كان الخطر السياسي على الأسواق المالية الناجم عن الانتخابات يشكل مصدر قلق للمستثمرين في الأسواق الناشئة، وكان المستثمرون في البلدان الثرية ينتبهون إلى محافظي البنوك المركزية، وليس الساسة، لكن الأمور مختلفة اليوم بعض الشيء، وفي الفترة السابقة على الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، تحركت أسعار الأصول على وقع استطلاعات الرأي، في الوقت الذي تكرر فيه الحديث عن تداولات ترامب أو "ترامب تريد"، وفق ما ذكرته صحيفة "ذي إيكونوميست" البريطانية.

وتستند هذه التداولات إلى فكرة مفادها أن إدارة دونالد ترامب الثانية ستكون إيجابية للأسهم الأميركية، وسيئة بالنسبة لسندات الخزانة (لكن ليست مفزعة)، ورائعة للدولار، كما أنها ستزيد عائدات الأسهم بفعل خفض الضرائب على الشركات والتحرر من القيود التنظيمية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2النفط يرتفع مدفوعا بتمديد أوبك خفض الإنتاج والذهب يستقرlist 2 of 2المقاطعة تشتد وخسائر الشركات الداعمة لإسرائيل تتفاقم والأرقام تخبرك بالمزيدend of list

كما تستند هذه التداولات إلى أنه من شأن هذه التخفيضات الضريبية ذاتها أن تزيد من اقتراض الحكومة، وتخفض أسعار السندات وترفع العائدات، ولكن ليس بالقدر الكافي لزعزعة استقرار الاقتصاد الأميركي وضرب عائدات سوق الأسهم، وكل هذا من شأنه أن يرفع قيمة الدولار، الذي تحرك متماشيا مع الفائدة على السندات الأميركية لأجل 10 سنوات في السنوات الأخيرة، وفق الصحيفة.

رهان غريب

وذكرت الصحيفة أنه قد يبدو غريبًا أن احتمال التدهور المالي وارتفاع الأسعار بشكل أسرع قد يكون إيجابيا للعملة الأميركية، وفي العموم، تفقد العملات قيمتها عندما تتدهور المالية العامة وترتفع معدلات التضخم، لكن الدولار يلعب دورًا فريدًا في النظام المالي العالمي بوصفه مصدرا نهائيا للأصول السائلة الآمنة، وتميل العائدات الأعلى على سندات الخزانة إلى جعل الاحتفاظ بالدولار أكثر جاذبية، حتى عندما تكون نتاجا للإسراف المالي.

ويتوقع أولئك الذين اشتروا الأصول المرجح ارتفاعها مع فوز ترامب أن تستمر هذه الديناميكية، كما يعتقدون أن تهديد ترامب بزيادة التعريفات الجمركية من شأنها أن ترفع قيمة الدولار، فمن شأن إعاقة الواردات أن تؤدي إلى خروج دولارات أقل من الولايات المتحدة، مما يدفع سعر العملة الخضراء إلى الارتفاع.

لكن ثمة 4 طرق على الأقل يمكن أن يضعف بها ترامب الدولار، تدعو إلى الحذر من تداولات ترامب، وهي كما يلي وفق ما ذكرته الصحيفة:

1- السياسة النقدية

قد يتخذ ترامب خطا أكثر قوة تجاه مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي) مقارنة بفترة ولايته الأولى، من خلال ترهيب المؤسسة لإجبارها على إبقاء أسعار الفائدة منخفضة أو حتى التدخل في استقلالها.

وثمة كثير من الأسباب للاعتقاد أن مجلس الاحتياطي الفدرالي قد يقاوم ترامب، لكن إذا نجح، فإن خفض أسعار الفائدة إلى ما دون المستوى المناسب مع التضخم سيؤدي إلى ضعف الدولار.

ولن ينزعج ترامب من هذه النتيجة، فقد قال لوكالة بلومبيرغ إن أميركا "تعاني مشكلة عملة كبيرة". ويرى أن قوة الدولار -التي يلقي ترامب باللوم فيها جزئيا على التلاعب بالعملة من جانب الشركاء التجاريين- أضرت بالمصنعين الأميركيين بجعل سلعهم أقل تنافسية مقارنة بنظيرتها على المستوى الدولي (بارتفاع سعرها مع احتساب أسعار الصرف للمستوردين)، وبالتالي كلفتهم وظائف.

ويعد وروبرت لايتهايزر، المستشار التجاري لترامب، منتقدا آخر لقوة الدولار.

2- التعريفات الجمركية

ووفق الصحيفة، فإن الرغبة في إضعاف الدولار شيء، وإضعافه بالفعل شيء آخر تماما، ويتوقع معظم المتداولين أن يتذمر ترامب من أن الدولار كان قويا جدًا حتى مع دفع سياساته العملة إلى الارتفاع، ومع ذلك، ثمة فرصة لأن تمثل تعريفاته الجمركية بداية في مفاوضات لتجنيد شركاء تجاريين في جهد جماعي لإسقاط الدولار، كما حدث في عهد رونالد ريغان في الثمانينيات، وهو سبب ثانٍ للحذر من تداولات ترامب.

3- المناكفات التجارية

تاريخيا، كانت البنوك المركزية تميل إلى رفع سعر الصرف في الأمد القريب، ثم خفضه في الأمد الأبعد، وغالبا ما يكون التأثير الأولي لمزيد من المناكفة التجارية هو انخفاض الواردات والصادرات، فضلا عن ضعف الاقتصاد المحلي، ومن ثم سيؤدي ضعف الاقتصاد إلى انخفاض الفائدة، مما يقلل من جاذبية العملة ويدفعها إلى الانخفاض.

4- السياسة الخارجية

لاحظ باري آيكنجرين من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، في مقال نُشر عام 2019، أن البلدان التي تتمتع بضمان أمني أميركي تحتفظ بقدر أكبر من احتياطاتها بعملة القوة الضامنة.

وضرب آيكنجرين الذي درس الأسس الجيوسياسية للعملات الدولية مثلا باليابان التي تحتفظ بقدر أكبر من احتياطاتها بالدولار مقارنة بالصين، وحتى ألمانيا تحتفظ بنسبة أعلى من احتياطاتها بالدولار مقارنة بفرنسا، التي تمتلك سلاحها النووي الخاص.

ومن ثم، فإنه في حال تخلي أميركا عن وعودها الأمنية لحلفائها، كما هدد ترامب من حين لآخر، يعتقد آيكنجرين وزملاؤه أن أسعار الفائدة الأميركية قد ترتفع بنحو 0.8% وأن ينخفض الدولار.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

النفط يرتفع والدولار يصعد والذهب يفقد مكاسبه.. ما الأسباب؟

ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الأربعاء على وقع التوترات المتصاعدة بين روسيا وأوكرانيا في حين عاود الدولار الصعود، مما أفقد الذهب مكاسبه في التعاملات المبكرة.

 النفط يرتفع

ارتفعت أسعار النفط، اليوم الأربعاء، مع تزايد المخاوف من أن يؤدي تصاعد الحرب أوكرانيا إلى عرقلة إمدادات النفط من روسيا، وسط مؤشرات على نمو واردات الصين من الخام، وهو ما طغى على بيانات تظهر ارتفاع مخزونات الخام الأميركية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2النفط يتراجع تحت ضغط استئناف إنتاج النرويجlist 2 of 2الذهب يصعد لأعلى مستوى خلال أسبوع مع تراجع الدولارend of list

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 0.18% إلى 73.45 دولارا للبرميل، وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي عند 69.70 دولارا للبرميل.

وأبقت الحرب المتصاعدة بين روسيا، المنتج الكبير للنفط، وأوكرانيا على استقرار السوق هذا الأسبوع.

وقال خبير السوق في آي جي، ييب جون رونغ: "قد نتوقع أن تظل أسعار النفط (برنت) مدعومة فوق مستوى 70 دولارا في الوقت الحالي، مع استمرار مراقبة المتعاملين في السوق للتطورات الجيوسياسية".

وقالت موسكو إن أوكرانيا استخدمت أمس الثلاثاء صواريخ أتاكمز الأميركية لضرب الأراضي الروسية للمرة الأولى، وفي المقابل، خفف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الاشتراطات المقيدة لشن هجوم نووي.

وقال محللون في بنك إيه إن زد في مذكرة للعملاء: "يشير هذا إلى تجدد التوتر في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ويعيد التركيز على خطر انقطاع الإمدادات في سوق النفط".

وفيما يتعلق بالطلب، قالت مصادر في السوق أمس الثلاثاء نقلا عن أرقام معهد البترول الأميركي إن مخزونات النفط الخام الأميركية ارتفعت بمقدار 4.75 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 15 نوفمبر/تشرين الثاني.

ويبدو أن تصاعد الحرب بين أوكرانيا روسيا، المنتج الرئيسي للنفط، ساهم في دعم الأسعار.

وعززت الإشارات التي تشير إلى أن الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، ربما تكون زادت مشترياتها من النفط هذا الشهر، بعد فترة من ضعف الواردات، من معنويات أسعار النفط.

ونقلت رويترز عن محلل قوله إن بيانات من شركة كبلر لتتبع السفن أظهرت أن واردات الصين من الخام في طريقها لإنهاء نوفمبر/تشرين الثاني عند مستويات قياسية مرتفعة أو بالقرب منها.

وأدى ضعف واردات الصين حتى الآن هذا العام إلى انخفاض أسعار النفط، حيث انخفض خام برنت 20% من ذروته في أبريل/نيسان عند أكثر من 92 دولارا للبرميل.

النفط ارتفع بعد تراجعات طفيفة في التعاملات الصباحية (شترستوك) الذهب يفقد بريقه

فقد الذهب مكاسبه الصباحية مع ارتفاع الدولار، رغم تفاقم التوتر بين روسيا وأوكرانيا الذي يقود الطلب على أصول الملاذات الآمنة.

وتراجع الذهب 0.30% إلى 2624.16 دولارا للأوقية (الأونصة)، بعد أن زاد إلى مستوى 2641.86 دولارا في وقت سابق وهو أعلى مستوى منذ 11 نوفمبر/تشرين الثاني.

وانخفضت العقود الآجلة للذهب الأميركي 0.16% إلى 2626.8 دولارا.

وقال رئيس قسم الاقتصاد الكلي العالمي في تاستليف، إيليا سبيفاك: "تفويض الولايات المتحدة ورد روسيا.. يساهمان في زيادة حالة الغموض في السوق ويعززان أصول الملاذ الآمن مثل الذهب".

وأضاف "على المستوى الصعودي، فإن مستوى المقاومة الرئيسي الذي يجب مراقبته يقع عند حوالي 2700 دولار".

ومن المتوقع أن يلقي العديد من مسؤولي مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) هذا الأسبوع الضوء على مسار خفض أسعار الفائدة الأميركية.

ويرى المتداولون حاليا احتمالا نسبته 58.9% لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر/كانون الأول المقبل.

وأثارت بيانات اقتصادية قوية حديثة والتعريفات الجمركية التي اقترحها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب احتمالات بأن أسعار الفائدة قد تظل مرتفعة لفترة أطول.

وقال سبيفاك إن السوق تعدل توقعاتها بشأن التخفيضات التي قد يقررها البنك المركزي الأميركي العام المقبل بعدما أصبح التضخم مصدر قلق بقدر أكبر، وهو ما قد يكون سلبيا بالنسبة للذهب.

ومن شأن أسعار الفائدة المرتفعة تقليل جاذبية الذهب الذي لا يدر عائدا.

وقال رئيس بنك الاحتياطي الاتحادي في كانساس سيتي، جيفري شميد، إنه لا يزال من غير المؤكد إلى أي مدى يمكن أن تنخفض أسعار الفائدة، على الرغم من أن التخفيضات الأولية التي أجراها المركزي الأميركي تمثل تصويتا بالثقة في أن التضخم يعود إلى المعدل المستهدف البالغ 2%.

مؤشر الدولار ارتفع إلى 106.6 نقاط اليوم الأربعاء (شترستوك) الدولار يواصل الصعود

وواصل الدولار الأميركي الارتفاع بعد أن بلغ أدنى مستوى في أسبوع مقابل عملات رئيسية أخرى اليوم بعد تراجع خلال جلستي تداول.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو "ستفعل كل ما هو ممكن" لتجنب اندلاع حرب نووية، وذلك بعد ساعات من إعلان روسيا أنها ستخفف الاشتراطات المقيدة لتوجيه ضربة نووية.

وبلغت عملة البيتكوين ذروة جديدة فوق 94 ألف دولار، مدعومة بتوقعات ببيئة تنظيمية أكثر ودية للعملات المشفرة في عهد ترامب.

وارتفع مؤشر الدولار -الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل 6 عملات رئيسية من بينها الين واليورو- إلى 106.66 نقاط،.

وارتفع المؤشر إلى أعلى مستوى في عام عند 107.07 يوم الخميس، مدعوما بتوقعات بإنفاق مالي كبير وزيادة الرسوم الجمركية وتشديد قوانين الهجرة في ظل الإدارة الأميركية القادمة، وهي الإجراءات التي يقول خبراء اقتصاد إنها قد ترفع التضخم، وربما تبطئ وتيرة سياسة التيسير النقدي التي يتبعها البنك المركزي الأميركي.

ويترقب المستثمرون اختيار ترامب مرشحه لوزارة الخزانة، بعد الإعلان عن عدة تعيينات أخرى مهمة، بما في ذلك اختيار هوارد لوتنيك لمنصب وزير التجارة.

وأثار بعض مرشحي ترامب الجدل، بسبب خبرتهم الضئيلة نسبيا في هذا المجال.

وكتب محللو "دي بي إس" في مذكرة للعملاء ورد فيها: "تواجه التداولات المراهنة على سياسات ترامب التي عززت قيمة الدولار تحديات ناجمة عن ترشيحات ترامب الخلافية للمناصب الوزارية والتصعيد في الحرب الروسية الأوكرانية".

وأضافوا أنه بالنسبة للدولار على المدى الأطول "فينبغي إعطاء المزيد من الأهمية للبيانات الاقتصادية القوية والاحتمال المتزايد بأن يضطر مجلس الاحتياطي الاتحادي إلى إبطاء مسار خفض أسعار الفائدة بشكل أكبر في عام 2025".

ويواصل المتداولون تقليص توقعاتهم بخفض أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل للبنك المركزي الأميركي في ديسمبر/كانون الأول. ووفقا لأداة فيد ووتش التابعة لمجموعة سي إم إي، وتبلغ الاحتمالات الآن 57.3% انخفاضا من 58.7% في اليوم السابق، وقبل شهر، كانت الاحتمالات عند 76.8%.

وقال رئيس المركزي الأميركي جيروم باول الأسبوع الماضي إن "الاقتصاد لا يرسل أي إشارات بأننا بحاجة إلى التسرع في خفض أسعار الفائدة"، وذلك بعد سلسلة من المؤشرات الاقتصادية القوية.

وارتفع الدولار 0.74% إلى 155.80 ين بعد انخفاضه الحاد إلى 153.28 أمس الثلاثاء بعد الأخبار القادمة من روسيا، وتراجع اليورو عند 1.0546 دولار.

واستقرت عملة بيتكوين عند 93 ألفا و204 دولارات و20 سنتا، بعد ارتفاعها في وقت سابق إلى مستوى قياسي بلغ 94 ألفا ودولارين و87 سنتا.

وذكرت صحيفة فايننشال تايمز أن شركة التواصل الاجتماعي المملوكة لترامب تجري محادثات لشراء شركة "باكت" لتداول العملات المشفرة، مما يعزز الآمال في إنشاء نظام صديق للعملات المشفرة تحت إدارته.

مقالات مشابهة

  • الدولار يستقر وسط ترقب لسياسات ترامب وبتكوين تقفز
  • الذهب يواصل الصعود على وقع الحرب الروسية الأوكرانية.. والدولار يتوقف عن الصعود
  • الدولار يرتفع وسط ترقب لسياسات ترامب وقرارات الفيدرالي
  • النفط يرتفع والدولار يصعد والذهب يفقد مكاسبه.. ما الأسباب؟
  • الذهب يتخلى عن أعلى مستوى في أسبوع
  • الذهب يتخلى عن أعلى مستوى في أسبوع مع ارتفاع الدولار
  • ارتفاع الدولار يحد من مكاسب الذهب ويدفع الأوقية للتراجع
  • الدولار يهبط مع تراجع "زخم ترامب"
  • الذهب يرتفع بعد تراجع الدولار واشتعال التوتر في أوكرانيا
  • ترامب والدولار الأمريكي وباقي العالم