فاتتني صلاة العشاء وتذكرتها في الصباح فهل أقضيها مباشرة أم أنتظر في موعدها
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
يُعتبر الالتزام بأداء الصلوات في أوقاتها من أهم الواجبات على المسلم، حيث أن التكاسل أو التأخير في أداء الصلاة قد يؤدي إلى إضاعتها وتركها.
وفي حالة نسيان الصلاة أو النوم عنها، يجب على المسلم أن يقضيها فور تذكره، دون تأجيل، وفقًا لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا نام أحدكم عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك».
ويعني ذلك أنه يجب المبادرة بأداء الصلاة في اللحظة التي يتذكر فيها المسلم فرض الصلاة.
إذا استيقظ المسلم بعد النوم وترك صلاة، أو إذا نسي الصلاة، فإن أول واجب عليه هو أداء تلك الصلاة الفائتة.
ويشمل ذلك صلوات النهار مثل الفجر والظهر والعصر، حيث يمكن أداؤها في أي وقت بعد تذكرها، حتى لو كان ذلك في الليل.
وليس هناك دليل شرعي على تأخير الصلاة المنسية إلى اليوم التالي.
كيفية أداء الصلاة الفائتة
أوضح الشيخ محمد وسام أمين الفتوى من دار الإفتاء أن الصلوات المنسية يجب قضاؤها، سواء كانت لفترات طويلة حيث يتم قضاء كل صلاة مع صلوات من نفس النوع، مثل الفجر مع الفجر والعصر مع العصر، أو إذا كانت عددها أقل فتُؤدى على الترتيب.
من جهته، ذكر الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن المسلم إذا فاتته صلاة سواء عمداً أو سهواً، فيجب عليه قضاءها، ولا بأس من إيجاز الصلاة بشرط عدم الإخلال بصحتها. وأوضح أن الإيجاز يهدف إلى تجنب الملل الذي قد يدفع الشيطان إلى إغواء المسلم أثناء قضاء الصلوات الفائتة.
كما نصح الشيخ أحمد ممدوح في إجابة على سؤال حول إمكانية الاكتفاء بقراءة سورة الفاتحة فقط في الصلوات الفائتة، بأن يقتصر المسلم على الحد الأدنى اللازم لصحة الصلاة، مثل قراءة الفاتحة والتسبيح في السجود والركوع.
وأضاف أن التوبة من الصلوات الفائتة التي تراكمت لسنوات عديدة لا تتطلب قضاء ما قبلها، بل فقط الاعتراف بالمعصية والنية بالتوبة.
اختلاف آراء المذاهب في ترتيب قضاء الصلوات الفائتة
تباينت آراء المذاهب الفقهية وأهل العلم بشأن ترتيب قضاء الصلوات الفائتة:
الحنفية والمالكية: يرون وجوب قضاء الصلوات الفائتة، حتى وإن كانت قليلة مثل صلوات يوم وليلة.
الحنابلة: يؤكدون على وجوب القضاء بشكل مطلق دون قصر.
الشافعية: يعتبرون قضاء الصلوات الفائتة مستحباً وليس واجباً، وفي حالة عدم الترتيب، فإن الصلاة تظل صحيحة لدى الجمهور ولا يُعَدُّ فيها إثم.
المالكية: يرون وجوب ترتيب قضاء الصلوات الفائتة القليلة، ولكن لا يشترط الترتيب عند أدائها بدون قصد، وتكون الصلاة صحيحة مع الإثم.
الحنابلة: لا يقبلون قلة الترتيب ويشددون على وجوب إعادة الصلوات الفائتة حتى لو كان الشخص جاهلاً بوجوب الترتيب، إذ يعتبرون التعلم واجباً ولا يعذر الجهل.
كيفية قضاء الصلوات الفائتة مع الصلوات الحاضرة في أوقات الضيق
في حالة ضيق الوقت ووجود صلوات فائتة متعددة، أوضاع العلماء تتمحور حول ترتيب الصلوات الفائتة قبل أداء الصلاة الحاضرة. أشار الشيخ أحمد وسام أمين الفتوى إلى أنه من الأفضل قضاء الصلوات الفائتة بترتيبها، مثل أداء صلاة الظهر أولاً ثم العصر ثم المغرب والعشاء، خاصة إذا كانت الفائتة لعدة أيام.
أما الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، فأكد على وجوب قضاء الصلوات الفائتة لأنها دين على المسلم حتى يلتزم بأدائها. وأوضح أن الأمر يصبح أسهل إذا كانت الصلوات الفائتة قليلة، حيث يمكن قضاءها بترتيبها دون تأخير.
خلاصة
المحافظة على أداء الصلوات في وقتها واجب على كل مسلم، ويجب عليه بذل الجهد لتجنب نسيانها أو تأخيرها. وفي حالة حدوث ذلك، يجب عليه قضاء الصلوات الفائتة فور تذكرها أو استيقاظه من النوم، مع مراعاة ترتيبها حسب المذهب الفقهي الذي يتبعه، لضمان صحة الصلاة ورضا الله تعالى.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصلوات الفائتة كيفية اداء الصلاة الفائتة صلاة العشاء قضاء الصلوات الفائتة أمین الفتوى أداء الصلاة
إقرأ أيضاً:
صيغة تكبيرات العيد وكيفية أداء الصلاة .. اعرف حكمها الشرعي
صيغة تكبيرات العيد، لم يَرِد شيء بخصوصها في السنَّة المطهَّرة، والأمر فيه على السَّعة؛ لأنَّ النص الوارد في ذلك مطلق، وهو قـوله تعالى : ﴿وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ﴾ [البقرة: 185]، والْمُطْلَقُ يُؤْخَذُ على إطلاقه حتى يأتي ما يقيِّده في الشرع.
وأمَّا عن صيغة تكبيرات المصريين، فهي صيغة شرعية صحيحة؛ قال عنها الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: "وإن كبَّر على ما يُكبِّر عليه الناس اليوم فحسن، وإن زاد تكبيرًا فحسن، وما زاد مع هذا من ذكر الله أحببتُه".
صيغة تكبيرات عيد الفطرودرج المصريون من قديم الزمان على الصيغة المشهورة وهي: (الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا وسبحان الله بكرة وأصيلًا، لا إله إلا الله، وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وعلى أصحاب سيدنا محمد وعلى أنصار سيدنا محمد وعلى أزواج سيدنا محمد وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا).
1- قال الإمام النووي: «قال الشافعي والأصحاب: فإن زاد فقال: (الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله والله أكبر).. كان حسنا». [الأذكار (ص288)].
2- وقال الإمام الحافظ مرتضى الزَّبيدي: «والذي اشتهر استعماله الآن في التكبير في العيدين في مصر وما والاها من البلاد، هكذا: الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرا، والحمد الله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، لا إله الا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله الا الله، ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صلّ على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد، وسلِّم تسليما كثيرا.
وهذا هو المعتاد الآن، ومن قبل الآن، وفيه الجمع بين الزيادات، وهو حسن، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بالوجه المذكور، وإن لم يرد فيه نقلٌ، فهو حسنٌ أيضًا، والله أعلم» [إتحاف السادة المتقين (3/385)].
كيفية صلاة العيدوتؤدى صلاة عيد الفطر بركعتين، يبدأهما الإمام بتكبيرة الإحرام، ثم يقول دعاء الاستفتاح وهو مستحب، ثم يكبر 7 تكبيرات غير تكبيرة الإحرام، ثم يقرأ الفاتحة وآيات من القرآن.
ويستحب أن تكون آيات سورة الأعلى، ثم يستكمل الركعة على صفة الصلاة المعروفة، ويستوفي الركوع، والرفع منه، والسجود، ثم يقوم للركعة الثانية ويكبر 5 تكبيرات بعد تكبيرة القيام على صفة تكبير الركعة الأولى، ثم يقرأ الفاتحة، وآيات من القرآن يستحب أن تكون آيات سورة الغاشية، ثم يستكمل الركعة على صفة الصلاة المعروفة، ويستوفي الركوع، والرفع منه، والسجود، ثم يجلس للتشهد ويسلم.
ويبدأ وقت صلاة العيد من وقت ارتفاع الشمس، أي: بعد شروقها بحوالي ثلث الساعة، ويمتد إلى زوال الشمس، أي: قبيل وقت الظهر.
قضاء صلاة العيدويجوز قضاء صلاة العيد لمن فاتته متى شاء في باقي اليوم أو في الغد وما بعده أو متى اتفق كسائر الرواتب، وإن شاء صلاها على صفة صلاة العيد بتكبير، وإلى ذلك ذهب الإمامان: مالك والشافعي -رضي الله عنهما-؛ لما روي عن أنس-رضي الله عنه-، أنه كان إذا لم يشهد العيد مع الإمام بالبصرة جمع أهله ومواليه، ثم قام عبد الله بن أبي عتبة مولاه فيصلي بهم ركعتين، يكبر فيهما؛ ولأنه قضاء صلاة، فكان على صفتها، كسائر الصلوات، وهو مخير، إن شاء صلاها وحده، وإن شاء في جماعة، وإن شاء مضى إلى المصلى، وإن شاء حيث شاء.
ويجوز لمن فاتته صلاة العيد أن يصلي أربع ركعات، كصلاة التطوع، وإن أحب فصل بسلام بين كل ركعتين؛ وذلك لما روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: «من فاته العيد فليصل أربعا»، وروي عن علي بن أبي طالب-رضي الله عنه- أنه «أمر رجلا أن يصلي بضعفة الناس في المسجد يوم فطر أو يوم أضحى، وأمره أن يصلي أربعا»؛ ولأنه قضاء صلاة عيد، فكان أربعا كصلاة الجمعة، وإن شاء أن يصلي ركعتين كصلاة التطوع فلا بأس؛ لأن ذلك تطوع.