هل الصلاة على النبي بدون تركيز مقبولة.. اعرف فضلها
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
قال الله تعالى في كتابه الكريم مخاطباً عباده المؤمنين بوجوب الصلاة على نبيه الكريم سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، حيث قال عز وجل في الآية الكريمة: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا» (الأحزاب: 56)، في أمر إلهي يحمل في طياته بركة وفضل عظيم لكل من يُحيي الصلاة والسلام على الرسول الكريم.
وعن عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- قال: «يا رسول الله، سجدت سجدة خشيت أن يكون الله قد قبض روحك فيها»، فرد النبي الكريم قائلاً: «إن جبريل أتاني فبشرني أن الله عز وجل يقول لك: من صلى عليك صليت عليه، ومن سلم عليك سلمت عليه، فسجدت لله شكرًا»، رواه الإمام أحمد في مسنده.
وتُعَدُّ هذه الحادثة بيانًا جليًا لفضل الصلاة على النبي الكريم وكيف أن الملائكة وجبريل يحملون السلام والصلاة من المؤمنين على خاتم الأنبياء.
هل تجوز الصلاة على النبي بدون تركيزدار الإفتاء المصرية أجابت عن تساؤل الكثيرين حول صحة الصلاة على النبي الكريم بدون التركيز الكامل، وأوضحت أن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- تُقبل حتى وإن لم يكن التركيز تاماً، فالأجر والثواب حاصل للمصلين عليه وإن لم يحضروا بكل مشاعرهم.
فاتتني صلاة العشاء وتذكرتها في الصباح فهل أقضيها مباشرة أم أنتظر في موعدها التصرف الشرعي لشخص لا يستطيع إخراج كفارة اليمين.. أمين الفتوى يوضحوأشارت الدار إلى أن فضل الصلاة على النبي ثابت بالأحاديث النبوية الشريفة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشرة.. وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أكثركم صلاة عليّ".
كما ورد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، موضحًا أن الثواب يظل قائمًا للصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لكنه أكد أن استشعار الخشوع والتدبر في الصلاة على النبي يزيد من عظمة الأجر.
فضل الصلاة على النبي
أما عن فضل الصلاة على النبي، فهي ليست مجرد طاعة لأمر الله فقط، بل إنها تحمل في طياتها العديد من الأفضال، منها:
نيل المصلي عشر حسنات عن كل مرة يصلي فيها على النبي.
ارتفاع درجات المصلي عند الله.
مغفرة للذنوب والسيئات التي اقترفها.
وسيلة لشفاعة النبي الكريم يوم القيامة.
كفاية من هموم الدنيا ومصاعبها.
تحفيز الملائكة على الصلاة والدعاء للعبد المصلي.
طاعة أمر الله وامتثال لأوامره.
وكذلك تُعتبر الصلاة على النبي وسيلة لقضاء الحوائج، وبركة عظيمة تحل على العبد، وتمنح له نعمة الصدق والإخلاص في محبة الرسول -صلى الله عليه وسلم-. والصلاة على النبي تأتي لتكون حصنًا يحمي المصلي من الفقر وسببًا لفتح أبواب الرحمة والثبات على الصراط المستقيم يوم القيامة.
1. الصلاة الإبراهيمية: التي تُختتم بها الصلوات، وتحمل معاني عظيمة في حب وتعظيم النبي الكريم.
2. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون، وهي من الصيغ التي يدعو بها المسلم طالباً البركة.
3. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صلاة تفتح لنا بها أبواب الخير والبركة.
4. اللهم إني أسألك أن تصلي على سيدنا محمد وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وهي صيغة تجمع كل الأنبياء.
أما عن عجائب الصلاة على النبي، فقد بيّن العلماء أنها لا تقتصر على النفع في الدنيا، بل تشمل مكاسب أخروية عظيمة، مثل:
1. تنفيذ أمر الله بالصلاة على النبي.
2. نيل موافقة الله وملائكته في الصلاة.
3. الترفع درجات عند الله.
4. محو الذنوب وتكفيرها.
5. استجابة الدعوات والبركة في الحياة.
6. القرب من النبي الكريم ومنزلته يوم القيامة.
7. مغفرة الذنوب وكفاية هموم الدنيا.
ويعتبر كثير من العلماء أن الصلاة على النبي تمثل عملاً عظيمًا يعزز حب النبي في القلب ويكسب العبد التوفيق في الدنيا والآخرة، وتعد مصدرًا للرزق والخير والحماية من الفقر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فضل الصلاة على النبي أفضل صيغة للصلاة على النبي صلى الله علیه وسلم الصلاة على النبی النبی الکریم یوم القیامة سیدنا محمد
إقرأ أيضاً:
الحكمة من حفظ الله تعالى للقرآن الكريم
قالت دار الإفتاء المصرية برئاسة الدكتور نظير عياد، إن القرآن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم؛ ليتعبد به، ويتحدى بأقصر سورة منه، قال تبارك وتعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: 9].
وأوضحت دار الإفتاء أن القرآن الكريم هو الدستور السماوي الصالح لكل زمان ومكان الذي جمع الله فيه قصص السابقين؛ قال تعالى: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ﴾ [يوسف: 3]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [النمل: 76-77].
فضل حفظ القرآن الكريم دون باقي الكتب السماوية الأخرىوأضافت الإفتاء أن الله سبحانه وتعالى حفظ القرآن الكريم دون باقي الكتب السماوية المقدمة؛ لأنّه الكتاب الخاتم الجامع لكل الكتب السابقة؛ ولأنَّ كل نبيّ كان يبعث إلى قومه خاصة، وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعث إلى الناس كافة، وكان يجمع أكثر من نبي في أماكن مختلفة في وقتٍ واحدٍ مثل سيدنا إبراهيم عليه السلام، وسيدنا لوط عليه السلام، فكان الكتاب -كصحف إبراهيم وموسى، وإنجيل عيسى، وزبور داود- ينزل لفئة من الناس دون الآخرين، ولكن القرآن جاء لكل الناس العربي وغيره من كان في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ومن يأتي بعده حتى تقوم الساعة؛ فكان جديرًا بأن يُحفَظ دون سائر الكتب.
وأضافت الإفتاء قاشلة: أن الله تعالى شاءت حكمته أن يبتلي السابقين باستحفاظهم لكتبهم وعدم تحريفها وتغييرها، فلم يثبتوا ولم يوفوا إلا قليلًا ممَّن وفقه الله، فاحتفظ تعالى بهذا الكتاب الخالد لهذه الأمة المرحومة، وتكفَّل بحفظه تعالى؛ إكرامًا لهم، وإظهارًا لقدرهم عنده تعالى، وهو سبحانه يرفع مَن يشاء، ويضع مَن يشاء، لا معقب لحكمه، ولا رادّ لفضله.
حكم قراءة القرآن والذكر جماعة
قالت دار الإفتاء المصرية إن الذكر الجماعي أمر جائزٌ، والقول بأنَّ ذلك بدعة هو في نفسه بدعة مذمومة؛ إذ من البدعة تضييق ما وسَّع الله ورسولُه صلى الله عليه وآله وسلم، على أن الذكر في الجمع أرجى للقبول وأيقظ للقلب وأجمع للهمة وأدعى للتضرع والذلة بين يدي الله تعالى.
ومدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم سنة ثابتة منقولة بالتواتر، أخذها الخلف عن السلف من غير نكير، وما زالت المدائح النبوية تُحَبِّبُ الناس في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عبر العصور، وتُرَغِّبُهُم في اتباعِ سنته والاقتداء بشمائله الشريفة وسجاياه الكريمة، وبها تَتَنَوَّر القلوب وتنشرح الصدور وتزكو النفوس، وهذه السنة من السنن المهجورة عند كثير من المسلمين.