سودانايل:
2025-03-03@20:33:10 GMT

النخبة السودانية … جاري الفشل.!!

تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT

أفضل من كتب ووثّق للصفوة السودانية هو الدكتور الراحل منصور خالد، في كتبه المتتالية "النخبة السودانية وإدمان الفشل"، "السودان والنفق المظلم"، "الفجر الكاذب" و"حوار مع الصفوة"، فقد أجاد وصف وتشريح النخبة السودانية الفاشلة، وهو الجزء والركن الركين من أركان هذه الجوقة، فيُحمد له نقده اللاذع لرفاق الأمس وأجيال اليوم، جاءت أفكاره متمردة على سلوك ومسلك القوى المدنية، الحاصلة على نسبة ضئيلة من حقب الحكم التي اعقبت (الاستقلال)، وأتى من بعده مفكرون كثيرون كشفوا عن الأخطاء القاتلة التي ترقى لمستوى جرائم الخيانة العظمى، التي ارتكبها الساسة والحكام الذين جلسوا على مقاعد قصر غردون، وجميع التجاوزات الدستورية والمؤامرات المدبرة بين القوى المدنية والعسكر، أخذت شكل التناسخ والاستنساخ بصورة لزجة، فتجد الدائرة الشريرة للحكومات المدنية التي يسطو عليها العسكر، ليقيموا بعدها حكماً عسكرياً طويل الأمد، قد أصبحت سمة أساسية من سمات سيرورة الفعل السياسي والسلطوي في البلاد، فحكومة (الاستقلال) انقلب عليها الفريق عبود، والديمقراطية الثانية نحرها العقيد جعفر محمد علي نميري بانقلابه العسكري، ورئيس الوزراء المنتخب في الديمقراطية الثالثة، انقلب عليه العميد الاخواني عمر حسن احمد البشير، والحكم المدني الانتقالي الأخير الذي جاء بعد ثورة ديسمبر، سرقه الفريق أول عبد الفتاح البرهان – الضابط الاخواني، الذي عمل تحت إمرة الدكتاتور البشير، وما زال الحبل على الجرار كما يقول الدكتور فيصل القاسمي، صاحب برنامج الاتجاه المعاكس بقناة الجزيرة الفضائية، وكمحصلة طبيعية لفوضى الدائرة الشريرة أن تختتم بالحرب الشاملة الجارية أوزارها الآن، وهذه الحرب رغم مأساتها إلّا أنها قد كسرت دورة الشر المستمر لأكثر من ستة عقود، وصفّرت العداد ووضعت النقاط على الحروف.


النخبة السياسية اليوم تمثلها تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، والقوى المدنية المتحدة "قمم"، وما يسمى "تحالف الموز" المشارك في سلطة الحرب والانقلاب، وبعض الكيانات والتحالفات الأخرى، إن لم تخرج من صمتها المحايد وتصطف مع قوات الدعم السريع الكاسرة لطوق الشر، سيتجاوزها المستقبل السياسي الذي سترسمه سواعد الأشاوس، ومعهم الاوفياء المساندين لهم في حربهم من أجل الديمقراطية وإرساء دعائم الحكم المدني، من الناشطين والسياسيين والإعلاميين والكتاب والمهتمين، ممن طلّقوا أحزابهم وتنظيماتهم المتوارية خجلاً وراء لافتة (لا للحرب)، هذه اليافطة الخجولة الكذوبة الممسكة للعصا من منتصفها، تعتبر السبب الأول في التخاذل وعدم الاتساق، ففي هذه الحرب التي يقودها الأشاوس لا مكان للحياد وادعاء الملائكية، فإما التضامن الصريح مع القضية أو التمادي في اتخاذ المواقف الرمادية، التي هي ديدن هذه النخبة الفاشلة منذ اكثر من ستين عاما، فاليوم لا توجد محطة وسطى بين الجنة والنار، فإما أن يقف كل حريص على الوطن مع جيش التحرير الوطني – قوات الدعم السريع، أو أن يتخذ الموقف المتخاذل المسمى دلعاً (الحياد)، فكما تفضل قائد طوفان التحرير الشامل في رسالته المطوّلة الأخيرة، لرعاة ومؤيدي مشروع اتفاق الإطار الذي دعا للتأسيس المدني الديمقراطي، وهيكلة الجيش ليصبح جيشاً وطنياً واحداً، على النخبة السياسية (تقدم وقمم وأخريات)، أن تتضامن مع قائد الطوفان، لصراحته وإيمانه العميق بكل ما من شأنه رفعة البلاد، وإلّا سيفوت القطار الذين تقهقروا وتأخروا عن ركب مشروع التحرير الشامل، وتخاذلوا عن دعم ثورة التأسيس الكامل، ويجب على القوى المدنية بجميع أطيافها، أن تعلن عن موقف صريح عما يجري من عراك عسكري بين الفريقين.
إنّ الحق يجب أن يقال عن هذه المعركة الأخلاقية الكبرى، ولا مناص من القول الفصل المؤدي لإحدى أمرين، إما الوقفة الصلبة مع جيش التحرير الوطني – الدعم السريع، أو التماهي مع خطيئة نظام الاخوان الذي أوصل بلادنا لهذا المنعطف الخطير، فكل من آمن بالتغيير عليه الاصطفاف بدون (لف أو دوران)، مع الأشاوس الذين قدموا الروح في سبيل تأسيس الوطن الذي يسع الجميع، المتساوي تحت سقفه الكل، دون تمييز، والحقيقة التي لا مواربة حولها، أن الذين يقفون ظهيراً لجيش الفلول الكيزان، ما هم إلّا وصمة عار على جبين التاريخ الناصع لمواقف رموز الأمة السودانية عبر العصور، فإصرارهم على إعادة عقارب الساعة للوراء لا ينم إلّا عن وجود قوم أدمنوا الركون تحت وطأة حذاء الظلم والقهر، فبعد السنين العجاف التي تجرع مرها الشعب الكريم، لا اعتقد أن من الحصافة السياسية أن تقف أي قوى مدنية موقفاً محايداً في هذه الحرب، وإني لأجد نفسي مستشعراً للعار عندما أرى القوى المدنية لا تعترف، بفضل هؤلاء الفتية الذين يقسمون بإثنين "بس" – النصر أو الشهادة، ويتطلعون لتحقيق الوطن الحلم، على الأشاوس – قادة التغيير – أن لا يدعوا انجازاتهم لقمة سائغة يسيل لها لعاب المرتدين للجاكيتات الإيطالية الأنيقة وربطات العنق الفاخرة، لأنهم هم أصحاب الفضل في إرساء دعائم الدولة الجديدة، فليس من الحكمة أن نعيد تجربة رئيس الوزراء الأسبق الصادق المهدي، الذي أوصله آباء الأشاوس للسلطة ديمقراطياً، فجبن وتخاذل عن الدفاع عن سلطة الشعب فاقتلعها الاخوان المسلمون، ثم أمر اتباعه "الأنصار" الذين ينحدر غالبيتهم من إقليمي كردفان ودارفور، بأن لا يرفعوا البندقية في وجه من سلبهم سلطتهم، تماماً كما أمر حسن الترابي أنصاره الذين قرروا مواجهة انقلاب المفاصلة الرمضانية الشهيرة.

إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: القوى المدنیة

إقرأ أيضاً:

اسمها الحقيقي إسلام .. من هي مدينة السودانية في أشغال شقة؟

تصدرت مدينة التي قامت بدور الخادمة النيجيرية  في مسلسل أشغال شقة جدا ، محركات البحث و تريند السوشيال ميديا بعد ظهورها في الحلقات الاولى من المسلسل .

وبعد عرض الحلقتين الاولى و الثانية ، نشر الفنان هشام ماجد بطل المسلسل ، صورة تجمعه بالفنانة السودانية إسلام مبارك "مدينة" على حسابه على فيسبوك ، ليشكرها على ظهورها في المسلسل، وتفاعل الجمهور المصري معاها بشكل كبير  وعبروا عن حبهم للدور الذي قدمته وشخصية مدينة .


 

من هي مدينة في أشغال شقة ؟

الفنانة السودانية التي قامت بدور مدينة في مسلسل أشغال شقة اسمها الحقيقي إسلام مبارك ، وتشارك لأول مرة في عمل مصري عرفها بالجمهور بطريقة لم تصدقها .

إسلام مبارك فنانة سودانية مشهورة، حققت نجاحا كبيرا بعد مشاركتها في فيلم ستموت في العشرين ، حيث مثل هذا الفيلم السودان في جوائز الأوسكار سنة ٢٠٢١.

واعتبرت إسلام مبارك ان هذازالفيلم هو انطلاقتها الفنية وانه غير مسيرتها في التمثيل بعد وصوله إلى الأوسكار .

اختير الفيلم لتمثيل السودان في جوائز الأوسكار، ليكون أول ترشيح من نوعه في تاريخ البلاد، وهو مااعتبرته إسلام لحظة فارقة في مسيرتها.

بدأت إسلام مبارك مسيرتها في عالم الدراما منذ سنوات طويلة، حيث قدمت عديد من الأعمال التيجعلتها من أبرز الممثلات السودانيات

الفنانة إسلام مبارك خريجة كلية الموسيقى والدراما، تخصص تمثيل وإخراج ، دخلت عالم الدراما منذعام 2001


شاركت الفنانة اسلام مبارك ضيفة شرف في مسلسل «عالي المقام» عام 2022، كما شاركت في فيلم «ضي.. سيرة أهل الضي»، عام 2024، مع محمد ممدوح، تأليف هيثم دبور وإخراج كريم الشناوي. 

رد فعل مدينة على حب المصريين

وكشفت  الفنانة السودانية إسلام مبارك عن رأيها فى ردود أفعال الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعى،بعد تداول العديد من المقاطع لها فى المسلسل، قائلة: «ردود الفعل كانت فوق المتوقع، حقيقىاندهشت حرفيا من كمية حب الناس لشخصيه مدينة وتفاعلهم معها والحمد الله كانت تستحق التعبوالمجهود».

وقالت إسلام مبارك انها سعيدة جدا بنجاح مدينة فى أشغال شاقة جدا كونه أول عمل درامى مصرى لىوكل المحبة للدعم واللطف اللى لقيته من الشعب المصرى.

مقالات مشابهة

  • تعديل مواعيد مباراتي الهلال والأهلي في النخبة
  • رئيس مجلس النواب يهنئ نظيره بجمهورية بلغاريا بيوم التحرير
  • اسمها الحقيقي إسلام .. من هي مدينة السودانية في أشغال شقة؟
  • تكريم رجال الإطفاء الذين حاربوا حرائق لوس أنجلوس‬ في أوسكار 97
  • «الإمارات» يواجه «الحبتور» في «غنتوت للبولو»
  • رئيس الدولة ونائباه يهنئون رئيس بلغاريا بذكرى يوم التحرير
  • رونالدو يغيب عن النصر أمام الاستقلال في «النخبة»
  • رمضان بعد التحرير.. أصوات التهليل والتكبير تصدح في مآذن الشام فرحا بزوال النظام البائد
  • أوضاع صحية صعبة يعيشها مرضى الفشل الكلوي في غزة
  • انخفاض عدد الأتراك الذين يطلبون اللجوء في ألمانيا