دمر كل شيء شمال القطاع وحصيلة العدوان 1800 شهيد خلال شهر
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
الاحتلال الصهيوني يرتكب مجازر جديدة في غزة ويقر بإصابة 10 من جنوده الفصائل الفلسطينية: قرار سلطات الكيان بإغلاق “الأونروا” استخفاف بالمجتمع الدولي
الثورة / متابعة / ابراهيم الاشموري
نفذ جيش الاحتلال الصهيوني أمس قصفاً جوياً ومدفعياً عنيفاً على شمالي قطاع غزة مع دخول عمليته العسكرية في المنطقة شهرها الثاني، وارتكب مجازر جديدة بحق العائلات الفلسطينية في مختلف مناطق قطاع غزة ، وأقر بإصابة عدد من جنوده خلال يوم أمس.
واستشهد 15 فلسطينيا على الأقل، وفقد آخرون تحت أنقاض منزلين قصفهما جيش الإحتلال الصهيوني في بلدة بيت لاهيا بمحافظة شمال قطاع غزة، التي تتعرض لإبادة وتطهير عرقي منذ شهر فيما ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على قطاع غزة،امس، إلى 43.374 شهيدا و102,261 مصابا أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ السابع من أكتوبر 2023 .
وأعلنت وزارة الصحة بغزة، في بيان لها، أن قوات العدو الصهيوني ارتكبت ثلاث مجازر جديدة ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 33 شهيدا و 156 اصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وأشارت الوزارة إلى أن عددا من الضحايا لا يزال تحت الأنقاض وفي الشوارع، مما يمنع طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.
وأضافت المصادر أن قصفا مدفعيا عنيفا نفذه جيش العدو على مناطق الصفطاوي، وحي القصاصيب، ومحيط دوار أبو شرخ، وجباليا النزلة، وحي الجرن في جباليا البلد، وبيت لاهيا.
وتزامن ذلك مع إطلاق نار من طائرات مسيَّرة وآليات صهيونية متمركزة في محاور التوغل شمال القطاع، لاسيما غرب جباليا ومحيط الصطفاوي.
كما واصل جيش الكيان عمليات نسف مبان سكنية في منطقة الفاخورة جنوب مشروع بيت لاهيا، وفي شمال غرب مدينة غزة،
بدوره، قال جهاز الدفاع المدني بغزة: “لليوم الثالث عشر، خدماتنا معطلة قسرا في كافة مناطق شمال قطاع غزة بفعل الاستهدافات والعدوان الإسرائيلي المستمر”.
وأوضح الدفاع المدني في بيان فجر امس أن “آلاف الفلسطينيين باتوا هناك (شمال القطاع) دون رعاية إنسانية وطبية”.
وأكد أن الجيش الإحتلال هاجم طواقمه شمال غزة، وسيطر على مركباته وشرد غالبيتهم إلى جنوب القطاع، واختطف 7 منهم.
في السياق، قال “مستشفى العودة” شمال القطاع، امس إنه “محروم من إمدادات الوقود اللازم لتزويد المرافق والأقسام المختلفة بالكهرباء منذ 5 أكتوبر الماضي”.
وأوضح في بيان أن “منظومة الإسعافات التي تديرها مستشفى العودة خرجت عن الخدمة، نتيجة الاستهداف الإسرائيلي المباشر”.
وأكد “حاجة المستشفى إلى إمداد عاجل بالأدوية ووحدات الدم والطعام والمياه، حتى تتمكن من الاستمرار في تقديم الخدمات”.
وتسبب الهجوم المتزامن مع حصار مشدد في خروج مستشفيات محافظة الشمال عن الخدمة، كذلك أدى إلى توقف خدمات الدفاع المدني ومركبات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.
وفي مدينة غزة المحاذية، كثف الجيش العدو قصفه المدفعي وإطلاق النار على المناطق الشمالية لحييّ الزيتون والصبرة جنوب شرق المدينة، بالتزامن مع إطلاق قنابل إنارة، وفق مصدر في الدفاع المدني للأناضول.
أما في المحافظة الوسطى، استشهد فلسطيني وأصيب آخرون بغارة شنتها مسيرة “إسرائيلية” على منزل لعائلة قدوحة، في شارع السوق شرق مخيم النصيرات، وفق مصدر طبي
وأضاف المصدر ذاته أن 3 فلسطينيين من عائلة النباهين استشهدوا جراء قصف طائرة استطلاع إسرائيلية منزلا في المخيم ذاته.
وشهدت المناطق الشمالية الغربية لمخيم النصيرات قصفًا مدفعيا بين الحين والآخر.
وفي جنوب قطاع غزة، أصيب شاب وزوجته وطفلاه بقصف مسيرة صهيونية منزلاً في منطقة قيزان رشوان جنوب مدينة خان يونس، حسب مسعفين فلسطينيين.
وقالت مصادر محلية إنّ قصفا مدفعيا إسرائيليا استهدف مدينتي رفح وخان يونس، وتركز في شرقي خان يونس وشمال شرق بلدة القرارة وغرب رفح.
إلى ذلك أكد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أن جيش العدو الصهيوني مُستمر منذ شهر كامل بـ”جريمة التطهير العرقي والإبادة الجماعية” على محافظة شمال قطاع غزة، والتي راح ضحيتها أكثر من 1800 شهيد وأربعة آلاف جريح ومئات المفقودين، إلى جانب تدمير المستشفيات والبنية التحتية.
وقال المكتب في بيان امس: إن العدو يواصل عدوانه المكثّف برًا وجوًا وبحرًا، وبشكل مركّب على مدار شهر كامل على محافظة شمال قطاع غزة.
وأوضح أن جيش العدو يكثف عدوانه على جباليا المخيم وجباليا البلد وجباليا النزلة وبيت لاهيا ومشروع بيت لاهيا وبيت حانون ومحيط هذه المناطق.
كما دمّر العدو جميع مستشفيات محافظة شمال قطاع غزة أخرجها عن الخدمة، تزامنًا مع استهداف طواقم الدفاع المدني واعتقال بعضها وإخراجه عن الخدمة أيضاً، إضافة إلى تدمير البنية التحتية وشبكات المياه وشبكات الصرف الصحي وشبكات الطرق والشوارع، مما جعل محافظة شمال قطاع غزة محافظة منكوبة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وفق البيان.
يأتي ذلك فيما اعترف جيش العدو الصهيوني، امس، بإصابة 19 جنديا في المعارك المستمرة بقطاع غزة وجنوب لبنان، خلال الـ 24 ساعة الماضية، منهم عشرة جنود في قطاع غزة
وأشار الإعلامي الحكومي إلى أن جيش العدو عمل على تشريد الآلاف منهم وإجبارهم قسرياً على النُّزُوح من أحيائهم السكنية ونسفها.. قائلاً: إن ذلك “يُؤكّد بما لا يدع مجالاً للشك على مخططات الاحتلال الخبيثة بالانتقام من أبناء الشعب الفلسطيني العظيم وتهجيره من أرضه مرة ثانية على غرار ما جرى تاريخياً عام 1948م”.
وشدد، على أن المخططات الصهيونية مغطاة أمريكياً وبضوءٍ أخضرٍ لارتكاب المزيد من المذابح والمجازر والقتل والإبادة.
وأضاف: إن العدو تعمًد تجويع قرابة 400 ألف إنسان بينهم أكثر من 100 ألف طفل، منع عنهم الطعام والماء والدواء وحليب الأطفال، كما استهدف ودمر عشرات مراكز النزوح والإيواء التي تضم عشرات آلاف النازحين الذين هربوا من منازلهم بحثاً عن الأمن والأمان.
و طالب المجتمع الدَّولي وكل المنظمات الأممية والدولية بالقيام بدورها المنوط بها، والالتزام بتعاليم القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني من خلال تقديم الخدمة الإنسانية والصحية والإغاثية والحماية المدنية لكل المستشفيات والمؤسسات والأحياء السكنية المدنية، والضغط على الاحتلال بكل الوسائل والطرق لوقف جرائمه.
في سياق متصل دانت فصائل المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، والجهاد الإسلامي اليوم امس قرار سلطات العدو الصهيوني، إلغاء الاتفاقية التي تُنظم عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في الأراضي المحتلة واصفة ذلك القرار باستخفاف سلطات الاحتلال بالمجتمع الدولي.
وشددت الفصائل في بيانات منفصلة على أن القرار الصهيوني المخالف لميثاق الأمم المتحدة وللقانون الدولي هو ، ازدراء للمنظومة الأممية، وتأكيدٌ جديد بأنه كيانٌ مارق ومتمرد على الشرعية الدولية والقيم الإنسانية .
معتبرة القرار محاولة صهيونية لطمس الشاهد الدولي والأممي على قضية اللاجئين الفلسطينيين، على طريق سعيهم لشطب قضية اللاجئين وعودتهم إلى ديارهم التي هجّرتهم العصابات الصهيونية الإرهابية منها قبل ما يزيد على سبعة عقودٍ من الزمان.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: محافظة شمال قطاع غزة العدو الصهیونی الدفاع المدنی شمال القطاع جیش العدو عن الخدمة
إقرأ أيضاً:
غزة بين قسوة العدوان وحرب التجويع
تتصدر قضية التجويع المتعمّد في شمال غزة بعد ورود تقارير خطيرة من قطاع غزة تصف الوضع الإنساني والغذائي الكارثي الذي يمر به القطاع، بسبب وحشية العدوان الصهيوني الذي لم يتوقف بعد، ولن يتوقف ما دام أنه يحظى بالدعم الأمريكي والأوروبي، والصمت الدولي، وباطمئنان الاحتلال للحالة العربية المستكينة والهزيلة.
حرب إبادة حقيقية ضد سكان قطاع غزة، تمثلت في أكثر من 13 شهرا من المجازر الهمجية والقتل الممنهج المتواصل، والتجويع المتعمّد، والترويع على مدار الوقت، تمهيدا لتشريد سكان القطاع.
عمّقت 410 أيام من حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة؛ المحنة الإنسانية، حيث لا تكف منظمات أممية وإغاثية عن التنبيه إلى مستويات مثيرة للقلق من الانعدام الحاد للأمن الغذائي في القطاع.
وبموازاة تضرر مصادر الغذاء، يواصل الاحتلال فرض قيود صارمة على إيصال المساعدات للفلسطينيين في غزة، في سياق سياسة تجويع واضحة ووممنهجة بشكل واضح في حين تكشفّت أولى لحظات حصار التجويع مع بدء العدوان في 7 من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
ووفقا لتقرير أعده المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، فقد وثق عشرات جرائم القتل المتعمد والإعدامات الميدانية الجديدة التي نفذتها قوات الاحتلال "الإسرائيلي" ضد عدد كبير من المدنيين في محافظة شمال غزة ضمن عدوانها المتصاعد، في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي تنفذها ضد الفلسطينيين منذ أكثر من 13 شهرا.
وأوضح المرصد الأورومتوسطي، أن جيش الاحتلال يواصل منذ 45 يوما تنفيذ اقتحامه وهجومه العسكري الثالث ضد شمال قطاع غزة وسكانه، مرتكبا فظائع مشينة تشمل قتل المدنيين وترويعهم وطردهم من منازلهم بالقوة وتهجيرهم إلى خارج محافظة شمال غزة قسرا، في إطار واحدة من أكبر عمليات التهجير القسري في العصر الحديث.
وأشار المرصد إلى أنه ضمن العديد من الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال "الإسرائيلية"، والتي شملت قصف المنازل على رؤوس ساكنيها وقتلهم جماعيا، وقتل النازحين في مراكز الإيواء شمالي غزة واستهداف التجمعات والمركبات، وثق فريقه الميداني حالات قتل مباشرة وإعدامات خارج نطاق القانون والقضاء نفذها جنود الاحتلال ضد مدنيين دون أي مبرر.
مع طي 410 أيام من العدوان، باتت المجاعة تهدّد معظم سكان القطاع المحاصر والمدمّر، حيث يظهر تقرير أممي أن نصف سكان غزة يعانون الجوع الكارثي، وأن 90 في المئة من الأطفال يعانون سوء التغذية الحاد.
هذا المنهجية النازية دفعت مراقبين إلى اعتبارها حرب تجويع، ورأوا في الحوادث المتكررة لإطلاق جيش الاحتلال النار على فلسطينيين يتجمعون للحصول على المساعدات القليلة المتاحة دليلا واضحا على ذلك. وأبرز المرصد أنّ آلاف الفلسطينيين المحاصرين في شمال غزة يعانون من الجوع والخوف، ومن يُصَب منهم يتعذر غالبا نقله للعلاج أو حتى علاجه ميدانيا، ليتوفى عدد كبير منهم ببطء بسبب عدم توفر الرعاية الطبية المنقذة للحياة، مشيرا إلى أنه وثق وجود عشرات الضحايا ممن استشهدوا تحت الأنقاض بعد قصف منازلهم ولم تتوفر طواقم طبية أو دفاع مدني لإنقاذهم، حيث تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي منع الفرق الإنسانية من العمل منذ 45 يوما.
ما يعيشه أهالي القطاع في الحرب لا يتحمله بشر، وخاصة أن الجوع ينتشر في شمال غزة كالنار في الهشيم وسط تلكؤ المنظومة الدولية عن اتخاذ قرارات حاسمة تجاه مجازر الاحتلال في قطاع غزة، ما يجعلها شريكة في تلك الجرائم ويمثل ضوءا أخضر للاحتلال للمضي قدما في تصعيد جريمة الإبادة الجماعية، كما يعكس تجاهلا صادما لحياة الفلسطينيين وكرامتهم، في ضوء استمرار جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، من خلال سياسة العقاب الجماعي المتمثلة بالتجويع والتعطيش ودفعهم إلى النزوح المتكرر بعيدا عن أماكن سكناهم في ظروف تفتقر لأبسط حقوق الإنسان.
لذلك بات لزاما على المحكمة الجنائية الدولية والاتحاد الأوروبي ومنظمات الأمم المتحدة المختلفة، أن تنفض عن نفسها غبار العجز عن تحقيق الأهداف والمبادئ الأساسية التي قامت عليها، وتُظهر وقوفها الجدي بعد الفشل المشين على مدار أكثر من 13 شهرا في الالتزام بحماية المدنيين ووقف جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال ضد الفلسطينيين في غزة، وهو ما يفترض أن يكون في صميم عملها وسبب وجودها، والعمل على فتح ممرات إنسانية لإدخال المساعدات الإنسانية والإمدادات الغذائية والطبية اللازمة لسكان القطاع.