توجه كردي للاستثمار في وسط وجنوب العراق.. ما الاسباب؟
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - بغداد
الأزمة الاقتصادية لإقليم كردستان العراق وارتفاع قيمة الضرائب والرسوم على المشاريع ودخول بعض الأحزاب دائرة المنافسة الاستثمارية، دفع بالعديد من رؤوس الأموال الكردية إلى دخول سوق الاستثمار في محافظات عراقية عدة في الوسط والجنوب.
يقول رجل الأعمال، المتحدثُ باسم اتحاد مستثمري كردستان، مُلا ياسين محمود، إن حجم إستثمارات رجال الأعمال الكرد في وسط وجنوب العراق تجاوز حاليا عشرين مليار دولار، و أن الاستقرار الاقتصادي والمالي والأمني والتسهيلات المصرفية والجدوى الاقتصادية الجيدة للمشاريع، أسهمت في تشجيع المستثمر الكردي على المنافسة في السوق العراقية.
ويوضح ياسين أن أكثر من 100 مستثمر كردي حصلوا على عقود استثمار في المحافظات العراقية خارج الإقليم خلال السنوات الأربع الماضية ضمن قطاعات الإسكان والصناعات النفطية والكهرباء والصناعات الغذائية وغيرها.
ويشير إلى أن سوق الاستثمار في الإقليم “تراجع كثيراً خلال العقد الماضي نتيجة الأزمة الاقتصادية وتبعات جائحة فيروس كورونا، بالإضافة للخلافات السياسية والمالية مع الحكومة الاتحادية وزيادة حجم الضرائب والرسوم”.
ونفى ياسين إن يكون انتقال المستثمرين الكرد إلى إلى وسط وجنوب العراق مدفوعا بتأثير دخول الشركات التابعة للأحزاب مجال المنافسة الاستثمارية في الإقليم، وقال إن الأزمة المالية والتباين الكبير بين العرض والطلب في إقليم كردستان أديا إلى تراجع حجم الاستثمارت فيه.
“سوق مثاليّة”من جهته، يقول رجل الأعمال ناجي عز الدين إن المستثمرين في إقليم كردستان وعموم العراق “يتعرضّون لضغوطات من جانب الأحزاب”، مضيفاً أن “المستثمر يبحث عن الأمن والاستقرار الاقتصادي وسوقاً مثالية لبضاعته، وهذا متوفر حالياً في المناطق العراقية الأخرى”.
ويتابع أن المستثمرين الكرد توجهوا للمحافظات العراقية الأخرى منذ أكثر من خمس سنوات، بعد طرح فرص استثمار واسعة هناك، مبيناً أن “الكرد يمتلكون خبرةً في مجالات استثمارية وصناعية عدة قد لا تتوفر لدى الكثير من رجال الأعمال العراقيين”.
ويُرجع عز الدين أسباب توقف العديد من المعامل الصناعية عن العمل في إقليم كردستان إلى “ارتفاع قيمة الضرائب وتكلفة الكهرباء والوقود”، مضيفا قوله: “لا يوجد في الإقليم ولا في بقيّة أرجاء العراق دعمٌ للاقتصاد الوطني ولا حماية للإنتاج المحلي والمستهلك، فالحدود مفتوحة ولا تتم السيطرة على دخول البضائع منخفضة الجودة إلى البلاد، لذلك تصعب منافسة المنتج المستورد”.
بحسب هيئة الإحصاء في إقليم كردستان يتجاوز عدد المعامل الكبيرة والمتوسطة في الإقليم 130 معملا، ثلثها مهدد بالإغلاق، لأسباب عديدة، أبرزها استمرار الأزمة الاقتصادية والمالية، وصعوبة منافسة المنتج المستورد وارتفاع أجور الخدمات.
في السياق نفسه، يرى عضو اتحاد الصناعات العراقي، عبد الحسن الشمري، أن مجالات الاستثمار في المناطق التابعة لإدراة بغداد عديدة ومربحة وباتت تحظى باهتمام المستثمرين الكرد، خصوصاً أنهم يحصلون على تسهيلات من هيئة الاستثمار الاتحادية للمستثمرين.
ويقول الشمري إن عشرات من أصحاب المشاريع والمعامل الكرد نقلوا استثماراتهم إلى مدن وسط وجنوب العراق للاستفادة من المزايا المقدمة للمستثمرين، المتمثلة في “الإعفاء الجمركي والضريبي وحماية المنتج المحلي وسهولة تسويقه داخل وخارج العراق وتمليك أراضي المشاريع الصناعية وغيرها الكثير”.
الجدوى الاقتصادية “أفضل”يقول عضو اللجنة الاستشارية للمجلس الاقتصادي العراقي، رجل الأعمال، رشيد الساعدي، إن المستثمرين الكرد لديهم الخبرة والإمكانيات المالية والبشرية التي تُمكّنهم من توسيع حدود استثماراتهم خارج الإقليم.
ويعتقد أن الجدوى الاقتصادية في المناطق العراقية الأخرى “باتت أفضل من الأقليم حالياً”، لذلك “من الطبيعي توجه رجال الأعمال الكرد للاستثمار فيها”.
وحول طبيعة الاستثمارات التي جذبت رجال الأعمال الكرد في وسط وجنوب العراق، يقول الخبير الاقتصادي كاوة عبد العزيز، إنها تتركز في مجالات الإسكان والكهرباء والصناعات النفطية، وهي مشاريع تحتاج إلى إمكانيات مالية كبيرة وخبرة يملكها المستثمرون الأكراد.
ويصف عبد العزيز توجه المستثمرين الكرد إلى وسط وجنوب العراق بأنه “أمر مؤقت لأن لديهم مشاريع أخرى جارية داخل إقليم كردستان”، مبيناً أن عدداً من المعامل والمصانع أغلق لأسباب إدارية تتعلق بعدم ترخيصها، مثل مصافي النفط.
بينما تم إغلاق معامل أخرى في الإقيلم نتيجة الأزمة الاقتصادية والمالية وصعوبة تسويق منتوجاتها، مما اضطر أصحابها لبيعها أو الانتقال لمحافظات أخرى، بحسب عبد العزيز، و”هناك معامل أخرى متوقفة بالكامل وتنتظر الدعم الحكومي لإعادة عجلة الإنتاج فيها”.
وشهد إقليم كردستان العراق انتعاشا استثمارياً خلال العقدين الماضيين في مجالات الصناعة والسياحة والزراعة والإسكان في ظل الأستقرار الأمني وامتيازات قانون الاستثمار (رقم 4 لسنة 2006) الذي يُعفي المستثمرين من الرسوم والضرائب وتوفير كافة مستلزمات الاستثمار، لكن الخلافات المالية مع الحكومة الاتحادية أثرت على هذا القطاع وبات المستثمرون الكرد يتطلعون لتشغيل أموالهم في محافظات عراقية أخرى وحتى في دول عربية وإقليمية.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الأزمة الاقتصادیة وسط وجنوب العراق فی إقلیم کردستان رجال الأعمال فی الإقلیم
إقرأ أيضاً:
الجمارك في زيارة للمنطقة الاقتصادية لتسهيل الإجراءات على المستثمرين
في خطوة مهمة نحو طريق تعزيز الشراكة بين الجمارك المصرية والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وتحقيق نقلة نوعية في مجال التجارة الخارجية والاستثمار في مصر، وفي إطار جهود الدولة المصرية لتعزيز التجارة الخارجية وتبسيط الإجراءات الجمركية، توجهت اليوم السيدة الأستاذة أمل نوس جندي، رئيس الإدارة المركزية لبرنامج المشغل الاقتصادي المعتمد ووفد من القيادات بمصلحة الجمارك، لزيارة إلى الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس،
جاءت هذه الزيارة استجابة لدعوة من السيد الأستاذ محمد حسام الدين، رئيس الإدارة المركزية لشئون الجمارك بالهيئة.
وتأتي الزيارة بهدف تعزيز التعاون بين الجانبين ودفع عجلة الانضمام للشركات العاملة بالمنطقة إلى برنامج المشغل الاقتصادي المعتمد.
وقد استقبل الوفد الزائر عدد من الشركات العاملة بالمنطقة الاقتصادية، حيث تم عقد اجتماع موسع لتوضيح مزايا البرنامج والمعايير المطلوبة للانضمام إليه، وكيفية الاستفادة من التيسيرات التي يقدمها.
وفي إطار هذه الزيارة، توجه الوفد إلى مقر شركة جوشي الصينية، إحدى الشركات الرائدة في صناعة الفايبر جلاس، والتي أبدت اهتمامًا بالانضمام إلى البرنامج. وقد تم خلال الزيارة تفقد خطوط الإنتاج الجديدة بالمصنع والتعرف على عمليات التصنيع المختلفة.
تهدف هذه الزيارة إلى تحقيق عدة أهداف، من أهمها:
توسيع قاعدة المشتركين في البرنامج: من خلال جذب المزيد من الشركات العاملة بالمنطقة الاقتصادية للانضمام إلى البرنامج والاستفادة من مزاياه.
تعزيز الشراكة بين الجمارك والمنطقة الاقتصادية لخدمة أهداف التنمية الاقتصادية.
تسهيل الإجراءات الجمركية من خلال توفير التيسيرات اللازمة للشركات الأعضاء في البرنامج لتسريع الإفراج الجمركي عن بضائعها.
دعم الاستثمار من خلال جذب المزيد من الاستثمارات إلى مصر من خلال توفير بيئة أعمال جاذبة.