تترقب مجموعة كبيرة من الدول التي تعاني ضغوطا من ارتفاع الدولار مقابل عملتها، اجتماع مجموعة بريكس التي تضمّ البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، يوم 22 أغسطس الجاري في جنوب إفريقيا.

الدولار عملة رئيسية

وفي هذا الصدد، قال سفير جنوب أفريقيا لدى "بريكس" إن المجموعة المؤلفة من 5 دول ناشئة تعتزم مناقشة تعزيز استخدام العملات المحلية في التجارة بين الدول الأعضاء، وذلك على هامش القمة المرتقب عقدها في جنوب إفريقيا خلال الأسبوع المقبل.

وأضاف السفير أنيل سوكلال، في مقابلة بمكتب بلومبرج في جوهانسبرج، أن المحادثات ستركز على عدة قضايا، منها إنشاء نظام مدفوعات مشترك، فيما يُرجَّح تشكيل لجنة فنية لدراسة مقترح إطلاق عملة مشتركة. 

واستطرد في مؤتمر عُقد في مكان قريب بجوهانسبرج، بأن المجموعة لا تخطّط لمناقشة استخدام عملتها المرتقبة بديلاً للدولار (العملة الاحتياطية العالمية) حالياً بحكم الواقع.

وتابع سوكلال: "التداول بالعملات المحلية سيكون حاضراً على جدول أعمال القمة المقبلة بقوة، في حين لا بند في جدول الأعمال يتعلق بإدراج موضوع التصدي للدولرة على أجندة (بريكس). فالمجموعة لا تدعو إلى مكافحة الدولرة، وسيظلّ الدولار عملة عالمية رئيسية، وهذا أمر واقع".

ومن جانبه، قال الدكتور رائد سلامة، الباحث الاقتصادي، إن استبدال الدولار داخل "بريكس" ربما يكون بمثابة بداية فقط على طريق تطوير ولا يعني تغيير النظام المالي العالمي.

قوة الدولار عالميا 

وأضاف سلامة ـ في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الدولار مازال وسيظل مسيطرا بحكم تأثيره كعملة تبادل وبحكم كونه انعكاسا للاقتصاد الأضخم في العالم وبحكم كونه تعبيرا عن تركيبة علاقات سياسية واقتصادية متشابكة مازالت تتحكم في آمور كثيرة في العالم في ظل ظروف دولية استثنائية كأزمة أوكرانيا وأزمة المناخ.

وتابع: "لا بد أن نفرق بين تحليل أي خطوة تقوم بها قوة كبرى كدول "البريكس" من خلال فهم وتحليل الواقع وبين الأماني والأحلام حتى وإن كانت مشروعة لكن من المهم ان يكون العمل لتحقيقها مبنى على فهم موضوعي للواقع".

وأشار سلامة، إلى أنه من هنا يجب ان ننظر الي امرين أولا أن المجتمع الأمريكي هو مجتمع ضخم جدا حوالي 335 مليون نسمة ينتج ناتج محلي ضخم يقدر بحوالي 26 تريليون دولار وهو ما يزيد بكثير عن الناتج المحلي للصين مثلا باعتبارها القوة المنافسة لأمريكا حسب وثيقة الامن القومي الأمريكي.

ومن جانبه، يقول الدكتور على الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إن تلك التصريحات هي الواقع، ومصر تتطلع منذ سنوات للانضمام إلى مجموعة بريكس، حيث سبق وأن تقدمت بطلب غير رسمي، قبل أن تطلب ذلك بشكل رسمي مؤخرًا.

وأضاف الإدريسي - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن من ضمن أهمية المجموعة هي التعامل مع تكتل يضم ما يزيد عن 40% من سكان العالم، سواءً من دول المجموعة أو دول تتعامل معها، كما ينتج أكثر من 30 % من السلع والخدمات على مستوى العالم، ويساهم بأكثر 31.5 %  من معدلات النمو للاقتصاد العالمي.

انضمام مصر للبريكس 

وأشار الإدريسي، إلى أن الانضمام للبريكس يحمل فرصة كبيرة لزيادة معدلات التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة بين مصر والدول الأعضاء، فضلا عن أهمية الوجود وسط تكتل يحمي المصالح السياسية والاقتصادية للدولة المصرية ويضيف مزيدًا من التعاون وتبادل الخبرات، والاستفادة من اتجاه البريكس للتعامل بالعملات المحلية أو بعملات غير الدولار الأميركي، وهذا جزء تحتاج إليه القاهرة نظرًا لمشكلة النقد الأجنبي، وبالتالي تنويع سلة العملات الأجنبية.

وتابع: "مصر باتت عضوًا في بنك التنمية التابع لبريكس، وهذه خطوة تؤكد إصرار الدولة المصرية للانضمام إلى المجموعة، والانضمام يعزز من العلاقات السياسية الجيدة التي تربط مصر بباقي دول المجموعة وعلى رأسها روسيا والصين والهند، وبالتأكيد يسهل ذلك تواجد ذلك ضمن دول المجموعة، والبريكس يستفيد أيضا من وجود مصر في عضويته، حيث تكون بوابة لإفريقيا من حيث نفاذ وتوجيه السلع والخدمات الخاصة بهم، وتصدير لباقي دول القارة للاستفادة من السوق الإفريقي؛ استغلالًا لموقع مصر الجغرافي والمقومات التي تمتلكها".

وفي نفس السياق، تعد بريكس هي اختصار للحروف الأولى باللغة الإنجليزية للدول المكونة للمنظمة، وهي: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.

ويعد تجمع "بريكس" من أهم التجمعات الاقتصادية على مستوى العالم، ويمثل التجمع نحو 30 بالمئة من حجم الاقتصاد العالمي، و26 % من مساحة العالم و43 % من سكان العالم، وتنتج أكثر من ثلث إنتاج الحبوب في العالم.

وتأسس تجمع "بريكس" من قبل البرازيل وروسيا والهند والصين عام 2006، وانضمت إليه جنوب إفريقيا عام 2010، وتستضيف جنوب أفريقيا، التي تولت رئاسة "بريكس" الدورية في يناير الماضي، قمة بريكس الـ15، في أغسطس الجاري.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: بريكس مجموعة بريكس جنوب افريقيا الدولار جنوب إفریقیا

إقرأ أيضاً:

التجارة التونسية: 650 مليون دولار قيمة التبادل التجاري مع دول إفريقيا جنوب الصحراء

 

 قالت وزيرة التجارة وتنمية الصادرات التونسية كلثوم بن رجب إن قيمة التبادل التجاري بين تونس ودول إفريقيا جنوب الصحراء بلغت 650 مليون دولار، وأن الصادرات التونسية نحو الدول الإفريقية قدرت بنحو 420 مليون دولار أي بنسبة 3,5 % من إجمالي الصادرات التونسية، مشيرة إلى أن الصناعات الكهربائية والميكانيكية والزراعية والغذائية والصناعات المختلفة استحوذت على أكثر من 90 % من هذه التبادلات.

تونس.. سقوط مروحية عسكرية خلال مناورة هبوط يودى بحياة شخص منتخب سيدات الطائرة يتفوق على تونس ببطولة العالم

وأوضحت الوزيرة - خلال كلمتها الافتتاحية للدورة الثالثة للقاءات الأعمال التونسية الإفريقية - أن هذه اللقاءات ستشهد مشاركة عدد كبير من المؤسسات الرائدة في مجال التشبيك المهني.

وأضافت أن هذا النوع من اللقاءات يتيح للمتعاملين الاقتصاديين التونسيين ونظرائهم الأفارقة اكتشاف إمكانيات جديدة لتعزيز التعاون والشراكة ذات المنفعة المتبادلة من خلال تنظيم 2500 لقاء مهني مباشر على مدى يومين.

وأشارت الوزيرة إلى أنه بالرغم من تراجع التجارة العالمية بنسبة 5,2 بالمائة سنة 2023، تحدت التجارة بين الدول الإفريقية هذا الاتجاه الإنحداري لتزيد بنسبة 3,2 % وتصل إلى 192,2 مليار دولار عام 2023.

وأفادت بن رجب بأن حصة التجارة بين الدول الإفريقية ارتفعت من إجمالي التجارة العالمية إلى 14,9 %عام 2023 نتيجة للدور الهام الذي تقوم به التجمعات الاقتصادية القارية الإفريقية وتفعيل منطقة التبادل التجارة الحرة القارية الإفريقية "زليكاف".

وأكدت الوزيرة أن هناك إمكانيات كبيرة غير مستغلة في مجال التجارة بين الدول الإفريقية، داعية إلى تضافر الجهود من مختلف الأطراف لتعزيز مستويات التجارة داخل مجموعة الدول الإفريقية ولضمان مشاركة أوسع للدول الإفريقية في التجارة العالمية، مشدده أن تونس ملتزمة بتعزيز علاقاتها السياسية والاقتصادية مع جميع دول القارة الإفريقية.

من جانبه.. قال الرئيس المدير العام لمركز النهوض بالصادرات مراد بن حسين إن تونس لا ترى أن إفريقيا هي مجموعة دول بل هي وحدة تتطلب العمل اليد في اليد لتدعيم أي تعاون اقتصادي وتجاري أساسي من خلال تبادل عدة منتجات، متمنيا أن تكون اللقاءات الثالثة الإفريقية التونسية فرصة للانطلاق في هذا التوجه من خلال البرنامج الموضوع والذي يضم أكثر من 2000 لقاء مباشر مسجلين على المنصة التي وضعت للغرض.

وأكد تسجيل مشاركة 120 مؤسسة وهيكلا إفريقيا، وأكثر من 200 مؤسسة اقتصادية تونسية للمشاركة في لقاءات مهنية مشتركة بحضور 25 دولة مع برنامج موازي لجسور التجارة العربية الإفريقية من وزراء، وسفراء ورؤساء تنفيذين لهياكل تمويل في القارة الإفريقية.

وأوضح أن هناك لقاء خاصا مع الأمين العام للزليكاف مع ممثلين عن القطاع الخاص والتركيز سيكون على الشباب والمرأة والشركات الناشئة، بالإضافة إلى اجتماع تشاوري بين المسؤولين الأولين الممثلين عن هياكل تنمية الصادرات في الدول الإفريقية على غرار الكونغو الديمقراطية، والسنغال، ورؤساء غرف التجارة في الدول الإفريقية .

مقالات مشابهة

  • ماذا قالت نائب محافظ البحيرة قبل مغادرتها المحافظة؟
  • التجارة التونسية: 650 مليون دولار قيمة التبادل التجاري مع دول إفريقيا جنوب الصحراء
  • محكمة العدل الدولية: إسبانيا قدمت طلباً للانضمام إلى دعوى جنوب إفريقيا ضد “إسرائيل”
  • ماذا ينتظر أهالي الإسماعيلية من الحكومة المرتقبة؟.. انتعاش سياحي وتجاري
  • ماذا قالت لقاء الخميسي عن مشوارها الفني؟
  • مرصد الأزهر يستقبل وفدًا قضائيًا إفريقيًا بالتعاون مع الأمم المتحدة
  • ماذا قال وزير الدفاع للجنة الوطنية للتحقيق في اجتماع عقد بالعاصمة عدن؟
  • رئيس جنوب إفريقيا يعلن تشكيل حكومة وحدة وطنية موسعة
  • المعارضة في جنوب إفريقيا تحصل على 12 وزيرا من أصل 32 في تشكيلة الحكومة الجديدة
  • دولتان تنضمان لجنوب إفريقيا في دعواها ضد إسرائيل