يواجه نظام التعليم في لبنان تحدّيات عدة، تفاقمت مع الأزمة الاقتصادية في البلاد، واستفحلت اليوم مع الحرب الاسرائيلية على لبنان وتحوّل المدارس الرسمية إلى مراكز إيواء للنازحين، مما حال دون تمكّن عدد كبير من الطلاب من متابعة دراستهم. وحرمت الحرب الإسرائيلية على لبنان قرابة ألاف الطلاب من مقاعدهم الدراسية، وأصبح مستقبلهم مرهونًا ببعض المبادرات التعليمية هنا وهناك.


ينقسم الرأي العام اليوم، حول قضية العودة تثير العودة إلى الروتين المدرسي مشاعر متضاربة. فمن ناحية، ندرك أهمية الروتين في خلق شعور بالاستمرارية وتعزيز المرونة الشخصية والاجتماعية. ومن ناحية أخرى، تنشأ مخاوف طبيعية في ظل الوضع الأمني المعقد.
وفي هذا السياق أكدت مدرسة كوليج يونيفرسال أن "قرار العودة الى المدرسة جاء بعد التشاور على نطاق موسّع مع الأسرة التربويّة بكلّ مكوّناتها، بهدف إنقاذ العام الدراسي، انطلاقًا من إصرارنا على عدم ضياع السنة الدراسيّة مهما بلغت قساوة الظروف. حيث نسعى بكل جهد كي لا تحدث فجوة بين تلامذة يتمكّنون مِن الدرس حضوريًا أو عن بعد، وآخرين لن يتمكنوا من ذلك في الوقت الحاضر".
وقالت ادارة المدرسة أن "على الرغم من كل التحديات، قررنا إعادة استكمال السنة الدراسية، لأن الوضع التربوي اليوم دقيق جداً، خصوصاً مع مروره عبر السنوات الماضية بهزات كثيرة، ولم يتم بعد وضع خطة طويلة الأمد لهذا القطاع، بالرغم من أن الحرب متواصلة منذ عام، وطلاب الجنوب معظمهم من دون مدارس".
وأشارت المدرسة الى ان قرار وزير التربية ملزم للمدارس الرسمية، ولكنه غير ملزم للمدارس الخاصة التي بدأت اعتباراً من الاسبوع الماضي بالعام الدراسي عن بعد او التعليم المدمج ما بين الحضوري و"الاونلاين"، مشيرة على ضرورة البدء بالعام الدراسي مهما كانت الصعوبات، لأن المدارس قادرة على التعليم حضورياً وعليها فعل ذلك، لكن تبقى المشكلة الأساسية في النازحين والمدارس الرسمية وكيفية معالجتها.
ولفتت المدرسة الى ان هناك العديد من المدارس في مناطق آمنة يمكن ان تفتح ابوابها للتعليم الحضوري وبدء العام الدراسي بشكل طبيعي جداً، فيما يبقى الخيار مفتوحاً للمدارس التي تقع عند خطوط التماس.
وقالت "فقد درسنا في الحرب الأهلية تحت الرصاص والقنص، لكن لم يكن من المفترض صراحة أنْ تتحوّل كلّ المدارس الرسمية إلى وجهة للنازحين، فعلى الرّغم من الظروف الصعبة، يُمكن استكمال التعليم لكن بعد تقسيم التوقيت بين دراسة قبل الظهر لأبناء المدينة، وبعد الظهر للنازحين مثلاً كيّ تسنح الفرصة للجميع للتعلّم، لكن حينما تُنسى المدارس الرسمية، فهنا بتنا نتحدّث عن كارثة تربوية قادمة وليست الأولى من نوعها".
واضافت ادارة المدرسة بأنّ "المدارس أكثر أمنًا من المنازل ومن مراكز الإيواء، وأكثر فائدة على الطالب من أي مكان آخر، ومن هذا المنطلق فإنّنا نصرّ على التعليم الحضوري في المناطق الآمنة، والخيار الأمثل بترك كلّ مدرسة تفتح أبوابها بحسب استطاعتها، على أن يتمّ البحث في وقت لاحق في كيفية التعاون مع المدارس الرسمية من أجل المساعدة في تأمين التعليم للجميع".
في الختام، قالت المدرسة انه "على الرغم من التحديات، فإن العودة إلى الروتين المدرسي هي فرصة لتعزيز المرونة الشخصية والاجتماعية. من خلال الاهتمام والتفهم والدعم، ويمكننا أن نساعد أطفالنا ليس فقط على التعامل مع الموقف، ولكن أيضًا على النمو منه. معًا سنتجاوز هذه الفترة ونخرج منها أقوياء".
وتقول معلمة اللغة العربية "ريتا انطون" أن من المهم أن نتذكر أن الحرب تؤثر على كل واحد منا بشكل مختلف. في تعاملنا مع الأطفال العائدين إلى المدرسة، يجب أن نأخذ في الاعتبار كل التغييرات في بيئتهم، تغيرات مكان الإقامة، وأكثر من ذلك. وعلى الرغم من أننا لا نستطيع منع هذه التغييرات، إلا أنه يمكننا تسهيل التعامل معها.
وبرأيها، فإن الحل الأمثل في ظروف الحروب هو استخدام كل الوسائل الممكنة من أجل تعليم الأطفال مهارات حياتية بسيطة، تساعدهم على التفريغ النفسي وتعلّمهم القدرة على دعم الذات. وتقول إنه على الجهات الرسمية حصر قوائم بأسماء المعلمين الذين بإمكانهم تنفيذ مبادرات تعليمية والإشراف عليها ودعمها قدر المستطاع.
وطالبت انطون بأن "تكون الخطة الجديدة شاملة بحسب كل شخص وكل مؤسسة بحسب حاجتها، وإيجاد حلول سريعة، ووضع التعليم ضمن الأولويات. ويمكن زيادة أشهر السنة الدراسية، وإلغاء بعض الأعطال السنوية، لتحصين أطفالنا بالعلم والعمل، خصوصاً لذوي الاحتياجات الخاصة الذين لا يستطيعون التعلم عن بعد بل يحتاجون إلى اختصاصيين".
وقالت أنه "كان يوم الاثنين هو يومنا الأوّل وسجّلنا غياب عشرات التلاميذ الذين لم تُرسلهم أمهاتهم خوفاً من الحرب، وربما هناك أسباب أخرى سنستعلم عنها لاحقاً".
وأكدت أن "الظروف صعبة اليوم مع استعمال 75 في المئة من المدارس الرسمية كمراكز إيواء للنازحين، ووجود 45 ألف أستاذ خارج نطاق مراكز أعمالهم أو مناطقهم، و546 ألف تلميذ نازح".
واشارت انطون أنه على الرغم من الخوف السائد، فإنّ وظيفة المعلم الأساسية ليست التدريس، بل بناء ثقافة ووعي، وعن ذلك تقول: "منذ اليوم الأول للعودة الى الدراسة رأيتُ أنّ الحديث مع الطلبة مهم وهذا ما فعلته، سألتهم عن مشاعرهم وحاولت أن أشعرهم بالطمأنينة".
"حسين ومنى" شقيقان نجحت عائلتهما برفقة طواقم الدفاع المدني في اخراجهما من منطقتهم المشتعلة بنيران الحرب، حسين الذي كان قد بدأ عامه طالبا في الصف الثاني، حزين على قرطاسيته التي لم يستطع إنقاذها من الركام.
تصف بتول انقطاع أولادها عن الدراسة بمأساة حقيقية، وتقول ان الوضع اليوم لا يسمح بفتح المدارس والتعليم، فالعدو همجي واولادنا عرضة للخطر، مشيرة الى ان العديد من الطلاب او الاساتذة قد تركوا منازلهم، سواء بفعل النزوح او الهجرة، وبالتالي من الصعب عليهم الالتحاق بالصفوف حضوريا.
واعتبرت بتول أنّ "الواقع الحربي يستنزف التعليم الرسميّ ولا يُنصف أبناء المؤسسات التعليمية الحكومية. ونحن نرفض خسارة العام الدّراسي. أما من جهة التعليم عن بعد فمشاكله لا تحصى ولا تعد ان لناحية عدم توفر الكهرباء بشكل دائم او لناحية عدم توفر الانترنت المطلوب. وما زاد الطين بلّة ازدياد أعداد النازحين الذين يحاولون تدبّر أمورهم في أماكن نزوحهم بعيداً عن منازلهم وقراهم، وعدم توفر الظروف الملائمة للعودة إلى المدرسة، إضافة إلى عدم معرفة الأهالي كم ستطول الحرب لاتخاذ قرار تسجيل أولادهم في مدرسة في منطقة نزوحهم".
وختمت قائلة: "أخطر ما في الحياة التوقف عن التعليم، فهذا أسوأ أمر يمكن أن يحصل في المجتمع، وغالباً ما يواجه الآباء صعوبة في معرفة أفضل السبل للاستجابة لأولادهم في هذه الظروف، ويمكننا البدء بالشرح للأبناء مقدار وأوجه العنف الفظيع الذي يُرتكب حولهم، مع التذكير دوماً بأنّها حالة مؤقتة، وسنتغلّب عليها ونتجاوزها".
وبين التعليم الحضوري والتعليم الافتراضي واللاتعليم، يبقى التلامذة النازحون القابعون في المدارس طلبا للأمان لا للعلم هم الخاسر الأكبر. وعليه، فإن المشهد التربوي الحالي هو قمة في التناقض والضياع وفيه من كل شيء: تلامذة عادوا إلى مقاعد الدراسة، تلامذة في المنازل ووراء الشاشات الذكية يتعلمون افتراضيا من خلال الـ"online" وتلامذة في المنازل وفي مراكز الإيواء من دون تعليم. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: المدارس الرسمیة العام الدراسی على الرغم من عن بعد

إقرأ أيضاً:

وزير التربية والتعليم: العمل على تعظيم الاستفادة من مدارس التعليم الفني في المحافظات المختلفة

تفقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ومرافقوه، في أثناء جولته التفقدية بعدد من المشروعات الخدمية والتنموية التي يقوم بها اليوم بمحافظة أسيوط، مدرسة أسيوط الثانوية الزخرفية بحي غرب ومعرض منتجات التعليم الفني القائم بها، حيث تُعد المدرسة نموذجا لمدارس التعليم الفني لما تقدمه من تعليم جيد والتدريب المؤهِل لطلابها.

وأوضح/ محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أنه في ضوء توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بالاستمرار في تطوير التعليم الفني بمختلف السبل المتاحة والممكنة وتحسين جودته، وتزويد الطلاب بالمهارات اللازمة، يتم العمل على تعظيم الاستفادة من مدارس التعليم الفني في المحافظات المختلفة وتعزيز إمكاناتها التي تتيح فرص التدريب والتصنيع والابتكار لطلابنا.

فيما أفاد/ محمد إبراهيم الدسوقي، مدير مديرية التربية والتعليم بأسيوط، بأنه تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية والحكومة، كرست المديرية الجهود حول الاستفادة من الإمكانات المتاحة بمدارس التعليم الفني سواء التعليم الصناعي أو التعليم الزراعي من خلال المشاركة مع المجتمع الأسيوطي في عدة مبادرات قامت بها المحافظة؛ مثل: سوق اليوم الواحد، السوق الحقلي، بايد ولادنا نبني بلادنا، بأيدينا نجملها، بذرة أمل، ومعا لمحاربة الغلاء. لافتا إلى أن عملية تدوير الرواكد لتقليل الفاقد تُعد أيضًا من بين أهم المبادرات والاستفادة من إمكانيات التعليم.

ونوّه مدير مديرية التربية والتعليم بأسيوط إلى أن مدرسة أسيوط الثانوية الزخرفية تقدم نموذجا رائدا لتلك الجهود التي تتم في سبيل تعزيز جودة التعليم الفني داخل المحافظة بما يعود بالنفع على أبنائها، موضحًا أن المدرسة تحتوي على ورش مجهزة وماكينات تم توفيرها من خلال المشاركة المجتمعية وتخدم معظم مدارس التعليم الفني داخل أسيوط. وتقوم المدرسة بإنتاج منتجات خشبية وتقدم التدريب المطلوب للطلاب.

وفي إطار ذلك حرص رئيس الوزراء على تفقُد مراحل التصنيع داخل ورش مدرسة أسيوط الثانوية الزخرفية، وتفقد في البداية مرحلة الفرز للأخشاب التي يعاد تدويرها، وكذا ورش نجارة الأثاث، إضافة إلى المرور على الماكينات الخاصة بمراحل التشغيل المختلفة ومراحل تدوير الأخشاب.

كما تفقد ماكينة تم تزويد المدرسة بها عن طريق المشاركة المجتمعية، وتقوم بتحويل الأخشاب التالفة إلى نشارة ومنتج يُستخدم كمُدخل في مزارع الثروة الحيوانية والداجنة وذلك باستخدام الوقود الحيوي والطاقة البديلة.

وخلال زيارته للمدرسة الثانوية الزخرفية أيضًا، تفقد الدكتور مصطفى مدبولي معرض المنتجات النهائية للورش الذي يُقام داخل المدرسة الثانوية الزخرفية ليعرض منتجات مدارس التعليم الفني بالمحافظة، ومنها منتجات خشبية مثل غرف النوم والطعام وغيرهما، وأبدى إعجابه بالمنتجات المعروضة.

وأجرى الدكتور مصطفى مدبولي حوارا مع الطلاب داخل المدرسة، ومنهم طالبة من ذوي الهمم، للتأكد من جودة العملية التعليمية والاطمئنان على الاستفادة من الورش والتدريب المتوافر. كما أجرى حوارا مع المدرسين حول المنتجات والتصنيع ومراحله.

فيما أكد/ محمد إبراهيم الدسوقي أن ذلك النموذج من التعليم والإنتاجية ينطبق على التعليم الفني داخل المحافظة بمختلف تخصصاته، وتعمل مديرية التربية والتعليم بأسيوط، بدعم من المحافظة، على الإسهام في تدوير الرواكد وتصنيع منتجات المدارس الصناعية وكذلك الدعم بماكينات لإنتاج: غرف نوم عرائس كاملة، غرف نوم أطفال كاملة، دكة بلدي عادية، دكة بلدي سياحي، موائد، أبواب وشبابيك، وأبواب البلكونات. بالإضافة إلى إنتاج ألواح الكونتر من الخشب الكسر بواسطة المكابس الآلية الموجودة بالمدارس الصناعية لصناعة مقاعد التلاميذ، ومائدة سفرة مطوية، وكرسى سلم، وكراسي لرياض الأطفال.

وأكد مدير مديرية التربية والتعليم بأسيوط أنه تتم الاستفادة من قسم الخرط والحفر باستغلال الخشب الزان الكسر الموجود في إعادة التدوير وذلك بتصنيع أدوات المطبخ بمختلف أنواعها، وكذلك صناعة شماعات، وعصى، وشمعدانات، وحوامل تليفونات، وعصى زان بأشكال مختلفة، وأطباق فاكهة، وأباجورات حديثة، وصواني من الخشب الزان.

وتابع: نحرص على الاستفادة أيضا من تخصصات الملابس الجاهزة والتريكو وذلك بتصنيع أطقم الملايات للأسرة، وأطقم مفارش، وكوفيات صوف، وملابس أطفال. ونستفيد من الوحدة المنتجة بإنتاج فخار، وشنط لولي، وملايات، وأعمال التريكو، وخامات الديكور.

وأشار/ محمد إبراهيم الدسوقي كذلك إلى أنه يتم تعظيم الاستفادة من المنتجات الزراعية؛ حيث توجد بمديرية التربية والتعليم بأسيوط عدد ۷ مدارس زراعية تمتلك مزارع بمساحة ۲۲۰ فدانا وبها مزارع إنتاج حيواني ومزارع دواجن ومناحل لإنتاج عسل النحل، وصناعات غذائية، منوها إلى دعم السيد المحافظ من خلال المشاركة المجتمعية بتوفير عدد 10 الاف صينية فوم للتعليم الفني لإنتاج الشتلات.

وأوضح أنه يتم الاستفادة من المجال الصناعي بإنتاج موائد دائرية ومستطيلة، وطقاطيق صغيرة، وغرف نوم أطفال، وأشغال متنوعة. فضلا عن الاستفادة من المجال الزراعي، حيث يوجد بالمديرية عدد ٦ مشاتل منها خمسة داخل المدارس ومشتل واحد مستقل بالمديرية تصل مساحته إلى أربعة قراريط، وهي مشاتل تعليمية تقوم بإمداد المدارس ببعض النباتات اللازمة للنشاط، وتتم زراعة عدة مجموعات من النباتات ومنها نباتات التنسيق الداخلي، النباتات الطبية والعطرية، نباتات الصبارات، النباتات الحولية الصيفية والشتوية، نباتات الأشجار والشجيرات.

وفي ختام زيارته للمدرسة، حرص رئيس الوزراء أيضًا على تفقد سيارة تحمل اسم "مبادرة مهنتك مستقبلك" والتي تُقدَم تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتعد بمثابة وحدة تدريب متنقلة. وتتبع تلك السيارة وزارة العمل كما أنها مُجهزة بورش خياطة وورش سباكة وورش كهرباء. واستمع "مدبولي" إلى شرح حول تلك السيارة ودور وآلية عملها لتقديم الفائدة المثلى للطلاب داخل المحافظة، معربًا عن إعجابه بتلك التجربة المهمة.

مقالات مشابهة

  • التعليم تحدد ضوابط الاحتفاء والتكريم في المدارس
  • وزير التربية والتعليم: العمل على تعظيم الاستفادة من مدارس التعليم الفني في المحافظات المختلفة
  • مدير مدرسة الباجور ينفي شائعة تعنيف وزير التعليم لمدير الإدارة الراحل
  • مدير الباجور الثانوية يكشف حقيقة تعنيف وزير التعليم للراحل أسامة البسيوني
  • موعد إجازة نهاية العام 2025 وانتهاء العام الدراسي
  • غارة إسرائيلية على محيط المدرسة الرسمية في بلدة رامية جنوب لبنان
  • موعد إجازة نهاية العام الدراسي 2025 لطلاب المدارس.. التعليم تحسم قرارها
  • في 4 خطوات عبر أبشر.. كيفية تحديث المؤهل الدراسي بسجلات التعليم
  • وزير الشباب يتفقد أنشطة المدارس الصيفية في بني الحارث
  • تقييم المدارس المعزّزة للصحة بشمال الشرقية