أيا كان اسم الرئيس _ #ماهر_أبوطير
نقترب من موعد #الانتخابات_الأميركية، وكل دول الشرق الأوسط لها حساباتها هنا، ومن سيفوز من المرشحّين ستكون له تحالفاته في المنطقة وسيحتفل به البعض، وسيغضب البعض الآخر.
حسابات الأردن في الانتخابات الأميركية قائمة على 3 مستويات، الأول الذي تعنيه الإدارة الأميركية الجديدة في واشنطن وموقفها من الأردن بشكل محدد، ودوره، واحتمالات إدامة ذات العلاقة أو تغييرها وبأي شروط، والثاني الذي تعنيه الإدارة الأميركية الجديدة على مستوى تحالفاتها في المنطقة، ومن هي الدول التي ستشكل اللوبي الرئيسي لواشنطن وفقا لاسم الرئيس وتأثير ذلك على #الأردن إن كان في حزمة هذه الدول أو خارجها، وثالث المستويات ما يرتبط بهوية الإدارة الجديدة، وموقفها من إسرائيل وسقوف دعمها لتل أبيب، وتأثيرات الدعم على الأردن، من حيث الجغرافيا، وما قد يتم طلبه من الأردن، أو فرضه عليه عنوة.
علينا أن نشير أولا إلى أن عهد ترامب السابق شهد إدامة للعلاقة الأردنية الأميركية، وساهمت المؤسسات الأميركية الأمنية والعسكرية والكونغرس ومراكز الضغط في تخفيف الضغط عن الأردن لحسابات إستراتيجية، بما يفسر استمرار الدعم الأميركي مع علاقة باردة مع الرئيس الأميركي الذي أعلن عن صفقة القرن بما تعنيه، حيث مرت السنوات الأربع بشق الأنفس.
مقالات ذات صلة دبي الوصل…بلد صغير وريادة في حيوات عالمية كبيرة. 2024/11/04في هذه المرحلة شكل بايدن صداقة وثيقة مع الأردن، خفضت جزئيا من أخطار المشروع الإسرائيلي لكنها لم تلغ هذه الأخطار، وإن لطفت من حسابات الأردن في المشهد، وهي أيضا واصلت الدعم المالي والعسكري للأردن، وكانت العلاقة السياسية مع الإدارة في البيت الأبيض وثيقة جدا، ولم تمنع كل الحسابات مع الأردن أو غيره، من البدء بتطبيق صفقة القرن التي أطلقها ترامب سياسيا، من خلال “صفقة قرن عسكرية” في ظل الرئاسة الأميركية الحالية، وستؤدي إلى ذات النتيجة بالمحصلة، أيا كان الرئيس المقبل، أي التوطئة لصفقة قرن سياسية، تقوم على إعادة رسم الخرائط، وصناعة توصيف وظيفي جديد للدول، وربما فك وإعادة التركيب لدول المنطقة، وسط سيناريوهات كثيرة يجري تسريب أسرارها وأشكالها واحتمالاتها.
يترقب الأردن الانتخابات الأميركية، وربما يفضل الأردن أن تفوز كاملا هاريس، مرشحة الديمقراطيين، فهي أقل خطورة، وأكثر تلطفا بمصالح الأردن، لكن هذا التفضيل مجرد وهم، حيث إنها تلتقي مع ترامب بتنفيذ ذات مستهدفات المشروع الأميركي الجديد في المنطقة القائم على إخلاء المنطقة من كل القوى السياسية والعسكرية، لصالح إسرائيل.
توقيت ما بعد الانتخابات الأميركية سيؤدي في كل الأحوال إلى مرحلة حسم اعتبارا من بداية العام الجديد، وبعد أن يتولى الرئيس الجديد سلطاته، وفي كل الأحوال سيخضع الرئيس الجديد للمؤسسات الأمنية والعسكرية ومراكز اللوبي، والمراكز السرية التي تحكم الولايات المتحدة.
من السذاجة حقا أن نواصل توقع طبيعة المرحلة المقبلة بشأن الولايات المتحدة عبر قراءة هوية الرئيس الجديد فقط، حيث لا بد من إدخال عناصر جديدة في التحليل أبرزها توقيت الانتخابات الأميركية، في ظل حرب إسرائيلية في المنطقة على غزة ولبنان، وملف إيران، والصراع الروسي الأميركي، وملف الصين، وملف أوكرانيا، وهي عوامل تعيد صياغة المشهد الإقليمي والدولي بدرجة تختلف عن المراحل السابقة، بما يعني أن كل دول المنطقة أمام فواتير مختلفة، تجنبتها طوال المراحل الماضية، ولن يكون ممكنا جدولتها ولا تجنبها اليوم، من توصيفات وظيفية جديدة لدول المنطقة، وأدوارها على الخريطة، مرورا بالصراعات وكلفها، وصولا إلى الفصل بين القوى وتسوية الحسابات بما يعنيه ذلك أمنيا وعسكريا، وفرض سياسات جديدة على الدول.
السياسات الأميركية المقبلة نحو الأردن، أو اي دولة ثانية، لن تخضع لذات المحددات الثنائية المعتادة، بل ستخضع لحسابات إقليمية ودولية، بما فيها ملف إسرائيل، وستلتحق دول عربية بقافلة هذا الرئيس أو ذاك، وستتعامل الدول العربية مع الأردن أيضا اقترابا أو ابتعادا وفقا للمعسكر الذي تقف فيه، بما يعني أن قدرتنا على إدارة الموقف يجب أن ترتفع حساسيتها.
حتى اللحظة يركز الأردن على العلاقة مع المؤسسات الأكثر ثباتا في واشنطن، لكن المرحلة المقبلة سيتغير كل شي ولن تفيدنا تقييمات المؤسسات الأكثر ثباتا، لأننا أمام مشروع أميركي إسرائيلي له استحقاقات وشروط جديدة، وهي استحقاقات وشروط قد لا يمكن جدولتها.
نحن أمام وضع جديد أياً كان اسم الرئيس.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الانتخابات الأميركية الأردن الانتخابات الأمیرکیة فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي ينشئ نقطة عسكرية جديدة في القنيطرة
القنيطرة- بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل يومين العمل على إنشاء نقطة عسكرية جديدة في ريف محافظة القنيطرة جنوبي سوريا.
وقد سبق هذه الخطوة عملية جرف لمئات الأشجار الحرجية المحيطة بالمنطقة التي يتم العمل على إقامة النقطة الجديدة فيها.
وقال محمد عبد الرحمن أحد سكان المنطقة للجزيرة نت إن "الاحتلال الإسرائيلي بدأ قبل يومين العمل على إنشاء نقطة عسكرية في منطقة حرش جباثا الخشب بريف محافظة القنيطرة".
جيش الاحتلال شق طريقا يربط النقطة العسكرية الجديدة بالجولان المحتل (مواقع التواصل)وأضاف المواطن أن الجرافات الإسرائيلية دخلت المنطقة وعملت على اقتلاع مئات الأشجار، ومنعت السكان من الاقتراب، معتبرةً أن المنطقة أصبحت عسكرية.
وأشار إلى أن إنشاء النقطة أثار مخاوف سكان المنطقة بشكل عام وسكان بلدة جباثا الخشب بشكل خاص، حيث لا يزال مصير المنطقة مجهولاً بعد إقامة هذه النقطة، والتي من الممكن أن تشدد الخناق عليهم.
وأوضح عبد الرحمن أن إنشاء النقطة لم يقتصر على بناء بعض المنشآت الأسمنتية في محيطها، بل امتدت التحصينات إلى مسافة كيلومتر واحد باتجاه بلدة جباثا الخشب، كما تم فتح طرق جديدة باتجاه الشريط الحدودي مع الجولان المحتل.
إعلانوقدّر المساحة -التي يقوم جيش الاحتلال بالعمل عليها بهدف إنشاء النقطة- بـ50 دونماً، تشمل أراضي زراعية تحتوي على أشجار مثمرة تعود ملكيتها لأهالي بلدة جباثا الخشب.
ومنذ الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد يوم 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، تواصل إسرائيل توسيع احتلالها للأراضي السورية حتى باتت على مشارف ضواحي دمشق.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد أنشأ مؤخراً 6 نقاط عسكرية في محافظة القنيطرة، توزعت على بلدة حضر وقرية قرص النفل والتلول الحمر (شمالي المحافظة) وبلدة الحميدية وبلدة كودنة وأخرى بالقرب من سد المنطرة (جنوبا).
كما استهدفت طائرة مسيرة إسرائيلية الأربعاء الماضي رتلاً عسكريا تابعا لإدارة العمليات العسكرية في بلدة غدير البستان بريف القنيطرة الجنوبي مما أدى إلى مقتل مختار البلدة عبدو الكومة، وإصابة آخرين.
وتأتي هذه الأفعال الإسرائيلية في ظل عدم وجود أي تحركات مقابلة من الجانب السوري والإدارة الجديدة، في حين يطالب أهالي القنيطرة بأن يتم النظر إليهم ووضع حد للاحتلال الإسرائيلي.