جامعة قناة السويس تنظم برنامجًا تدريبيًا لتعزيز السلوك الإيجابي لدى الطلاب
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الدكتور ناصر مندور، رئيس جامعة قناة السويس، أن ترسيخ القيم الأخلاقية في نفوس الطلاب يمثل أساسًا قويًا لبناء مجتمع مزدهر، مشددًا على أهمية القيم كركيزة أساسية تعزز الانتماء، والصدق، والأمانة، والتعاون، وتسهم في مواجهة السلوكيات السلبية وتنمية الحس الوطني لدى الأجيال الناشئة.
وأوضحت الدكتورة دينا أبو المعاطي، نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، أن الجامعة تهدف من خلال برنامج "القيم الأخلاقية ودورها في تنمية المجتمع" إلى نشر الوعي حول أهمية القيم الأخلاقية بين الطلاب، وغرس سلوكيات إيجابية تشجع على العمل الجماعي والمسؤولية المجتمعية، بما يسهم في بناء مجتمع متماسك ومستقر.
وألقت الدكتورة نشوة سعد محمد بسطويسي، أستاذ أصول التربية بجامعة قناة السويس، محاضرة تناولت مفهوم القيم وأهميتها في حياة الأفراد والمجتمع، وكيفية غرس القيم في نفوس الطلاب انطلاقًا من الأسرة، والتي تُعد المصدر الأول للقيم، ثم المجتمع والدين كدعائم أساسية في تنمية السلوك الإيجابي، وذلك تحت إشراف الدكتور مدحت صالح، عميد كلية التربية.
واستعرضت "نشوة بسطويسي" خلال المحاضرة خصائص القيم، مثل القيم المكتسبة والمتجددة، وكيفية تعديل السلوكيات السلبية وتحويلها إلى سلوكيات بناءة.
وشارك في البرنامج التدريبي، الذي استهدف 32 طالبًا وطالبة، مجموعة من الكوادر التربوية، من بينهم مديرة المدرسة، ومحمد إسماعيل، مدير إدارة الموهوبين، وهيام علي، مسؤولة الموهوبين، بالإضافة إلى معلمات المدارس، وميادة سيد من مدرسة اللغة العربية، وإمثال السيد من مدرسة 24 أكتوبر الرسمية، ومنال محمود من مدرسة صفية زغلول، ونادية موسى مهدي، من إدارة تدريب أفراد المجتمع.
ركز البرنامج على أهمية القيم الأساسية كحب الوطن وبر الوالدين، وأثرها في مواجهة السلوكيات الفردية السلبية، كما تطرق إلى دور الأسرة والمجتمع والدين في ترسيخ هذه القيم ودعمها لتحقق أثرها الإيجابي في تنمية المجتمع، وتم التنظيم بإشراف المهندسة وفاء إمام، مدير عام الإدارة العامة للمشروعات البيئة، وأحمد رمضان، مدير إدارة تدريب أفراد المجتمع.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الدكتور ناصر مندور القيم الأخلاقية المسؤولية المجتمعية جامعة قناة السويس
إقرأ أيضاً:
قناة السويس وطريق الحرير والهيمنة الأمريكية
صرّح الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، مؤخرًا بأن السفن الأمريكية، سواء التجارية أو العسكرية، يجب أن تمر مجانًا من قناة السويس وقناة بنما. هذا التصريح لا ينبغي قراءته كتهديد مباشر لمصر أو انتهاك فوري للقانون الدولي، بل يعكس رؤية استراتيجية أعمق ضمن صراع عالمي محتدم على الممرات الحيوية. إنه دليل على اضطراب في موازين القوى الاقتصادية ومحاولة أمريكية للتمسك بمفاتيح النفوذ، في مواجهة صعود قوى أخرى.
قناة السويس، منذ افتتاحها منتصف القرن التاسع عشر، تُعدّ أحد أهم الشرايين التجارية التي تربط آسيا بأوروبا. وقد نصّت اتفاقية القسطنطينية لعام 1888 على بقاء القناة مفتوحة للجميع دون تمييز، مع تأكيد سيادة مصر الكاملة عليها، وفقًا للقانون الدولي.
التصريح الأمريكي جاء متزامنًا مع تعاظم النفوذ الصيني من خلال مشروع «الحزام والطريق»، الذي يهدف لربط الصين بالعالم عبر مسارات برية وبحرية. وتُعدّ قناة السويس نقطة ارتكاز مركزية في المسار البحري لهذا المشروع، حيث تختصر آلاف الكيلومترات من طرق الشحن، ما يجعلها لا غنى عنها لنجاح المبادرة الصينية. ولهذا ضخّت بكين استثمارات كبرى في المنطقة الاقتصادية المحيطة بالقناة، لضمان نفوذ دائم وفعّال.
في ذات الاتجاه، أعلنت إيطاليا مؤخرًا عن مبادرة «طريق القطن» الأوروبية، التي تسعى للربط بين أوروبا وأفريقيا وآسيا خارج النفوذ الصيني، وقد اعتبرت مصر محورًا لا يمكن تجاوزه في هذه الخطة. وهو ما يعكس حجم التنافس الدولي على الموقع الجغرافي المصري، واعتراف الغرب بأهمية القاهرة في صياغة خريطة التجارة العالمية الجديدة.
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن ترامب طلب من الرئيس عبد الفتاح السيسي السماح بمرور السفن الأمريكية مجانًا من قناة السويس دعمًا للعمليات العسكرية في البحر الأحمر، لكن مصر رفضت الطلب، مؤكدة أن أي تحرك يبدأ بوقف الحرب على غزة لا بتجاوز السيادة المصرية. هذا الموقف يعكس صلابة الدولة المصرية وقدرتها على حماية مصالحها دون الدخول في مواجهة مباشرة.
وفي سياق آخر، دعمت الولايات المتحدة وإسرائيل مشروع «قناة بن غوريون» عبر قطاع غزة، الذي سعى لخلق بديل استراتيجي لقناة السويس. المشروع بُني على مخطط لتهجير سكان القطاع قسرًا لشق ممر مائي من البحر الأحمر إلى المتوسط، يُمكّن تل أبيب من التحكم في ممر تجاري عالمي. إلا أن صمود الدولة المصرية أفشل هذا المخطط، وحافظ على مكانة قناة السويس كمسار لا بديل عنه في حركة التجارة بين الشرق والغرب.
اليوم، تفرض الجغرافيا من جديد كلمتها: لا ممر تجاري آمن ومستدام بين آسيا وأوروبا دون قناة السويس. سواء عبر مشروع الحزام والطريق الصيني أو طريق القطن الأوروبي، ظلت القناة نقطة الربط الحاسمة، وهو ما أعاد لمصر زخمها الدولي ورسّخ دورها كقوة جيوسياسية فاعلة.
القوانين الدولية تكفل لمصر إدارة القناة بسيادتها، مع التزامها بحرية الملاحة. كما تؤكد اجتهادات محكمة العدل الدولية أن السيادة على الممرات الدولية تُمارس وفقًا لمبادئ العدل والإنصاف.
وما صرّح به ترامب قد يدخل ضمن مظاهر اليأس الأمريكي، بعد أن استطاعت مصر، بحكمة وهدوء، حصار وتركيع قلب مشروع الشرق الأوسط الجديد دون صدام مباشر. وها هي، رويدًا رويدًا، تكشف عن قوتها الحقيقية، وخصوصًا العسكرية، التي أربكت واضعي المخطط وأدخلتهم في ارتباك جنوني أمام صعود مصري متزن يعيد رسم معادلات النفوذ في المنطقة.
اقرأ أيضاً«وكيل دفاع النواب»: تصريحات ترامب حول قناة السويس عدوان على السيادة المصرية
بكري: قناة السويس ليست إرثا لأجداد ترامب.. ومصر دولة عفية لا تفرط في سيادتها
خبيرا قانون: مطالب ترامب عودة للعقلية الاستعمارية.. والسيادة المصرية على قناة السويس لا تقبل المساومة