد اليمنى لنتنياهو، وحامل الحقيبة الأمريكية في الحكومة، وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، كان يُطلق عليه في الماضي اسم الناشط الكبير في الحزب الجمهوري، ورغم آمال نتنياهو المعلقة على ترامب، لكنه يجب أن يكون حذرا مما يتمناه، فالرئيس السابق شخص غير متوقع، ويمكن أن يسبب مشاكل لنتنياهو أكثر من منافسته هاريس".


وأشار إلى أنه "إذا تم انتخاب ترامب، فسوف تكون ولايته الثانية والأخيرة في الرئاسة الأمريكية، وعلى هذا النحو قد لا يكون مديناً بشيء لأي شخص أو دولة أو جهة أخرى، بما فيها مجموعات الضغط اليهودية، وبالتالي فلن يفعل إلا ما هو جيد لنفسه، وعلى سبيل المثال، سيتحرر من ضغوط المسيحيين الصهاينة المؤيدين لدولة الاحتلال الذين دفعوه لدعمها في ولايته الأولى".

وأوضح أن "التقدير الإسرائيلي أن ترامب سيكون قادرا على إحياء صفقة القرن التي تتمحور حول إقامة دولة فلسطينية على 70 بالمئة من مساحة الضفة الغربية، و100 بالمئة من مساحة قطاع غزة تحت الحكم الفلسطيني الخالص، والتطبيع مع السعودية، وبالتالي فيمكن له إحلال السلام من أجل الفوز بجائزة نوبل، ومحو الفضائح العديدة المحيطة به، ولن يخجل من القيام بذلك".

من جهة أخرى، يقول التقرير إنه "إذا تم انتخاب هاريس، فإنها ستتعرض لضغوط كبيرة، نظرا لأنها في ولايتها الأولى، فالمنظمات اليهودية في الولايات المتحدة قوية للغاية، وقد تمارس ضغوطا عليها، لأن المتوقع أن تكون أقل ودية مع دولة الاحتلال من الرئيس الحالي جو بايدن الموصوف بأنه "كآخر رئيس صهيوني"، لكن الثابت أن تمارس الإدارة الديمقراطية الضغوط على إسرائيل في القضية الفلسطينية، سواء من خلال الترويج لحل الدولتين، أو تحقيق انفراج سياسي يؤدي لنوع من الانفصال عن الفلسطينيين".

ولفت إلى أن "التوقعات الإسرائيلية أن تُظهر هاريس وحزبها موقفا أكثر تأييدا للفلسطينيين، ويعملوا على إحياء السلطة الفلسطينية في قطاع غزة، وقد تصبح العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن على المستوطنين العنيفين أسوأ بكثير في ظل إدارة هاريس، التي ستتحرك ضد البؤر الاستيطانية غير القانونية، وقد تصل إلى حد فرض عقوبات على الوزيرين إيتمار بن غفير وبيتسلئيل سموتريتش".

وأضاف أنه "فيما يتعلق بالقضية الإيرانية، فلا يستبعد أن يتوصلا أي من المرشحين إلى اتفاق نووي جديد، رغم أن ترامب قد يمارس ضغوطا على الإيرانيين أكبر مما قد تمارسها هاريس، فيما سيتصرف بسخاء أكبر تجاه دولة الاحتلال، حيث سيكون في جوانب أخرى أكثر اهتماماً بمصالحها، من خلال سهولة تطبيق التغييرات التي تطالبها في القرار 1701 لإزالة حزب الله من حدود الشمالية".

وخلص إلى القول إنه "بغض النظر عن هوية الفائز الأمريكي في الانتخابات الرئاسية، فمنذ اليوم التالي للانتخابات وحتى تنصيب الرئيس في 20 يناير 2025، ستدخل دولة الاحتلال مرحلة حرجة، وسيرغب بايدن بترك سجل نظيف لخليفته فيما يتعلق بالحرب في الشرق الأوسط، وقد صرح هاريس وترامب بالفعل أنهما سيضغطان من أجل إنهاء حرب غزة، وعودة المختطفين".


وأكد أن "مسألة الدعم والصداقة تجاه دولة الاحتلال لا تعتمد فقط على الرئيس المنتخب، بل على "خلية النحل" التي سيبنيها لنفسه، ويتوقع أن يعين ترامب شخصيات مؤيدة لها مثل مايك بومبيو الذي قد يتولى وزارة الخارجية أو الحرب، فيما يتوقع ترشيح ديفيد فريدمان، السفير السابق لدى الاحتلال لمنصب رفيع في الإدارة، وربما حتى وزيرًا للخارجية، ومن بين المرشحين الآخرين المحتملين لذات المنصب السيناتور ماركو روبيو ونيكي هيلي، فيما قد يعود جاريد كوشنر وجيسون جرينبلات لمنصب رسمي، وكلاهما مؤيدين واضحين للاحتلال، ومن المرجح أن يستمرا في الهمس في أذن ترامب".

أما عند الحديث عن خلية هاريس، "فالمتوقع أن تكون أقل ودية تجاه الاحتلال، لكنها ليست معادية بالضرورة، رغم أن ما يثير قلقه هو خلق هيمنة في إدارة الجناح التقدمي للحزب الديمقراطي، ومع ذلك فإن القاسم المشترك بين المرشحين أن خليتهما الخاصة المغلقة سيتم تجميعهما من أشخاص غير مهتمين بالصراعات العسكرية، ففي حالة ترامب، فإن عودته للرئاسة قد تساعد أنصار الخط الانفصالي في الحزب الجمهوري، من يعارضون التورط الأمريكي في الصراعات الدولية، وفي هذا السياق، سيكون مثيرا الاهتمام أن نرى كيف ستتصرف إدارته في سياق الحرب في أوكرانيا، والدعم الأميركي لتايوان".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية ترامب هاريس نتنياهو الاحتلال نتنياهو الاحتلال الإنتخابات الأمريكية ترامب هاريس صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دولة الاحتلال من أجل

إقرأ أيضاً:

DeepSeek مقابل ChatGPT: أيهما الخيار الأمثل للبنانيين؟

تحوّل الذكاء الاصطناعي في الفترة الأخيرة إلى واحدة من أكبر الثورات التكنولوجية على مستوى العالم. وبعد ظهور "شات جي بي تي"، برزت في الأيام الأخيرة شركة "DeepSeek"، وهي شركة ناشئة صينية في مجال الذكاء الاصطناعي، لا يتجاوز عمرها العام بقليل، ما أثار الكثير من القلق بسبب المنافسة الكبيرة بين الشركتين.

ما هي "DeepSeek"؟

"DeepSeek" هي شركة ناشئة صينية أسسها ليانغ وينفنغ في عام 2023، وهو رئيس صندوق التحوط الكمي "High-Flyer" المعتمد على الذكاء الاصطناعي. تعمل الشركة على تطوير نماذج للذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر، ويتميز هذا النموذج عن غيره من برامج الدردشة الآلية مثل "تشات جي بي تي" من "OpenAI"، من خلال التعبير عن منطق توليد الإجابات قبل تقديم استجابة لمطالب المستخدم.

ماذا يقول الخبراء في هذا المجال عن التطبيقين؟

حملنا هذا السؤال إلى الخبير في مجال المعلوماتية نجيب عبد النور، الذي أشار إلى أنه رغم أن الشركتين تقدمان المحتوى نفسه للمستخدم العادي، إلا أن الاختلاف يكمن في الشركات المشغلة. إذ أن تكلفة برمجة "DeepSeek" أرخص بكثير من تكلفة "ChatGPT"، حيث كلف آخر نموذج من "DeepSeek" حوالي 5.6 مليون دولار، في حين تجاوزت تكلفة "ChatGPT" الـ100 مليون دولار.

وفي حديثه عبر "لبنان 24"، أشار عبد النور إلى أن التطبيق الصيني الجديد يمكن استخدامه مجانًا وبدون قيود، حيث لا يتطلب اشتراكًا شهريًا كما هو الحال في "ChatGPT" الذي يفرض اشتراكًا شهريًا بقيمة 20 دولارًا. وبالتالي، يمكن أن يشكل "DeepSeek" بديلاً لـ"ChatGPT" في مجال الذكاء الاصطناعي، ويكون مساعدًا للشركات التي تسعى للاعتماد على هذه النماذج في عملها.

ورغم اعتباره أن كلا التطبيقين يقدمان الخدمة نفسها للمستهلك، أكد عبد النور أن قوة وفعالية كل منهما تعتمد على كل شخص وحاجته إلى هذه البرامج، مشيرًا إلى أنه لا يوجد معيار واضح لتحديد التفوق بينهما. يمكن استخدام كلا التطبيقين في كتابة النصوص، تركيب الصور، التعليم، تحليل البيانات، والعقود، كما يظهران كيفية تفكيرهما وتحليلهما للأمور قبل تقديم الإجابة النهائية.

وفي ما يخص السؤال حول ما إذا كانت هذه بداية لحرب تكنولوجية جديدة بين الصين والولايات المتحدة الأميركية، لفت عبد النور إلى أن التنافس مشروع في مختلف المجالات، والمستهلك هو المستفيد الأكبر في النهاية. خاصة أن لا أحد يمكنه اليوم السيطرة بالكامل على عالم التكنولوجيا والتقدم الرقمي.

تأثير المنافسة على اللبنانيين

مع تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي في لبنان، قد يكون للمنافسة بين “ديب سيك” و”تشات جي بي تي” تأثير كبير على كيفية اعتماد اللبنانيين لهذه التقنيات. وبالنظر إلى التكلفة المنخفضة لـ “ديب سيك”، قد يجد المستخدمون اللبنانيون أنه خيار جذاب خاصةً في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.
ومن المتوقع أن تستمر المنافسة بين هذين النموذجين في التزايد، مما سيدفع كلاهما لتحسين خدماته وتقديم ميزات جديدة لجذب المزيد من المستخدمين. وبالنسبة للبنانيين، فسيكون عليهم تقييم احتياجاتهم الخاصة واختيار النموذج الذي يلبي تلك الاحتياجات بشكل أفضل.

حرب تكنولوجية جديدة بدأت تلوح في الأفق على الصعيد العالمي، عنوانها السيطرة على التكنولوجيا الرقمية. فإلى أين يمكن أن نصل في هذا العالم الافتراضي؟ سؤال مفتوح على مدار السنوات والعقود المقبلة.


المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • بالأدلة.. مرصد الأزهر يفند تصريحات عضو الكونجرس هاريس الرافضة لقيام دولة فلسطينية
  • ترامب يصرّ على فتح بوابات جهنم
  • الحسيني: الابتكار المالي والمراقبة يحافظان على استدامة البيئة الاستثمارية
  • الإمارات تؤكد موقفها الراسخ تجاه صون حقوق الشعب الفلسطيني لمسار السلام الشامل
  • الإمارات تؤكد موقفها الراسخ تجاه صون حقوق الشعب الفلسطيني
  • ثاني الزيودي: الأرجنتين شريك اقتصادي مهم لدولة الإمارات
  • معاناة الفلسطينيين تحوّل باحثا يهوديا إلى معاد لـدولة الاحتلال
  • هذا ما نعرفه عن هدم المنازل كأداة إسرائيلية لمعاقبة الفلسطينيين
  • DeepSeek مقابل ChatGPT: أيهما الخيار الأمثل للبنانيين؟
  • جيش الاحتلال يجبر 20 عائلة إسرائيلية على النزوح القسري بالضفة