تحنيط الكائنات البحرية.. إرث الغردقة الذي يعانق الزمن
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
في مدينة الغردقة، حيث يلتقي الجمال الطبيعي بالتراث الثقافي، يبرز فن تحنيط الكائنات البحرية كإحدى أقدم الحرف التي تحكي قصص البحر الأحمر العميقة.
هذا الفن ليس مجرد وسيلة للحفاظ على أجساد الكائنات النافقة، بل هو نافذة مفتوحة نحو عالم تحت الماء، حيث تستمر المخلوقات البحرية في سرد حكاياتها رغم انقضاء أعمارها.
تبدأ عملية التحنيط بخطوات متقنة تهدف إلى حفظ أدق تفاصيل الكائن البحري.
يتم تنظيف الجسد بدقة متناهية، قبل أن يتم إفراغه بعناية، مع الحفاظ على الهيكل الطبيعي.
تُستخدم مواد خاصة للحشو مثل قش الأرز، ويتم تطبيق تركيبة كيميائية تضمن بقاء الجلد في حالته الطبيعية لأطول فترة ممكنة.
العملية ليست مجرد تقنية، بل هي حرفة تتطلب صبرًا وخبرة لتظهر الكائن وكأنه حي.
تتنوع التحديات التي يواجهها المحنطون حسب نوع الكائن وحجمه. تحنيط الحيتان، مثلًا، يتطلب تقنيات خاصة بسبب سماكة جلدها، بينما تُعتبر الكائنات الصغيرة مثل القروش أقل تعقيدًا.
المحنطون يواجهون تحديات فريدة مع كل كائن، ما يجعل كل عملية تحنيط تجربة فريدة بحد ذاتها.
علام إسماعيل: رائد التحنيط البحريأحد أعمدة هذا الفن هو علام إسماعيل، الذي كرس حياته لتحنيط الكائنات البحرية، محولًا هذه الحرفة إلى إرث متجدد. منذ أكثر من ثلاثة عقود، عمل علام في معهد علوم البحار، حيث اكتسب خبرته من الممارسة اليومية والمثابرة.
من بين أعماله البارزة، تحنيط حوت عملاق يعرض حاليًا في متحف الغردقة، إلى جانب العديد من الأسماك والطيور البحرية النادرة.
فن التحنيط: جسر بين الماضي والحاضرلا يقتصر فن تحنيط الكائنات البحرية على كونه عملًا تقنيًا، بل هو امتداد لتراث بحري عريق، مع انتقال هذه المهارات من جيل إلى آخر، يبقى هذا الفن شاهدًا حيًا على التنوع البيولوجي للبحر الأحمر.
من خلال أعمال التحنيط، تتجلى قدرة الإنسان على تحويل الكائنات النافقة إلى رموز حية تحكي قصص الماضي وتُلهم المستقبل.
في معهد علوم البحار بالغردقة، يستمر الجيل الجديد من المحنطين في الحفاظ على هذا الإرث الفريد، مؤكدين أن الحفاظ على البيئة البحرية هو جزء لا يتجزأ من التراث الثقافي للمدينة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البحر الأحمر مدينة الغردقة علوم البحار الكائنات البحرية متحف الغردقة أسرار التحنيط
إقرأ أيضاً:
معجنات وحلوى ومجسمات.. 300 شيف يتنافسون على فنون الطبخ في الغردقة
استضافت مدينة الغردقة أكبر مسابقة للطهاة، بمشاركة 300 شيف مصرى وأجنبى من ممثلى الفنادق والمنتجعات السياحية، لإظهار الجانب الإبداعى، وصقل المهارات فى مختلف فنون الطبخ، والتى تعمل على الترويج السياحى، بحضور عدد كبير من الأجانب ولجنة تحكيم من خبراء السياحة ومديرى الفنادق.
مسابقة الطهي بالغردقة
تنوعت فقرات المسابقة بين أطباق رئيسية وحلوى ومقبلات ومعجنات وابتكارات للشيفات المشاركين، والذين أبدعوا فى صُنع مجسّمات من الشيكولاتة الخالصة، باستخدام كميات كبيرة من السكر والكريمة والمعجنات، والتى لاقت إعجاب الحضور من نزلاء الفنادق السياحية ولجنة التحكيم.
300 شيف فى مسابقة الطهي
يقول محمد اللبودى، مدير فندق سياحى بالغردقة، إن 300 شيف تنافسوا فى المسابقة الطهي، بهدف صقل خبرات الشيفات، والعمل على تدريب جيل من الشباب وإظهار الجانب الإبداعى لديهم، وصقل المهارات فى مختلف فنون الطبخ، وهو ما ينعكس على مستوى الخدمة المقدّمة للسائح.
ويوضح الشيف حلمى سالمان، كبير شيفات الغردقة، أن فعاليات المسابقة استمرت على مدار 3 أيام، وضمّت الفقرات مسابقة مأكولات ساخنة وأطباق حلوى وابتكارات للشيفات بعمل مجسّمات الديناصور والغزالة وتمثال توت عنخ آمون، ووجه الرئيس جمال عبدالناصر وأسماك ملونة وسفن بحرية وأشكال متنوعة من الشيكولاتة الخام والمخبوزات والمعجنات والكريمة.
فعاليات مسابقة الطهي
وعبّر الشيف محمد حسن، أحد المشاركين فى المسابقة، عن سعادته بمنافسة 300 شيف مصرى وأجنبى فى مسابقة كبرى تستضيفها الغردقة، ويرى أنها فرصة لإظهار مهارات المصريين فى إبداع وتطوير المنتج السياحى الذى يجذب الأجانب.
ويلفت الشيف أحمد جابر، أحد منظمى المسابقة، إلى نقل الفعاليات عبر الـ«سوشيال ميديا»، من خلال السياح المشاركين، موضحاً أن لجنة حكم المسابقة تكونت من خبراء السياحة ومديرى الفنادق، وحملت أطباق المتسابقين أكواداً، ويتم اختيار الفائزين بالمسابقة على أساس شكل الطبق ووزن المنتج، الذى لا يتعدى 150 جراماً، وتكريمهم بإهدائهم جوائز عينية ومادية وشهادات تقدير.