دبي-إبراهيم الدسوقي
قال سعادة القاضي عبد القادر موسى رئيس مركز فض المنازعات الإيجاريّة في دبي :في ظل الثورة التقنية التي نشهدها؛ يعيش القطاع العقاري في دبي تحوّلاً كبيراً في استخدام التكنولوجيا لتعزيز استدامته وجاهزيته للمستقبل؛ وهنا كان لا بدّ للمنظومة الإيجاريّة القضائيّة أن تُواكب هذا المشهد، وأن تسير في ركب التحوّل الرقمي وتتخذه نهجاً شاملاً ومتكاملاً، وقد تبنّى مركز فض المنازعات الإيجاريّة في دبي هذه المسؤولية انطلاقاً من رؤيته بكونه مرجعاً دولياً قضائياً في حل المنازعات الإيجارية والملكية المشتركة، عبر حسمها بمنظومة قضائية رقمية ومبتكرة تتسم بالسرعة والدقة لدعم الاستدامة.


تنسجم جهودنا في هذا الإطار مع مستهدفات أجندة دبي الاقتصاديّة D33 التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وضمن أهدافها التركيز على التحوّل الرقمي عبر توليد قيمة اقتصادية جديدة من خلاله، وبالتالي ترسيخ مكانة دبي عاصمةً عالميةً للاقتصاد الرقمي، ولاعباً مهماً في المنظومة الرقمية العالمية. فكيف نجح المركز في ترسيخ مكانته في صدارة المنظومة الإيجارية القضائيّة عالمياً؟
عمل المركز بكل جهد ضمن مبادراته لاستشراف مستقبل التقاضي، بتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في حل المنازعات الإيجارية، حيث أخذ مركز فضّ المنازعات الإيجارية في دبي على عاتقه تعزيز وتطوير المنظومة القضائيّة في القطاع العقاري انطلاقاً من الرؤية السديدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،”رعاه الله” الذي لطالما أكّد على أنّ العدالة هي أساس الحكم وسعادة أفراد المجتمع، لذلك عملنا بجدّ ودون كلل مع كوادرنا الوطنية المؤهلة، وسخّرنا كافة مواردنا الماديّة وتحديداً التقنيّة منها، لنواكب مستجدات العصر ونرسم مساراً استراتيجيّاً يحدّد معالم مستقبل التقاضي والتنفيذ الرقمي، والذي ينسجم تماماً مع رؤى وتوجهات إمارة دبي في ترسيخ مكانتها على الساحة الإقليميّة والعالميّة كوجهة عقارية أولى للمستثمرين».

أول منظومة قضائية بالذكاء الاصطناعي

قمنا بتطوير أول منظومة إيجارية قضائيّة رقمية في العالم تعتمد الذكاء الاصطناعي، متاحة للمتقاضين سواء كانوا داخل الدولة أو خارجها، حيث يقوم البرنامج بقراءة البيانات المدخلة وتحليلها وإصدار الأحكام دون تدخل بشري، ثم يقوم القاضي بالتدقيق على المخرجات كمرحلة أولى واعتماد الحكم، ليقوم البرنامج بإرسال الحكم لأطراف النزاع.
لا شكّ أنّ هذه التطورات تدعم نجاح المركز اللافت طيلة السنوات السابقة، فيما يتعلق بتسوية النزاعات الإيجارية والتعامل معها، حيث بلغ عدد الدعاوى المسجلة في المركز منذ إنشائه وحتى تاريخه (112,288) دعوى إيجارية، حُسم منها (108,010) دعاوى بنسبة 96%من عدد القضايا المسجلة للمركز.
ويمكن الاستدلال على سرعة ودقة التقاضي من خلال معدل مدة تنفيذ الأحكام والقرارات الإيجارية؛ ففي عام 2013 وصلت المدة إلى 10 أيام، وبعد أن تم تحويل خدمات التنفيذ إلى خدمات ذكية، وبفضل جهود فريق التنفيذ الذي يسعى على الدوام إلى تطوير أدواته، وابتكار أنظمة جديدة تسهم في تحسين آليات العمل في قطاع التنفيذ، بما ينعكس إيجاباً على راحة ورضا المتعامل؛ فقد أصبح معدل مدة التنفيذ لعام 2022 هو 4 أيام، في حين بلغ معدل تنفيذ الأحكام والقرارات 92%.
ليس هذا فحسب؛ بل نجح المركز كذلك في حل القضايا من خلال عقد اتفاقيات صلح بلغت 38,256 اتفاقيّة تم معالجتها صلحاً وديّاً، والتي بلغت قيمتها منذ بدء تسجيلها في نظام المركز نحو 147.12 مليار درهم، وقد وصل معدّل مدة الصلح في دعاوى النزاع إلى 5 أيام. وبالنسبة لأكبر القضايا التي حلّها المركز وديّاً، فقد ضمت 5 قضايا: القضية الأولى بقيمة 825.2 مليون درهم، وقضية أخرى بقيمة 775.85 مليون درهم، ثم بقيمة 690.4 مليون، و465.1 مليون، و268 مليون درهم.
رحلة التقاضي
تطوّرت رحلة التقاضي على مدار الوقت، بدءاً من تقاضٍ تقليدي في عام 2013 إلى تقاضٍ رقمي في عام 2015، ثم التقاضي عن بُعد في عام 2018، فيما بدأ التنفيذ الرقمي اعتباراً من عام 2021.
أمّا رحلة المتعامل في النظام الرقمي فتبدأ بقيد دعوى، ثم الإعلانات القضائية، ثم الجلسات القضائية، ثم الحكم والصيغة التنفيذية، ثم قيد دعوى تنفيذ، وإعلان دعوى تنفيذ، ثم سداد المطالبات المالية، وأخيراً إغلاق دعوى تنفيذ.
وتتيح آلية العمل في المركز تقديم قيد طلب لقاضي الأمور المستعجلة والوقتية، وذلك لإصدار إجراء ملزم للطرفين، ولجوء المستأجر إلى مثل هذا الإجراء يتيح حل الكثير من الخلافات بين المالك والمستأجر، وتمكن المركز بواسطة قنوات التسجيل، سواء عن طريق الموقع الإلكتروني للمركز أو عن طريق مكاتب أمين الخدمات المنتشرة في إمارة دبي، من تسهيل أمور التقاضي، إضافة إلى تخصيص موظفين لمراجعة الطلبات على مدار 24 ساعة، فضلاً عن الشراكات الوطيدة مع الجهات الحكومية التي بسطت الإجراءات وإنجاز المعاملات بين الجهات المعنية بسهولة لاختصار الوقت والجهد، وتقليص رحلة المتعامل من خلال استلام قرارات القاضي بشكل مباشر من خلال نظام المركز.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: من خلال فی دبی فی عام

إقرأ أيضاً:

الحارثي ينهي موسمه في المركز الـ6 ببطولة العالم للتحمل

أنهى المتسابق الدولي أحمد الحارثي سلسلة مشاركاته في بطولة العالم للتحمل بحصول الفريق على المركز الرابع عشر بالجولة الختامية، والمركز السادس في الترتيب للبطولة التي جرت على حلبة البحرين الدولية وبمعية زميليه بالفريق الإيطالي فالنتينو روسي والبلجيكي مكسيم مارتن على متن سيارة بي أم دبليو أم 3 (فئة جي تي 3) والتي تحمل الرقم 46 ليسجل الفريق 61 نقطة.

السباق الأخير الذي امتد لـ8 ساعات متواصلة انطلق من الساعة الثانية ظهرا وانتهى في الساعة العاشرة مساء بمشاركة عدد كبير من مختلف أنواع السيارات منها فيراري ولمبرجيني وبورشة واستون مارتن وكورفيت وغيرها من الطرازات العالمية وبحضور جمهور جيد من عشاق رياضة المحركات.

الحارثي كان أول المنطلقين خلف مقود سيارة بي أم دبليو (أم 4) وانطلق من المركز الثالث عشر حسب التجارب التأهيلية الرسمية التي جرت قبل السباق بيوم واحد، وكما كان متوقعا فإن حلبة البحرين من الحلبات السريعة والتي قد تلائم بعض السيارات ولا تلائم السيارات الأخرى، وحاول الحارثي منذ اللحظات الأولى من السباق الصعود قليلا نحو المقدمة رغم صعوبة المهم، وتمكن بالفعل من تجاوز سيارتين حتى وصل للمركز الحادي عشر وخلال الساعة الأولى وصل للمركز العاشر ومن ثم دخل مرآب الصيانة، وعاد من جديد للحلبة وهو في المركز الثاني عشر وحاول خلال هذه الفترة تحسين المركز والتقدم من جديد، لكن الوقت قد حان للتغيير مع نهاية مهمته داخل السيارة.

زميل الحارثي في الفريق دبليو أر تي الإيطالي العالمي فالنتينو روسي استلم المهمة عقب ذلك والذي حاول بكل خبرته تجاوز المتسابقين الذين أمامه لكنه واجه صعوبة بسبب إطارات السيارة والتي لم تتجاوب مع طموحات المتسابقين، ليعود روسي بعد إكماله حدود الساعة من السباق ويستلم الحارثي القيادة من جديد والذي دخل الحلبة في المركز 14 ولم يكن بالإمكان أفضل مما كان وليعود من جديد لتسليم السيارة للمتسابق الآخر مكسيم مارتن وتتم عملية تبادل المتسابقين في الفترة المتبقية من السباق دون تغيير في مركز الفريق والذي أنهاه بالمركز الرابع عشر بالجولة.

الحارثي والمدعوم من وزارة الثقافة والرياضة والشباب ومجموعة أوكيو وعمانتل واكتشف عمان وبي أم دبليو عمان أكد أن الفريق عمل كل ما بوسعه لإنهاء الموسم بشكل أفضل في المركز الحالي، لكن بعض السباقات شاقة وصعبة ولا تتناسب مع بعض السيارات والفرق المشاركة، حيث قال: لم تساعدنا الإطارات على تسجيل نتيجة قوية كما كنا نطمح له، عملنا خلال التجارب على التخطيط لكل السيناريوهات المحتملة في السباق لكن لم نوفق في تحقيق نتيجة مميزة، ولكن الحمد لله حصولنا على المركز السادس بترتيب عام البطولة نتيجة جيدة ونحن راضون عنها رغم أن طموحاتنا كانت أكبر.

وأضاف الحارثي : كان موسما طويلا ومرهقا بالنسبة لي من خلال بطولتين في عام واحد وحققنا المركز الثاني في هذه الفئة كأفضل نتيجة في هذه البطولة وقدمنا خلال الموسم سباقات قوية وحققنا عدة مراكز متقدمة، لدينا الآن سباق أخير في جدة ضمن بطولة تحدي جي تي الأوروبي العالمي نتمنى أن نوفق فيه نهاية هذا الشهر، انتهى مشوارنا الآن مع بطولة العالم هذا العام وسوف نرى ما هو قادم، وأشكر الكل هنا فريق دبليو أر تي على الدعم الفني وكذلك زميلي العالمي فالنتينو روسي وزميلي البلجيكي مكسيم مارتن على الرفقة الطيبة في هذه البطولة، كما أشكر كل الداعمين لي والرعاة في هذه البطولة على الدعم وكافة وسائل الإعلام.

مقالات مشابهة

  • ليبيا تحقق المركز الخامس في بطولة العالم للرماية
  • تنفيذ استطلاع رأي لقياس الرضا عن منظومة التواصل الحكومي
  • القابضة للاتصالات: تسليم منظومة رقمية للهيئة العامة لشؤون الحج والعمرة
  • منظومة رقمية متطورة للقدية
  • شراكة بين “القدية” و”جلوبانت” لإنشاء منظومة رقمية متطورة لمدينة القدية
  • مدير معهد الآثار لـRue20: اكتشاف تافوغالت يؤكد أن المغرب لعب دوراً كبيراً في تطور البشرية منذ آلاف السنين
  • تنفيذ 55 ألف حكم قضائي خلال 24 ساعة
  • فيرستابن يبدأ «فورمولا البرازيل» من «المركز 17»
  • فرستابن يبدأ سباق البرازيل من المركز الـ17
  • الحارثي ينهي موسمه في المركز الـ6 ببطولة العالم للتحمل