قالت مديرة دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في ليبيا، فاطمة زريق، إن 444 مليون متر مربع من مساحة البلد “بحاجة إلى التنظيف” من مخلفات الحرب والألغام، وهو ما يمثل أكثر من 64 في المئة من الأراضي المصنفة على أنها تحتوي على مخاطر الألغام ومخلفات الحروب في البلد.

وقالت زريق، في حوار مع “أخبار الأمم المتحدة” إنه، وفقا للخبراء، سيستغرق تطهير ليبيا من مخلفات الحروب، في أفضل السيناريوهات خمسة عشر سنة، وأفادت بمقتل 16 شخصا، بينهم أطفال، منذ بداية العام بسبب الذخائر غير المنفجرة.

كما تحدثت زريق عن “الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الألغام التي طورها المركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام، بالتعاون مع الأمم المتحدة، والتي تهدف إلى تنظيم القطاع وتعزيز الجهود المبذولة للتوعية بمخاطر الألغام. وأشارت إلى أهمية التعاون بين جميع الأطراف، بما في ذلك المواطنين والجهات الحكومية وغير الحكومية، لضمان نجاح هذه الجهود”.

وأكدت زُريق أن “التوعية بمخاطر الألغام تعتبر جزءا أساسيا من العمل، مشيرة إلى أن التوعية المجتمعية وتعاون المواطنين يعدان من العوامل الأساسية لحماية المدنيين، خاصة الفئات الأكثر عرضة للخطر مثل الأطفال والعمال الوافدين، مما يجعل هذه المهمة مسؤولية جماعية تتطلب التزاما وتنسيقا مستمرين”.

ولفتت زريق إلى أنه “تقدر المساحات التي لا تزال بحاجة إلى التنظيف بما يزيد عن 444 مليون متر مربع، وهذا يمثل أكثر من 64 في المئة من الأراضي المصنفة على أنها تحتوي على مخاطر الألغام ومخلفات الحروب، علما بأن عمليات المسح مازالت جارية، بمعنى أن هذا الرقم ليس نهائيا، وقد يكون آخذا في الازدياد”.

وتابعت، “نظرا لعدد الحوادث الناجمة عن مخاطر الألغام والمتفجرات يبدو الوضع سيئا للغاية، حيث إننا نتحدث اليوم عن 16 من الأبرياء الذين فقدوا حياتهم ومن ضمنهم أطفال، منذ بداية السنة إلى الآن، مقارنة بضحيتين فقط تم تسجيلهما في العام الماضي. هذه أرقام رسمية تم تحديدها بالاستناد إلى المركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام، وهو شريكنا الرئيسي. فأعتقد أن هذه الأرقام توضح مدى خطورة الوضع في ليبيا”.

وكشفت زريق أنه “إذا قمنا بعمل جيد في ليبيا، ليلا ونهارا، بدون توقف وبدون استراحة العطلة الأسبوعية، فإن الأمر سيستغرق، تقريبا، خمسة عشر سنة، ولا أعتقد أن هذا يمكن أن يتحقق بهذه الطريقة”. “ونشهد ونسمع كثيرا عن انفجارات تحدث بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وبسبب دخول أطراف تحاول أن تأخذ المعادن”. “فأنا أعتقد إزالة التلوث تتطلب من دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام (أونماس) عملا جبارا وتتطلع إليه كل الأطراف الليبية”.

ووجهت رسالة للمواطن الليبي، “عليك أن يبتعد عن كل جسم غريب أو خطير ويبلغ، مثلما يفعل كل مواطن ليبي تقريبا. لأنه كل التدخلات من الجهات الحكومية وغير الحكومية، المنظمات وغير المنظمات، تقوم على الاتصال من المواطن، فكل عمليات الخروج من أجل تجميع مخلفات الحروب، والتدخل لإيقاف مثل هذه المخاطر تتم عن طريق الاتصال، فكل ما أطلبه من المواطن الليبي أن يبتعد عن الجسم الخطر، ويحاول أن يحذر الأقارب أو الناس المحيطين بالمنطقة، وكذلك يبلغ ويبلغ ويبلغ”.

ووفقا للأمم المتحدة، نجحت ليبيا في تنظيف حوالي 36 بالمئة من الأراضي الخطرة التي تمّ تحديدها، إلا أن حوالي 436 مليون متر مربع لا تزال “ملوثة”.

وأصيب أو قُتل أكثر من 400 شخص في حوادث مرتبطة بذخائر غير منفجرة، منذ انتهاء الحرب. وسجّلت 35 من تلك الحوادث العام الماضي فقط، وكان من بين ضحاياها 26 طفلا.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الالغام الامم المتحدة ليبيا مخلفات الحروب للأعمال المتعلقة بالألغام الأمم المتحدة متر مربع

إقرأ أيضاً:

المستشار بوشناف يناقش مع خوري التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية في ليبيا

ليبيا – بوشناف يبحث مع خوري التحديات السياسية وآليات دعم العملية السياسية

لقاء في بنغازي

استقبل المستشار إبراهيم بوشناف، مستشار الأمن القومي الليبي، يوم الأحد في مدينة بنغازي، نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة والقائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ستيفاني خوري.

استعراض التحديات

وبحسب تغريدة نشرتها السفارة الأمريكية عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “إكس”، تناول اللقاء التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تواجه ليبيا، بالإضافة إلى المخاطر التي تُهدد استقرار البلاد ووحدتها وسيادتها.

النهوض بالعملية السياسية

كما ركز النقاش على السبل الكفيلة بدفع العملية السياسية التي أعلنت عنها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، بهدف إنهاء الوضع الراهن غير المستدام، وتحقيق استقرار شامل يعيد الاستقرار السياسي والاقتصادي إلى ليبيا.

خلفية اللقاء

يأتي الاجتماع في ظل تجدد الجهود الأممية لدفع الأطراف الليبية نحو تسوية سياسية شاملة تضع حداً للانقسام المستمر وتُمهد لإجراء انتخابات تضمن وحدة البلاد وسيادتها.

 

مقالات مشابهة

  • عودة 15 مليار يورو إلى يد ليبيا من محكمة بلجيكية
  • السعودية تكشف عن تقديم 12 مليار دولار لليمن كمنح مالية خلال 11 عاماً
  • «هالة» تطالب زوجها بنصف ثروته لسبب غريب أمام محكمة الأسرة
  • الأمم المتحدة: 40 مليار دولار تكلفة إعادة إعمار غزة (إنفوغراف)
  • الأمم المتحدة: 40 مليار دولار تكلفة إعادة إعمار غزة (إنفوغرف)
  • المستشار بوشناف يناقش مع خوري التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية في ليبيا
  • الأمم المتحدة: الحرب أعادت التنمية في غزة 69 عاماً إلى الوراء
  • المبشر: ليبيا على أعتاب مرحلة حرجة تتطلب حكمة لتفادي الانزلاق إلى دوامة الصراع 
  • 350 عامًا على إعادة الإعمار غزة.. والتكلفة تقترب من 80 مليار دولار
  • روفينيتي: انخراط أمريكي وإيطالي أعمق لتحقيق استقرار ليبيا