بقلم: إبراهيم سليمان

منذ اندلاع حركة التمرد المسلحة في حامية مدينة توريت عام 1955م، وحتى 15 أبريل 2023م لم يلفح الجيش السوداني، في كسب حرب واحدة على ما تطلق عليها الحركات المسلحة أو المتمردة، في أية بقعة من بقاع السودان الواسعة، ظلت القوات المسلحة السودانية، تكرر الفشل تلو الفشل في تحقيق حسم عسكري، تنهي المواجهات المسلحة، ولم يتعلموا شيئاً من دروس تاريخ الحروب الطويلة، ولم يتعظوا من نصائح الناصحين.


ورغم التفوق الذي كان يتمتع به الجيش السوداني، لوجستياً ومهنياً وسياسياً، على الحركات المسلحة، التي رفعت السلاح في وجه الدولة المركزية، فشل في تحقيق النصر الكاسح والقضاء عليها، قد نجحت في بعض الأحيان في تحجيم أنشطته بعض الحركات المسلحة لتعود أشد منعة، ورغم ذلك يصر الجيش السوداني على تكرار ذات النهج، في حربه الأخير ضد قوات الدعم السريع، التي أخرجت القيادة العامة للجيش السوداني من مقرها، واستولت على الغالبية العظمى من مؤسساتها بالعاصمة ومعظم الولايات، وظلت تلحق بها الهزائم تلو الأخرى في سابقة لم تحدث في تاريخ السودان.
بلا شك انهم يحسدون علي هذا الغباء، فقد رفضوا كافة الوساطات الوطنية والدولية الداعية إلى الجلوس للتفاوض لإنهاء الحرب، مضيعين فرصة قبول قوات الدعم السريع لهذه الدعوات على مضد ودون شروط، والجنوح للحلول السلمية، رغم أن كتائب الإسلاميين قد اعتدت عليها، وهي متفوقة ميدانياً وسياسياً، وقادرة على الحفاظ على التفوق.
هذا الغباء العسكري الملازم للجيش السوداني، ليس له تفسير سوى الغرور وجنون العظمة، والمكابرة الجوفاء، والسفه الوطني المشين، تسببوا في مقتل الملايين من أبناء الشعب السوداني، وأهدروا المليارات من الدولارات في نيران الحرب، ودمروا المئات من المنشآت الحيوية، طيلة حروبهم الممتدة بطول البلاد وعرضها، وهم يدركون في نهاية المطاف، لا خيار لهم سوى الجلوس للتفاوض، ليصبح الذين يطلقون عليهم الآن "شهداء حرب الكرامة"، فطائس، ويضيع البنى التحية للبلاد هدراً!!
هذا الغباء معطون في الجهل السياسي والعسكري، والجاهل عدو نفسه، ولما يمسك الجاهل بالسلاح، لا يتوقع منه سوى التهور والخراب، ويحتاج لمن يتمتع بالحكمة والصبر، لينزع عنه السلاح، قبل أن يلقي به في مهاوي الردى.
فيما يخص الحرب الدائرة الآن، لا شك أن الجيش السوداني، ومن ورائه الحركة الإسلامية المجرمة يأملون في تحقيق تقدم ميداني، واختراق سياسي، يضمن لهم مستقبلا سياسياً، ويوفر لهم الحصانة من المساءلة عن الفساد الشامل والإجرام المركب، متجاهلين أن كافة المعطيات ضدهم، لكن حقدهم الدفين على الشعب السوداني، يزين لهم، قتل الجميع وتدمير كل شيء قبل الانزواء في مذبلة التاريخ.
ناسين أنّ الله قد قيّض لهم بما كسبت أيديهم، من هي قادرة على كسر شوكتهم وإلى الأبد، وأن الشعب السودان، قد شهد على فسادهم وإفسادهم، وعلم علم اليقين نفاقهم وتجارتهم بالدين، وأنه يكرهم كراهية العمى، متجاهلين أن ثورة ديسمبر المجيدة لا تزال هامدة تحت رماد حربهم العبثية، وأن شباب الثورة "الراكب راسو" لم ولن ينسوا دماء رفاقهم الشهداء، وأنهم لهم بالمرصاد، ومتناسين أنهم منبوذون من العالم، وليس لهم صليح إقليمياً، فأنى لهم التناوش بعد الموت في أبريل 2019؟
ebraheemsu@gmail.com
//أقلم متّحدة ــ العدد ــ 174//  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الجیش السودانی

إقرأ أيضاً:

كورتي قلعة التاريخ تؤكد الجاهزية والسند لحماية الأرض والعرض

مواصلة” لبرامج حراس الوطن الذي تنظمه لجنة الإسناد المدني بلجنة الإستنفار والمقاومة الشعبية بمحلية مروي.ووسط حضور جماهيري كبير نظمت اللجنة البرنامج التعبوي وحملة للتبرع الطوعي بالدم لدعم وإسناد القوات المسلحة بمنطقة كورتي.بحضور المدير التنفيذي للمحلية المشرف علي لجنة الإستنفار والمقاومة الشعبية بالمحلية الأستاذ محجوب محمد سيدأحمد وممثلو لجنة أمن المحلية ونائب رئيس لجنة الإستنفار والمقاومة الشعبية بالمحلية اللواء ركن م.صلاح أحمد .عبد الله وعدد من أعضاء اللجنة ومدير وحدة القرير الإدارية الأستاذ نجم الدين محمد صديق وبمشاركة قطاع الإستنفار بالوحدة والمستنفرين و لجان تسيير كورتي.وحيا المدير التنفيذي للمحلية قيادة الفرقة( 19) مشاة مروي والقوات المشتركة والقوات النظامية الأخري والمستنفرين وهم يذودون عن حمي الوطن.مشيداً بالتفاعل الكبير لمواطني المحلية ومواطني كورتي في دعم وإسناد القوات المسلحة بالنفس والمال منذ إنطلاقة الحرب.داعياً الشباب للإنخراط في معسكرات التدريب المتقدم دفاعاً عن الوطن.من جانبه إستعرض نائب رئيس لجنة الإستنفار والمقاومة الشعبية بالمحلية الأدوار التي يجب أن تضطلع بها المقاومة الشعبية في دعم وإسناد القوات المسلحة.مبيناً أن برنامج حراس الوطن يهدف لتعزيز دعم القوات المسلحة من خلال القواعد.إلي ذلك تطرق ممثل اللجنة المنظمة لفعاليات حراس الوطن د.عباس أبوشوك لتضحيات ونضالات منطقة كورتي وتاريخها البطولي في دحر الغزاة.مؤكداً أن بسالة الحرس الرئاسي في بداية معركة الكرامة جسدت معاني التضحية والفداء للقوات المسلحة.بدوره جدد ممثل منطقة كورتي الأستاذ عبد الغفور الخضر التأكيد على وقوف المنطقة خلف القوات المسلحة حتي تحقيق النصر.سوناإنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • لماذا يستمر الجيش الإسرائيلي في تخفيض أعداد قتلى حماس؟
  • لماذا أصبح شراء ملابس رجال أون لاين الخيار الأفضل.. نصائح وتجارب
  • كورتي قلعة التاريخ تؤكد الجاهزية والسند لحماية الأرض والعرض
  • السيسي يستقبل البرهان في القاهرة
  • حماس: اتفاق يوليو الماضي هو المفتاح لوقف الحرب وعودة الأسرى
  • البرهان من القاهرة: نواجه حرب وجود وشكرا وصبرا شعب السودان ومرحلة ما بعد الحرب ستبدأ قريبا
  • جابر: الإمارات تزود التمرد بالسلاح علنًا وتؤجج الحرب في السودان
  • البرهان: الشعب السوداني يواجه حربا استهدفت مستقبله ومقدرات شعبه
  • تعيين خالد الأعيسر وزيرًا لإعلام الحرب – تحديات خطاب توحيد الشعب