عودة ترامب تهدد بتعميق الانقسامات في أوروبا
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
قد يكون الشعب الأمريكي على وشك تمزيق التحالف الغربي مجدداً، وهذه المرة يمكن أن تكون أسوأ بكثير.
قد يخشى القادة في لندن وبرلين وباريس فوز ترامب
وقبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي من الصعب التنبؤ بنتائجها، يسعى كبار المسؤولين في العواصم الأوروبية جاهدين للتحضير لعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وكتبت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، أن المحللين السياسيين ومنظمي استطلاعات الرأي، الذين يعملون لدى الحكومات في أنحاء القارة، يرون أن الرئيس الجمهوري السابق، يستعد لعودة مذهلة ستكون الأشد وقعاً في التاريخ.
ولا أحد يعتقد أن مرشحة الحزب الديمقراطي، نائبة الرئيس كامالا هاريس، لا تملك الفرصة، ولكن انتخابها سيكون إلى حد كبير استمراراً للوضع الراهن.
ومن شأن فوز ترامب أن يثير تسونامي من الذعر عبر قارة بلا قيادة إلى حد كبير، تكافح فعلاً للإبحار بين الحربين الدائرتين عند طرفيها.
Despite having a long time to prepare, Europeans are still finding it difficult to correctly assess just how bad for European security and the future of transatlantic relations a possible second Trump presidency could be, write @SophiaBesch & @LianaFix. https://t.co/BsltQjKpMW
— lnternationale Politik Quarterly (@IPQuarterly) November 4, 2024ونجا الاتحاد الأوروبي فعلاً من رئاسة ترامب في أول مرة، حتى أن بعض القادة قد يجادلون بأن الاتحاد صار أقوى بسبب ذلك.
ويتشكل إجماع في العواصم الأوروبية، مفاده أن عودة ترامب من شأنها أن تشجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وربما تؤدي إلى حرب تجارية مدمرة وتأجيج الانقسامات السياسية في أنحاء القارة.
استطلاع رأي أمريكي خطف الأضواء... لماذا؟ - موقع 24مع اقتراب الانتخابات من ذروتها، يتم إنتاج عشرات استطلاعات الرأي للناخبين الأمريكيين كل يوم.ولا يقتصر الأمر على الضعف الذي تمر فيه أوروبا في الوقت الحاضر، في ظل اقتصاد متعثر وقادة متعثرين في ألمانيا وفرنسا، لكن ترامب مختلفاً، سيظهر في قمم الناتو والتجمعات الدولية، مقارنة بنسخة 2016-2020.
فمن ناحية، سيكون متحرراً من قيود كتلك التي سعى مسؤولون أمريكيون إلى فرضها عليه خلال فترة ولايته الأولى. ومن ناحية أخرى، لا يزال ترامب الرئيس الذي أشار ذات يوم إلى الاتحاد الأوروبي باعتباره أحد "أكبر أعداء أمريكا".
وقالت مديرة برنامج الولايات المتحدة والأمريكيتين في مركز تشاتام هاوس للأبحاث في بريطانيا ليزلي فينجاموري، إن ولاية ترامب الثانية ستكون مختلفة.
وأضافت: "إنه يعرف الآن من أساء إليه سواء على الساحة الدولية أو في الداخل، وقد عمل مع الفريق من حوله على بعض الخطط لكيفية إخضاع هؤلاء".
It’s not just Democrats who fear a Trump victory – it would be a disaster for Europe too | Natalie Tocci https://t.co/zwEsuo66Y6
— Guardian US (@GuardianUS) October 31, 2024وفي الوقت نفسه، تحترق المنطقة المحيطة بأوروبا. فالحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط، تشغل اهتمام القادة وتستنزف الموارد العسكرية والمالية الغربية. ومن دون الدعم المستمر من واشنطن، هناك تساؤلات جدية حول المدة التي ستتمكن فيها أوكرانيا من الصمود في مواجهة القوات الروسية.
وفي لندن، تخشى حكومة كير ستارمر الجديدة، من أن يسحب ترامب البساط من تحت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أو يقطع المساعدات العسكرية عن كييف، أو يجعلها مشروطة بمحادثات سلام فورية من شأنها التنازل عن الأراضي لموسكو.
فرنساوانتهزت فرنسا احتمال وصول ترامب إلى الرئاسة كي تحض الدول الأوروبية الأخرى على تعزيز قدراتها العسكرية.
وقال وزير الشؤون الأوروبية الفرنسي بنيامين حداد لبوليتيكو: "لا يمكننا أن نسمح للناخبين في ولاية ويسكونسن باتخاذ القرار في شأن الأمن الأوروبي".
ترامب وهاريس.. السباق "الأكثر تكلفة" في تاريخ أمريكا - موقع 24مع اقتراب يوم الانتخابات، تم إنفاق ما يقرب من مليار دولار على الإعلانات السياسية في الأسبوع الماضي، وفقاً لبيانات شركات ومحللين تتابع هذه الإعلانات وترصدها.وقال إن فرنسا ستعمل مع من سيفوز في الانتخابات الأمريكية اليوم، لكنه أكد أن أوروبا بحاجة إلى التفكير بشكل عاجل في كيفية التعامل مع عالم لم يعد من الممكن الاعتماد على واشنطن فيه. وأضاف: "إنه أمننا الأوروبي...نحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على دعم (الأوكرانيين)، مهما كانت النتيجة".
والهاجس الأوروبي الثاني، هو أن ترامب سوف يعيد إشعال حرب تجارية عبر الأطلسي، إذ هدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 10 في المائة إلى 20 في المائة على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة لإعادة وظائف التصنيع إلى الوطن - وبينما تظل بكين محور غضبه، إلا أن لديه الكثير من الحقد حيال الآخرين. والأسبوع الماضي، وصف ترامب الاتحاد الأوروبي بأنه "صين مصغرة".
ثم هناك الضغوط التي قد تفرضها ولاية ترامب الثانية على أوروبا نفسها.
وفي أوروبا، يُعَد ترامب السياسي الأكثر إثارة للانقسام في عصره. كما أنه يميز بين الحكومات الأوروبية نفسها، وهو العامل الذي سيجعل تنسيق أي رد على مستوى الاتحاد الأوروبي في شأن التجارة أو الأمن، أكثر صعوبة بالنسبة للمسؤولين في بروكسل.
وقد يخشى القادة في لندن وبرلين وباريس فوز ترامب. لكن المستبدين والزعماء اليمينيين المتشددين في أوروبا، مثل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان ورئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، سوف يرون في ذلك تبريراً لمواقفهم.
وحتى في ألمانيا، يرى البعض فرصة في فوز ترامب، ومع ذلك، فهي ليست إيجابية، إذ تعترف شخصيات بارزة داخل الحكومة سراً بأن ائتلاف المستشار أولاف شولتس، سيكون أكثر عرضة للتفكك إذا فازت هاريس، لأن عودة ترامب إلى البيت الأبيض تشكل تهديداً للاستقرار السياسي العالمي، مما يعني أن على أحزاب الائتلاف الحاكم الثلاثة، أن تفكر مرة أخرى قبل تفكيك تحالفها.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية كامالا هاريس ترامب فرنسا أوروبا الانتخابات الأمريكية كامالا هاريس ترامب الاتحاد الأوروبي فرنسا اليمين المتطرف الاتحاد الأوروبی فوز ترامب
إقرأ أيضاً:
أوروبا تعتمد سياسة دفاعية وبايرو يتهم ترامب بتدمير النظام العالمي
اعتمد الاتحاد الأوروبي سياسة دفاعية جديدة لتعزيز استقلاله العسكري في مواجهة التهديدات، خصوصا الحرب في أوكرانيا، وذلك وسط خلاف متصاعد مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وتشمل هذه السياسة -التي اعتُمدت في ختام قمة استثنائية للمجلس الأوروبي ببروكسل مساء أمس الخميس- زيادة النفقات العسكرية، ودعم صناعة الدفاع، وإعداد وثيقة إستراتيجية لمستقبل القطاع.
كما خصص الاتحاد الأوروبي 30.6 مليار يورو لأوكرانيا هذا العام، منها 18 مليارا من الأصول الروسية المجمدة، إلى جانب تسريع تسليم الأسلحة ودعم مسار انضمام كييف للاتحاد الأوروبي.
وجدد المجلس الأوروبي دعمه المطلق لأوكرانيا، مؤكدا رفضه لأي مفاوضات دون كييف، وداعيا إلى تشديد العقوبات على روسيا.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس قولها إن الاتحاد يعمل على تكثيف إنتاج الأسلحة لتسريع عمليات التسليم إلى أوكرانيا.
من جهته، قال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا إن الشركاء الأوروبيين وحلفاءهم بحاجة إلى العمل لدعم أوكرانيا وضمان السلام الدائم.
في المقابل، قال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان إن الاتحاد الأوروبي لا يمكنه تحمل تمويل الجهود العسكرية لأوكرانيا، حيث لم يعد الدعم المالي الأميركي مضمونا.
إعلانوأضاف أوربان -في حديث إذاعي- أن حكومته ستطلق استشارة عامة حول انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي في الأسابيع المقبلة.
من جهته، قال رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو، اليوم الجمعة، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يقوم بتدمير النظام العالمي، وأعلن حربا تجارية على أوروبا.
وأضاف بارو، خلال نقاش في الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان)، أن ترامب قلب كل تحالفاته مع حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي، بينما تبقى روسيا تهديدا مباشرا لحرية الاتحاد.
واعتبر رئيس الوزراء الفرنسي أن تعليق الرئيس الأميركي المساعدات العسكرية لأوكرانيا يعني أن الولايات المتحدة تتخلى عنها، وتسمح لروسيا بكسب الحرب.
وقال إن على أوروبا أن تتحرك بسرعة ونجاعة لسد احتياجات أوكرانيا من الأسلحة.
وتابع بايرو أن بلاده ستسعى مع دول أوروبية أخرى إلى تعويض الدعم العسكري الأميركي لكييف، مشيرة إلى أن الأخيرة ستكون بحاجة للذخائر وأنظمة استخبارية.
وتحدث رئيس الوزراء الفرنسي عن توقف قطارات محملة بشحنات من الأسلحة الأميركية كانت في طريقها إلى أوكرانيا، لكنها لن تصل إلى هدفها بسبب قرار واشنطن تعليق المساعدات العسكرية.
وانتقدت دول أوروبية الضغوط التي يمارسها الرئيس الأميركي على أوكرانيا، لحملها على التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا.