لبنان ٢٤:
2025-03-29@03:24:55 GMT

لبنان: خلاف الأولويات

تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT

كتب الدكتور ناصيف حتي في" النهار": دخل الشغور الرئاسي عامه الثالث في لبنان. هذا الأمر لم يعد غريبا في السياسة اللبنانية. يحصل ذلك في وقت يبدو لبنان في أمسّ الحاجة إلى انتظام السلطات والانتهاء من الفراغ المستمر والمدمر.
وتتحكم في السياسة عندنا، إلى درجة كبيرة، قدرية سياسية، قوامها أنه في الازمات الكبرى والمستعصية كما يبدو على حل "صنع في لبنان"، يأتي الحل من تفاهم الخارج.

حل يرتبط بتوازنات تنتج من تفاهمات يتم التوصل إليها عند حلول لحظة التعب أو انسداد الأفق المكلف للجميع من اللاعبين الخارجيين. فيذهبون بحلول تلك اللحظة نحو التسوية لإعادة تفعيل السلطة وملء الفراغ الرئاسي متى كان قائما.
ينعكس ذلك الاتفاق الخارجي بين أصدقاء وحلفاء للأطراف المتصارعة أو المختلفة في لبنان، على الخطوات الدستورية المعروفة من الأطراف الداخلية، بعد ظهور "الضوء الأخضر"، مثل انتخاب الرئيس وتأليف حكومة وفاق وطني .
هنالك جدل وخلاف مباشر أو غير مباشر، لكنه غير مخفي، بين من يدعو من جهة إلى الإسراع في الانتخاب- والإسراع لا يعني التسرع لكنه لا يعني أيضا الهروب إلى الأمام- ومن يدعو من جهة أخرى إلى انتظار حصول وقف النار، للذهاب نحو ملء الفراغ المدمر. ويرى بعض المراقبين أن ذلك مردّه إلى لعبة توازن القوى في اللحظة المطلوبة للانتخاب. توازن قد يراه أو يراهن على رؤيته كل طرف باعتبار أنه ربما يكون لمصلحته في "الموعد المختار" لملء الفراغ بسبب التوازنات الخارجية والداخلية الحاكمة في تلك اللحظة .
المطلوب ليس الصراع حول ما يأتي أولا أو تحديدا حول ترتيب الأولويات، وإحداث تناقض مصطنع بينها، بل الاقتناع بأن المطلوب وطنيا وفي سبيل إنقاذ لبنان من الانهيار الكلي هو التوافق الفعلي، لا الشكلي، على ما يأتي: المضي في المسارين توازيا، مسار الانتخاب ومسار العمل الديبلوماسي الخارجي للتوصل إلى وقف النار كليا ووقف العدوان الإسرائيلي على لبنان. فانتظام السلطة في هذه المرحلة الخطِرة والدقيقة، أمر أكثر من ضروري. وللتذكير، فإن
المناكفة السياسية التقليدية أمام هذا الاستحقاق لا يمكن أن تخضع هذه المرة، أيا كانت العناوين التي تُرفع هنا وهناك، لمنطق تقاسم قالب حلوى السلطة بمنافعها السياسية وغيرها.
المطلوب اليوم انتخاب رئيس توافقي يطمئن الجميع. رئيس لا يمكن أن يكون طرفا ما دام عليه قيادة "سفينة" الإنقاذ الوطني مع "حكومة مهمة" يُفترض تأليفها في البداية للمضي في مواجهة التحديات المختلفة والمترابطة في الداخل من جهة، والانطلاق من جهة أخرى في تحرك خارجي مبادر وناشط للإسهام في معالجة التحديات الخارجية التي لها تداعيات كبيرة على لبنان. فالانتظار يعني عمليا مزيدا من الانهيار..  

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: من جهة

إقرأ أيضاً:

مسؤولة أمريكية تلخص المطلوب من السلطات السورية.. ماذا قالت عن الإعلان الدستوري

لخصت القائمة المؤقتة بأعمال الممثل الدائم للولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة، دوروثي شيا، المطلوب من الحكومة السورية خلال الفترة القادمة.

وقالت شيا في كلمة ألقتها خلال جلسة مجلس الأمن إنه يتعين على السلطات السورية المؤقتة أن "تشرع في عملية سياسية تضم المجتمعات الكردية والدرزية والعلوية والمسيحية"، مؤكدة أن السلطات الجدية "لم تشرع بأي عملية مماثلة ذات مغزى حتى اليوم"، بحسب شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.

والثلاثاء، نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر مطلعة قولها إن الولايات المتحدة سلمت الحكومة السورية قائمة شروط تريد من دمشق الوفاء بها مقابل تخفيف جزئي للعقوبات، منها ضمان عدم تولي أجانب مناصب قيادية في الحكومة.


وقالت الوكالة إن ناتاشا فرانشيسكي نائبة مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون بلاد الشام وسوريا سلمت قائمة المطالب لوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في اجتماع خاص على هامش مؤتمر المانحين لسوريا في العاصمة البلجيكية بروكسل في 18 آذار/ مارس الجاري.

وأوضحت شيا أن الولايات المتحدة تؤكد على دعمها "لعملية الانتقال السياسي التي تبين أن الحوكمة الموثوقة وغير الطائفية هي أفضل مسار لتجنب المزيد من الصراعات".

وانتقدت ممثلة الولايات المتحدة الإعلان الدستوري، وقالت إن واشنطن "تشعر بالقلق إزاء إطار العمل الخاص بمسودة الدستور وعدم سيره في الاتجاه الصحيح".

واستطردت شيا بالقول إن "الإجراءات التي كان ينبغي أن تشكل محطات مهمة على المسار الانتقالي القائم في سوريا لم تأت على قدر التوقعات، وينبغي أن ندرك جيدا التحديات القائمة التي نواجهها.. ينبغي أولا تمثيل الأصوات السورية بشكل موسع ضمن لجنة جديدة يتم تشكيلها لإعداد مسودة الدستور الدائم".

وحول المقاتلين الأجانب قالت شيا: "ليس للمقاتلين الأجانب أي دور في المؤسسات العسكرية أو الحاكمة في سوريا.. وينبغي إبعاد كافة المقاتلين الأجانب عن مواقعهم بشكل فوري، كما ينبغي حل أي وحدات عسكرية مؤلفة من مقاتلين أجانب".

وأكدت أن واشنطن "تراقب عن كثب من يتم اختيارهم لتولي مناصب حكومية".

وحول الاتفاق الذي وقعه الرئيس السوري أحمد الشرع مع "قوات سوريا الديمقراطية"، قالت شيا: "لقد رحبنا بالاتفاق الذي تم التوصل إليه مع قوات سوريا الديمقراطية يوم 10 آذار/ مارس، والذي يقضي بدمج شمال شرق البلاد في سوريا الموحدة، واعتبرناه تقدما فعليا وذا مغزى ستحدد ملامحه تفاصيل التنفيذ".

وأضافت: "يشكل هذا الاتفاق خطوة أولى متواضعة على المسار نحو سوريا المستقرة والمستقلة.. وليكون هذا الاتفاق ذا معنى، يتعين استكماله بتفاصيل تشتمل على هيكل أمني موحد يضمن ألا تشكل سوريا تهديدا خارجيا للدول المجاورة، وأن تكون قادرة على هزيمة تنظيم داعش المتمركز في البلاد أو غيره من الجماعات المتطرفة العنيفة، بما في ذلك الميليشيات المدعومة من إيران".

وفي العاشر من آذار/ مارس الجاري أعلنت الرئاسة السورية أنه تم توقيع اتفاق يقضي باندماج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الجمهورية العربية السورية.

وحول معتقلي داعش في السجون والمعتقلات التي تيسطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، قالت شيا: "يجب أن يتضمن إطار العمل الأمني في سوريا خططا مفصلة تضمن أن يبقى مقاتلو داعش رهن الاحتجاز، وأن تتم السيطرة بشكل متواصل على العدد الكبير من إرهابيي داعش الأجانب الذين تحتويهم قوات سوريا الديمقراطية حاليا.. وفيما يتعلق بموضوع مخيمي الهول وروج، فنحن ندعو كافة الدول التي لديها مواطنون داخل المخيمين إلى استعادتهم. لقد حان وقت إفراغ المخيمين لأنهما باتا حاضنين للإرهاب، وينبغي تجنب نشر التطرف في قلوب جيل جديد لداعش".

وأكدت شيا أن واشنطن تشجع السلطات السورية المؤقتة على المشاركة مع المنظمات الدولية التي تسعى إلى دعم عملية الانتقال في البلاد.

وختمت شيا كلمتها بالقول: "نرحب أيضا بالمشاركات بين السلطات المؤقتة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية مؤخرا، ومن المفترض أن تصل الفرق الفنية عما قريب لتبدأ مهمة تحديد برنامج الأسلحة الكيمياوية الخاص بنظام الأسد وتدميره".



وحول أحداث الساحل قالت شيا: "لقد سلطت الأحداث الأخيرة الضوء على هشاشة سوريا، وزادت مخاوفنا لناحية عدم طي القادة المؤقتين لصفحة ماضيهم الجهادي".

وختمت بالقول: "يمثل تعزيز المحاسبة وضمان الحوكمة التمثيلية مفتاح السلام والازدهار الدائمين في سوريا.. وتسعى الولايات المتحدة إلى تحقيق السلام والأمن في المنطقة، وإلى أن تكون سوريا بعيدة عن التأثيرات الخارجية، وأن تحترم حقوق السوريين كافة، وأن تمنع الإرهابيين من استخدام البلاد كمنصة".

مقالات مشابهة

  • ميقاتي يستنكر اعتداءات إسرائيل على لبنان: ملف الجنوب يشكل أولوية الأولويات
  • العلامة ياسين: المطلوب مواقف سيادية وليس جبانة
  • بعد عامين من الفراغ.. تعيين كريم سعيد حاكماً لمصرف لبنان
  • التعادل لا يأتي والأبيض يتفوق.. ماذا يفعل الزمالك ضد علي ماهر قبل صدام سيراميكا؟
  • تسجيل الناخبين في الانتخابات البلدية دون المستوى المطلوب.. والمفوضية تدرس التمديد
  • بعد عامين من الفراغ.. العين على حاكم جديد لمصرف لبنان
  • مسؤولة أمريكية تلخص المطلوب من السلطات السورية.. ماذا قالت عن الإعلان الدستوري
  • وزير الأوقاف: النصر لا يأتي إلا بعد صبر وكفاح وتضحيات عظيمة
  • الحوثي: الاشتباك مستمر حتى اللحظة ردا على العدوان الأميركي
  • بين المصالح وملء الفراغ.. ألمانيا تقود حراكا أوروبيا نحو دمشق