هل هذه الفرصة الأخيرة لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي؟
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
في عام 2006، صدمت كوريا الشمالية العالم بإجراء أول اختبار لسلاح نووي، لكن المفاجأة العالمية لم تكن في محلها، إذ كانت طموحات بيونغ يانغ النووية واضحة منذ عقود، ومع ذلك، لم تتمكن الإدارات الأمريكية المتعاقبة من إيقاف تقدمها.
يجب أن تتعلم الولايات المتحدة من تاريخ كوريا الشمالية
وجرّبت كل إدارة استراتيجيات مختلفة، وعرضت حوافز اقتصادية ودبلوماسية، على أمل أن تتخلى بيونغ يانغ عن أهدافها النووية، لكن هذه الجهود لم تخلق سوى شعور زائف بإحراز تقدم.
وفي هذا الإطار، قال دان نيديس، كابتن مشاة بحرية سابق ومحارب قديم في حرب العراق يعمل حالياً في وادي السيليكون، في مقاله بموقع صحيفة "ذا هيل" التابعة للكونغرس الأمريكي، إن الوضع مع إيران ينطوي على تشابه مقلق مع مسار كوريا الشمالية في امتلاك قوة نووية.
وبدأت كل من الدولتين برامجهما النووية لأغراض سلمية ظاهرياً، ثم ظهرت نوايا التسلح. وكما انتهكت كوريا الشمالية مراراً وتكراراً بروتوكولات الوكالة الدولية للطاقة الذرية كما واصلت إيران أيضا أنشطتها النووية على الرغم من الرقابة الدولية.
وأوضح الكاتب أن مناورات إيران الحالية تعكس تكتيكات كوريا الشمالية، حيث تعمل طهران على كسب الوقت وتجنب العمل الحاسم من الغرب.
تحذير خطير من واشنطنوكشف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مؤخراً أن "وقت الاختراق" لإيران - الوقت المطلوب لإنتاج سلاح نووي - قد يكون قصيراً مثل أسبوع إلى أسبوعين.
"Is this our last chance to stop Iran from going nuclear?" (@TheHillOpinion) https://t.co/pgTeadTlfn
— The Hill (@thehill) November 2, 2024ووصف الكاتب موقف إدارة بايدن بالمتقاعس، مدعياً أن واشنطن تبدو راضية عن المراقبة من الهامش.
ومع بقاء بضعة أشهر فقط على انتهاء ولاية الرئيس بايدن، يرى نيديس أن الإدارة الأمريكية تأمل في ترك هذه القضية المعقدة لخلفائها بدلاً من اتخاذ تدابير حاسمة الآن.
ومضى الكاتب يقول "إننا نمر بأكبر وقت للمخاطرة"، زاعماً أن الفشل في التصرف الآن قد يعني خسارة آخر فرصة حقيقية لمنع إيران من أن تصبح دولة مسلحة نووياً.
وعلى عكس كوريا الشمالية، التي قبلت في نهاية المطاف المخاطر التي تهدد مواطنيها ومكانتها الدولية، فإن إيران لديها القدرة على التأثير على منطقة أوسع بكثير وتصعيد الصراعات لتشمل دولاً متعددة.
استراتيجية إسرائيل ضد إيران وحزب اللهمن الناحية التاريخية، كان تهديد ترسانة حزب الله الصاروخية الضخمة، الموجهة إلى إسرائيل، بمنزلة رادع ضد مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. وهذا التهديد مماثل لكيفية ردع المدفعية الكورية الشمالية للعمل ضدها، مع توجيه آلاف الأسلحة نحو سيول.
US House Intelligence Committee chairman says Iran could "declare itself a nuclear weapons state by the end of the year".
It’s time to push back against the Islamic Regime’s nuclear program which will deeply destabilise the Middle East and also threaten the world order. pic.twitter.com/vsWVvUGF18
ومع ذلك، يلاحظ نيديس أن إسرائيل كانت تعمل بشكل منهجي على إضعاف قدرات حزب الله، مما يجعله رادعاً أقل فعالية.
ومهدت إسرائيل، باستهدافها لحزب الله وتقويض الدفاعات الجوية الإيرانية، الطريق فعلياً لشن ضربة محتملة على البنية الأساسية النووية الإيرانية.
ويعكس موقف إسرائيل فهمها لأولويات إيران.
وتابع الكاتب إن "زعماء إيران يدعمون بقاء النظام فوق كل شيء آخر، بما في ذلك استثماراتهم الطويلة الأمد في حزب الله"، وإحجام طهران عن تصعيد الصراعات على حساب نظامها يوفر فرصة فريدة للولايات المتحدة وحلفائها للضغط على إيران في حين أصبحت قيادتها أكثر ضعفاً مما كانت عليه قبل سنوات.
الدور الأمريكي ومخاطر التقاعسويعترف نيديس بأن التنبؤ برد فعل إيران على الهجوم المباشر أمر صعب، ومع ذلك، فهو يشير إلى أن ردود الفعل الإيرانية الأخيرة على الإجراءات الإسرائيلية، مثل استهداف حزب الله أو اغتيال قادة حماس، كانت محدودة.
وقال الكاتب إنه في حال أوضحت الولايات المتحدة أنها لا تهدف إلى تفكيك النظام الإيراني، فقد تختار إيران رداً محدوداً يحفظ ماء وجهها بدلاً من التصعيد الكامل.
ويقترح نيديس أنه إذا صعدت إيران من تصعيدها، يتعين على الولايات المتحدة أن تكون مستعدة لاستهداف الأصول الحيوية للنظام، مثل قوات الأمن الداخلي والمؤسسات المستخدمة لقمع المواطنين الإيرانيين.
وأكد الكاتب ضرورة أن تتعلم الولايات المتحدة من تاريخ كوريا الشمالية، مشيراً إلى أن الرؤساء الأمريكيين المتعاقبين كانوا متفائلين بشكل مفرط، معتقدين أن الدكتاتوريين المعادين سوف يتفاوضون بجدية بشأن الأسلحة النووية.
وتشكل قدرة كوريا الشمالية على التلاعب بكل إدارة أمريكية من خلال تقديم الوعود وتأمين تخفيف العقوبات شهادة على هذا النهج المعيب.
ويحذر نيديس من أن الثقة في إيران للتفاوض على نزع السلاح النووي ستكون ساذجة وخطيرة على نحو مماثل.
سوابقوقال الكاتب إن التاريخ يقدم مساراً أكثر وضوحاً. فقد نجحت الضربات الحاسمة التي وجهتها إسرائيل إلى المفاعل النووي العراقي في عام 1981 وسوريا في عام 2007 في منع تلك الدول من امتلاك الأسلحة النووية.
وأضاف "هذه الأمثلة توضح ما ينجح في منع الانتشار النووي؛ أي العمل السريع الحاسم. وعلى النقيض من ذلك، أثبتت الجهود الدبلوماسية عدم فعالية هذه الاستراتيجية مراراً وتكراراً، خاصةً مع الأنظمة الاستبدادية التي ترى في القدرات النووية أصولاً غير قابلة للتفاوض".
وتعهد كل رئيس أمريكي منذ جورج دبليو بوش بمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية. ومع ذلك، ينتقد الكاتب إدارة بايدن لما يراه من افتقار إلى الإقناع بالوفاء بهذا الالتزام. ويشير إلى أن بايدن عارض الضربات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية، وهو الموقف الذي يراه نيديس مخيباً للآمال بشكل خاص بالنظر إلى نافذة الفرصة الحالية للحيلولة دون أن تصبح إيران دولة مسلحة نووياً.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران كوريا الشمالية قوة نووية حزب الله إيران وإسرائيل كوريا الشمالية أسلحة نووية إيران إسرائيل وحزب الله الولایات المتحدة کوریا الشمالیة إیران من حزب الله ومع ذلک
إقرأ أيضاً:
كوريا الشمالية تقر لأول مرة بالمشاركة في حرب أوكرانيا.. وزعيمها يعلق
أقرت كوريا الشمالية للمرة الأولى أنها أرسلت قوات إلى روسيا، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية الاثنين.
وأشارت الوكالة إلى أن الجنود ساعدوا موسكو في استعادة مناطق في كورسك الروسية كانت تحت السيطرة الأوكرانية لأشهر.
وذكرت الوكالة أن "وحدات فرعية" من "القوات المسلحة" الكورية الشمالية "شاركت في عمليات تحرير مناطق كورسك" المحتلة، لافتة إلى أن الجهود الحربية لتلك القوات "تكللت بالنجاح".
ونقلت الوكالة عن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قوله إن "أولئك الذين قاتلوا من أجل العدالة هم جميعا أبطال وممثلون لشرف الوطن". وأضاف أنه ستتم قريبا إقامة نصب تذكاري في العاصمة بيونغ يانغ يخلّد "مآثر المعركة".
من جانبها، نددت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية الاثنين بانتهاك قرارات مجلس الأمن الدولي. وقال المتحدث باسم الوزارة "باعترافها الرسمي بذلك، تكون (كوريا الشمالية) قد أقرّت بأفعالها الإجرامية".
وفي كانون أول/ ديسمبر الماضي، قالت وكالة الأنباء المركزية لكوريا الشمالية، إن معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي أبرمها زعيما كوريا الشمالية وروسيا في حزيران/ يونيو الماضي دخلت حيز التنفيذ، بعد تبادل “وثائق التصديق” في موسكو.
ووُقعت المعاهدة في أثناء زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بيونغيانغ منتصف العام الماضي، واجتماعه مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
وبينت الوكالة، أن الاتفاق سيكون قوة دافعة قوية تسرع بإقامة نظام عالمي مستقل وعادل ومتعدد الأقطاب، دون سيطرة أو استعباد أو هيمنة.
ويلزم هذا الاتفاق الدولتين على تقديم مساعدة عسكرية "دون تأخير"، في حال وقوع هجوم على الدولة الأخرى، والتعاون دوليا للتصدي للعقوبات الغربية.
واتهمت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، بيونغيانغ التي تملك السلاح النووي، بإرسال أكثر من عشرة آلاف جندي لمساعدة روسيا في الحرب في أوكرانيا. أعلن بعض الخبراء أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، سعى في المقابل إلى اكتساب تكنولوجيا متقدمة وخبرة قتالية لقواته.
وتخضع كل من كوريا الشمالية وروسيا لعقوبات الأمم المتحدة؛ كيم جونغ أون لتطوير ترسانته النووية، وفلاديمير بوتين بسبب الحرب في أوكرانيا.