الثورة نت:
2024-11-05@05:07:08 GMT

علماء الدفع المسبق

تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT

علماء الدفع المسبق

 

صنفان بصلاحهما تصلح الأمة، وتصلح وتستقيم أحوالها، وتسعد وترتاح شعوبها، وتنهض وتتقدم وتتطور دولها، وتفسد لفسادهما وجورهما وقلة دينهما وجرأتهما على الله ورسوله وخلقه، إنهما الأمراء والعلماء، وسنقف اليوم مع الصنف الثاني وهم العلماء، من قال الله فيهم في كتابه الكريم : ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) وقال فيهم رسوله الأعظم سيدنا محمد – صلى الله عليه وآله وسلم : ( العلماء ورثة الأنبياء )، وهنا نخص بالحديث علماء الأمة العربية والإسلامية، علماء خير أمة أخرجت للناس، من يفترض بهم أن يكونوا ورثة للرسول الأعظم وامتدادا لرسالته السامية، ونهجه ومساره الإيماني الجهادي، الذي يرتكز على مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يكونوا قادة يقتدى بهم في قول الحق ونصرة أهله، ونقد الباطل ومقارعة أهله، انطلاقا من المسؤولية الدينية المنوطة بهم، حيث يعول عليهم في جانب الوعي والبصيرة والإرشاد في أوساط المجتمع، وخصوصا عندما تتعرض للمدلهمات والخطوب .

ولكن واقع السواد الأعظم من علماء المسلمين يبعث على الحسرة والأسى، حيث تحوّل الكثير منهم إلى علماء للسلاطين والدواوين الملكية والأميرية، يعبدون المال ويقدسون الملوك والحكام والأمراء ويسبحون بحمدهم، بكل جرأة ووقاحة، دونما اكتراث لخطورة ذلك وتداعيات ذلك عليهم في الدنيا والآخرة، يتصدرون المشهد ويطلقون الفتاوى ويصدرون البيانات التي تتبنى وجهة نظر الملوك والحكام، بعد أن وظفوا الدين لمصلحتهم وفيما يعزز من سلطتهم ويشرعن لوجودهم ويحافظ على عروشهم، رغم كل الجور والفسق والجرم والفجور والارتداد الذي هم عليه، حيث تحوّل هؤلاء إلى مجرد أبواق للتطبيل لهم وتمجيدهم، وأدوات تشرعن لقراراتهم الخاطئة، وتصرفاتهم الرعناء، ومواقفهم المخزية والمذلة، وتوجهاتهم المشبوهة، التي تصب مجملها في مصلحة أعداء الإسلام والمسلمين .

ابتلع البعض ألسنتهم، ولزم البعض الآخر الصمت، والبقية الباقية من علماء الدفع المسبق تفننوا في الشرعنة لتطبيع بعض الدول العربية مع كيان العدو الصهيوني وفتح السفارات وتبادل العلاقات والدخول معه في معاهدات واتفاقيات وتبادل الزيارات وعمل تدريبات وتحالفات عسكرية ومناورات، دويلة الإمارات فتحت المعابد الوثنية وجاهرت باليهودة والتصهين، والسعودية فتحت المراقص والملاهي ودور السينما والبارات، وأباحت الشذوذ والمنكرات، وفتحت الباب على مصراعيه أمام اليهود والصهاينة لتدنيس المسجد الحرام والمسجد النبوي بكل جرأة ووقاحة، وهلم جرا من السلوكيات والممارسات الرعناء التي لم نسمع أي مواقف منددة ومستنكرة لها من قبل هؤلاء العلماء.

والمفارقة العجيبة أنه خلال أحداث ما سمي بالربيع العربي وما تعرضت له سوريا من مؤامرة وحرب عالمية قذرة وعدوان سافر من قبل بعض الجماعات التكفيرية بدعم وإسناد عربي وإقليمي ودولي ؛ أطلق علماء الدفع المسبق العنان لفتاويهم وبياناتهم التي شرعنت للعدوان على سوريا تحت يافطة ( الجهاد ) ضد الجمهورية العربية السورية، وتسابقوا على التحريض ضد سوريا وقيادتها وسخروا كل طاقاتهم وإمكانياتهم لذلك، والأمر ذاته عندما يتعلق الأمر بالتباينات والخلافات التي تحصل داخل أو بين الدول العربية، نزولا عند رغبة الحكام وتنفيذا لتوجيهاتهم، ولكن عندما تعلق الأمر بالمجازر والمذابح والجرائم الصهيونية بحق نساء وأطفال وأبناء غزة وجنوب لبنان، والتواطؤ المصري الأردني في العدوان والحصار على غزة، والخذلان العربي والإسلامي لغزة ولبنان، لم تصدر منهم أي فتاوى أو بيانات تدعو للجهاد ضد العدو الصهيوني، وتندد بالمجازر والمذابح التي يرتكبها يوميا في فلسطين ولبنان .

والمحزن جدا أن البعض من هؤلاء ( العلماء ) لم يلزموا الصمت فحسب تجاه جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الصهاينة، بل ذهبوا لمناصرتهم وتبرير جرائم الإبادة التي يرتكبونها في حق النساء والأطفال على مرأى ومسمع العالم، ووصلت بهم الخسة والنذالة إلى الحد الذي دفعهم لإظهار مظاهر الفرح والسرور والتشفي بإستشهاد قادة المقاومة الإسلامية الفلسطينية واللبنانية، ووصل السقوط ببعضهم إلى حد السجود شكرا لله على ذلك، وتوزيع الحلويات، مع مواصلتهم الطعن في ظهر المقاومة، وتكييف المجازر والمذابح التي يرتكبها كيان العدو الصهيوني على أنها تندرج في سياق ما أسموه ( الدفاع عن النفس ) و( الحق المشروع ) وغير ذلك من العناوين السخيفة والساقطة و التي لم نسمع بعضها حتى من حاخامات اليهود الصهاينة أنفسهم.

ووالله إنه لخذلان إلهي لهؤلاء الأدعياء من ( علماء الدفع المسبق ) الذين باعوا دينهم بدنياهم، وباعوا أنفسهم للطواغيت والهلافيت من أجل المناصب والمكاسب المادية، وسيأتي أطفال ونساء غزة ولبنان يوم القيامة وهم ممسكون برقابهم لأنهم بمواقفهم المخزية هذه شركاء في كل المجازر والمذابح وجرائم الإبادة التي يرتكبها العدو الصهيوني، ولا عذر لهم أمام الله، بعد أن خذلوا غزة ولبنان، ولم يقوموا بواجب النصرة والعون لهم، بل ذهب الكثير منهم للتآمر عليهم والتحريض ضدهم والوقوف في صف الصهيوني والأمريكي بكل جرأة ووقاحة وقلة حياء.

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

هل نرى ربنا يوم القيامة؟.. أحد علماء الأزهر يجيب

أكد الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، أن الحديث المروي في صحيح البخاري عن رؤية الله يوم القيامة يحمل معاني عميقة ومهمة للمؤمنين، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "هل تمارون في القمر ليلة البدر، ليس دونه سحاب؟"، مشيرًا إلى وضوح الرؤية التي لا يختلف عليها أحد.

وأشار الدكتور يسري جبر، خلال أحد البرامج الدينية، إلى أن النبي تطرق إلى تفاصيل هذا الحديث، موضحًا أن المماراة تعني الاختلاف في الرأي، وأنه كما لا يوجد خلاف حول رؤية القمر في ليلة البدر، فلا يوجد أيضًا خلاف حول رؤية الله يوم القيامة للمؤمنين،  قائلًا: "هل تضارون في الشمس، ليس دونها سحاب؟"، مؤكدًا على أن رؤية الله ستكون واضحة تمامًا مثل رؤية الشمس، التي يشعر بحرارتها حتى الأعمى.

ولفت إلى أن التشبيه هنا ليس في الجهة أو الاستدارة، بل في وضوح الرؤية، فكما يرى الإنسان القمر والشمس بوضوح، سيراهم الله بوضوح أيضًا يوم القيامة، موضحا أن هذا التشبيه يأتي لتأكيد أن الله ليس كالأجسام المخلوقة، فهو قاهر لا يتغير.

وفي سياق حديثه، ذكر أهمية التمييز بين المؤمنين والكافرين في هذا الأمر، حيث قال:"إن المؤمنين سيرون ربهم، بينما الكافرين محجوبون عنه"، موضحا أن الحجاب هو عقوبة الكافر، حيث يشعر بعذاب النار، ويكون الحجاب هو ما يمنعه من رؤية الله.

هل نرى الله يوم القيامة كما قال النبي في الحديث إنكم سترون ربكم عيانا

أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد اليها عبر موقعها الرسمي مضمونة:"هل حديث النبي عليه السلام: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ عِيَانًا» يفيد رؤية المؤمنين لله يوم القيامة؟ وكيف تكون هذه الرؤية؟".

لترد دار الإفتاء موضحة: أنه ورد عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ عِيَانًا» رواه البخاري في "صحيحه"، وعنه أيضًا قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فنظر إلى القمر ليلة، يعني البدر، فقال: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ، لَا تَضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا» ثُمَّ قَرَأَ: «﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ﴾ [ق: 39]» متفق عليه.

ووجه الدلالة من الحديثين واضح في إثبات رؤية المؤمنين لله تعالى في الآخرة وهو معتقد أهل السنة والجماعة؛ قال الملا علي القاري في "مرقاة المفاتيح" (9/ 619-620، ط. دار الفكر): [قال النووي: اعلم أن مذهب أهل السنة قاطبة أن رؤية الله تعالى ممكنة غير مستحيلة عقلًا، وأجمعوا أيضًا على وقوعها في الآخرة؛ أي: نقلًا، وأن المؤمنين يرون الله تعالى دون الكافرين.. وقد تظاهرت أدلة الكتاب والسنة وإجماع الصحابة، فمن بعدهم من سلف الأمة على إثبات رؤية الله تعالى في الآخرة للمؤمنين، ورواها نحو عشرين صحابيًا رضي الله تعالى عنهم عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، وآيات القرآن فيها مشهورة] اهـ.

وقال العلامة ابن القيم في "حادي الأرواح" (ص: 205، ط. دار الكتب العلمية): [وأما الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه الدالة على الرؤية فمتواترة] اهـ.

ومعنى رؤية الله تعالى في الآخرة: انكشافه لعباده المؤمنين في الآخرة انكشافًا تامًا، ولا يلزم من رؤيته تعالى إثبات جهة -تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا- بل يراه المؤمنون لا في جهة كما يعلمون أنه لا في جهة؛ يقول الدكتور محمد البوطي في "كبرى اليقينيات الكونية" (ص: 171، ط. دار الفكر المعاصر): [على الرغم من أن الله تعالى ليس جسمًا ولا هو متحيز في جهة من الجهات، فإن من الممكن أن ينكشف لعباده انكشاف القمر ليلة البدر كما ورد في الأحاديث الصحيحة، وأن يروا ذاته رؤية حقيقية لا شبهة فيها، وستحصل هذه الرؤية إن شاء الله بدون الشرائط التي لا بد منها للرؤية] اهـ.

والذي عليه أهل السنة والجماعة أنها: قوة يجعلها الله تعالى في خلقه، لا يشترط فيها اتصال الأشعة، ولا مقابلة المرئي ولا غير ذلك، فإن الرؤية نوع من الإدراك يخلقه الله تعالى متى شاء ولأي شيء شاء.

مقالات مشابهة

  • شاهد| إعلام العدو الصهيوني قلق من معضلة المُسيرات (مترجم)
  • أحد علماء الأوقاف: من يروج للشائعات يرتكب كبيرة من الكبائر
  • كيف يناصر علماء الأمة مقاومة غزة في مواجهة العدوان الصهيوني؟
  • حزب الله يواصل دك قواعد وتجمعات العدو الصهيوني والمستوطنين يسأمون البقاء في الملاجئ
  • حزب الله يواصل عملياته الصاروخية ضد الكيان الصهيوني: 28 بيانًا خلال يوم واحد
  • حزب الله يستهدف قواعد العدو الصهيوني ويحقق إصابات مباشرة
  • حزب الله يواصل عملياته الصاروخية في عمق الكيان الصهيوني
  • تسمّوا علماءَ وأفعالهم جِـدًّا رقيعة
  • هل نرى ربنا يوم القيامة؟.. أحد علماء الأزهر يجيب