موقع 24:
2025-04-11@02:40:52 GMT

إيران الأمريكية بعد الحرب

تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT

إيران الأمريكية بعد الحرب

ما الذي يخيف الولايات المتحدة من إيران أم أن التخادم بين الطرفين هو تجسيد لعلاقة قديمة، لم تقطع الأزمات خيوطها بالرغم من أن إيران الخمينية فعلت ما في وسعها لإقلاق المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط؟

بعد وصول الخميني إلى طهران عام 1979 إثر سقوط دولة الشاه محمد رضا بهلوي انقطعت العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين.

كان ذلك قراراً إيرانياً نُفّذ على أيدي طلاب من أتباع خط الإمام، وكان أحمدي نجاد رئيس الجمهورية الإسلامية الأسبق واحداً منهم. احتل أولئك الطلاب مبنى السفارة الأمريكية واعتبروا جميع موظفيها رهائن.
فشلت محاولة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر لإطلاق سراح أولئك الرهائن. أما حين تم إطلاق سراحهم بعد 444 يوماً فإن العلاقات بين الطرفين وصلت إلى الصفر الذي لا رجعة عنه بعد أن صار "الموت لأمريكا الموت لإسرائيل" هو شعار المستقبل الشعبوي.
ولكن تلك الصورة بكل سوداويتها لم تكن تمثل الحقيقة كلها. كانت الولايات المتحدة حريصة على ألاّ تخسر إيران حربها ضد العراق في ثمانينات القرن الماضي بالرغم من أن العراق كان قد استثمر الكثير من أجل تحسين علاقته بها. كانت فضيحة "إيران غيت" قد وضعت أوراق ذلك التعاون على الطاولة. وهو تعاون، خططت الولايات المتحدة من خلاله لتدمير العراق بعد ربع قرن من الفضيحة.
وإذا قلت إن السياسة الأمريكية تضع إيران في مستوى من الرعاية يقترب من المستوى الذي تحظى به إسرائيل قد يتهمني البعض بالمبالغة إذا كان محايداً، أما إذا كان منحازاً لإيران فإن ذلك البعض سيعتبرني مغرضاً ومن مروّجي الشائعات التي تهدف إلى تشويه صورة إيران المقاومة. وفي الحالين فإن هناك نوعاً من الاستهانة بحقائق الصراع الذي يدور من حولنا وصارت منطقتنا حقل تجارب له.
عبر أكثر من أربعين سنة وضعت إيران الخمينية القضية الفلسطينية في مقدمة لائحة اهتماماتها. كان ياسر عرفات أول المخدوعين بتلك الغزوة الشعبوية. ولكن القضية نفسها لم تشهد أيّ تطور إيجابي بسبب الحماسة الإيرانية. ما رأيناه يمكن أن نجد خلاصته في التعاون الإيراني الذي يسّر للولايات المتحدة احتلال العراق الذي كان مقدمة لتسهيلات أمريكية قُدمت لإيران من أجل ترسيخ مشروعها التوسعي الذي بدأ في لبنان ووجد له أرضاً ممهدة في العراق ومن ثم انتقل إلى سوريا واليمن.
لم تقع إسرائيل على خريطة التوسع الإيراني. ماتت دول عربية ولم تمت إسرائيل. كان ذلك مصدر اطمئنان على المستوى الأمريكي الذي كان يعرف سلفاً أن المحتوى العقائدي لثورة الخميني لا ينظر بارتياب إلى إسرائيل بالقدر الذي ينظر من خلاله إلى الدول العربية. كانت الإستراتيجية الأمريكية واضحة في تبني المشروع الإيراني أو على الأقل غض النظر عنه.
ولو تُركت الأمور للعقل السياسي الأمريكي لاستمرت إيران في تثبيت احتلالها لأربع دول عربية. بل لتُركت تعبث بأمن دول الخليج العربي واستقرارها غير أن دخول إسرائيل على الخط من حيث كونها جهة متضررة صنع معادلة جديدة، صارت الولايات المتحدة مضطرة بسببها للتخلي عن بعض ثوابتها الممعنة في الحرص على المصالح الإيرانية.
لقد حدث شرخ في العلاقة الأمريكية – الإسرائيلية يوم أصرت إدارة الرئيس باراك أوباما على توقيع الاتفاق النووي مع إيران عام 2015، غير أن حرب غزة كانت مناسبة لإعادة الأمور إلى نصابها بعد أن شعرت الولايات المتحدة أن سياستها المحابية لإيران قد أدت إلى خروج الأوضاع في الشرق الأوسط عن السيطرة. فليست هناك حدود واضحة للأطماع الإيرانية.
من خلال إشعال جبهتي غزة والجنوب اللبناني سعت إيران إلى سرقة الوقت أولاً وتأكيد قدرتها على التحكم بالأوضاع في المنطقة من خلال تهديد أمن إسرائيل ثانياً. كل ذلك من أجل فرض الشراكة الإستراتيجية على إسرائيل برضا أمريكي. غير أن ذلك الهدف باء بالفشل بعد أن أدارت إسرائيل الحرب لصالحها وهو ما جعل الولايات المتحدة، والدول التي تدور في فلكها، تعتبر أن حرب إسرائيل هي حربها.
والآن بعد أن منيت إيران بالهزيمة فإن الولايات المتحدة ستبذل قصارى جهدها من أجل أن تقلل من حجم الخسائر الإيرانية لكن ليس على حساب إسرائيل. سيصطدم ذلك المسعى بالتأكيد برفض إسرائيلي. لذلك يمكن القول إن إيران نجحت في سرقة الوقت من أجل استمرار مشروعها النووي حين منعت الولايات المتحدة إسرائيل من توجيه ضربة مباشرة له، غير أن هيمنتها على المنطقة صارت محل شك بعد أقرت الولايات المتحدة أن ذلك يشكل خطراً على إسرائيل.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل الانتخابات الأمريكية الولایات المتحدة غیر أن من أجل بعد أن

إقرأ أيضاً:

مع تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.. كيف أصبحت أسعار النفط؟

تراجعت أسعار النفط، اليوم الخميس، مع تصعيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحرب التجارية مع الصين، وذلك على الرغم من إعلانه تعليق الرسوم الجمركية التي تستهدف دولا أخرى لمدة 90 يوما.

وبحسب ما نقلت وكالة “رويترز”، “انخفضت العقود الآجلة للخام الأمريكي “غرب تكساس الوسيط” لشهر مايو المقبل بنسبة 0.61% إلى 61.97 دولار للبرميل، فيما تراجعت العقود الآجلة للخام العالمي مزيج “برنت” لشهر يونيو المقبل بنسبة 0.73% إلى 65 دولارا للبرميل”.

ووفق الوكالة، “بعد تعليق واشنطن التعريفات الجمركية الجديدة على معظم الدول باستثناء الصين، استقرت عقود الخام القياسية على ارتفاع بنسبة 4% يوم الأربعاء بعد انخفاضها بنحو 7% خلال الجلسة الماضية”.

وأضافت، “كذلك رفع ترامب رفع معدل التعريفة الجمركية على الصين إلى 125% اعتبارا من الآن، بدلا من التعريفة البالغة 104% التي أعلن عنها في وقت سابق من يوم الأربعاء”.

وقال خبراء استراتيجيات السلع في شركة “آي إن جي” في مذكرة بحثية يوم الخميس إن “الرسوم الجمركية الأمريكية المرتفعة على الصين تترك الكثير من عدم اليقين في الأسواق”.

وأضافوا أن “هذا الغموض لا يزال من المرجح أن يؤثر سلبا على النمو العالمي، وهو ما يشكل بوضوح مصدر قلق للطلب على النفط”.

بدورها ذكرت “بلومبرغ” أن الصين “كانت أعلنت رفع الرسوم المفروضة على السلع الأمريكية إلى 84% اعتبارا من اليوم الخميس”.

وقال استراتيجي السوق لدى منصة “آي جي” ييب جون رونغ: “قد نتوقع أن تستأنف أسعار النفط اتجاهها الهبوطي الأوسع بمجرد أن يتلاشى التفاؤل حول الإعفاء الأخير من الرسوم الجمركية”.

وأضاف ييب: “لا تزال الرياح المعاكسة على جانب الطلب قائمة، مع تعرض توقعات النمو في الصين للخطر بسبب الإجراءات الانتقامية المستمرة”.

مقالات مشابهة

  • أكسيوس: إيران تدرس مقترحا لاتفاق نووي مؤقت مع الولايات المتحدة
  • انخفاض أسعار النفط مع تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين
  • "معاداة السامية" قيد جديد أمام المهاجرين إلى الولايات المتحدة الأمريكية
  • تراجع أسعار النفط مع تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين
  • صفقة لتبادل السجناء بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا | تفاصيل
  • مع تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.. كيف أصبحت أسعار النفط؟
  • رغم العودة للمفاوضات.. الولايات المتحدة تفرض عقوبات جديدة على إيران
  • وزير الخارجية يصل الولايات المتحدة الأمريكية في زيارة رسمية
  • إيران تعلن موعد انطلاق المفاوضات مع الولايات المتحدة في عُمان
  • إيران تعلن عن محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة في مسقط