لبنان ٢٤:
2024-11-05@09:24:45 GMT

ترامب أو هاريس... وجهان لعملة إسرائيلية واحدة

تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT

يشبه وضع اللبنانيين اليوم، وهم يتعرّضون لأبشع أنواع الإبادة الجماعية، إلى حدّ كبير وضع أي غريق يحاول أن يمسك بأي شيء حتى ينقذ نفسه من الخطر المحدق به ومن الغرق المحتوم حتى ولو كان هذا الشيء حبالًا من هواء، وذلك اعتقادًا منه أن لا خيارات أخرى متاحة أمامه سوى ما يراه سرابًا تمامًا كالتائه في الصحاري، الذي يفتش عبثًا عن واحات غير موجودة.


فهذان التشبيهان عن حالتي الغرق والتيه ينطبقان اليوم على الذين يراهنون على فوز واحد من اثنين في الثلثاء الانتخابي الأميركي الكبير، إمّا دونالد ترامب الجمهوري وإمّا كاملا هاريس الديمقراطية. وهذه المراهنة تنطلق من تمنيات هذا أو ذاك من اللبنانيين المقيمين في الولايات المتحدة الأميركية أو أولئك اللبنانيين المهدّدين في الداخل بحرب تشنّها إسرائيل. وهذه التمنيات بفوز المرشح الديمقراطي أو المرشح الجمهوري تصّب كلها في خانة المرشح، الذي يعتقدون أنه قادر على لجم إسرائيل والضغط عليها لوقف حربها على لبنان وقطاع غزة، التي قد تتوسع في المستقبل لتشمل دولًا أخرى استكمالًا للمخطط التوطيني بعدما أسقطت تل أبيب الآمال المعلقة على خيار "حلّ الدولتين".
فالذين يؤيدون وصول ترامب إلى البيت الأبيض يراهنون على ما أدلى به من تصريحات خلال حملته الانتخابية أو من خلال الرسائل المباشرة التي وجهها إلى الناخبين الأميركيين المتحدرين من أصول لبنانية، وبالأخص لبنانيي ولاية مشيغن، وترجمته إلى واقع ملموس خلال توليه مهام المسؤولية الأميركية الأولى. كذلك يفعل الذين يؤيدون هاريس، التي تعهدّت هي أيضًا بإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط في حال وصولها إلى عتبات البيت الأبيض.
فهذه المراهنات اللبنانية الخاطئة لا تعدو كونها تمنيات لن تترجم إلى واقع محسوس سواء أكانت نتيجة الانتخابات لمصلحة ترامب أو هاريس، اللذين يلتقيان في نهاية المطاف عند نقطة مشتركة، وهي مصلحة إسرائيل قبل أي مصلحة أخرى. هذا هو الواقع الوحيد، الذي ستفرزه صناديق الاقتراع في الولايات المنقسمة بين أكثرية جمهورية أو أكثرية ديمقراطية. فلكل من ترامب وهاريس نظرة خاصة إلى أزمات المنطقة والعلاقات الأميركية – الإيرانية، وذلك استنادًا إلى السياسات التي كانت متبعة مع ترامب يوم كان رئيسًا أو مع أوباما أو بايدن. فلا شيء سيتغيّر في سياسة الحزبين المتبعة في المنطقة، إذ أن أمن إسرائيل هي أولوية أميركية سواء فاز المرشح الجمهوري أو المرشح الديمقراطي. فهما في نهاية المطاف وجهان لعملة إسرائيلية واحدة. فترامب في حال فوزه سيدفع بواشنطن لاعتماد سياسة غير تقليدية تعتمد على مواقف حادة تجاه إيران، وتعزيز الاتفاقيات "الإبراهيمية" بطريقة تضغط على الدول التي لم تنضم بعد. وهذه السياسة ستقود إلى المزيد من الصراعات أو إلى تعميق الانقسامات الطائفية في المنطقة.  
أما في حال فوز هاريس، فان ذلك يعني استمرارية الدعم التقليدي لإسرائيل، لكن ضمن نهج أكثر توازنًا، نتيجة التحرر من المعركة الرئاسية، تحت عنوان تعزيز دور واشنطن كوسيط في المنطقة، مع التركيز على قضايا حقوق الإنسان والاهتمام بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية لدول المحور، من دون أن يعني ذلك أن السياسة الخارجية، التي ستتبع مستقبلًا ستكون مغايرة عمّا هي عليه اليوم.
فاليوم الانتخابي الأميركي الطويل سينتهي حتمًا بنتيجة تنتهي معها كل المراهنات والرهانات، الخاطئ منها أو المصيب، وسيكون اليوم التالي يومًا آخر من عمر الولايات الأميركية، التي سيكون لها رئيس، جمهوريًا كان أم ديمقراطيًا.
أمّا اللبنانيون الذين راهنوا على ترامب أو هاريس فسيكون يومهم التالي كاليوم الذي سبق، أي المزيد من الغارات، والمزيد من الضحايا، والمزيد من الدمار، والمزيد من القلق على المصير، والمزيد من المعاناة، والمزيد من خيبات الأمل. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: والمزید من

إقرأ أيضاً:

قبيل التصويت ..حملتا هاريس وترامب تعدان بإحلال السلام في المنطقة

تبارت حملتا المتنافسين في الانتخابات الرئاسية الأميركية، في اطلاق الوعود بشأن إنهاء الحرب وإعادة إعمار قطاع غزة، في محاولة منهما لاستقطاب الناخبين المسلمين والعرب عشية التصويت الذي سيبدأ غدا الثلاثاء.

وقال كيث إليسون المدعي العام لولاية مينيسوتا و القيادي في حملة كامالا هاريس إن المرشحة الديمقراطية للرئاسة ستنهي الحروب في الشرق الأوسط وتضمن دولة للفلسطينيين إذا فازت في الانتخابات.

جاء ذلك في لقاء جماهيري نظمته الجزيرة في ولاية ميشيغن أعلن خلاله أن هاريس "ملتزمة بإنهاء الحرب  في الشرق الأوسط وبحصول الفلسطينيين على دولتهم".

على الجانب الآخر قال آمر غالب عمدة مدينة هامترامك و القيادي في حملة دونالد ترمب قال إن المرشح الجمهوري يعد لسياسة جديدة تنهي الحرب في غزة". معتبرا أن فوز ترامب "يعني عهداً جديداً في سياسة واشنطن إزاء المنطقة".

وأضاف أن ترامب "استمع للعرب الأميركيين وقدم وعودا واضحة بإنهاء خطاب الكراهية ضدهم.. وسينهي ترامب  سياسة بايدن في الشرق الأوسط وسيبدأ مرحلة جديدة من السلام فيه" .

ويوم السبت الماضي كررت هاريس محاولاتها لكسب أصوات العرب والمسلمين الأميركيين، رغم ما لقيته في جولاتها الانتخابية من هتافات غاضبة بسبب دعم واشنطن للحرب على غزة ولبنان.

لا ترامب ولا هاريس

وخلال تجمع انتخابي  في شارلوت بولاية كارولينا الشمالية -إحدى الولايات السبع الحاسمة لهذه الانتخابات- قالت هاريس "سأبذل كل ما في وسعي لإنهاء الحرب في غزة عند انتخابي رئيسة للولايات المتحدة".

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن بعض الأميركيين العرب والمسلمين لن يصوتوا لا لهاريس ولا لترامب، وسيقاطعون الانتخابات أو يمنحون أصواتهم لمرشحة حزب الخضر جيل ستاين التي طالبت بوقف الإبادة في غزة.

ويشكل العرب والمسلمون كتلة تصويتية مؤثرة في ولاية ميشيغان، إحدى الولايات المتأرجحة التي قد تحسم السباق إلى البيت الأبيض، والتي يبدي كل من ترامب وهاريس حرصا شديدا على الفوز بها.

مقالات مشابهة

  • نائب هاريس: أمريكا منقسمة للغاية وأشعر بخيبة أمل بسبب المنافسة مع ترامب
  • الانتخابات الأمريكية 2024.. ترامب: التصويت لـ«هاريس» يعني كارثة تحل على الولايات المتحدة
  • الانتخابات الأمريكية 2024.. ترامب:  سيكون لدينا 4 سنوات من النمو مقارنة بالسنوات السابقة التي شهدت فشلًا وركودًا
  • ترامب: ضعوا هاريس في حلبة ملاكمة واحدة أمام مايك تايسون
  • قبيل التصويت ..حملتا هاريس وترامب تعدان بإحلال السلام في المنطقة
  • بالأرقام والتاريخ.. هذا المرشح الأميركي الذي يفضله الإنجيليون
  • بالارقام والتاريخ.. هذا المرشح الأميركي الذي يفضله الإنجيليون
  • جمعة: سيدنا محمد النبي الوحيد الذي جعلت حياته أسوة لكل شخص
  • "الاقتصاد المزدهر" التحدي الذي ينتظر هاريس أو ترامب