ابوالعباس الإمام  السيد احمد بن ادريس  الإدريسي الحسني كان عالماً حجة ومحققاً مصلحاً دينياً وزعيماً روحياً داعياً الى الإسلام ,درس القرآن الكريم والحديث الشريف والتوحيد والفقه والنحو والتفسير وشتى العلوم وقد
اخذ عنه الفحول من الرجال من اهل المغرب ومصر والسودان والصومال والحرميين والشام وبلاد الترك واليمن وكثير من البلاد الإسلامية, ونجح تلاميذه في
الدعوة والإرشاد نجاحا عظيماً,وكان رضي الله عنه محترماً حيث مانزل مبجلاً من الجميع لما هو عليه من خلق حسن وتواضع وانتفع بعلومه خلق كثير رضي
الله عنه وأرضاه وجمعنا به في مستقر رحمته وفسيح جناته آمين
تربيته
نشاء وترعرع وشب على تربية صلاح واستقامة وورع وقد قام بتربيته اخوه السيد الشريف مولاي محمد يقول عنه سيدي احمد في بعض دروسه وعندما
يكشف رأسه فيرى بها اثر شجاج  هذا اثر شج أخي السيد محمد إنه إذا جاء الليل وقرأت عليه العشر وفاتني حفظه يضربني باللوح ويترضى عنه فيقول: جزاه
الله خيراً نفعني كما تولى تربيته اخوه السيد الشريف عبدالله بعد اخيه السيد الشريف محمد رضي الله عنهم اجمعين,وقد حفظ رضي الله عنه القرآن الكريم وبعض
المتون ومباديْ العلوم بمسقط رأسه  ميسور وكان يكنى بأبى العباس العرائشي كما كان يلقب عند السادة السنوسية بالشفاء
مولده ونشأته
ولد مولاي السيد الشريف احمد رضي الله عنه في عام (1163هـ) بقرية تسمى " ميزورا"  تبعد عن العرائش حوالي 35 كم
نسبه
وهوالسيد الشريف احمد بن ادريس المشيشي اليملحي الحسني من ذرية سيدي يملح بن مشميش العرائشي اسلافه كلهم بالعرائش وخرجوا منها على فتنة بن
منصور التى على اثرها احتلت اسبانيا العرائش فهاجر منها اكثر المسملين من بينهم اسلاف السيد احمد بن ادريس فنزلوا بميسور وهي بلدة عظيمة  وأول من
نزل بها السيد علي لجد الثاني للسيد احمد بن ادريس  وقد كتب نسب السيد احمد وقد ذكرت سلسلة نسب السيد احمد  في عدة وثائق (عربية و انجليزية) منها ما
كتب بخط سيادة الإمام الحسن بن علي الإدريسي (الإمام الثالث للإمارة الإدريسية في المخلاف السليماني (صبيا وتوابعها) وتهامة عسير)
كذلك كتب بخط السيد احمد الشريف السنوسي الإدريسي في كتابه مختصر الشموس المشارقة والمغاربة و  كتبه جده الإمام محمد بن علي السنوسي الإدريسي
(تلميذ السيد أحمد بن ادريس و مؤسس الحركة السنوسية في ليبيا وجد ملوكهم) في مخطوطه الشموس الشارقة في أثبات سادتنا  المغاربة والمشارقة وعمود
نبذة عن بعض اجداده رضي الله عنه
السيد الشريف محمد بن يملح بن مشيش ما بين القرن الخامس والسادس الهجري وهو الجد العاشر لسيدي احمد بن ادريس رضي الله عنه توفي والده في
ريعان شبابه وتربي يتيماً كفله عمه مولانا السيد الشريف عبدالسلام بن مشيش رضي الله عنه وقد تزوج رضي الله عنه ابنت عمه السيد عبدالسلام بعد خلاف
بينه وبين عمه السيد عبدالسلام في مسألة الزواج  تدخل عمه السيد موسى الرضي بحل هذا الإشكال  فتزوجها وانجب منها السيد عبد الغفار رضي الله عنه
والسيد عبدالجبار وهو جد سيدي احمد بن ادريس التاسع رضي الله عنهم جميعا.


صفاته
كان معتدل القامة.ابيض اللون مشرباً بحمرة خفيف اللحية ملتفها فصيح اللسان واسع العينيين قوي الجنان كامل الفطنة متوقد الذكاء رحب الصدر لايمله جليس
جواد كريم كثير الصمت الاعن ذكر الله تعالى صافي السرير صادق اللهجة قال عنه السيد محمد الحسن الميرغني الإبن الأكبر للسيد محمد عثمان الميرغني
مع شدة جماله كأنه سبيكة لجين
عاداته
كان يلبس العمامة على القلنسوة ويرسل لها عدية وكان يقصر الثياب وكان يتناول ماهو خفيف جداً كاللبن في الإفطار وكان عند ابتداء التدريس والمطالعة يبتديء
بالسواك وكان يكرم الوافدين ويعود المرضى وتلطف معهم ويدعو لهم وكان يعقد مجالس الصلح بين القبائل وكان ينتصر للمظلومين ويكاتب الأمراء ويراسلهم
في ذلك ومن ضمنها رسالته الى الامير على بن مجثل رحمه الله وهي تخص مظلمة السيد محمد بن ابي بكر صائم الدهر رحمه الله من بعض الولاة من طرف
الأمير ويبين قبح الظلم وكيف ان ظلم آل البيت اشد قبحاً لأنه قطع لمودة الرسول صلى الله عليه وسلم
مشايخه وسنده
درس على يد اخيه السيد محمد في ميسور بالمغرب
ما إن دخل الإمام السيد أحمد بن إدريس سن الشباب حتى لازم أهل العلم، وتتبع مجالس العلماء وتحمل الكثير من المشقة في سبيل تحصيل العلوم النافعة، والأسانيد
العلمية العالية، ومن كبار الشيوخ الذين أخذ عنهم علامة المغرب المحقق الشيخ محمد التاودي بن سودة المري (المتوفى سنة 1209هـ) وعنه روى الكثير من
الأسانيد، والشيخ محمد عبدالكريم بن علي الذهبي الشهير باليازقني (ت سنة 1199هـ) والعلامة أبو محمد عبدالقادر ابن شقرون( ت سنة 1219هـ) والعلامة
اللغوي محمد المجيدري الشنقيطي، والشيخ المعمر السيد عبدالوهاب التازي الحسني والشيخ أبو القاسم الفاسي الملقب بالوزير، وقد ذكر السيد أحمد بن مصطفى
الإدريسي في كتابه (من أعلام الصوفية) أن للإمام أحمد أسانيد من طرق أخرى على كثير من العلماء، وبعد أن أتم دراسة العلوم أذن له مشايخه بالتدريس
والفتوى فعقد مجالس العلم التي جلس له فيها بعض شيوخة الأوائل بالمغرب.
ودرس وتلقى العلم بمدينة فاس بجامع القرويين على كثير من العلماء سافر اليهم وقد بذل جهداً متحملاً كل مصاعب الوصول اليهم.
اما سنده فهو السيد عبدالوهاب التازي عن السيدعبدالعزيزالدباغ وسنده متصل ومعروف لأهل هذا العلم
رحلاته
"ودخل مكة  آخر عام 1213هـ ومكث في الحرمين الشريفين ما بين مكة والمدينة والطائف ما يقرب من ثلاثين سنة قضاها في التدريس ونفع العباد وإرشادهم إلى
الطريق المستقيم ودعوتهمإ لى العمل بما يحتمه عليهم دينهم الإسلامي وخرج من مكة إلى الصعيد بمصر مرتين – أو ثلاثاً – وقام بالدعوة إلى الله
وأخذ في الصعيد عن الشيخين الجليلين حسن بن حسن القنائي والشيخ محمود الكردي .ثم عاد إلى مكة المكرمة دون إقامة طويلة وإنما كانت في تلك المرتين
حوالي خمس سنوات فقط ولم يبق خلال هذه المدة عالم من علماء الحرمين
الشريفين أو ممن يفدون إلى الحرمين إلا وتتلمذ له وأخذ عنه
وفي مدة وجوده بمكة عام 1218هـ دخلها السعوديون وكانوا يطلقون عليهم الوهابيين لاتباعهم للشيخ محمد ابن عبد الوهاب داعية نجد ،
وكان أميرهم إذ ذاك الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود
عام 1220هـ وتولى ابنه الإمام سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد بن سعود ودخل الحجاز ثانياً عام 1221هـ ومكث السعوديون بالحجاز سبع سنوات ، ثم حاربهم حاكم مصر
محمد على باشا بأمر من الحكومة العثمانية وأخرجهم عام 1228هـ وكان أمير مكة إذ ذاك من الأشراف ذوي زيد واسمه الشريف غالب بن مساعد"
"وذكر في نفس المصدردخول الأمير سعود بن عبد العزيز لمكة واجتماع السيد أحمد بن إدريس به
كان للسيد أحمد بن إدريس أتباع كثيرون وكان بعضهم تصدي للرد والقدح في معتقد الشيخ محمد بن عبد الوهاب فلما قدر الله وجاءت الجيوش السعودية لاحتلال مكة قال هؤلاء العلماء للسيد أحمد بن إدريس أخرج بنا من مكة لأنهم إن وجدونا بطشوا بنا فقال لهم رحمه الله ورضي عنه
 : أنني لا آمر أحداً منكم بالخروج من مكة ولا أنهاه غير أنني أقول لكم من جلس فلا يلحقه إلا
الخير إن شاء الله تعالى وأنا جالس ، فهرب بعضهم وجلس البعض
وبعد وصول الأمير سعود ودخوله مكة وكان شديداً ومتعصباً في مذهبه جاءه السيد أحمد بن إدريس حسب العادة للتهنئة والسلام عليه فقابله بحفاوة بالغة وأكرمه إكراماً عظيماً وألبسه مشلحا
بيده وقال له يا شيخ كنا أحق بزيارتك ولا كنت تكلفك نفسك ثم اصدر أوامره على كافة عماله بعدم التعدي على أحد ممكن ينتمي إلى السيد ، كما عفا عن أصحابه الذين كانوا يطعنون في معتقد الشيخ محمد بن عبد الوهاب
  وكان الإمام سعود الكبير هذا أمر بتقتيلهم ولو وجدوا متعلقين بأستار الكعبة فعفا عنهم وحقن دماءهم ،  فتعجب الناس لهذا التسخير الإلهي
ثم أن السيد أحمد بن إدريس أمر أتباعه بعدم المجادلة أو المناظرة مع أي إنسان ، وإذا سئلوا عن أي قول أو مذهب يقولون : لا إله إلا الله فقط . وصار هذا ديدنهم مدة وجود السعوديين بمكة
وهو من عام 1121هـ إلى غاية عام 1228هـ"
(المصدر: الفوائد الجلية في تاريخ العائلة السنوسية للشيخ عبد المالك بن علي)
وفي مقالة نشرت عبر الموقع الإلكتروني لوزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية بعنوان العلاقات الفكرية بين المغرب وإفريقيا جنوبي الصحراء عبر
العصور اشار جان هانويك أستاذ التاريخ بجامعة نورثويستيرن وهو صاحب المقالة بالتالي
 والواقع أن الطريقة التي اتخذت اسمه (الإدريسية)، لم تظهر ولم تعرف شهرتها ـ التي أصبحت عليها ـ إلا بعد وفاته، وذلك من خلال عدد من مريديه، الذين استقلوا
وأقاموا عدة زوايا باسمهم الخاص في نواحي مختلفة من إفريقيا؛ أشهرها، الطريقة السنوسية بليبيا
وتصدر طريقة الشيخ سيدي أحمد بن إدريس في سلوكها عن النهج النبوي، بحيث يتم تربية المريد على السنة النبوية بصرامة بالغة. وهذا ما جعل الطريقة تجد قبولا حتى
بين العلماء لمناهضين للتصوف والطرقية، باستثناء الوهابيين بالحجاز
العائلة الإدريسية في المخلاف السليماني و تهامة عسير  
خلف السيد أحمد بن إدريس من الأبناء:
السيد محمد المشهور بالغوث وهو جد الاسره التي حكمت سابقا في المخلاف السليماني (صبيا وتوابعها) وتهامة عسير
وأجزاء من اليمن و احفاده كلهم الان في الحجاز و هم محصورون في ابناء الامام محمد بن علي بن محمد الغوث الادريسي و ابناء اخيه الامام الحسن بن علي الادريسي
السيد عبدالعالي ويعرف بعبد المتعال في صعيد مصر   جد الفرع الموجود اكثرهم الان في مصروبالتحديد في قرية الزينية التابعة للأقصر بالصعيد وبعضهم في السودان و البعض منهم مع ابناء عمومتهم في المملكة العربية السعودية
 السيد مصطفى له بنتان توفيتا بعده
السيد الحـــسن (لم يعقب) و توفي عام 1267هـ
السيد عبدالجبار. (لم يعقب)
وأما السيد محمد (المولود في الطائف) فكان عمره حين وفاة والده 36 عاماً وعاش بعد والده 52 عاماً ، وخلف السيد محمد ولداً واحداً هو السيد على بن محمد بن أحمد بن إدريس الإدريسي
، كان عمره حين وفاة جده الإمام رضي الله عنه أربع سنوات فقط حيث كانت ولادته عام 1250هـ ثم عاش بعد جده 70 عاماً قضاها في عبادة الله والدعوة إليه وكان من أكابر الصالحين
وهو الذي أسس العائلة الإدريسية في تهامة عسير ورفع شأنها ونشر طريقة جده وأحيا ذكره ما بين المخاليف والقبائل وجمعهم والتفوا حوله واتبعوا دعوته ، وأنجب رحمه الله أربعة أولاد ذكور هم:
 السيد محمد بن على الإدريسي (مؤسس إمارة الأدارسة بتهامة عسير)
وله اربعة ابناء الإمام السيد علي الإمام الثاني بتهامة عسير والسيد عبدالوهاب والسيد عبدالعزيز والسيد محمدالحسن
 السيد الحسن بن على الإدريسي (الإمام الثالث للإمارة الإدريسية)

وله ثلاثة ابناء السيد احمد والسيد محمدالشريف والسيد علي
 السيد أحمد بن على الإدريسي
 السيد الحسين بن على الإدريسي
فأما السيد أحمد فكبر وتوفي قبل أن يتزوج ولم يعقب وكذلك السيد الحسين، أما السيد محمد اشتغل أولاً بطلب العلم في صبيا ثم انتقل منها إلى مكة وطلب بها العلم ، ثم انتقل إلى الأزهر
بالقاهرة وتمم فيه دراسته ونال قسطاً وافراً من العلوم وبرع فيها ثم رحل من مصر إلى ليبيا و بالتحديد مدينتي الجعبوب و الكفرة حيث إقامة الإمام السيد محمد المهدي السنوسي الإدريسي
وزاره بها ومكث عنده مدة وأخذ عنه ثم عاد إلى صعيد مصر وزار أبناء عمومته آل السيد عبد العالي الإدريسي بالزينية ، وفي عام 1323هـ عاد إلى صبيا موقع رأسه قبل وفاة والده
وكانت عودته بطلب ملح وسريع من والده ومن مريدي ومحبي والده وشيوخ القبائل ، وبعد عودته بقي مع والده قريباً من سنة ونصف ثم توفي والده رحمه الله تعالى وقام هو مقام والده
بالدعوة إلى الله والإرشاد فغار منه الأتراك الموجودون بجيزان وعسير والحديدة وأرادوا أن يكيدوا له ويقبضوا عليه ويرسلوه إلى استانبول مركز الخلافة فحال دونه أهل تهامة قاطبة
وحاربوا الأتراك حتى أجلوهم من تلك الجهة ، وأقاموا أميراً عليهم ، وبذلك تأسست الإمارة الإدريسية وتوسعت حتى جبال " فيفا " في ناحية نجران وحتى الحديدة.
رسائله واثاره
له رسائل عديده الى اصحابه ومريديه كانت علميه   كرد على اسئلة وبعضها ارشاديه وممن وجدت رسائلهم وراسلهم الشريف عبدالله بن محمد,الأمير على بن
مجثل,الشيخمحمد بن جعفر,القاضي حسن بن احمدعاكش,الشيخ عربي الهواري,السيدالشريف عبدالرحمن الأهدل مفتي زبيد,السيد الشريف عبدالرحمن بن صائم
الدهر,السيد محمد بن عثمان الميرغني, الشيخ مكي بن عبدالعزيز , الشيخ محمد المجدوب كما توجد رسائل لتلميذه السيدالشريف  محمد بن علي السنوسي بمكتبة
السيدالشريف عبدالمنعم المأمون  الإدريسي رحمه الله كما توجد رسائل منه رضي الله عنه الى الشيخ على عبدالحق القوصي وله رضي الله عنه اثار في مكه
المكرمة مسجد الشوشان  والجعفرية وزاوبة جبل ابي قبيس وفي جدة مبنى لإقامة الحجاج  كان يقوم عليه رجل برقاوي يدعى ظلمة ثم خلفه رجل يدعى عبدالله
وهو ماوجد مكتوب بوثيقة بدار الوثائق المركزية بالخرطوم وفي صبيا مسجد بصبيا حيث كان يقيم وفي مصر مسجد  بقرية الزينية قبلى مركز الأقصر مسجد
بقرية  ديراسنا مركز اسنا مصلى بشارع الأمة بالقاهرة
ذريته
خلف من الأبناء (1) السيد محمد المشهور بالغوث(2) السيد عبدالعالي(3) السيد مصطفى(4) السيد الحـــسن (5)السيد عبدالجبار
وله رضي الله عنه ثلاث شريفات
وقد انحصرت ذرية السيد احمد في إبنه الإمام السيد محمد(الغوث)  والإمام السيد عبدالعالي اما السيد الحسن
فقد توفي عام 1267هـ ولم يكن له ذرية وكذلك السيد عبدالجبار اما السيد  مصطفي فكان له بنتين توفيتا بعده
مرضه ووفاته
مرضى رضي الله عنه مرضاً الزمه الفراش وكانت تقوم بتمريضه زوجاته لاسيماوالدة نجله السيد الشريف  عبد العالي كما ذكر السيد الشريف الإمام محمد بن
الإمام علي الإدريسي في كتابه الأوراد الإدريسية ولما توفي الى رحمة الله تعالي وكان ذلك ليلة السبت بين المغرب والعشاء في 21من رجب سنة 1253هـ
وتولى غسله تلميذه الصالح الشيخ احمد عثمان العقيلي وصلى على جثمانه العلامة الولي السيد الشريف  يحي بن محسن النعمي السليماني الحسني بتقديم
السيدالشريف  محمد بن الإمام له وذفن بصبيا بتهامة عسير قال فيه القاضي حسن الشوكاني: (صفاء قلبه على وجهه يلوح ونوافح مسك الحكمة من فيه تفوح
وقال السيدالشريف  محمد بن علي السنوسي: (ماتخدناه شيخاً وإماماً  أياماً معلومة مقيدة بالحياة وإنما أتخذناه شيخاً وإماماً وحجة فيما بيننا وبين الله دنيا وآخر)
قال الشيخ ابراهيم الرشيدي: (اللهم لاتجعل لي مع سيدي احمد إسماً ولارسماً قال القاضي حسن بن عاكش: (إنه ملك العلم بأزمته والعرفان بكليته وجزئيته وإن الله
الذي خلقه في أحسن تقويم وحباه بالفضل العظيم) وقال السيد الشريف  عبدالرحمن الأهدل: (تتلمذ له كل عالم نحرير وكانت كفه للفتوى عوضاً عن التحرير

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السيرة الذاتية السید الشریف الإمام السید رضی الله عنه محمد بن علی الشیخ محمد الشریف عبد السید احمد السید محمد سیدی احمد السید عبد رحمه الله کثیر من بن محمد بن عبد حسن بن ما بین فی عام

إقرأ أيضاً:

ثَبَتُ فَلَج ذي نَيْم.. وثيقة من القرن الخامس الهجري

كانت الزيادة على متون الكتب عند العمانيين أمرًا سائغًا ومنتشرًا اشترك فيه الخاصة والعامة، ولذلك نرى في كتب المتقدّمين عبارات تفيد الزيادة نحو قولهم: «ومن غيره»، أو «ومن الزيادة المضافة» أو نحوها، ثم يعقبها نص من غير كلام المؤلف في الكتاب. وثمة من يرى أن الزيادات مما ابتلي به التراث العماني لِما ترتب عليها من خلط بين نصوص المؤلفين وغيرها، بيد أن تلك الزيادات - من الزاوية المضيئة – حفظت لنا نصوصًا كثيرة من مصادر مفقودة أو مما كاد أن يُفقَد لولا أنه مما زِيدَ على كتاب.

يحفل كتاب (بيان الشرع) لأبي عبدالله محمد بن إبراهيم بن سليمان الكندي السمدي النزوي (ت:508هـ) بوثائق كثيرة يصدق على بعضها حكم الزيادات على متن الكتاب، ويحتمل أن البعض الآخر من أصل الكتاب. ولمّا كانت الزيادات على هذا الكتاب قد لبثت قرونًا متطاولة، فإنه ليس عجيبًا أن نقف في كثير من نُسَخ أجزاءه على وثائق ضمن الزيادات، وهي إما تخللت متن الكتاب أو زيدت عليه بعد الخاتمة. ومن بين تلك الوثائق ما يرجع إلى العصور الإسلامية قبل زمان المؤلف أو في عصره، أو مما زيد على الكتاب بعد المؤلف حتى زمان متأخر عنه بقرون.

ونتعرض في هذه السلسلة لعدد من الوثائق التي نُقِلت في الكتاب، ابتداءً بوثيقة مؤرخة سنة 428هـ أي قبل وفاة المؤلف بنحو ثمانين سنة، وهي ضمن مجموعة من الوثائق التي وردت في الجزء التاسع والثلاثين من الكتاب وموضوعه فقه الأفلاج. ولفقه الأفلاج أثر بالغ في نقل الصورة الحضارية لحياة القرى وإعمار الأرض العمانية طوال عصر التأليف.

تصدّرت نقل الوثيقة عبارة «قال غير المؤلف للكتاب والمضيف إليه: وهذه مسألة وجدتها في أوّل صفح ورقة من الورق المبيض، لأوّل الكتاب، فكتبتها في هذا الباب وهي هذه: في فلج ذي نيم عن أبي عبد الله محمّد بن إبراهيم بن سليمان الكندي –رحمه الله-، وصلتُ إلى أبي بكر أحمد بن محمد بن الحسن السعالي، وسألتُه عن ثَبَتٍ كان أثبته والده في أمر فلج ذي نيم، فأحضره، فإذا هو مكتوب....» ثم نقل نص الوثيقة: «بسم الله الرحمن الرحيم. حضرنا يوم الأحد لعشر خَلونَ من ربيع الأوّل سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، إلى حيث يخرج فلج ذي نيم، ورأيناه له شريحًا مغربًا من حدّ القلعتين اللتين يخرج الماء شرقي ساقيته إلى المغرب، نحو خمسة وثلاثين ذراعًا مختلطًا بالساقية الشرقية. وكتب ذلك محمّد بن أحمد بخطّه، بمحضر من ولده أحمد بن محمّد بن عبد الله المعلّم. وقال أبو بكر أحمد بن محمّد: إنّ محمّد بن عبد الله المعلّم هو جدّ محمّد وعمر ابني عبد الله بن محمّد بن عبد الله، وكان اليوم الذي وصلت فيه إلى أبي بكر أحمد بن محمّد، وسألته عن هذه الثَّبَت يوم الاثنين لسبع ليال بقين من ذي الحجّة، من سنة تسع وسبعين وأربعمائة»، ويتبع هذا النقل تأكيد له بنقله من مصدر آخر، وعلق على ذلك الناقل بقوله: «وهذه مسألة نفسها وجدتها في آثار المسلمين فأعدتُ كتابتها لزيادة وثائق فيها عما قد كتبتُ، فأعدتُها كذلك» وعبارته صريحة في أن النقل الثاني فيه ما ليس في الأول، وقد جاء في آخر النقل: «ووجدتُ هذا الثبت في كتاب لمحمد بن المفدى، ومكتوب فيه أحسب أنه بخط أحمد بن محمد بن صالح: قال أبو عبدالله محمد بن موسى بن سليمان: إن هذا الثَّبَت الذي في هذا الصفح بخط أبي عبدالله محمد بن إبراهيم بن سليمان، وكان قوله هذا بمحضر من أبي علي موسى بن أحمد المنحي، وأحمد بن محمد بن صالح، وكتب أحمد بن محمد بن صالح هذا في سنة سبع وعشرين وخمسمائة، وكتب أحمد بن محمد بن موسى بن سليمان هذا الثبت عشية الاثنين لتسع بقين من شهر شعبان سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة». والمتأمل في تأريخ الوثيقة التي سُمِّيت بـ «الثَّبَت» يجد فيها أخبارًا قد تنقدح في ذهنه بشأنها تساؤلات عدة، منها أن مؤلف كتاب بيان الشرع هو من وصل إلى أبي بكر أحمد بن محمد بن الحسن السعالي وسأله عن «الثَّبَت» الذي كتبه والده، ثم إنه بين تأريخ الوثيقة وسؤاله عنها نحو نصف قرن من الزمن، إذ سؤاله عنها كان سنة 477 أو 479هـ ثم وردت تواريخ أخرى في النقل التالي برواية فيها بعض الاختلاف، أولها تعليق أحمد بن محمد بن صالح سنة 527هـ، وكتابة أحمد بن محمد بن موسى بن سليمان هذا الثبت نقلًا سنة 533هـ، أي أن النظر في تلك الوثيقة وتداولها بين أولئك الفقهاء وفق هذه النصوص لبث نحو قرن من الزمن. أما استخلاص ما يتصل بالأعلام من أخبار، والألفاظ الحضارية ومعانيها ودلالاتها، والأماكن وما يرتبط بها فإن المقام به يطول، غير أنه مما قد يتبادر في شأن محمد بن الحسن السعالي الذي حُكِي أنه شيخ أبي سعيد محمد بن سعيد الكدمي (ق4هـ) ألا يكون هو المذكور هنا، والرواية الأخرى في أحد هذه النقول أن المسؤول أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن السعالي، ولعل ذلك أقرب بقرائن الأزمنة والأحوال. وفي الوثيقة من الألفاظ الحضارية: الشريح، والساقية، وهما من مصطلحات الأفلاج، فالساقية معروفة، والشريح - فيما أحسب- يُطلَق عليه في بعض البلدان: الشَّرَح، وهو الساقية المكشوفة خارج الأموال على مقربة من شريعة الفلج.

مقالات مشابهة

  • ليزدادوا إيمانًا.. من إطلالة السيد القائد البدر
  • السيد حسن نصر الله: قائد المقاومة ورمز الصمود
  • أحمد البهي: الإمام علي زين العابدين قدوة في العبادة والعلم والتضرع إلى الله |فيديو
  • أحمد البهي: الإمام علي زين العابدين قدوة في العبادة والعلم والتضرع إلى الله
  • المرجع السيد السيستاني بستقبل الطبيب العراقي محمد الموسوي
  • أحمد موسى: ترامب زق زيلينسكي إمبارح 3 مرات وكان ناقص يوقعه من على الكرسي
  • بقرف من البوس .. فريدة سيف النصر ترد على سؤال يخص نور الشريف
  • ثَبَتُ فَلَج ذي نَيْم.. وثيقة من القرن الخامس الهجري
  • (نص + فيديو) كلمة السيد القائد في استقبال رمضان 1446هـ
  • قراءة تحليلية لخطاب السيد القائد في اللقاء الموسع لاستقبال رمضان