تشهد الانتخابات الرئاسية الأميركية الحالية تبايناً كبيراً في آراء الأسواق المالية والمستثمرين بشأن المرشحين، نائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب. فبينما يأمل البعض بعودة ترامب إلى البيت الأبيض لتعزيز المناخ الاستثماري، يراهن آخرون على استمرارية الإدارة الديمقراطية لضمان استقرار المكاسب في أسواق المال.

وتشير مجلة "بوليتيكو" في تقريرها الأخير إلى أن حالة من الترقب تسود بين المستثمرين، خاصة في ظل تقارب فرص الفوز بين المرشحين وتذبذب توقعات السوق، مما يزيد من حالة عدم اليقين حول نتائج الانتخابات المرتقبة وتأثيرها على الاقتصاد الأميركي والعالمي.

بحسب خبراء، يرى الداعمون لهاريس أن سياسات الإدارة الديمقراطية أثبتت فاعليتها في الأشهر الأخيرة، حيث ارتفع مؤشر "ستاندرد آند بورز" بنسبة تفوق 10%، ما يعكس تحسن أسواق الأسهم. ورغم أن الأسهم لا تمثل الاقتصاد الأميركي بأكمله، إلا أن هذا الأداء القوي قد يكون مؤشرًا على أن بقاء الديمقراطيين في البيت الأبيض يعزز الاستقرار الذي يفضله المستثمرون.

يرى الخبراء أن هذه التوقعات تعتمد على الأداء التاريخي للمؤشر وعلى دعم عمالقة التكنولوجيا وسياسات الاحتياطي الفيدرالي، ما قد يكون دافعاً كبيراً للمستثمرين.

في المقابل، يدعم أنصار ترامب عودته إلى البيت الأبيض باعتبارها ضرورية لتعزيز التفاؤل في السوق، مشيرين إلى أن سياسات ترامب السابقة دفعت بالمؤشرات الاقتصادية نحو التحسن. ويعتقدون أن الرئيس السابق سيسهم في خفض الضرائب، خاصة على الشركات، ما قد يعزز التوسع الاستثماري ويزيد من جاذبية الولايات المتحدة كوجهة للأعمال.

يشير أنصار ترامب أيضًا إلى أن سياسة خفض الضرائب التي يتبعها الجمهوريون قد تكون أكثر جاذبية للقطاع الخاص، ما يحقق استقرارًا طويل الأمد يفضله المستثمرون.
النقاط الرئيسية في برامج المرشحين الاقتصادية:

وبالنسبة لكامالا هاريس، فهي تركز في برنامجها الاقتصادي على إعفاءات ضريبية للطبقة الوسطى ومساعدات لمشتري المنازل الجدد بقيمة تصل إلى 25 ألف دولار، بالإضافة إلى توسيع الإعفاءات الضريبية للأطفال. إلا أن النقاد يرون أن خططها قد تزيد من العجز المالي، حيث سيتم تمويل هذه البرامج من الخزانة الأميركية.

أما ترامب، فهو يسعى إلى خفض ضرائب الشركات من 21% إلى 15% وعدم فرض ضرائب على الإكراميات، بالإضافة إلى زيادة الرسوم الجمركية بنسبة 10% على الواردات، خاصة من الصين. إلا أن البعض يرى أن هذه السياسات قد تؤدي إلى رفع معدلات التضخم، وهو ما يثير قلق العديد من المستثمرين.

عدم اليقين وتأثيره على الأسواق

يرى المحلل الاقتصادي، غريغوري أفتندليان، في حديث لبرنامج "الحرة الليلة"، أن حالة عدم اليقين المحيطة بالانتخابات قد تؤدي إلى تراجع الثقة في السوق. فنتيجة غير محسومة قد تتسبب في اضطرابات اقتصادية وتوترات سياسية داخلية، خاصة في ظل احتمالية فوز هاريس واعتراض ترامب على النتائج، ما قد يثير احتمالات العنف والاضطرابات.

من جهة أخرى، إذا فاز ترامب، قد يتسبب ذلك في ردود فعل عالمية واسعة، خاصة مع وجود قلق دولي بشأن سياساته غير المتوقعة تجاه حلفاء الولايات المتحدة والخصوم.

تتسع المراهنات على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية لتشمل الأطراف الدولية، حيث يعبر الأوروبيون والعالم العربي عن انقسام في التفضيلات. في أوروبا، يُنظر إلى هاريس كخيار أكثر استقراراً يعيد توطيد العلاقات مع الحلفاء التقليديين كالناتو، بينما يعتبر ترامب مرشحًا أقل استقرارًا لكنه قد يحمل سياسات جديدة تجاه الصراعات الدولية.

يفضل بعض المستثمرين في الأسواق العالمية هاريس، نظراً لوعودها بإدارة أكثر استقراراً وتعاوناً مع الحلفاء. 

على الجانب الآخر، يرى البعض أن ترامب، رغم نهجه غير التقليدي، قد يسهم في خلق فرص جديدة على الساحة العالمية.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

رئيس هيئة الرقابة المالية: الدولة تساند الشركات الناشئة للعمل في السوق

أكد الدكتور محمد فريد صالح، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرقابة المالية، أن هناك جهودا لتمكين الشركات الناشئة من العمل في السوق، لافتا إلى صدور قرار العام قبل الماضي 2023، بشأن أسس ومعايير الشركات الناشئة، من أجل تسهيل إجراءات زيادة رأس المال، موضحا أنه جرى الاستعانة ببعض النماذج الدولية في هذا الشأن.

توفير مناخ أفضل لدعم الاستثمار

وقال «فريد» إن الحكومة حريصة على توفير مناخ أفضل لدعم الاستثمار، ومساندة الشركات الناشئة والعاملة في ريادة الأعمال لتبسيط الإجراءات، مشيرا إلى أن هيئة الرقابة المالية مسؤولة عن استقرار الأسواق والاستثمار، لافتا إلى أن هناك مستهدفات لتنمية الأسواق لصالح الاقتصاد الوطني.

جاء ذلك خلال الجلسة العامة لمجلس الشيوخ، برئاسة المستشار عبدالوهاب عبدالرزاق، أثناء مناقشة الطلب المقدم من النائب سامح محمد أنور عصمت السادات، بشأن دراسة الأثر التشريعي للمادة 29 من القانون رقم 95 لسنة 1992 الخاص بإصدار قانون سوق رأس المال على نشاطي الاستثمار المباشر ورأس المال المخاطر، والمادتين (46 مكرر 2، و50) من قانون الضريبة على الدخل الصادر بالقانون رقم 91 لسنة 2005، فيما يتعلق بالحوافز والمعاملات الضريبية.

اشتراطات تأسيس الشركات المالية غير المصرفية

ولفت  الدكتور محمد فريد صالح، إلى إصدار قرار بشأن اشتراطات تأسيس الشركات المالية غير المصرفية، من خلال استحداث مجالات تتعلق بالتكنولوجيا، منوها إلى أنه جرى استصدار قرار منظم للشركات المنظمة لها، وإصدار 3 رخص لـ3 شركات.

مقالات مشابهة

  • بيزنس أفريكا: مصر ضمن أفضل 10 دول إفريقية في شفافية أسواق المال
  • بقيمة 110 ملايين دولار.. فرص واعدة أمام صادرات الدقيق المصري لـ5 أسواق رئيسة
  • حرب الرسوم تشتعل وتضرب أسواق المال والعملات المشفرة.. ماذا يريد ترامب؟
  • فرص تصديرية واعدة أمام صادرات الدقيق المصرى لـ 5 أسواق رئيسية
  • رسوم ترامب تهز أسواق المال وهبوط الدولار الكندي والبيزو المكسيكي
  • تباين أداء أسواق المال العربية.. ارتفاع البورصة الكويتية والسعودية والبحرينية تتراجعان
  • رئيس هيئة الرقابة المالية: الدولة تساند الشركات الناشئة للعمل في السوق
  • رئيس البورصة: حريصون على التواصل المباشر والبناء مع كل أطراف سوق المال
  • «إيد» أمينة
  • اتحاد مستثمري المشروعات: السوق العراقية مملوءة بالفرص