في الرابع من نوفمبر 1922، توصل الباحث البريطاني هوارد كارتر، المهتم بالمصريات، إلى مقبرة توت عنخ آمون على الضفة الغربية للنيل في وادي الملوك، حيث عثر على درجات سلم تؤدي إلى المقبرة، ووضع فورًا خطة للكشف عن هذا الاكتشاف الأثري المذهل، ودخل «كارتر» وفريقه إلى المقبرة، فوجدوا كميات هائلة من الكنوز الذهبية التي لم تمس، والتي لم يسبق لها مثيل لملك في العالم.

مرّ على هذا الكشف المذهل، الذي عُثر فيه على قناع توت عنخ آمون الشهير بقناع الموت، أكثر من 100 عام تقريبًا، ويُعتبر القناع أحد أكثر الآثار المصرية شهرة في العالم، ولكن أبحاثًا جديدة أُجريت في الساعات الماضية من قبل العلماء، ونشرتها صحيفة «ديلي ميل»، كشفت عن مفاجآت جديدة.

مفاجآت جديدة حول قناع توت عنخ آمون

قال فريق من جامعة يورك في المملكة المتحدة إن الثقوب الموجودة في قناع توت عنخ آمون من ناحية الأذنين تشير إلى أن القناع كان مخصصًا في الأصل لامرأة ذات مكانة عالية أو طفل، وربما كان مخصصًا لزوجة أب الملك توت عنخ آمون التي لم يتم العثور على جثتها أبدًا.

ويفترضون أن وفاة توت عنخ آمون المفاجئة في سن الثامنة عشرة ربما أدت إلى تشكل القناع فوق وجه المالك الحقيقي للقناع، وقالت البروفيسورة جوان فليتشر: «هذا القناع لم يُصنع لفرعون ذكر بالغ، عندما أجريت دراسة حول قناع الذهب، وجدنا أن الوجه مصنوع من ذهب مختلف تمامًا عن بقية الأقنعة». 

ما سر الأذنين المثقوبتين في قناع توت عنخ آمون؟

يزعم الباحثون أنهم توصلوا إلى هذه النظرية الجديدة بعد إعادة فحص السجلات التاريخية للحفريات التي جرت عام 1922، والتي أشارت إلى تعديلات جسدية على القناع لا تتوافق مع التقاليد المصرية القديمة، وقد لفتت وثيقة واحدة على وجه الخصوص انتباه البروفيسورة فليتشر، وكان نصها: «ركزت على سمة واحدة تم تجاهلها لفترة طويلة، وهي الأذنان المثقوبتان بشكل واضح على قناع الموت».

ورغم أن الفراعنة كانوا يرتدون الأقراط، إلا أن التعديلات لم تُجر على قناع الموت، حيث كان يتم ثقب الأذنين فقط في الأقنعة التي كانت تُصنع للملكات والأطفال، كشفت البروفيسورة فليتشر عن هذه الحقائق في فيلم وثائقي صدر مؤخرًا، حيث أكدت أنها متأكدة من أن قناع الموت لم يكن مصممًا خصيصًا للملك توت.

أصل الفكرة ولمن يعود القناع؟

طُرحت هذه الفكرة لأول مرة عام 2015 من قبل عالم المصريات نيكولاس ريفز، الذي ادعى أن غطاء الوجه الذهبي صُنع في الأصل للملكة نفرتيتي، زوجة أب الملك الشاب، والتي تزوجت من أخناتون والد توت عنخ آمون، ولكن قبرها لم يُكتشف بعد.

وتولى الملك توت عنخ آمون عرش مصر عندما كان عمره 9 سنوات فقط، وحكم من عام 1332 قبل الميلاد إلى عام 1323 قبل الميلاد، وفي عام 1922، اكتشف عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر القناع في مقبرة توت الفخمة في وادي الملوك على الضفة الغربية لنهر النيل.

صُنع قناع الموت لكل من الفراعنة والأشخاص العاديين لتكريم المتوفى وإنشاء اتصال مع العالم الروحي، وكان يُصمم على شكل وجه الشخص لمساعدة روح المتوفى على العودة إلى جسده حتى يتمكن الإله المصري أنوبيس من محاكمته.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: توت عنخ آمون اسرار جديدة قناع توت عنخ آمون

إقرأ أيضاً:

كتابتها استغرقت 20 عاما.. زاهي حواس يكشف أسرار أهرامات مصر في ندوة بمعرض الكتاب

«سلسلة الأهرامات.. أسأل عالم الآثار» كانت واحدة من أبرز الندوات التاريخية في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، التي أدارها الدكتور محمد إسماعيل، أمين عام المجلس الأعلى للآثار، وناقشها المهندس هاني هلال، وخلال الندوة، كشف الدكتور زاهي حواس العديد من الأسرار المثيرة حول الأهرامات في مصر.

أهم 100 سؤال عن الأهرامات في مصر

استعرض الدكتور زاهي حواس موسوعة تاريخية تحمل عنوان «أسأل زاهي حواس عالم الآثار»، تضمنت إجابات على 100 سؤال حول الأهرامات في مصر، واستغرقت كتابة هذه الموسوعة نحو 20 عامًا، واعتمدت على أدلة علمية لإلقاء الضوء على الغموض المحيط بالأهرامات وأساليب بنائها.

كشف حواس عن نظريات حاسمة حول طريقة بناء الأهرامات، مشيرًا إلى أن طريقة بناء هرم خوفو تختلف عن باقي الأهرامات، كما تناول في الموسوعة قصص الأشخاص الذين دفنوا بجانب الملوك، حيث كانوا يقتلون أنفسهم في البداية، ثم أصبحوا يشيدون مقابر بجوار مقابر الملوك، وهو تقليد ارتبط فقط بالأسرة الأولى.

عرض قصة إيم حتب

تناولت الندوة أيضًا قصة إيم حتب وسبب دفن الملكات داخل هرم زوسر، الذي يُعد استثناءً في الدولة القديمة، مقارنة بباقي الأهرامات التي دُفنت الملكات بجوارها، كما كشف حواس عن دفن الملك خوفو ووالده داخل هرم خوفو، مؤكدًا أنه تعرض لشائعات حول إخفاء أدلة تثبت أن الأهرامات بُنيت على يد غير المصريين، حيث قال: «الناس كانت بتتهمني أني بخبي أدلة، لدرجة أن صحفي من كاليفورنيا ادعى أن عندي نفق في الحمام يوصلني لهرم خوفو لإخفاء الأدلة هناك».

أكد زاهي حواس، بناءً على أدلة علمية، أن العمال الذين شاركوا في بناء الأهرامات كانوا يتغذون جيدًا، حيث ذُبح يوميًا 24 ماشية من الخراف والعجول لإطعام نحو 10 آلاف عامل. أشار أيضًا إلى أن الأرز والشعير لم يكونا الغذاء الأساسي للعمال، كما أشيع، بل كانت المحافظات تمد الملك بالعمال والطعام لتسهيل عملية البناء، التي استمرت بهذا الشكل حتى إتمام العمل.

مقالات مشابهة

  • فضل شهر شعبان.. أسرار حرص النبي على الإكثار من صيام أيامه
  • كتابتها استغرقت 20 عاما.. زاهي حواس يكشف أسرار أهرامات مصر في ندوة بمعرض الكتاب
  • الشاب خضر خسر حياته في حادث سير مروّع
  • مؤسس «تلغرام» يكشف أسرار تفوق الصين بمجال «الذكاء الاصطناعي»
  • أسرار تكشف لأول مرة عن أم كلثوم في ذكرى وفاتها الـ 50
  • شاورما تتسبب في إنقاذ شاب من الانتحار.. صور
  • رئيس رابطة الليجا يكشف عن أسرار نجاح الدوري الإسباني
  • أسرار تربية الحمام للوصول إلى أعلى إنتاجية
  • أسرار الفضاء تفتح الأبواب لعلاجات السرطان المستقبلية
  • من أسرار الحرب الباردة.. قمر تجسس ظل مخفياً لمدة 30 عاماً