كأنها حوض سباحة طبيعي.. ما سر هذه الجزيرة الصغيرة؟
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في مشهد جوي يخطف الأنفاس، تبرز جزيرة صغيرة وسط المحيط الأطلسي، تشبه في تكوينها الصخري حوض سباحة طبيعي.
تقع هذه الجزيرة الساحرة، والمعروفة باسم "فيلا فرانكا دو كامبو"، قبالة ساحل جزيرة ساو ميغيل، وهي الأكبر بين جزر الأزور التابعة للبرتغال.
وقد تشكلت هذه الجزيرة نتيجة فوهة بركان قديم غارق، وتُعد واحدة من أبرز المعالم السياحية في جزيرة ساو ميغيل، بحسب ما ذكره الموقع الرسمي للسياحة في البرتغال "Visitportugal".
تضفي النباتات المستوطنة المحيطة بجدران الفوهة لمسة جمالية على الجزيرة، وبداخلها بحيرة طبيعية شبه دائرية ترتبط بالمحيط عبر قناة ضيقة.
تُعد البحيرة بمياهها الصافية، بقعة مثالية لعشاق السباحة والغوص.
وقد صادف مدون السفر الروسي الذي يتخذ من جزيرة ماديرا مقرًا له، سيرجي هجنياك، هذه الجزيرة لأول مرة أثناء إحدى رحلاته الاستكشافية إلى جزر الأزور (شاهد مقطع الفيديو أعلاه)
وقال هجنياك لموقع CNN بالعربية: "كوني شخص يسعى للبحث عن المناظر الطبيعية الفريدة، جذبتني هذه الجزيرة فور رؤيتها. وكوني أعيش في ماديرا، دائمًا ما تبهرني التكوينات البركانية، وهذه الجزيرة لم تكن استثناءً".
وبالنسبة إلى هجنياك، فإن الجانب الأكثر تفردًا في هذه الجزيرة يتمثل في مزيجها المثالي من الجمال البركاني الوعر مع هدوء المحيط الذي يحيط بها.
ويصف هجنياك المشهد قائلا: "يتناقض التكوين الدائري الطبيعي والبحيرة الداخلية الهادئة بشكل جذاب مع المنحدرات الدرامية. يبدو المشهد وكأنه ملاذ مخفي نحتته الطبيعة".
ولم تخل عملية التوثيق الجوي لهذه الجنة الطبيعية من التحديات، وكانت الرياح أبرزها.
وأوضح قائلا: "نظرًا لأن جزر الأزور تقع في وسط المحيط الأطلسي، فإن الظروف الجوية يمكن أن تتغير بسرعة. وتصوير لقطات ثابتة يتطلب تحكّما دقيقا في الطائرة من دون طيار، وخاصة بالقرب من المنحدرات".
وتمثل التحدي الآخر في العثور على اللحظة المناسبة التي يكشف فيها الضوء الجمال الطبيعي للجزيرة الصغيرة من دون إلقاء ظلال قوية.
ومن وجهة نظر هجنياك، فإن التصوير بالدرون يمنح الناس فرصة رؤية العالم من منظور لم يسبق لهم تجربته من قبل.
وقال هجنياك: "من خلال تصوير المواقع النائية وغير المأهولة مثل هذه الجزيرة الصغيرة، يمكن للمشاهدين تقدير عظمة وتفاصيل الطبيعة".
View this post on InstagramA post shared by Sergio ✵ Private Guide Madeira ✵ EN/RU (@s.x.traveler)
ويأمل هجنياك من خلال لقطاته أن يلهم الآخرين للحفاظ على هذه الجواهر الطبيعية النادرة وحمايتها للأجيال القادمة.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: هذه الجزیرة
إقرأ أيضاً:
الكويت: اكتشاف بئر أثري يعود إلى 1400 عام في جزيرة فيلكا
أعلن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، يوم الاثنين، عن اكتشاف أثري جديد في جزيرة فيلكا. حيث تم العثور على بئر يعود تاريخها إلى فترة ما قبل الإسلام وبداية العهد الإسلامي. وتكمن خصوصية هذا الاكتشاف أن البئر لا تزال تنضح بالمياه.
وجاء هذا الاكتشاف ضمن أعمال التنقيب التي تقوم بها البعثة الأثرية الكويتية السلوفاكية في منطقة القصور، إحدى أكبر المواقع الأثرية في الجزيرة.
وأوضح محمد بن رضا، الأمين العام المساعد لقطاع الآثار والمتاحف بالتكليف في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، أن البئر المكتشفة حديثا في جزيرة فيلكا تتميز بحجمها الكبير وقدرتها على النضح بالمياه، مشيرا إلى أنها تقع ضمن فناء منزل ضخم يعود إلى القرنين السابع والثامن الميلاديين.
وأضاف أن هذا الاكتشاف يسلط الضوء على الأهمية التاريخية والثقافية لجزيرة فيلكا، ويعزز فهمنا للحياة اليومية والبنية الاجتماعية في تلك الفترة الزمنية.
كما أشار بن رضا إلى أن الفريق الأثري عثر أيضا على أساسات صخرية لمبنى مجاور، بالإضافة إلى دلائل على وجود سور ضخم يحيط بالفناء والمنزل والبئر. كما تم العثور على بقايا فخاريات تعود إلى ما قبل 1400 و1300 سنة، مما يضيف طبقة أخرى من المعلومات حول تاريخ الجزيرة.
وفي حديث لـ "يورونيوز"، قال الدكتور حسن أشكناني، أستاذ الآثار والأنثروبولوجيا في جامعة الكويت، إن جزيرة فيلكا، التي تبعد حوالي 20 كيلومترا عن برّ الكويت، تعتبر الجزيرة الوحيدة المأهولة بالسكان في دولة الكويت من بين جزرها العديدة.
وأكد أن أهمية الجزيرة تكمن في كونها أول موقع يتم التنقيب فيه أثريا بشكل رسمي منذ فبراير 1958، عندما وصلت أول بعثة أثرية دنماركية من منطقة أرهوس بقيادة عالم الآثار بيتر فيلهلم غلوب.
ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم، وبحسب أشكناني، تم اكتشاف أكثر من 90 موقعا أثريا موزعة على 10 مناطق أثرية رئيسية في الجزيرة.
وأوضح أن هذه الاكتشافات تعكس تاريخا غنيا ومتنوعا، مما يجعل جزيرة فيلكا واحدة من أهم المواقع الأثرية في الكويت ومنطقة الخليج بشكل عام.
اكتشاف يعود تاريخه إلى القرنين السابع والثامن الميلاديوأضاف أشكناني أن الفخار الذي تم العثور عليه يعتبر من أهم الدلائل التي تشير إلى أن الموقع الأثري يعود إلى القرنين السابع والثامن الميلاديين، حيث تساعد المواد والأشكال المستخدمة في الفخار على تأريخ الموقع بدقة.
كما لفت إلى أن الكشف شمل أيضا أكثر من 5 كيلوغرامات من الأحجار الكريمة، مثل الياقوت والجمشت الأرجواني، مما يدل على طبيعة النشاط التجاري والاقتصادي في الجزيرة في تلك الحقبة.
Relatedعمرها 166 مليون سنة.. اكتشاف آثار أقدام ديناصورات في أوكسفوردشاير البريطانيةدراسة تكشف سرًا عمره 5700 عام.. ما السبب وراء تقويم قرون الأغنام في مصر القديمة؟في الهند.. جائزة بقيمة مليون دولار لمن يستطيع فك رموز عمرها آلاف السنينكان لأحد الأثرياء في تلك الحقبةوأوضح أشكناني، أن سبب الاعتقاد بأن المنزل المكتشف قد يعود لأحد الأثرياء في تلك الحقبة يرجع إلى كبر حجمه مقارنة بالمنازل الأخرى التي تم اكتشافها سابقا في الموقع، والتي كانت أصغر حجما.
وأشار إلى أن هذا الحجم الكبير للمنزل، الذي تبلغ مساحته حوالي 38 مترا في 34 مترا، يدعم فكرة أنه لم يكن منزلا عاديا، بل ربما كان مركزا أو مكان إقامة مهما. كما أن وجود بئر داخل الموقع وجدران تحيط بالمنزل والمبنى يعزز فرضية أن الموقع كان مخصصا لشخصية غنية أو ذات نفوذ.
ولفت إلى أن هذه الدلائل مجتمعة تظهر أن الموقع كان ذا أهمية كبيرة خلال تلك الفترة، وربما كان مركزا سكنيا أو إداريا لشخصية مهمة في ذلك الوقت.
هذا وشدد أشكناني على أنالاكتشاف الأثري الجديد في جزيرة فيلكا قد يسهم بشكل كبير في تعزيز السياحة الثقافية في الكويت من خلال عدة جوانب.
وأوضح أن الاكتشافات الأثرية في الجزيرة تظهر تاريخا غنيا ومتنوعا يعود إلى آلاف السنين، مما يعزز الهوية الثقافية للكويت ويربطها بحضارات قديمة مثل حضارة دلمون وسومر.
وأشار إلى أن هذا الارتباط التاريخي يجذب السياح المهتمين بالتاريخ والثقافة، مما يجعل جزيرة فيلكا وجهة سياحية رئيسية ليس فقط لعلماء الآثار والمتخصصين، ولكن أيضا للسياح العاديين الذين يبحثون عن تجارب ثقافية وتاريخية فريدة.
وأضاف أشكناني أن هذه الاكتشافات تساعد على زيادة الوعي الثقافي لدى السكان المحليين والسياح، حيث تظهر أهمية الحفاظ على التراث الثقافي وتقديره، وهو ما يمكن أن يترجم إلى مزيد من الاهتمام بزيارة المواقع الأثرية والمتاحف.
كما لفت إلى أن زيادة عدد المواقع الأثرية المكتشفة تفتح الباب أمام تطوير برامج سياحية متخصصة، مثل الجولات الإرشادية وورش العمل التعليمية، مما يجعل السياحة الثقافية أكثر جاذبية وتنوعا.
هذا وأكد أستاذ الآثار والأنثروبولوجيا في جامعة الكويت أن السياحة الثقافية قادرة على تحفيز الاقتصاد المحلي عبر استقطاب الزوار إلى البلاد.
كما شدد لـ "يورونيوز" على أن الاكتشافات الأثرية المهمة يمكن أن تعزز مكانة الكويت على الخريطة العالمية كوجهة ثقافية وتاريخية، مما يساهم في تحسين صورتها الدولية واستقطاب المزيد من السياح من مختلف أنحاء العالم.
وباختصار، فإن هذا الاكتشاف الأثري هو بمثابة قيمة مضافة ليس فقط لعلم الآثار، ولكن أيضا لتعزيز السياحة الثقافية في الكويت، حيث يجعل جزيرة فيلكا مركزا جاذبا للزوار المهتمين بالتاريخ والتراث.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية كمبوديا: العثور على جذع تمثال بوذا في أنغكور بعد قرن من اكتشاف رأسه اكتشاف مذهل: العثور على مقبرة الفرعون تحتمس الثاني بعد قرن من الغموض والبحث! اكتشاف أقدم جزء من سور الصين العظيم يعود إلى 3,000 عام منوعاتعلم الآثارالكويت