عربي21:
2025-01-30@15:56:35 GMT

الشّوك والقرنفل

تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT

جميلٌ أن تتمسَّك الجزائر، بمعرضها الدولي للكتاب، الذي ستنطلق فعاليات طبعته السابعة والعشرين، خلال الساعات القادمة، والأجمل أن يتمسَّك الناس، بما يقدّمه هذا المعرض، الذي يخرجهم ولو لبعض الوقت، من ضجر التغريدات المزيفة والخيال الطائش، ويعيدهم إلى الورق والحبر، إلى الكتاب الذي انطلقت من صفحاته أكبر الثورات، وأعطر الحضارات، وأنجح القفزات.



ويحضرنا في كل موعد ثقافي كبير، القضية الفلسطينية وما يحدث حاليا في فلسطين ولبنان، إذ أصبحت الكتابة والتأريخ للأحداث جزءا من الحرب إن لم نقل الجزء الأهمّ.

ولا تكاد تذكر ثائرا سياسيا أو رياضيا أو مثقفا كبيرا، إلا وقد بدأت حياته بكتاب، وانتهت أيضا بكتاب، بل إن الكثيرين، لم يغادروا الدنيا إلا بعد أن قدَّموا حياتهم وتجربتهم في كتاب للناس. وتزدحم المكاتب العالمية بمذكّرات كبار الساسة والحرب، من هتلر وتشرشل إلى شارل ديغول وميخائيل غورباتشوف، فبقي الكتاب والكتابة، برغم هذا الطوفان التكنولوجي الجارف الذي نجح في الإبهار، وإجبار الأنام على إدمان مجالسته، ولكنه ما حقق جواهر الكتاب، خير جليس للأنام.

تحضرنا، ونحن نتكلم عن الكتاب، تلك الرواية التحفة التي خطها الشهيد يحيى السنوار في سجنه، التي اختار لها عنوان “الشوك والقرنفل”، وهي مذكّرات رجل، كتب نفسه وشعبه وأرضه وحياته وموته، فمنح الناس كتابا رائعا، روى فيه قصته وقصة من حوله من أعداء وأصدقاء، وغادر الدنيا بطلا يمكن الانبهارُ به والاعتبار منه، في كل صفحة من الكتاب الممنوع تداوله في بلدان عديدة من مختلف القارّات بين من أراد الشوك ومن أراد القرنفل.

عندما تقرأ لطاغور أو إرنست همنغواي أو ألبير كامي أو غابريال غارسيا ماركيز أو آسيا جبار، وكلهم فازوا أو اقتربوا من التتويج بجائزة نوبل في الآداب، تشعر بأن الحياة تظلم بعضا من أهل الحق، ولكنهم سيعودون في يوم من الأيام، كما عاد ديوان اللهب المقدس الذي خطّه مفدي زكرياء في سجن بربروس، وكما سيعود كتاب “الشوك والقرنفل” لمؤلفه الشهيد يحيى السنوار، الذي كتبه في سجون هداريم والسبع ونفحة.

لم يكن الكتاب قطّ، ألوانا مزركشة، وإثارة في العناوين أو استعراضا لأجل الكلمات الموزونة والمبعثرة على صفحات بيضاء، ولم تكن معارض الكتب، بكمّية ما يُشحن فيها من ورق وبعدد زائريها، وبالتي تُبعد الجالسين في حضرتها، إلى الشوك، فقد كان الكتاب رفيقا للكبار، فما كان عبد الحميد بن باديس أو مالك بن نبي يشاهَدان إلا حاملين معهما كتابا من أمّهات ما أعطته تجارب الأمم.

وبقدر ما نطمئن عندما نسمع بامتلاك بعض الشباب مكتبات في بيوتهم، نركّز على نوعية هذه الكتب وكفاءة كتّابها والتزامه بالحركة التنموية الشاملة، التي تعني نمو الإنسان قبل بقية مجالات الحياة، لأنّ الفرق كبير بين الشوك والقرفل.

قديما قال أفلاطون: “شعب يقرأ شعبٌ لا يجوع ولا يُستعبد”، وحديثا رفضت الكثيرُ من الشعوب القراءة، فكان الجوع والاستعباد والشوك أيضا مصيرها.

الشروق الجزائرية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الجزائر السنوار الشوك والقرنفل الجزائر غزة الاحتلال السنوار الشوك والقرنفل مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة رياضة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

"70 عامًا" السيسي يوضح الظلم التاريخي الذي وقع على الشعب الفلسطيني

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن القضية الفلسطينية شهدت ظلمًا تاريخيًا استمر لمدة 70 عامًا، مشيرًا إلى أن ما يحدث في قطاع غزة اليوم هو نتيجة لعدم معالجة جذور المشكلة على مدار سنوات طويلة. وأضاف الرئيس خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الكيني، أن الحل الحقيقي لهذه الأزمة يكمن في إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، وفقًا لحل الدولتين الذي يضمن حقوق الفلسطينيين وأمن المواطنين الإسرائيليين.

موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية

من خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس الكيني وليام روتو، نقل الرئيس السيسي رسالة واضحة حول موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية. أكد السيسي أن بلاده لن تتراجع عن دعم حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، طبقًا لقرارات الشرعية الدولية. وأضاف أن مصر ستواصل العمل بشكل حثيث مع الأطراف الدولية لتحقيق هذا الهدف، لافتًا إلى أن أي محاولة لفرض واقع جديد يتعارض مع هذه الحقوق الفلسطينية ستواجه بالرفض.

وأشار السيسي إلى أن مصر تبذل جهودًا كبيرة من أجل الوصول إلى حل شامل وعادل للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، مؤكدًا أن السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. كما أكد أن مصر لن تتهاون في أي مسألة تتعلق بأمنها القومي، وأنها لن تسمح بفرض أي واقع جديد على الأرض يتجاهل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

تأثير تصريحات ترامب على المنطقة

في الوقت نفسه، جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، التي طالب خلالها الأردن والمغرب بإيواء المزيد من اللاجئين الفلسطينيين نتيجة الفوضى التي يشهدها قطاع غزة، لتهز الوضع الإقليمي وتثير تساؤلات عدة حول مستقبل القضية الفلسطينية. وقال ترامب في تصريحاته التي أدلى بها للصحفيين على متن طائرته الرئاسية، إنه طلب من العاهل الأردني استقبال المزيد من الفلسطينيين في وقت تشهد فيه غزة دمارًا غير مسبوق. وأضاف ترامب أنه تحدث مع الرئيس السيسي حول هذا الموضوع في محاولة لتخفيف العبء الناتج عن النزاع في غزة.

ووفقًا لتصريحات ترامب، يرى أن الحل يمكن أن يكون في إقامة مخيمات مؤقتة أو حتى بناء مساكن دائمة في دول مثل الأردن ومصر لإيواء الفلسطينيين. إلا أن هذا الطرح قوبل بانتقادات واسعة في المنطقة، حيث كان هناك قلق من أن هذه التصريحات قد تؤدي إلى تصعيد جديد في النزاع الإقليمي.

التباين بين المواقف الدولية

تعكس هذه التصريحات تباينًا واضحًا في المواقف الدولية تجاه كيفية التعامل مع أزمة اللاجئين الفلسطينيين. في حين ترى الإدارة الأمريكية السابقة أن نقل الفلسطينيين إلى دول أخرى قد يكون حلًا مؤقتًا، يعارض قادة الدول العربية، مثل الرئيس السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، هذا الطرح بشدة. فقد حذر السيسي في وقت سابق من أن عملية تهجير الفلسطينيين من غزة قد تؤدي إلى تداعيات خطيرة على الأمن الإقليمي، حيث من الممكن أن يتسبب ذلك في حدوث أزمة مماثلة في الضفة الغربية.

أما الملك عبد الله الثاني فقد وصف في وقت قريب فكرة نقل اللاجئين الفلسطينيين إلى الأردن أو مصر بأنها "خط أحمر"، مؤكدًا أن الأردن لا يمكنه تحمل المزيد من اللاجئين في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها. وأضاف أن بلاده تستضيف بالفعل أكثر من 2.39 مليون لاجئ فلسطيني وفقًا للأمم المتحدة، وأن استضافة المزيد منهم سيكون أمرًا غير ممكن في المستقبل القريب.

الواقع في غزة: دمار وانهيار

من جهة أخرى، تستمر الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة في التدهور بشكل خطير. فبعد 15 شهرًا من الحرب بين إسرائيل وحماس، تحول جزء كبير من غزة إلى أنقاض، حيث تم تدمير نحو 60% من المباني بما في ذلك المدارس والمستشفيات. كما نزح ما يقرب من 90% من سكان القطاع، مع استمرار موجات النزوح القسري التي جعلت الكثير من السكان يهربون أكثر من مرة.

خاتمة: التحديات المستمرة

تبدو تصريحات ترامب المتعلقة بنقل الفلسطينيين إلى الدول المجاورة بمثابة محاولة لتغيير الواقع في المنطقة بطريقة قد تتناقض مع الأسس التي قامت عليها السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط لعقود. بينما تواصل مصر والأردن التأكيد على موقفهما الرافض لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين إلى خارج أرضهم، يبقى السؤال الأبرز: هل ستتمكن المنطقة من التوصل إلى حل شامل يضمن حقوق الفلسطينيين ويحقق الاستقرار الدائم؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة على هذا السؤال في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها الدول العربية والمجتمع الدولي في هذا الشأن.

مقالات مشابهة

  • دولفين يرد الجميل للبحار الذي أنقذه.. فيديو
  • "70 عامًا" السيسي يوضح الظلم التاريخي الذي وقع على الشعب الفلسطيني
  • حركة إم 23.. جناح إثنية التوتسي المسلح الذي أحكم قبضته على الكونغو
  • بالفيديو| حاكم الشارقة يزور الصف الذي درس فيه بالمرحلة الابتدائية
  • ما الذي دفع بالإسرائيلي إلى تمديد بقائه في الجنوب؟
  • مناقشة ديوان "ظلي الذي يخجل من الاعتراف بموت صاحبه" بمعرض الكتاب
  • أم كلثوم التي لا يعرفها أحد.. ندوة تكشف أسرار كوكب الشرق بمعرض الكتاب
  • بحضور عبدالله السناوي.. معرض الكتاب يناقش "أم كلثوم التي لا يعرفها أحد"|صور
  • بحضور عبدالله السناوي.. معرض الكتاب يناقش أم كلثوم التي لا يعرفها أحد
  • الأمين العام لحزب الله: نشكر العراق على الدعم الذي قدمه إلى لبنان