إنزال البترون: معطيات وتساؤلات
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
كتبت" الاخبار": أثار رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع قائد الجيش العماد جوزيف عون موضوع الإنزال الإسرائيلي في منطقة البترون وخطف المواطن عماد أمهز.
وذكرت «الأخبار» أن عون شرح ما لدى الجيش من معلومات، وقال ان التحقيقات يتولاها فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي.
وعلم أن النائب العام التمييزي، القاضي جمال الحجار، لم يصدر استنابة قضائية يطلب فيها حصر التحقيق بفرع الملعومات، وخصوصاً أنه في حال ترك الملف الى فرع المعلومات فقط، فإن للأمر تبعات، من بينها حاجة التحقيق الى داتا موجود قسم منها لدى الجيش ولدى القوات الدولية العاملة في الجنوب، وخصوصاً داتا المراقبة الخاصة بنشاط رادارات تنتشر على طول الساحل اللبناني، كما توجد عدة طرادات وسفن حربية تابعة للجانبين الفرنسي والألماني في المياه اللبنانية وفي المياه الإقليمية أيضاً، وبالتالي يفترض توجيه طلبات حول الداتا من الجيش ومن القوات الدولية، وهو ما أشار اليه وزير الداخلية القاضي بسام المولوي بعد اجتماع مجلس الأمن المركزي أمس.
إلا أن ما ظهر حتى الآن هو أن العدوّ تمكن من القيام بعدة أمور أساسية؛ منها:
أولاً، اخترق عن بعد كاميرات تسجيل في المبنى، وتبين أنه عطل عملية التسجيل أثناء تنفيذ عملية الخطف.
ثانيا: بيّنت المعطيات التقنية والفنية التي جمعت ان القوة قطعت مسافة لا تتجاوز الـ 250 متراً، ونجحت خلال أربع دقائق من لحظة النزول على الشاطئ الى لحظة الوصول الى المبنى والعودة الى الشاطئ. وأظهرت معاينة الشقة أنه تم جرّ المخطوف خلال أقل من نصف دقيقة من سريره الى الخارج، بينما عمل أفراد من القوة على أخذ بعض أغراضه ولا سيما الحاسوب وهاتفه الخلوي.
ثالثاً، استغلت القوة المعادية ثغرات في عمل الأجهزة الأمنية، إذ إنه لم يحصل أن تمت مداهمة شقة في لبنان بحثاً عن مطلوب بالطريقة التي نفذتها القوة المعادية التي لجأت الى ترهيب سكان المبنى الذين استفاقوا على صوت خلع باب الشقة، قبل أن يبادر أحد أفراد القوة الى الصراخ بلهجة لبنانية: «فوتو لجوّا.. نحنا أمن دولة».
وبحسب مصدر قضائي، فإن الجهات الرسمية توافقت على أن يقدم كل جهاز ما لديه من معطيات وما يجمعه من معلومات حول ما حصل، وأشار الى أن كل الحديث الذي جرى مع عائلة وأصدقاء وجيران المختطف، لم يعط أي إشارة الى أن له علاقة بحزب الله أو بعمل خاص، وأن كل عارفيه تحدثوا عن سفره الدائم، وأنه كان يشارك دائماً في دورات تدريبية لرفع مستوى أدائه لقيادة سفن كبيرة، إضافة الى أنه كان يدرس التقدم بطلب هجرة الى كندا مع أفراد عائلته.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
وزيرة الدفاع الإسبانية توقف الاحتفال بالذكرى المئوية لإنزال الحسيمة لتجنب إغضاب المغرب
يُعتبر إنزال الحسيمة أحد أعظم النجاحات العسكرية الإسبانية. كان الجيش الإسباني قد أعد برنامجًا للاحتفالات، وتولى رئاسة الأركان العامة للدفاع مسؤولية تنظيمه، ولكن الوزيرة أمرت بإلغائه.
يصادف يوم 8 سبتمبر الذكرى المئوية لإنزال الحسيمة، وهو الإنزال البرمائي الذي وقع عام 1925 ويُعد من أهم النجاحات العسكرية الإسبانية الحديثة. ومع ذلك، فإن الاحتفال بهذا الحدث التاريخي يسير في اتجاه أن يكون محدودًا جدًا داخل القوات المسلحة، وربما معدومًا تمامًا.
أدى هذا الإنزال إلى إنهاء حرب الريف، والتي تُعرف أيضًا باسم « الحرب الثانية في المغرب »، حيث كانت انتفاضة عبد الكريم الخطابي ضد السلطات الاستعمارية الإسبانية والفرنسية في شمال المغرب سبب اندلاعها. جاءت هذه الحرب بعد كارثة أنوال عام 1921، حيث خسر الجيش الإسباني 10,000 جندي أمام قوات الريف، مما دفع الفيلق الإسباني إلى التدخل لإنقاذ مدينة مليلية.
يُعد إنزال الحسيمة علامة فارقة في التاريخ العسكري، حيث كان أول إنزال برمائي يُستخدم فيه الدبابات، مع دعم جوي وبحري مكثف. شارك الجيشان الإسباني والفرنسي في العملية، مما أدى إلى استعادة السيطرة الإسبانية على منطقة الحماية في شمال إفريقيا.
الجيش الإسباني كان يستعد للاحتفال بالذكرىأعرب الجنرال خوسيه أجوستين كاريراس، قائد اللواء الثاني عشر في الفيلق الإسباني، في العدد 569 من مجلة « الفيلق » (إصدار أبريل 2024)، عن أهمية عام 2025، مشيرًا إلى عدة مناسبات تاريخية، من بينها الذكرى المئوية لإنزال الحسيمة.
برغم أن الجنرال كاريراس لا يشرف على جميع وحدات الفيلق (مثل تلك الموجودة في سبتة ومليلية)، إلا أنه يتمتع بسلطة رمزية في تمثيل الفيلق في المناسبات التاريخية المهمة.
عند الاتصال بقيادة الجيش الإسباني للحصول على تفاصيل حول الفعاليات المخطط لها بمناسبة الذكرى المئوية، جاءت الإجابة مقتضبة وغير واضحة:
« نحيطكم علمًا بأن الذكرى المئوية لإنزال الحسيمة ليست حدثًا رسميًا خاصًا بالجيش الإسباني. »
وفقًا لمصادر عسكرية، فقد كانت هناك خطط مبدئية لإحياء الذكرى، حيث خصص الجيش الإسباني ميزانية لتنظيم عدد من الفعاليات تركز على الأهمية التاريخية لهذه العملية العسكرية. كذلك، أبدى رئيس الأركان العامة للدفاع، الأدميرال تيودورو إستيبان لوبيز، اهتمامًا بالحدث، وقام بتنسيق تنظيمه ليشمل مختلف أفرع القوات المسلحة.
ولكن، عندما وصلت هذه الخطط إلى وزيرة الدفاع الإسبانية، مارغريتا روبليس، أصدرت أمرًا بإلغاء جميع الفعاليات المتعلقة بهذه الذكرى.
تُشير المصادر إلى أن سبب هذا القرار هو تجنب أي توتر دبلوماسي مع المغرب، حيث يُعتقد أن الاحتفال بهذه العملية العسكرية قد يثير استياء الرباط.
عند الاتصال بوزارة الدفاع الإسبانية للحصول على تعليق رسمي، لم تصدر الوزارة أي رد حتى بعد عدة استفسارات. بينما اكتفى مكتب رئيس الأركان العامة للدفاع بالتصريح بأن: « سيتم إعداد دراسة تاريخية عن إنزال الحسيمة. »
موقف معهد التاريخ والثقافة العسكريةأكدت بعض المقالات المنشورة في الصحف مثل El Debate وMelilla Hoy أنه لا توجد خطط لدى معهد التاريخ والثقافة العسكرية لتنظيم أي احتفال بهذه الذكرى، باستثناء تنظيم مؤتمر أكاديمي حول العمليات البرمائية.
وتُشير مصادر من المعهد إلى أن الأولوية الرئيسية للجيش الإسباني في عام 2025 ستكون الاحتفال بالذكرى الـ500 لمعركة بافيا عام 1525، التي هزمت فيها القوات الإسبانية والألمانية الجيش الفرنسي في شمال إيطاليا.
العلاقات الإسبانية المغربية: توازن حساستعد العلاقة مع المغرب من القضايا الدبلوماسية الحساسة التي تواجه أي حكومة إسبانية. فقد شهدت السنوات الأخيرة أزمات دبلوماسية متعددة، أبرزها استقبال زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، في إسبانيا للعلاج، مما أدى إلى أزمة حدودية في سبتة عام 2021، فضلًا عن ارتفاع تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى جزر الكناري.
في عام 2022، كشف المغرب أن رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، وصف مبادرة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية بأنها « الأساس الأكثر جدية وواقعية » لحل النزاع، مما شكل تحولًا كبيرًا في موقف إسبانيا التقليدي تجاه هذه القضية.
في هذا السياق، فإن تنظيم احتفال واسع بذكرى إنزال الحسيمة قد يُفسر على أنه استفزاز للمغرب، خاصة أن منطقة الإنزال تشمل جزر الحسيمة، التي تطالب المغرب بسيادتها إلى جانب مدينتي سبتة ومليلية.
الخطابي.. وأنوالترتبط ذكرى إنزال الحسيمة ارتباطًا وثيقًا بشخصية عبد الكريم الخطابي، الذي قاد المقاومة الريفية ضد الاستعمار الإسباني والفرنسي. على الرغم من أنه كان خصمًا للسلطان المغربي في ذلك الوقت، إلا أن الحكومة المغربية الحديثة احتفت بذكراه، وأصدرت طابعًا بريديًا عام 2021 يحيي ذكرى انتصار الريفيين في معركة أنوال.
من اللافت أن وزارة الدفاع الإسبانية لم تقم بتنظيم فعاليات كبيرة لإحياء ذكرى كارثة أنوال، باستثناء بعض المراسم المحدودة في مليلية. ويُعزى هذا إلى توجه الحكومة الحالية، التي تُفضل عدم إعطاء أهمية مفرطة للأحداث العسكرية التي قد تكون محل جدل، خاصة تلك المتعلقة بالحروب الإسبانية في المغرب.
عن (إل كونفيدينثيال)
كلمات دلالية إسبانيا المغرب تاريخ