لبنان ٢٤:
2024-11-24@08:18:06 GMT

ترامب أو هاريس... وجهان لعملة إسرائيلية واحدة

تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT

يشبه وضع اللبنانيين اليوم، وهم يتعرّضون لأبشع أنواع الإبادة الجماعية، إلى حدّ كبير وضع أي غريق يحاول أن يمسك بأي شيء حتى ينقذ نفسه من الخطر المحدق به ومن الغرق المحتوم حتى ولو كان هذا الشيء حبالًا من هواء، وذلك اعتقادًا منه أن لا خيارات أخرى متاحة أمامه سوى ما يراه سرابًا تمامًا كالتائه في الصحاري، الذي يفتش عبثًا عن واحات غير موجودة.


فهذان التشبيهان عن حالتي الغرق والتيه ينطبقان اليوم على الذين يراهنون على فوز واحد من اثنين في الثلثاء الانتخابي الأميركي الكبير، إمّا دونالد ترامب الجمهوري وإمّا كاملا هاريس الديمقراطية. وهذه المراهنة تنطلق من تمنيات هذا أو ذاك من اللبنانيين المقيمين في الولايات المتحدة الأميركية أو أولئك اللبنانيين المهدّدين في الداخل بحرب تشنّها إسرائيل. وهذه التمنيات بفوز المرشح الديمقراطي أو المرشح الجمهوري تصّب كلها في خانة المرشح، الذي يعتقدون أنه قادر على لجم إسرائيل والضغط عليها لوقف حربها على لبنان وقطاع غزة، التي قد تتوسع في المستقبل لتشمل دولًا أخرى استكمالًا للمخطط التوطيني بعدما أسقطت تل أبيب الآمال المعلقة على خيار "حلّ الدولتين".
فالذين يؤيدون وصول ترامب إلى البيت الأبيض يراهنون على ما أدلى به من تصريحات خلال حملته الانتخابية أو من خلال الرسائل المباشرة التي وجهها إلى الناخبين الأميركيين المتحدرين من أصول لبنانية، وبالأخص لبنانيي ولاية مشيغن، وترجمته إلى واقع ملموس خلال توليه مهام المسؤولية الأميركية الأولى. كذلك يفعل الذين يؤيدون هاريس، التي تعهدّت هي أيضًا بإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط في حال وصولها إلى عتبات البيت الأبيض.
فهذه المراهنات اللبنانية الخاطئة لا تعدو كونها تمنيات لن تترجم إلى واقع محسوس سواء أكانت نتيجة الانتخابات لمصلحة ترامب أو هاريس، اللذين يلتقيان في نهاية المطاف عند نقطة مشتركة، وهي مصلحة إسرائيل قبل أي مصلحة أخرى. هذا هو الواقع الوحيد، الذي ستفرزه صناديق الاقتراع في الولايات المنقسمة بين أكثرية جمهورية أو أكثرية ديمقراطية. فلكل من ترامب وهاريس نظرة خاصة إلى أزمات المنطقة والعلاقات الأميركية – الإيرانية، وذلك استنادًا إلى السياسات التي كانت متبعة مع ترامب يوم كان رئيسًا أو مع أوباما أو بايدن. فلا شيء سيتغيّر في سياسة الحزبين المتبعة في المنطقة، إذ أن أمن إسرائيل هي أولوية أميركية سواء فاز المرشح الجمهوري أو المرشح الديمقراطي. فهما في نهاية المطاف وجهان لعملة إسرائيلية واحدة. فترامب في حال فوزه سيدفع بواشنطن لاعتماد سياسة غير تقليدية تعتمد على مواقف حادة تجاه إيران، وتعزيز الاتفاقيات "الإبراهيمية" بطريقة تضغط على الدول التي لم تنضم بعد. وهذه السياسة ستقود إلى المزيد من الصراعات أو إلى تعميق الانقسامات الطائفية في المنطقة.  
أما في حال فوز هاريس، فان ذلك يعني استمرارية الدعم التقليدي لإسرائيل، لكن ضمن نهج أكثر توازنًا، نتيجة التحرر من المعركة الرئاسية، تحت عنوان تعزيز دور واشنطن كوسيط في المنطقة، مع التركيز على قضايا حقوق الإنسان والاهتمام بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية لدول المحور، من دون أن يعني ذلك أن السياسة الخارجية، التي ستتبع مستقبلًا ستكون مغايرة عمّا هي عليه اليوم.
فاليوم الانتخابي الأميركي الطويل سينتهي حتمًا بنتيجة تنتهي معها كل المراهنات والرهانات، الخاطئ منها أو المصيب، وسيكون اليوم التالي يومًا آخر من عمر الولايات الأميركية، التي سيكون لها رئيس، جمهوريًا كان أم ديمقراطيًا.
أمّا اللبنانيون الذين راهنوا على ترامب أو هاريس فسيكون يومهم التالي كاليوم الذي سبق، أي المزيد من الغارات، والمزيد من الضحايا، والمزيد من الدمار، والمزيد من القلق على المصير، والمزيد من المعاناة، والمزيد من خيبات الأمل. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: والمزید من

إقرأ أيضاً:

العراق يكشف عن تسلمه تهديدات إسرائيلية

يمن مونيتور/ وكالات

أكد نائب رئيس مجلس الوزراء العراقي، وزير الخارجية فؤاد حسين، الجمعة، أن هنالك تهديدات واضحة للعراق من قبل الكيان الصهيوني، مشدداً على أن الحكومة لا تريد الحرب وسياستها تركز على إبعادها عن البلاد.

وقال في كلمته خلال أعمال المنتدى الخامس للسلام والأمن في الشرق الأوسط (ميبس 2024) الذي تقيمه الجامعة الأمريكية في دهوك إن «المنطقة تحت النار والعراق جزء من المنطقة ونحن قلقون على الوضع لافتا إلى أن هناك تهديدات واضحة من قبل الكيان الصهيوني.

وأشار إلى أن الحكومة اتخذت خطوات داخلية وخارجية بشأن تهديدات الكيان الصهيوني مبينا أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وجه القوات المسلحة باتخاذ إجراءات بحق من يشن هجمات باستخدام الأراضي العراقية.

وأكد أن الحكومة العراقية لا تريد الحرب وسياستها إبعادها عن البلاد”، مضيفا أن الحكومة العراقية مستمرة في اتصالاتها مع العديد من العواصم الغربية المؤثرة لوقف الهجوم على العراق.

وتابع، أن العراق يلعب دوراً مهماً في المنطقة ولا يريد حرباً وهو ليس جزءاً منها، لافتا إلى أن التهديدات قد تؤدي إلى حرب شاملة في المنطقة ونعتقد أن رقعة الحرب سوف تتوسع في المنطقة.

وأضاف، أن “رسائل الكيان الصهيوني التهديدية للعراق وصلتنا بواسطة أطراف ولم نجب عليها مشددا على أن القانون العراقي يمنع أي حالة تطبيع مع الكيان الصهيوني ولا نتواصل مع تل أبيب”.

وأكد، أن “الدولة العراقية تتعامل مع من يكون في البيت الأبيض. وتوقع سياسية مختلفة لترامب عن رئاسته السابقة، لافتا إلى أن العراق لديه علاقات قوية مع الصين وأمريكا وتجارة العراق مع الصين تصل إلى أكثر من 50 مليار دولار سنويا.

واستطرد قائلا: “نتعامل الآن مع جو الحرب في المنطقة والتهديدات الصهيونية جدية وواضحة وملموسة على العراق”، مبينا أن التهديد الداعشي كما كان ليس موجوداً ونتخوف من عودته بسبب الفوضى بالمنطقة”.

وأوضح، أن “العراق ليس له أي أنبوب نفطي مع الدول سوى الموجود في الإقليم ولا يستطيع تصدير نفطه إذا حدث شيء بمنطقة الخليج” مشيرا إلى أنه” بعد خمس سنوات سيكون العراق دولة غازية.

وسارع السوداني، على التحذير من أن الرسالة التي وجهتها إسرائيل إلى مجلس الأمن الدولي تمثل ذريعة وحجة للاعتداء على بلاده.

مقالات مشابهة

  • للغيرة وجهان
  • 12 لاعبًا من عائلة واحدة.. الفريق العائلي الذي حيّر الخصوم
  • أوكرانيا تخسر أكثر من 40% من الأراضي التي استولت عليها في كورسك
  • كورسك.. روسيا استعادت 60% من الأراضي التي احتلتها أوكرانيا
  • ماذا نعلم عن الملياردير سكوت بيسينت الذي اختاره ترامب كوزير للخزانة؟
  • شاهد الشخص الذي قام باحراق “هايبر شملان” ومصيره بعد اكتشافه وخسائر الهايبر التي تجاوزت المليار
  • ما الذي تخفيه أجندة دونالد ترامب؟
  • قيادي بارز.. كشف هوية عضو حزب الله الذي استهدفه غارة إسرائيلية في بيروت
  • العراق يكشف عن تسلمه تهديدات إسرائيلية
  • إلى التي تجسد كرامة هذه المنطقة... هكذا عايد ماكرون السيدة فيروز في عيدها