موقع 24:
2024-12-03@18:43:47 GMT

إيران الأمريكية بعد الحرب

تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT

إيران الأمريكية بعد الحرب

ما الذي يخيف الولايات المتحدة من إيران أم أن التخادم بين الطرفين هو تجسيد لعلاقة قديمة، لم تقطع الأزمات خيوطها بالرغم من أن إيران الخمينية فعلت ما في وسعها لإقلاق المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط؟

بعد وصول الخميني إلى طهران عام 1979 إثر سقوط دولة الشاه محمد رضا بهلوي انقطعت العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين.

كان ذلك قراراً إيرانياً نُفّذ على أيدي طلاب من أتباع خط الإمام، وكان أحمدي نجاد رئيس الجمهورية الإسلامية الأسبق واحداً منهم. احتل أولئك الطلاب مبنى السفارة الأمريكية واعتبروا جميع موظفيها رهائن.
فشلت محاولة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر لإطلاق سراح أولئك الرهائن. أما حين تم إطلاق سراحهم بعد 444 يوماً فإن العلاقات بين الطرفين وصلت إلى الصفر الذي لا رجعة عنه بعد أن صار "الموت لأمريكا الموت لإسرائيل" هو شعار المستقبل الشعبوي.
ولكن تلك الصورة بكل سوداويتها لم تكن تمثل الحقيقة كلها. كانت الولايات المتحدة حريصة على ألاّ تخسر إيران حربها ضد العراق في ثمانينات القرن الماضي بالرغم من أن العراق كان قد استثمر الكثير من أجل تحسين علاقته بها. كانت فضيحة "إيران غيت" قد وضعت أوراق ذلك التعاون على الطاولة. وهو تعاون، خططت الولايات المتحدة من خلاله لتدمير العراق بعد ربع قرن من الفضيحة.
وإذا قلت إن السياسة الأمريكية تضع إيران في مستوى من الرعاية يقترب من المستوى الذي تحظى به إسرائيل قد يتهمني البعض بالمبالغة إذا كان محايداً، أما إذا كان منحازاً لإيران فإن ذلك البعض سيعتبرني مغرضاً ومن مروّجي الشائعات التي تهدف إلى تشويه صورة إيران المقاومة. وفي الحالين فإن هناك نوعاً من الاستهانة بحقائق الصراع الذي يدور من حولنا وصارت منطقتنا حقل تجارب له.
عبر أكثر من أربعين سنة وضعت إيران الخمينية القضية الفلسطينية في مقدمة لائحة اهتماماتها. كان ياسر عرفات أول المخدوعين بتلك الغزوة الشعبوية. ولكن القضية نفسها لم تشهد أيّ تطور إيجابي بسبب الحماسة الإيرانية. ما رأيناه يمكن أن نجد خلاصته في التعاون الإيراني الذي يسّر للولايات المتحدة احتلال العراق الذي كان مقدمة لتسهيلات أمريكية قُدمت لإيران من أجل ترسيخ مشروعها التوسعي الذي بدأ في لبنان ووجد له أرضاً ممهدة في العراق ومن ثم انتقل إلى سوريا واليمن.
لم تقع إسرائيل على خريطة التوسع الإيراني. ماتت دول عربية ولم تمت إسرائيل. كان ذلك مصدر اطمئنان على المستوى الأمريكي الذي كان يعرف سلفاً أن المحتوى العقائدي لثورة الخميني لا ينظر بارتياب إلى إسرائيل بالقدر الذي ينظر من خلاله إلى الدول العربية. كانت الإستراتيجية الأمريكية واضحة في تبني المشروع الإيراني أو على الأقل غض النظر عنه.
ولو تُركت الأمور للعقل السياسي الأمريكي لاستمرت إيران في تثبيت احتلالها لأربع دول عربية. بل لتُركت تعبث بأمن دول الخليج العربي واستقرارها غير أن دخول إسرائيل على الخط من حيث كونها جهة متضررة صنع معادلة جديدة، صارت الولايات المتحدة مضطرة بسببها للتخلي عن بعض ثوابتها الممعنة في الحرص على المصالح الإيرانية.
لقد حدث شرخ في العلاقة الأمريكية – الإسرائيلية يوم أصرت إدارة الرئيس باراك أوباما على توقيع الاتفاق النووي مع إيران عام 2015، غير أن حرب غزة كانت مناسبة لإعادة الأمور إلى نصابها بعد أن شعرت الولايات المتحدة أن سياستها المحابية لإيران قد أدت إلى خروج الأوضاع في الشرق الأوسط عن السيطرة. فليست هناك حدود واضحة للأطماع الإيرانية.
من خلال إشعال جبهتي غزة والجنوب اللبناني سعت إيران إلى سرقة الوقت أولاً وتأكيد قدرتها على التحكم بالأوضاع في المنطقة من خلال تهديد أمن إسرائيل ثانياً. كل ذلك من أجل فرض الشراكة الإستراتيجية على إسرائيل برضا أمريكي. غير أن ذلك الهدف باء بالفشل بعد أن أدارت إسرائيل الحرب لصالحها وهو ما جعل الولايات المتحدة، والدول التي تدور في فلكها، تعتبر أن حرب إسرائيل هي حربها.
والآن بعد أن منيت إيران بالهزيمة فإن الولايات المتحدة ستبذل قصارى جهدها من أجل أن تقلل من حجم الخسائر الإيرانية لكن ليس على حساب إسرائيل. سيصطدم ذلك المسعى بالتأكيد برفض إسرائيلي. لذلك يمكن القول إن إيران نجحت في سرقة الوقت من أجل استمرار مشروعها النووي حين منعت الولايات المتحدة إسرائيل من توجيه ضربة مباشرة له، غير أن هيمنتها على المنطقة صارت محل شك بعد أقرت الولايات المتحدة أن ذلك يشكل خطراً على إسرائيل.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل الانتخابات الأمريكية الولایات المتحدة غیر أن من أجل بعد أن

إقرأ أيضاً:

انطلاق حملة تغريدات الولايات المتحدة ارهابية



ودعا المنظمون إلى المشاركة الواسعة في الحملة لتعريف العالم أن أمريكا هي أصل الإرهاب وراعيته، تدعي الحرص على السلام في الإعلام وترفض تحقيقه في الميدان، وأنها قائدة العدوان على غزة وذلك على الهاشتاقين:

#الولايات_المتحدة_الإرهابية

#TerroristUSA

رابط بنك التغريدات: bit.ly/ustrorstt

مقالات مشابهة

  • مستشار المرشد الإيراني: لم نتوقع أن تقع تركيا في الفخ الذي حفرته لها الولايات المتحدة وإسرائيل
  • ‏بلينكن يؤكد التزام الولايات المتحدة بحماية إسرائيل من تهديدات إيران ووكلائها
  • الولايات المتحدة وفرنسا تتهمان إسرائيل بخرق وقف إطلاق النار في لبنان
  • انطلاق حملة تغريدات الولايات المتحدة ارهابية
  • تباين المصالح الأمريكية وتأثير دعم إسرائيل على أمن سوريا
  • كيف تؤثر اضطرابات سوريا على أمن إسرائيل ونفوذ إيران؟
  • من ذا الذي يتعشى بالآخر: البرهان أم الكيزان؟
  • هل تسعى الولايات المتحدة الأمريكية للهيمنة على الطاقة في العالم؟.. أستاذ علاقات دولية يوضح
  • يتسحاق بريك .. هذا هو السبب الوحيد الذي دفع إسرائيل للاتفاق مع لبنان
  • الحرب بين الجيش السوري والجماعات الإرهابية.. الولايات المتحدة تنفي علاقتها بما يحدث في حلب