الانتخابات الأمريكية 2024.. أمة منقسمة رغم إنفاق المليارات ومئات الأحداث
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قالت صحيفة /وول ستريت جورنال/ الأمريكية إنه بعد إنفاق مليارات الدولارات وإقامة مئات الأحداث المرتبطة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، تذهب أمة منقسمة اليوم للتصويت على اختيار الرئيس المقبل للولايات المتحدة.
وأوضحت الصحيفة - في تقرير نشرته اليوم - أن الولايات المتحدة المنقسمة والقلقة بشدة تتجه إلى صناديق الاقتراع اليوم الثلاثاء للتصويت في انتخابات رئاسية متأثرة بالتضخم وتخيم عليها اضطرابات تاريخية، بما في ذلك تغير المرشحين في أواخر الصيف ومحاولتي اغتيال.
وأشارت إلى أنه بعد مليارات الدولارات من الإعلانات وكمية ضخمة من وقود الطائرات لنقل المرشحين عبر الدولة لمئات الأحداث الانتخابية، أظهرت استطلاعات الرأي النهائية أن الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب محاصران في سباق متقارب عبر سبع ولايات متأرجحة.
ويتنافس الحزبان أيضا على السيطرة على الكونجرس، مع توقع الخبراء أن الجمهوريين لديهم فرص جيدة في الحصول على الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي.. وفي مجلس النواب، قد تكون السيطرة الضئيلة الحالية للحزب الجمهوري معرضة للخطر.
وبحسب الصحيفة، أشار ترامب - الذي لم يقبل خسارته في عام 2020 وتاجر في مزاعم لا أساس لها من الصحة حول انتخابات مزورة - إلى أنه سيهزم هاريس بسهولة بينما يزرع الشكوك حول نزاهة التصويت هذا العام.. وقال فريق هاريس إنهم يتوقعون أن يعلن ترامب النصر قبل الأوان، كما فعل في عام 2020.
ويقول مراقبون سياسيون إن الفائز قد لا يكون واضحا في يوم الانتخابات، إذا كان السباق متقاربا كما تتوقع استطلاعات الرأي.. وقد يؤدي ذلك إلى إطالة عملية الفرز ومعارك قانونية محتملة، مع قيام كلا الحزبين بتجميع فرق قانونية للتعامل مع القضايا المتعلقة بالتصويت.
وقالت الوول ستريت جورنال إن فريق هاريس أظهر تفاؤلا حذرا في الساعات الأخيرة من السباق، وأوضحت رئيسة الحملة جين أومالي ديلون للصحفيين أن الحملة تشجعت بجهود تنظيم الناخبين في الولايات المتأرجحة و"الحماس الشعبي الذي نراه في كل مكان".
بينما أظهرت حملة ترامب الثقة، مشيرة إلى استطلاعات الرأي التي تقول إن مرشحهم في وضع أفضل قبل يوم الانتخابات مقارنة بما كان عليه قبل ترشحه في عام 2016 أو 2020.. وانضم الحزب الجمهوري إلى الديمقراطيين في تبني التصويت المبكر، مما يسمح للحزب بالتركيز بشكل أفضل على حث الناخبين المتبقين على الذهاب إلى صناديق الاقتراع اليوم.
وإذا تم انتخابها، ستكون هاريس أول رئيسة للولايات المتحدة، وكذلك أول امرأة سوداء وأول شخص من أصل هندي، وإذا فاز ترامب، فسيكون أول رئيس منذ جروفر كليفلاند في عام 1892 يتم انتخابه لفترات غير متتالية.
وحتى يوم أمس الاثنين، أدلى أكثر من 78 مليون شخص بأصواتهم المبكرة شخصيا أو عبر البريد.. ويشمل ذلك 17.9 مليون صوت في ساحات المعركة السبع، وفقا لبيانات من مختبر الانتخابات بجامعة فلوريدا.
وبحسب الصحيفة، توجه الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع في مزاج سيئ، على الرغم من انخفاض معدل البطالة، ففي الاستطلاع الأخير الذي أجرته وول ستريت جورنال قبل الانتخابات، قال ما يقرب من ثلثي الناخبين إن الأمة تسير في الاتجاه الخاطئ.. وفي حين كان معدل التضخم في انخفاض، فإن آلامه تسببت في صداع طويل الأمد عزز من مكانة ترامب وأضر بهاريس.
وسعت هاريس إلى تبني نبرة تفاؤلية في الأيام الأخيرة، وتجنبت ذكر ترامب، وتحدثت عن رسم "طريق جديد للمضي قدما".
وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ ترشحت هاريس في يوليو الماضي، بعد خروج الرئيس جو بايدن من السباق، قدمت نفسها كعامل لتغيير الأجيال، وقارنت نفسها في سن الستين بعمر ترامب، في سن 78.. وركزت بشكل كبير على المقترحات الاقتصادية الرامية إلى خفض الأسعار، فضلا عن الدعوة الشرسة لحقوق الإجهاض.. كما زعمت أن ترامب يشكل تهديدا للديمقراطية الأمريكية.. وواجهت حملتها رياحا معاكسة مع جمهور محبط بشدة من التضخم واتجاه البلاد.
أما خلال حملته للعودة إلى البيت الأبيض، ركز ترامب على الهجرة غير الشرعية واقترح سياسة اقتصادية تركز على تعزيز التعريفات الجمركية كأداة ضغط على الدول الأخرى في التجارة والسياسة الخارجية. وقد اتصفت حملته بلهجة فظة ومهينة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الانتخابات الامريكية فی عام
إقرأ أيضاً:
الانتخابات الأمريكية 2024.. ماذا يعني فوز هاريس بالنسبة للاقتصاد الأوروبي؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مع استعداد الولايات المتحدة لانتخاب رئيس جديد، ناقش العديد من المحللين ما قد يعنيه فوز دونالد ترامب بالنسبة للاقتصاد العالمي. لكن ماذا يمكن لأوروبا أن تتوقع من فوز كامالا هاريس؟
ووفقًا لشبكة يورونيوز، قالت المرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس الحالية، كامالا هاريس، في تصريح لها الشهر الماضي لشبكة فوكس نيوز: "رئاستي لن تكون استمرارًا لرئاسة جو بايدن". في السياسات الداخلية، قد يكون هذا صحيحًا. فقد أشار الخبراء إلى مجالات معينة، مثل التجارة، حيث قد تتحرك هاريس بعيدًا عن سياسات سلفها.
ولكن على الصعيد العالمي، من غير المتوقع أن يؤدي فوز هاريس في الانتخابات المقبلة إلى تغييرات كبيرة على مستوى الاقتصاد الدولي، على عكس فوز منافسها الجمهوري، دونالد ترامب، الذي قد يتسبب في اضطرابات اقتصادية.
وفي هذا السياق، قال أورليان سوسي، الأستاذ الباحث في معهد غرانثام في كلية لندن للاقتصاد: "أهم ما يمكن الإشارة إليه في حالة فوز هاريس هو غياب التأثيرات السلبية المتوقعة لأوروبا، والتي قد تحدث في حال نفذ ترامب خططه بخصوص فرض التعريفات الجمركية".
التعريفات الجمركية
عندما نفكر في ما قد يعنيه فوز هاريس بالنسبة لأوروبا، من الضروري فهم البديل المحتمل المتمثل في سياسات ترامب. فقد اقترح ترامب فرض رسوم جمركية تتراوح بين 10% و20% على جميع السلع المستوردة، بالإضافة إلى فرض تعريفات تصل إلى 60% على البضائع الصينية و100% على السيارات المستوردة، بغض النظر عن بلد المنشأ.
وقال سوسي إن تصعيد ترامب المحتمل للتعريفات الجمركية، والذي يهدف إلى تصحيح اختلالات التجارة وحماية الصناعات الأمريكية، قد يؤثر بشكل كبير على العلاقات التجارية الدولية وسلاسل التوريد، وهو ما ستكون له عواقب كبيرة على الاتحاد الأوروبي، لا سيما على صناعة السيارات الألمانية.
في المقابل، من غير المتوقع أن تفرض هاريس تعريفات جمركية شاملة على الحلفاء الاستراتيجيين مثل أوروبا، وفقًا لما ذكره أندرو كيننغهام، كبير الاقتصاديين في "كابيتال إيكونوميكس".
الحروب التجارية
على الرغم من أن هاريس قد لا تفرض تعريفات جمركية على الحلفاء الأوروبيين، إلا أنها قد تستمر في تبني سياسات تجارية متشددة تجاه الصين، على غرار الرئيس الحالي جو بايدن الذي فرض سلسلة من التعريفات الجمركية على الواردات الصينية هذا العام.
مع ذلك، نظراً لاعتماد أوروبا على الصين بشكل أكبر من الولايات المتحدة، من المرجح أن تظل السياسات التجارية نقطة توتر بين الجانبين، حيث سيتعرض الاتحاد الأوروبي لضغوط لتقييد تجارته مع بكين.
السياسة الخضراء
أحد المحاور التي قد تثير خلافًا بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في حال فوز هاريس هو السياسات البيئية. فوفقًا لإميلي مانسفيلد، مديرة منطقة أوروبا في "وحدة الاستخبارات الاقتصادية"، فإن احتفاظ هاريس بسياسات "قانون خفض التضخم" (IRA) قد يجذب استثمارات خضراء بعيدًا عن الاتحاد الأوروبي.
من جهة أخرى، تستعد أوروبا لفرض آليات مثل "آلية تعديل حدود الكربون" (CBAM) والتي قد ترفع تكاليف الشركات الأمريكية التي تصدر إلى الاتحاد الأوروبي. كذلك، فإن تشريعات الاتحاد الخاصة بمكافحة إزالة الغابات (EUDR) ستمنع استيراد المنتجات المرتبطة بعمليات إزالة الغابات.
السياسة المالية
أما بالنسبة لترامب، فيتوقع بعض المحللين أن يؤدي فوزه إلى ارتفاع معدلات التضخم نتيجة لخطط فرض التعريفات الجمركية على السلع الأجنبية، وهو ما سيؤدي إلى زيادة أسعار الواردات، وبالتالي ارتفاع تكاليف المعيشة.
وفي حال فوز هاريس، يقول أندرو كيننغهام إن من غير المرجح أن تتخذ سياسات مالية توسعية بشكل كبير، وبالتالي، لن تكون هناك توقعات برفع معدلات الفائدة الأمريكية أو ارتفاع قيمة الدولار.
الكونجرس المقسّم
بغض النظر عن الفائز في الانتخابات الرئاسية، فإن تشكيلة الكونجرس ستلعب دورًا كبيرًا في تحديد مدى قدرة أي رئيس على تنفيذ أجندته الاقتصادية. ففي حال تمكن الديمقراطيون من السيطرة على مجلسي النواب والشيوخ، سيكون من الأسهل تمرير التشريعات.
في النهاية، يمكن القول إن فوز هاريس سيكون أكثر استقرارًا لأوروبا من الناحية الاقتصادية مقارنة بفوز ترامب، الذي قد يجلب معه العديد من التحديات الاقتصادية على الساحة الدولية.