صارت بلادك ميداناً لكل قوي
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
قف حيثما شئت فوق ارض الرافدين، وانظر إلى الانتهاكات الجوية والبحرية والبرية المتكررة. ثم أنظر إلى التنازلات السخية التي منحتها الحكومات المتعاقبة لكل من هب ودب. فسوف ترى العجب العجاب. .
لا نريد العودة إلى الخروقات التي صخمت صفحات التاريخ، ولكننا حتى يوم امس كنا نسمع دوي المسيّرات الحربية التي تنطلق كيفما تشاء من قاعدة عين الأسد لتجوب أجوائنا بحثا عن مواطنين تقتنصهم هنا او هناك، وهذه المسيّرات تنطلق أيضاً من الشطر المخصص لها داخل مطار بغداد الدولي، فقد أضحت حرة تماما في تنفيذ جولاتها الاستطلاعيّة والاستقصائية والتجسسية.
ولا تندهش عندما نحدثك عن المنافذ البرية المسيطر عليها ماليا وإداريا، والمنافذ الأخرى غير المسيطر عليها لا ماليا ولا اداريا ولا سياديا، وهي منتشرة على امتداد القاطع الشمالي الشرقي (22 منفذاً بحسب تصريح النائب فالح الخزعلي)، لكنك إن توجهت نحو منفذ طريبيل ونظرت إلى الخط الحدودي الفاصل بيننا وبين الشقيقة المدللة ستجد المنتجات الصناعية والزراعية القادمة من الأردن معفاة تماما من الرسوم والضرائب بأمر من حكومة الكاظمي، ولا يحق لك التحقق فيما إذا كانت تلك المنتجات أردنية المنشأ أم من منشأ غير اردني ؟. يكفي انها مغلفة بملصقات وأشرطة مكتوب عليها: (صنع في الأردن). .
اما حدودنا البحرية والنهرية فشهدت هي الأخرى سلسلة متوالية من التراجعات والانكماشات منذ عام 1975 وحتى يومنا هذا، وربما جاء بروتوكول التنسيق الأمني عام 2008 المبرم بين القيادات البحرية (العراقية والكويتية) ليمنح مساحات مضافة للدوريات الكويتية في خور عبد الله وحتى رأس البيشة. .
في البصرة كان الشاعر (غيلان رقيد) يقف مند أعوام مناشدا هرون الرشيد بهذه الأبيات:
اين الخليقة إذ قال الخراج لنا في أيما بلد تهمين يا سحبا. . في الهند في السند في أرجاء مملكة يعيا سليمان فيها إن مشاها كبا. .
وليس هنالك افصح من الشاعر القروي (رشيد سليم الخوري) صاحب القصيدة المشهورة: (عيد البرية عيد المولد النبوي في المشرقين له والمغربين دوي). والتي يقول فيها: يا فاتح الأرض ميدانا لدولته – صارت بلادك ميدانا لكل قوي. . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
قصائد موشحة بالدلالات في بيت الشعر
في إطار فعاليات منتدى الثلاثاء الذي يفتح في كل موعد شعري أفقا جديدا على الإبداع، نظم بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة أمسية شعرية ، شارك فيها كل من الشاعر جعفر حمدي أحمد، والدكتور خليفة بوجادي، والشاعر عمر المقدي، وحضرها عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة، ومحمد عبدالله البريكي مدير بيت الشعر، وجمهور من الشعراء والنقاد والباحثين والمهتمون بالشعر، وقدمها الدكتور أحمد سعد الدين، الذي رحب في البداية بالحاضرين، مقدما الشكر للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، على اهتمامه بالثقافة العربية، وجعله الشارقة عاصمة للثقافة والإبداع وجعل بيت الشعر بيتا للشعراء، ثم أضاف في افتتاحيته: " الشِّعرُ لُغةُ الرُّوحِ وصَوتُ القَلبِ، والنَّافذةُ التي تُطلُّ على عوالمِنا الداخليةِ".
افتتح القراءات الشاعر جعفر حمدي أحمد، الذي توشحت قصائده بالدلالات والصور الشعرية العميقة، فطاف بكلماته بين حالات الشاعر الوجدانية وقضاياه الإنسانية، ورسم بلغة شفيفة ما يختلج في صدره من رؤى وأفكار ومشاعر، فيقول:
هذا الوحيدُ مشىٰ بالنهرِ مُؤتنِسًا،
إنْ حطَّ فِي الماءِ لم يحفَلْ بهِ السَّمكُ
وإن أشارَ إلى الغيماتِ؛ ظُنَّ بهِ
بعضُ الجنونِ وغاضَ الغيمُ والفَلَكُ
أما في قصيدة "فتى المواجيد" فتظهر صورة الشاعر المشرقة ومكانته في المجتمع، بما يحمله من صدق ونقاء، وبما يراوده من تأملات، فيؤكد بذلك ما ذهبت إليه العرب منذ القدم، حين جعلوا من الشاعر صوت قومه وقدوتهم، فيقول:
قلبي النقيُّ مشىٰ بئرًا لواردِهِ
كما تهيأَ عصفورٌ لصائدِهِ
مشىٰ يُقلِّبُ كَفَّيْ شِعْرِهِ، فغَدَا
يَلُوحُ للشمسِ إذ تزهُو بعائدِهِ
فَمَا تهيأَ طِفلٌ ما لقِبلتِهِ
إلاَّ وأصبحَ ظِلاًّ مِنْ فرائدِهِ
حتَّىٰ تفاخرَ قومٌ حينَ غايرَهُمْ
فتىٰ المواجيدِ، وانصاعُوا لشاردِهِ
ثم قرأ الدكتور خليفة بوجادي نصا بعنوان "إيراقة الرمل والأحجار" والذي دار حول استذكار العمر وما مضى منه، والتأمل في محطاته، فيقول:
عامٌ تَقضّي فلا كُرّرتَ يا عــــامُ
كذلكِ العمرُ.. عامٌ بعدَه عامُ
عشرون عاماً وخمسٌ فوق راحلتي
غادرتُ فيها صِباً تحدوهُ أحلامُ
عشرون عاما وخمسٌ يا مهنّئَــتي
والنّفسُ يعكسُها دهرٌ وأقزَامُ
ثم قرأ قصيدة أخرى بعنوان " هذي الحال" تناولت موضوع رثاء الأم، وما يخلفه فقدها من ألم ومرارة ويتم، فيقول:
أطْللتِ في وجَع التذكُّر بلسَمـــــَـا
وزرعتِ في جدْب القصائد موسمـــــَـــا
من بعد ما لبسَ الفؤادُ شحوبـــــــــَـــه
وضياءُ عُمْري بعد غمضكِ أظلمـــَــا
لــمّا وقفتِ بمَحْجر العَين التي
مُذ غبتِ عنها، غالبتْ دمعي الدّمَــا
واختتم القراءات الشاعر عمر حسين المقدي الذي كان نصه المعنون "الخزف الشفاف" لوحة فنية متقنة، تتداخل فيها ألوان المعاني الرقيقة بقوة البلاغة واتساع القاموس اللغوي، فيقول :
لَمْ يَعْرِفِ النَّاسُ عَنْهُمْ عِنْدَمَا عُرِفُوا
فَخَبَّأُوا السِّرَّ فِي الأَرْوَاحِ وَانْصَرَفُوا
وَمِثْلَمَا تُكْمِلُ الأَقْمَارُ رِحْلَتَهَا
نَحْوَ البِدَايَةِ مَا بَانُوا وَمَا ازْدَلَفُوا
العَائِدُونَ مِنَ الغَيْبِ البَعِيدِ مَدًى
الذَّاهِبُونِ إِلَى الغَايَاتِ مَا انْحَرَفُوا
مَرُّوا عَلَى اللَّوْنِ شَفَّافِينَ تَحْمِلُهُمْ
دُمُوعُهُمْ إِنَّمَا أَوْجَانُهُمْ ضِفَفُ
أما في نصه " حديث جانبي" فقد استطاع الشاعر أن يدير ببراعة حوارا داخليا مجازيا مع الروح الشاعرة وتطلعاتها وارتباطها باللغة وبحثها عن الجمال، فيقول:
قَرِيبٌ أَنْتَ مِنْ تَحْقِيقِ ذَاتِكْ
تُسَاوِمُكَ الطَّرِيقُ عَلَى جِهَاتِكْ
تَسِيرُ إِلَى الأَمَامِ بِكِبْرِيَاءٍ
وَيَحْلُمُ كُلُّ شَكٍّ بِالتِفَاتِكْ
تَهُزُّكَ نَسْمَةٌ خَجْلَى وَلَمَّا
يُشَاهَدْ أَيُّ شَيءٍ فِي ثَبَاتِكِ
مَجَازِيًّا تَطِيرُ لِأَلْفِ مَعْنًى
تُدَافِعُ بِالقَصَائِدِ عَنْ لُغَاتِكْ
وفي الختام كرّم عبدالله العويس بحضور الشاعر محمد البريكي، المشاركين في الأمسية.