(عدن الغد)خاص:

وجه برلمانيون واعلاميون ونشطاء المجتمع المدني وخبراء في مجال النفط والغاز رسالة شديدة اللهجة منتقدين غياب الشفافية والمساءلة للحكومة اليمنية في قطاع النفط والغاز ودورها السلبي في أهم مورد حيوي الذي كان المورد الأساسي لرفد ميزانية الدولة.

جاء ذلك في ورشة العمل الرقمية التي نظمها تحالف الشفافية في الصناعات الاستخراجية في اليمن بالتعاون والشراكة مع التحالف الدولي انشر ما تنفع (PWYP) مساء يوم أمس الاثنين الموافق 14 من الشهر الجاري تحت عنوان "أطر التحرك والتشارك الممكنة بين البرلمان والمجتمع المدني في سبيل تعزيز الشفافية في قطاع النفط والغاز".

وشارك في ورشة العمل نخبة من أعضاء مجلس النواب اليمني والإعلاميين ونشطاء المجتمع المدني وخبراء في مجال النفط والغاز من اليمن ولبنان والعراق وأعضاء وقيادة تحالف الشفافية في الصناعات الاستخراجية في اليمن الفرع الوطني وعضو التحالف الدولي أنشر ما تدفع (PWYP).

افتتح الورشة الاستاذ / مصطفى نصر رئيس تحالف الشفافية في الصناعات الاستخراجية في اليمن بالترحيب بالمتحدثين والمشاركين من اليمن ودول أخرى من البرلمانيين والإعلاميين ونشطاء المجتمع المدني والخبراء في مجال النفط والغاز.

وقدم الأستاذ / مصطفى نصر ملخص عن أهداف وتأسيس تحالف الشفافية في الصناعات الاستخراجية في اليمن ودوره في تعزيز الشفافية في مجال الصناعات الاستخراجية وضمان حق الحصول على المعلومات في مجال النفط والغاز.

وأشاد الأستاذ / مصطفى بالدور الكبير والجهود الذي قام به أعضاء من البرلمان اليمني بتعزيز شفافية قطاع النفط والغاز من خلال لجنة التنمية والنفط في البرلمان اليمني عبر إصدار بعض التقارير والملفات ومقاضاة ومساءلة بعض شركات النفط العاملة في اليمن.

وتضمنت الورشة التي أدارها الدكتور / سعد الدين بن طالب – وزير التجارة والصناعة الأسبق – عضو لجنة التنمية والنفط في البرلمان سابقا، ثلاثة أوراق عمل تناولت الورقة الأولى المقدمة من البرلماني اليمني / علي عشال عضو لجنة التنمية والنفط في البرلمان الأدوار والأدوات البرلمانية في الرقابة وتعزيز الشفافية في قطاع النفط والغاز.

وانتقد بشدة البرلماني / علي عشال دور المنظومات السياسية ومراكز القوى في المنطقة العربية التي أنتجت برلمانات سيئة مروضة من قبلها غير قادرة على مساءلة وتحقيق الشفافية والرقابة على المال العام.

وقال البرلماني / علي عشال أن لجنة التنمية والنفط في البرلمان في وقت سابق حققت بعض النجاحات في بعض القضايا التي عملت عليها وإثارتها للرأي العام منها صفقة البيع في قطاع 53 و18 وتمديد التعاقد مع شركة هنت واتفاقية الغاز منها كسب التحكيم الدولي ضد القضية التي رفعت ضد البرلمان من قبل شركة هنت بالرغم من تدخل الحكومة وصانعي القرار الذين استطاعوا التأثير والضغط على كثير من البرلمانيين بأن يمنعوهم من أن ينحازوا ويساندوا عمل لجنة التنمية والنفط في البرلمان.

وأشاد البرلماني / عشال بالدور الكبير الذي قام به المجتمع المدني والقطاع الإعلامي من خلال مساندتهما لعمل لجنة التنمية والنفط في البرلمان وذلك بعد التشبيك معهما لإنجاح عملية المساءلة والرقابة للجهات المسئولة لتعزيز الشفافية في قطاع النفط والغاز.

الورقة الثانية كانت للأستاذة / لوري هايتايان الخبيرة في مجال النفط والغاز في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومديرة معهد حوكمة الموارد الطبيعية التي تحدثت حول أفضل الممارسات للتعاون بين المجتمع المدني والبرلمان في تحقيق الشفافية.

وأشارت الأستاذة / لوري هايتايان إلى أن انهيار المؤسسات والوضع الاقتصادي في لبنان أدى إلى شلل في عمل البرلمان اللبناني مع المجتمع المدني.

وقالت الخبيرة / لوري هايتايان أن على منظمات المجتمع المدني تحديد وتكوين أهداف وخطط على مواضيع تستطيع من خلالها التشبيك الشراكة مع البرلمان لتحقيقها من خلال التركيز على مواضيع معينة واضحة فيما تريد مشاركته مع البرلمان عبر تحديد الاحتياجات وكيفية الاختيار مع من تريد ان تعمل من لجان البرلمان.

ودعت الخبيرة / لوري هايتايان منظمات المجتمع المدني إلى دراسة وتحليل وفهم تركيبة البرلمان والتركيبة السياسية في البلد لتحديد كيفية العمل معهم وكسب ثقتهم لنجاح العمل المشترك فيما بينهم.

واستعرضت الخبيرة / لوري هايتايان بعض التجارب الإيجابية بين المجتمع المدني والبرلمان في لبنان منها تجربة برلمانيون عرب ضد الفساد وعن طريق المنافسة بين الأحزاب التي ساعدت المجتمع المدني على فرض قانون الشفافية في قطاع النفط والغاز من خلال هذا التنافس.

الورقة الثالثة كانت للبرلماني اليمني الدكتور/ عبدالمعز دبوان عضو مجلس إدارة تحالف الشفافية في الصناعات الاستخراجية في اليمن الذي استعرض فيها أطر الشراكة والتعاون الممكنة بين البرلمان والمجتمع المدني في اليمن.

وقال البرلماني اليمني الدكتور/ عبدالمعز دبوان أن البرلمانات أصبحت تنظر إلى منظمات المجتمع المدني على انها أحد بواباتها للأطلال على المجتمع بشكل عام وعلى المواطنين ويمكن النظر إلى الشراكة على انها مساهمة لرسم السياسات العادلة التي تعكس الاحتياجات الخاصة والحقيقية للمواطنين.

وأكد الدكتور / عبدالمعز دبوان على أن ممارسة البرلمان للانفتاح يؤسس للديمقراطية ويؤدي إلى شراكة حقيقية بينه وبين المجتمع المدني الذي يتيح للمجتمع المدني افضلية التحليل والتعليل لأنه الملامس لهموم واحتياجات المواطنين الذي يمكن البرلمان من الحصول على المعلومات الدقيقة من المجتمع المدني والاستفادة منها.

وأضاف الدكتور / عبدالمعز دبوان ان مساندة البرلمان لنشوء مجتمع مدني قوي يكون شريك في وضع السياسات وفي الرقابة الفعالة لتحقيق المصلحة العامة امر حيوي لنشوء شراكة قوية يؤدي إلى شراكة حقيقية بينه وبين المجتمع المدني قائمة على الثقة موكدا إلى أهمية وجود بيئة قانونية مناسبة لتمكين المجتمع المدني من الشراكة الجيدة والفاعلة لحمايته وأن أهم التحديات التي تواجه الشراكة بين البرلمان والمجتمع المدني هو الافتقار الى الجانب التشريعي.

وقد شهدت الورشة مداخلات من المشاركين أكدت في مجملها على أهمية الشراكة بين البرلمان والمجتمع المدني في سبيل تعزيز الشفافية في قطاع النفط والغاز.

في نهاية الورشة قدم الدكتور / سعد الدين بن طالب – وزير التجارة والصناعة الأسبق – عضو لجنة التنمية والنفط في البرلمان سابقا، تحليل وملخص عن الوضع الراهن للبرلمان وقطاع الصناعات الاستخراجية في اليمن.

اختتام الورشة الأستاذ / مصطفى نصر رئيس تحالف الشفافية في الصناعات الاستخراجية في اليمن بوضع مخرجات للورشة منها العمل على إنشاء مجلس استشاري لتحالف الشفافية في الصناعات الاستخراجية في اليمن وإلى إعداد آلية خطة عمل مشتركة بين البرلمان والمجتمع المدني والخبراء في قطاع النفط والغاز للعمل على تعزيز الشفافية في قطاع النفط والغاز.

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: من البرلمان من خلال

إقرأ أيضاً:

«معلومات الوزراء»: شركات عالمية اتجهت لتوظيف الذكاء الاصطناعي في صناعة النفط

أصدَر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلاً جديداً تناول من خلاله التعرف على واقع وكيفية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في صناعة النفط والغاز الطبيعي والتجارب العالمية في هذا الشأن والفرص والتحديات لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، إضافة لاستعراض السيناريوهات المستقبلية الممكنة لهذه التكنولوجيا.

تحقيق نتائج وتجارب غير مُتوقعة

وأشار التحليل إلى أنَّ الذكاء الاصطناعي (AI) أعاد تشكيل خارطة قطاع الطاقة، حتى باتت العديد من الشركات العالمية تتجه نحو دراسة استخدامه وتوظيفه في صناعة النفط والغاز الطبيعي، والتي تعتبر من الصناعات الأساسية للاقتصاد العالمي، ودخل البعض من هذه الشركات في اتجاه استخدامه بالفعل، وتحقيق نتائج وتجارب غير مُتوقعة في دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية، بل يسعى بعضها لتطوير وابتكار تقنيات حديثة في هذا المجال.

وأشار التحليل إلى تعدد استخدامات الذكاء الاصطناعي (AI) وما يُعرف بالتعلم الآلي (ML) في صناعة النفط والغاز الطبيعي حسب كل مرحلة من مراحل الإنتاج، وذلك كالتالي:

- المرحلة الأولى (الاستكشاف): وتشمل أنشطة التنقيب والمسح الزلزالي والحفر وتطوير الحقول؛ حيث يتعين على الجيولوجيين الحصول على كميات هائلة من بيانات المسح الزلزالي، والأقمار الصناعية، ونظام تحديد المواقع العالمي، وأجهزة الاستشعار عن بُعد وتحليلها لاختيار المواقع المحتملة، وعند استخدام تلك الطرق التقليدية، فإنَّ شركات النفط تقضي الكثير من الوقت في نماذج تحليل بيانات الاستكشاف، ولن تقوم بالحفر إلا عندما تعطي هذه النماذج مؤشرًا جيدًا عن مصدر الصخور واحتمال العثور على النفط أو الغاز.

ويتمّ استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير وتنفيذ أنظمة دعم الحفر، من خلال جمع البيانات عبر أجهزة استشعار وأجهزة مختلفة قيد التشغيل وتخطيط البئر وسلامته والتنبؤ به وعمليات تحسين الحفر وإدارة الخزان وغيرها من الأنظمة؛ مما يؤدي في النهاية إلى انخفاض الوقت المُستغرق في تلك المرحلة بنسبة تصل إلى ما يتراوح بين 20% و40% في المتوسط مع انخفاض احتمالية الخطأ بنسبة تصل إلى 90%.

- المرحلة الثانية (النقل): وتشتمل تلك المرحلة على معالجة الغاز، وإنتاج الغاز الطبيعي المسال، ومحطات إعادة الهيكلة، وأنظمة خطوط أنابيب النفط والغاز الطبيعي، وهنا يتمثل دور الذكاء الاصطناعي في تطوير أنظمة مراقبة مستمرة وموثوقة لضمان سلامة خطوط الأنابيب والمساعدة في إطالة عمرها الافتراضي واستخدام النماذج التنبؤية والمحاكاة لتقليل تكاليف الصيانة والتشغيل.

- المرحلة الثالثة (التكرير): وتشتمل على تحويل الزيت والمكثفات إلى منتجات قابلة للتسويق بمواصفات محددة مثل البنزين أو الديزل أو المواد الأولية لصناعة البتروكيماويات، ويتم تضمين مواقع المصافي الخارجية مثل محطات تخزين الصهاريج وتوزيعها في تلك المرحلة.

مقالات مشابهة

  • «ويتيكس 2024».. يسلط الضوء على الاستدامة في قطاع النفط والغاز
  • رئيس غينيا الاستوائية يدعو الشركات الروسية لاستكشاف النفط والغاز في بلاده والاستثمار في قطاع الطاقة
  • ويتيكس 2024″.. منصة رائدة لتسليط الضوء على الاستدامة في قطاع النفط والغاز
  • «الشؤون المالية والاقتصادية» يمنح امتياز استكشاف بأبوظبي لـ «بتروناس» الماليزية
  • أبوظبي.. منح حقوق استكشاف النفط والغاز في المنطقة البرية 2 لـ"بتروناس"
  • تعاون مشترك بين البترول وهاواوي لتدريب القيادات الشابة والمتوسطة بقطاع التعدين
  • مسعود بارزاني: الفرصة قائمة لتشريع قانون النفط والغاز
  • اكتشاف غاز طبيعي يبشّر بإنتاج 10 ملايين قدم مكعبة يوميًا
  • نوفا: قطاع النفط والغاز مورد رئيسي يمكن للشعب الليبي الاعتماد عليه
  • «معلومات الوزراء»: شركات عالمية اتجهت لتوظيف الذكاء الاصطناعي في صناعة النفط